الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب السابع
في الأدعية المأثورة لوفاء الدين
أخبرني مسند الشام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الدمشقي رحمه الله بقراءتي عليه بدمشق، أنبأنا القسم بن أبي بكر بن قاسم الأربلي، أنبأنا المؤيد بن محمد، أنبأنا موسى، أنبأنا محمد بن الفضل الفراوي، أنبأنا عبد الغافر بن محمد الفارسي، أنبأنا محمد بن عيسى بن محمد الجلودي، أنبأنا إبراهيم بن محمد بن سفيان، أنبأنا مسلم بن الحجاج، حدثني زهير بن حرب، حدثنا جرير عن سهيل قال: كان أبو صالح يأمرنا إذا أراد أحدنا أن ينام أن يضطجع على شقه الأيمن ثم يقول: اللهم رب السموات ورب الأرض، ورب العرش العظيم، ربنا رب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين، واغننا من الفقر (88). وكان يروى ذلك عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، هذا حديث صحيح أخرجه مسلم وأصحاب السنن من طرق عن أبي صالح.
وفي رواية خالد الطحان عن سهيل: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا أخذنا مضاجعنا أن نقول بمثل حديث جرير، وقال: من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها (89). وفي رواية الأعمش عن أبي صالح أنه علمه لابنته فاطمة حين أتت تسأله خادماً، كما رويناه بالإِسناد المتقدم إلى مسلم قال: حدثنا أبو كرب
(88) أخرجه مسلم (3713)، والترمذي (3481)، وابن ماجة (3873)، وأحمد (2/ 536) من طرق عن أبي صالح به.
(89)
أخرجه مسلم (4/ 2084 / عبد الباقي).
محمد بن العلاء، حدثنا أبو أسامة ح. وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كرب قالا: حدثنا ابن أبي عبيدة قال: حدثنا أبي، كلاهما عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتت فاطمة النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادماً، فقال لها:"قولي: اللهم رب السموات السبع. . . " بمثل حديث سهيل عن أبيه، ولم يسق مسلم بقية الحديث من هذه الطريق. وأخبرني به موافقة عالية الشيخ الصالح أبو محمد عبد الله بن محمد بن إبراهيم المقدسي رحمه الله بقراءتي عليه بالصالحية دمشق في الرحلة الثالثة، أنبأنا علي بن أحمد بن عبد الواحد بن البخاري، أنبأنا محمد بن أبي زيد بن حمد الكراني، أنبأنا محمود بن إسماعيل الصيرفي، أنبأنا أبو الحسين، أنبأنا أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاة، قال: أنبأنا أبو القسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، حدثنا عبيد بن غنام، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن أبي عبيدة عن أبيه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة:"قولي: اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، منزل التوراة والإِنحيل والقرآن العظيم، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر قليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين، واغننا من الفقر"(90). أخرجه مسلم وابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة فوقع لنا موافقة عالية، ومسلم عن أبي كريب عن محمد بن أبي عبيدة، فوقع لنا بدلالة عالياً نوع آخر من ذلك، أخبرني إسماعيل بن علي بن سرجزا الذهبي رحمه الله بقراءتي عليه بدمشق، فال: أنبأنا أحمد بن هبة الله ابن عساكر أنبأنا القسم بن عبد الله بن عمر الصفار في كتابه، أنبأنا جدي عمر ابن أحمد بن منصور، أنبانا أبو بكر أحمد بن خلف، أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن البيع في كتابه المستدرك، أنبأنا إبراهيم بن عصمة بن إبراهيم، حدثنا أبي، حدثنا يحيى بن يحيى ح.
(90) أخرجه مسلم (4/ 2084 / عبد الباقي)، وابن ماجة (3831)، والترمذي (3476)، وابن أبي شيبة في مصنفه (10/ 262)، والطبراني في الدعاء (6043) من حديث أبي هريرة مرفوعاً.
وليس عند الطبراني سؤال فاطمة للرسول صلى الله عليه وسلم خادماً.
وأخبرني عبد الله بن محمد بن إبراهيم الصالحي بقراءتي عليه، أنبأنا علي بن أحمد بن البخاري، أنبأنا محمد بن أبي زيد الكرامي، أنبأنا محمود بن إسماعيل، أنبأنا أبو الحسين بن فاذشاة، أنبأنا أبو القاسم الطبراني، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان حدثنا أبو معاوية، أنبأنا عبد الرحمن ابن إسحاق القرشي، وقال الطبراني: عن عبد الرحمن بن إسحاق عن بن سيار أبي الحكم عن أبي وائل: جاء رجل إلى عليّ فقال: أعنّي في مكاتبتي.
وقال الطبراني: أتى علياً رجل فقال: يا أمير المؤمنين إني عجزت في مكاتبتي فأعنّي، فقال علي رضي الله عنه: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عليك مثل جبل صبير ديناً لأداه الله عنك، قل:"اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، واغنني بفضلك عمن سواك"(91).
هذا حديث حسن أخرجه الترمذي عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي عن يحيى بن حسان عن أبي معاوية، وقال: هذا حديث حسن غريب. وقال الحاكم بالسند المتقدم إليه: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه.
(91) إسناده حسن:
أخرجه الترمذي (3563)، والحاكم (1/ 538)، وأحمد (1/ 153) عن عبد الرحمن بن إسحاق القرشي عن سيار أبي الحكم عن أبي وائل به.
قال الترمذي: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.
قلت: بل هو حسن الإِسناد، فإن عبد الرحمن بن إسحاق هذا وهو عبد الرحمن بن إسحاق ابن عبد الله بن الحارث بن كنانة العامري القرشي مولاهم مختلف فيه، وقد وثقه ابن معين والبخاري، وقال أحمد "صالح الحديث"، وقال أبو حاتم "يكتب حديثه ولا يحتج به": ولخص حاله ابن حجر في التقريب بقوله: صدوق وقد وقع اسمه في الترمذي "عبد الرحمن بن إسحاق غير منسوب إلى قريش فظن العراقي رحمه الله أنه الواسطي.
قلت: وهو عبد الرحمن بن إسحاق بن سعد بن الحارث أبو شيبة الواسطي الأنصاري ويقال الكوفي ابن أخت النعمان بن سعد، فهذا ضعيف اتفاقاً وليس هو راوي هذا الحديث، فإنه أنصاري كما رأيت، والأول قرشي.
قلت: عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة الواسطي ليس بشيء، قاله أحمد وابن معين، وضعفه أيضاً أبو زرعة وأبو حاتم والبخاري وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان ومحمد بن سعد ويعقوب بن شيبة، ولكن هذا من أحاديث الترغيب فيعمل فيه حديثه.
نوع منه آخر: أخبرني عبد الله بن محمد بن إبراهيم الصالحي رحمه الله بقراءتي عليه بصالحية دمشق، أنبأنا علي بن أحمد بن البخاري، أنبأنا محمد بن أبي زيد الكراني في كتابه، أنبأنا محمود بن إسماعيل، أنبأنا أبو الحسين بن فاذشاة، أنبأنا أبو القاسم الطبراني، حدثنا علي بن المبارك الصنعاني، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني سليمان بن بلال ح.
قال الطبراني: وحدثنا علي بن عبد العزيز وأبو مسلم قالا: حدثنا حجاج ابن منهال ح. وأخبرني إسماعيل بن علي بن سنجر بقراءتي عليه، أنبأنا أحمد بن هبة الله بن عساكر عن القاسم بن عبد الله بن عمر، أنبأنا جدي عمر بن أحمد بن منصور، أنبأنا أبو بكر أحمد بن خلف، قال: أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن البيع في كتابه المستدرك، حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن ألوية، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن مسلم -هو أبو مسلم الكشي- ح.
وأخبرني به بدلاً عالياً عبد الله بن محمد بن إبراهيم الصالحي بقراءتي عليه بصالحية دمشق، قال: أنبأنا علي بن أحمد بن البخاري، قال: أنبأنا محمد بن أبي زيد الكراني في كتابه، أنبأنا محمود بن إسماعيل أنبأنا أبو الحسين بن فاذشاة، أنبأنا أبو القاسم الطبراني، حدثنا علي بن عبد العزيز وأبو مسلم قالا: حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا عبد الله بن عمر النميري عن يونس بن يزيد، حدثني الحكم بن عبد الله الأيلي عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل عليّ أبو بكر الصديق، فقال: هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء علمنيه؟ قلت: ما هو؟ قال: كان عيسى ابن مريم يعلمه أصحابه، قال: "لو كان على أحدكم جبل ذهب ديناً فدعا الله بذلك لقضاه الله عنه: اللهم فارج الهم كاشف الغم، مجيب دعوة المضطرين، رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما،
أنت ترحمني، فارحمني رحمة تعينني بها. عن رحمة من سواك" (92) قال أبو بكر رضي الله عنه: وكان عليَّ بقية من دين، وكنت كارهاً للدين، فكنت أدعو بذلك حتى قضاه الله عني.
وزاد الحاكم في روايته: قالت عائشة: وكان لأسماء بنت عميس عليَّ دينار وثلاثة دراهم، وكانت تدخل عليَّ فأستحي أن أنظر في وجهها؛ لأني لا أجد ما أقضيها، فكنت أدعو الله بذلك فما لبثت إلا يسيراً حتى رزقني الله رزقاً ما هو بصدقة تصدق بها عليّ، ولا ميراث ورثته، فقضاه الله عني وقسمت في أهلي قسماً حسناً، وحليت ابنة عبد الرحمن بثلاثة أواق ورق، وفضل لنا فضل حسن. ثم قال الحاكم: قد احتج البخاري بعبد الله بن عمر النميري، قال: وهذا حديث صحيح غير أنهما لم يحتجا بالحكم بن عبد الله الأيلي. قلت: الحكم بن عبد الله الأيلي ضعيف، قال أحمد: أحاديثه موضوعة، وكذبه أبو حاتم والسعدي، وإنما أوردته لتصحيح الحاكم له.
نوع آخر منه: أخبرني عبد الله بن محمد بن إبراهيم المقدسي رحمه الله بقراءتي عليه بصالحية دمشق قال: أنبأنا علي بن أحمد بن البخاري، أنبأنا محمد بن زيد الكراني في كتابه، أنبأنا محمود بن إسماعيل الصيرفي، أنبأنا أبو الحسين بن فاذشاه، أنبأنا أبو القاسم الطبراني، حدثنا جبرون بن عيسى المغربي، حدثنا يحيى ابن سليمان المغربي الحفري، حدثنا عياد بن عبد الصمد أبو معمر عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا طلبت حاجة فأحببت أن تنجح فقل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، العلي العظيم، لا
(92) إسناده ضعيف جداً:
أخرجه الطبراني (1041)، والحاكم (1/ 515) من طريق الحكم بن عبد الله الأيلي عن القاسم ابن محمد عن عائشة رضي الله عنها به.
قلت: وسنده ضعيف جداً إن لم يكن موضوعاً فيه الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي. كان ابن المبارك يضعفه، ونهى أحمد عن حديثه وقال: أحاديثه كلها موضوعة، وقال ابن معين: ليس بثقة. وقال أبو حاتم: كذاب وقال النسائي والدارقطني وجماعة: متروك الحديث. وفي رواية الحاكم زيادة.
إله إلا الله وحده لا شريك له، الحليم الكريم، بسم الله الذي لا إله إلا الله الحي القيوم الحليم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} (93){كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ} (94)، اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، والفوز بالجنة والنجاة من النار، اللهم لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا ديناً إلا قضيته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها يا أرحم الراحمين" (95).
هذا حديث لا يصح من هذا الوجه، انفرد به عباد بن عبد الصمد، فقد قال البخاري: إنه منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف جداً، وقال ابن عدي: غالب ما يرويه في فضائل علي وهو ضعيف غال في التشيع، وإنما أوردت له هذا الحديث لإِخراج الحاكم له في أواخر المغازي حديث تعزية الخضر للصحابة بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وإن لم يكن من شرط كتابه، ولحديثه المتقدم شاهد من حديث ابن أبي أوفى أخرجه الترمذي وابن ماجة من رواية فايد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي أوفى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كانت له حاجة إلى الله أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ، فليحسن الوضوء ثم ليصلي ركعتين، ثم ليثني على الله وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك وعزاكم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع
(93) سورة النازعات الآية: 46.
(94)
سورة الأحقاف الآية: 35.
(95)
إسناده ضعيف جداً:
أخرجه الطبراني في الصغير (1/ (123) 124)، وفي الدعاء (1044) من طريق عباد بن عبد الصمد أبو معمر عن أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعاً.
وسنده ضعيف جداً وآفته: عباد بن عبد الصمد قال البخاري منكر الحديث، وقال الرازي: ضعيف يروي عن أنس أحاديث عامتها مناكير، وقال أبو حاتم: عباد ضعيف جداً.
لي ذنباً إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضاً إلا قضيتها يا أرحم الراحمين" (96). قال الترمذي: هذا حديث غريب وفي إسناده مقال فايد ابن عبد الرحمن يضعف في الحديث، وقال البخاري: منكر الحديث، قال ابن عدي: وهو مع ضعفه يكتب حديثه.
نوع آخر منه: أخبرني أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي، أنبأنا عبد الرحيم بن خطيب المزة، أنبأنا عمر بن محمد الدارقزي، أنبأنا مفلح بن أحمد، أنبأنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، أنبأنا القاسم بن جعفر، أنبأنا محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي ح.
قال عمر بن محمد: وأخبرنا هبة الله بن عبد السلام، أنبأنا محمد بن محمد ابن عبد العزيز العكبري، أنبأنا عبد الله بن علي بن أيوب، أنبأنا محمد بن بكر بن محمد بن داسة قالا: حدثنا أبو داود، حدثنا أحمد بن عبيد الله الفدائي، أنبأنا غسان بن عوف، أنبأنا الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار، فقال له أبو أمامة: مالي أراك خالياً في المسجد في غير وقت الصلاة؟ " فقال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، فقال: "أعلمك كلاماً إذا قلته أذهب الله همك وقضى عنك دينك" قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: "قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين
(96) إسناده ضعيف جداً:
أخرجه الترمذي (479)، وابن ماجة (1384)، والحاكم (1/ 320)، وابن المبارك في الزهد (383)، وابن الجوزي في الموضوعات (2/ 140) من طريق فائد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن أبي أوفى مرفوعاً وضعفه الترمذي بقوله: هذا حديث غريب.
وقال الحاكم: فائد بن عبد الرحمن أبو الورقاء كوفي عداده في التابعين وقد رأيت جماعة من أعقابه وهو مستقيم الحديث إلا أن الشيخين لم يخرجا عنه اهـ.
فتعقبه الذهبي بقوله: بل متروك.
قلت: تركه أحمد والناس وقال البخاري: منكر الحديث وتركه النسائي.
وقهر الرجال"، قال: ففعلت ذلك، فأذهب الله همي، وقضا عني ديني"(97) هذا حديث حسن أخرجه أبو داود في سننه هكذا من رواية اللؤلؤي وابن داسة عنه، وسكت عنه فهو عنده حديث صالح كما قال في رسالته المشهورة: إن ما سكت عنه في سننه فهو صالح، وليس لغسان بن عوف عند أبي داود إلا هذا الحديث الواحد، وليس في بقية الكتب الستة شيء، قال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عن غسان بن عوف الذي يحدث عن الجريري بحديث الدعاء، فقال: شيخ بصري وهذا حديث غريب، قلت: وقد اختلف في اسم أبيه، فروينا هذا الحديث في كتاب الدعاء لأبي بكر بن أبي عاصم في أواخر كتاب الدعاء فسماه غسان بن وهب، والمشهور ابن عوف، ولذا نسبه الأزدي في الضعفاء، وقال: إنه ضعيف والأزدي ليس بحجة.
نوع آخر منه: أخبرني أبو العباس أحمد بن يوسف بن أحمد بن عمر رحمه الله بقراءتي عليه، أنبأنا عبد المؤمن بن خلف الحافظ، أنبأنا يوسف بن خليل الحافظ، أنبأنا أبو المكارم أحمد بن محمد اللبان، أنبأنا الحسن بن أحمد
(97) إسناده ضعف:
أخرجه أبو داود (1555) من طريق غسان بن عوف أخبرنا الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري به.
وسنده ضعيف فيه علتان:
الأولى: ضعف غسان بن عوف وهو المازني البصري.
قال الآجرى: سألت أبا داود عن غسان بن عوف الذي يحدث عن الجريري بحديث الدعاء فقال: شيخ بصري وهذا حديث غريب قال ابن حجر. قلت: ضعفه الساجي والأزدي وقال العقيلي لا يتابع على كثير من حديثه كما في التهذيب (8/ 247).
وقال في التقريب: لين الحديث.
وقال الذهبي في الميزان: (3/ 353): ليس بالقوي قال الأزدي: ضعيف، وقال في الكاشف (2/ 376): غير حجة.
الثانية: اختلاط الجريري واسمه سعيد بن إياس أبو مسعود، قال ابن حجر في التقريب (1/ 291): ثقة من الخامسة اختلط قبل موته بثلاث سنين، ولا يتبين توقيت سماع غسان ابن عوف منه.
الحداد، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أبو عمر بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا هشام بن عمار، حدئنا الوليد بن مسلم، قال: أخبرني شعيب بن رزيق وغيره عن عطاء الخراساني أن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم آيات من القرآن وكلمات، ما في الأرض مسلم يدعو بهن وهو مكروب أو غارم أو ذو دين إلا قضا الله عنه وفرج همه، احتبست عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً لم أصل معه الجمعة، فقال:"ما منعك يا معاذ من صلاة الجمعة؟ " قلت: ذمي، ليوحنا بن ماريا اليهودي عليَّ أوقية من تبر، وكان على بابي يرصدني، فأشفقت أن يحبسني دونك ويشغلني عن ضيعتي، قال:"أتحب با معاذ أن يقضي الله دينك؟ " فقلت: نعم، فقال:"قل: {اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ} إلى قوله: {وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطي منهما من تشاء، وتمنع منهما من تشاء، اقض عني ديني فلو كان عليك ملء الأرض ذهباً لأداه الله عنك"(98). قال أبو نعيم: غريب من حديث عطاء أرسله عن معاذ، قلت: ورجاله محتج بهم في الصحيح غير شعيب ابن رزيق، وهو أبو شيبة المقدسي، وهو ثقة كما قال الدارقطني، وقال دحيم: لا بأس به، وقد روى من رواية سعيد بن المسيب عن معاذ، أخبرنا به شيخ الإِسلام تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي رحمه الله مشافهة بدمشق، قال: أخبرني محمد بن علي بن ساعد، أنبأنا يوسف بن جليل الحافظ، أنبأنا محمد
(98) إسناده ضعيف، والحديث صحيح دون ذكر القصة:
أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 204) من طريق هشام بن عمار، ثنا الوليد بن مسلم قال أخبرني شعيب بن زريق وغيره عن عطاء الخراساني أن معاذ بن جبل فذكره.
وسنده ضعيف فيه هشام بن عمار كان يلقى فيتلقن.
والوليد بن مسلم كان يدلس تدليس التسوية ولم يصرح بالتحديث.
وشعيب بن زريق أبو شيبة المقدسي قال ابن حجر صدوق يخطئ.
وعطاء الخراساني: قال ابن حجر: صدوق يهم كثيراً ويرسل ويدلس، وقلت: وقد أرسله عن معاذ وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه لمعاذ من حديثا أنس بن مالك دون ذكر القصة وسيأتي برقم (100).
ابن أبي زيد الكراني، أنبأنا محمود بن إسماعيل الصيرفي، أنبأنا أبو الحسن بن فاذشاه ح.
وأخبرنا عالياً محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي مشافهة عن إسماعيل بن عبد القوي، قال: أخبرتنا فاطمة بنت سعد الخير، قالت: أخبرتنا فاطمة الجوزدانية، قالت: أنبأنا أبو بكر بن ريدة، قالا: أنبأنا أبو القاسم الطبراني، أنبأنا أبو عوانة يعقوب بن إسحق النيسابوري، حدثنا نصر بن مرزوق العمري، حدثنا أبو زرعة وهب الله بن راشد، حدثنا يونس بن يزيد الأيلي قالا: حدثني ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم افتقده يوم الجمعة فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى معاذاً، فقال له:"يا معاذ مالي لم أرك؟ " قال: يا رسول الله ليهودي عليَّ أوقية من تبر، فخرجت إليك فحبسني عنك، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا معاذ ألا أعلمك دعاء تدعو به، فلو كان عليك من الدين مثل صبير أداه الله عنك"-وصبير جبل باليمن- فادع به يامعاذ" قال: "قل: {اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} ، رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطي من تشاء منهما وتمنع من تشاء، ارحمني رحمة تغنيني بما عن رحمة من سواك" (99). وهذا الإِسناد أيسر انقطاعاً من الإِسناد الذي قبله، فإن معاذ توفى في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة، وعطاء الخراساني مولده سنة خمسين، وسعيد بن المسيب ولد لسنتين مضيا من خلافة عمر،
(99) إسناده ضعيف، والحديث صحيح:
أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ (154) 155) من طريق نصر بن مرزوق العمري ثنا أبو زرعة وهب الله بن راشد ثنا يونس بن يزيد الأيلي حدثني ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب عن معاذ بن جبل فذكره.
وعلته: الانقطاع بين سعيد بن المسيب ومعاذ بن جبل وقد صح الحديث من حديث أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه لمعاذ وسيأتي برقم (100).
فأدرك زمن معاذ لكنه لم يسمع منه، ولكن الجمهور قبلوا مراسيل ابن المسيب، وأما رجاله فإن نصر بن مرزوق هو أبو الفتح المصري الإِسكندراني تروي عنه الأئمة الحفاظ محمد بن إسحاق بن خزيمة، وموسى بن هارون الجمال وأبو عوانة صاحب الصحيح وغيرهم، وأحمد بن عمير بن حوصا، ذكره ابن يونس في تاريخ مصر أنه توفى سنة اثنين وستين وثلاثمائة، وأما أبو زرعة وهب الله بن راشد فهو مصري أيضاً، قال فيه أبو حاتم: محله الصدق، وقال النسائي في الكنى ليس بثقة وباقيهم ثقات، وقد تابع نصر بن مرزوق على روايته عن أبي زرعة وهب الله الربيع بن سليمان الجيزي، لكنه جعله من رواية الزهري عن أنس متصلاً، أخبرني به محمد بن أبي القاسم بن إسماعيل ومحمد بن محمد بن محمد العسلاني رحمهما الله تعالى، بقراءتي عليهما، قالا: أخبرتنا مونسة ابنة الملك العادل أبي بكر بن أيوب، قالت: أنبأنا أسعد بن سعيد بن روح وعفيفة بنت أحمد الفارقانية، قالا: أخبرتنا فاطمة الجوزدانية ح.
قال الفارقي: وأنبأنا به متصلاً بالسماع عبد المؤمن بن خلف الحافظ، أنبأنا صقر بن يحيى الحلبي، أنبأنا يحيى بن محمود الثقفي، أنبأنا أبو عدنان محمد ابن أحمد بن نزار، وفاطمة الجوزدانية قالا: أنبأنا أبو بكر بن ريدة أنبأنا أبو القاسم الطبراني، حدثنا علي بن إبراهيم بن العباس المصري، حدثنا الربيع بن سليمان الجيزي، حدثنا أبو زرعة وهب الله بن راشد، حدثنا يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: "ألا أعلمك دعاء تدعو به، لو كان عليك مثل جبل أحد دينًا لأدى الله عنك، قل يا معاذ: اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير، إنك على كل شيء قدير، اللهم رحمان الدنيا والآخرة تعطيهما من تشاء، وتمنع مهما من تشاء، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك"(100). وإسناده حسن، قال الطبراني: لم يروه عن الزهري إلا يونس، ولا عنه إلا وهب الله.
(100) إسناده صحيح:
أخرجه الطبراني في الصغير (1/ 202) من طريق يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري عن أنس ابن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل فذكره.
نوع آخر منه: أخبرني الشيخ الصالح أبو محمد عبد الله بن محمد بن إبراهيم المقدسي رحمه الله بقراءتي عليه بصالحية دمشق، أنبأنا علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي، أنبأنا محمد بن زيد الكراني في كتابه، أنبأن محمد بن إسماعيل الصيرفي، أنبأنا أبو الحسين بن فاذشاه، أنبأنا أبو القاسم الطبراني حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي، حدثنا عبد العزيز بن الخطاب، حدثنا قيس بن الربيع عن مجزأة بن زاهر عن إبراهيم بن فلان عن أبيه، وكانت له صحبة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم استر عورتي، وآمن روعتي واقض ديني"(101).
هذا حديث فيه مقال وجهالة بسبب إبراهيم فإنه لا يدري من هو، والراوي عنه ثقة، وقيس بن الربيع روي عنه شعبة وهو صدوق في نفسه، لكن ساء حفظه بعد أن ولى القضاء، كما وقع لشريك وابن أبي ليلى، وكان له ابن أدخل عليه في كتبه شيئاً لا علم له به، وللحديث شاهد من حديث ابن عمر، أخرجه أبو داود بلفظ:"اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي" وفي رواية: "اللهم استر عورتي"(102).
(101) إسناده ضعيف، والحديث صحيح:
أخرجه الطبراني في الدعاء (1493) من طريق قيس بن الربيع عن مجزأة بن زاهر، عن إبراهيم ابن بلال عن أبيه به.
وسنده ضعيف: قيس بن الربيع تغير لما كبر أدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به.
وإبراهيم بن بلال أو فلان لم أعرفه لا هو ولا أبوه، ولعله تصحيف فقد أخرجه الطبراني في الكبير (4/ (81) 82) من طريق قيس عن مجزأة بن ثور الأسلمي عن إبراهيم بن خبَاب الخزاعي وسنده ضعيف أيضاً فيه قيس بن الربيع وقد سبق الكلام عليه، وفيه إبراهيم ابن خباب لم أعرفه.
وقال الهيثمي في المجمع (10/ 180): وفيه ما لم أعرفه.
وللحديث شاهد من حديث ابن عمر وسيأتي برقم (102).
(102)
إسناده صحيح:
أخرجه أبو داود (5074)، وابن ماجة (3871)، وأحمد (5/ 22)، والطبراني (12/ 343)، والحاكم (1/ 517)، وابن حبان (957/ إحسان) من طرق عن عبادة بن =
نوع منه آخر: أخبرني عبد الله بن محمد بن إبراهيم المقدسي بالسند المتقدم إلى الطبراني، قال: حدثنا الحسن بن عليل العنزي وعبدان بن أحمد قالا: حدثنا الحسن بن يحيى الأرزي، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن إبراهيم المدني، حدثنا أبي عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:"اللهم أعني على ديني بدنياي، وعلى آخرتي بتقواي، اللهم أوسع عليَّ الرزق من الدنيا وأزهدني فيها ولا تزوها عني فترغبني فيها، اللهم إنك سألتني من نفسى مالا أملكه إلا بك، فأعطني منها ما يرضيك فيها، اللهم أنت ثقتي حين ينقطع أملي من عملي، وأنت رجائي حين يسوء ظني بنفسي، اللهم لا تخيب طمعي، ولا تحقق حذري، اللهم إنك أخذت بقلبي وناصيتي فلم يملكني شيئاً منهما، فكما فعلت ذلك بهما فاهدني إلى سواء السبيل، اللهم إن عزيمتك عزيمة لا ترد، وقولك قول لا يكذب، فأمر طاعتك فلتحل في كل شيء مني أبداً ما أبقيتني، اللهم إن عزيمتك عزيمة لا ترد، وقولك قول لا يكذب فأمر معاصيك فلتخرج من كل شيء مني ثم حرم عليها الدخول في كل شيء مني أبداً ما أبقيتني، يا أرحم الراحمين"(103).
هذا حديث إسناده حسن، قال البخاري في التاريخ الكبير: عبد الرحمن ابن إبراهيم القاص مديني سمع العلاء بن عبد الرحمن، وعن ابن المنكدر قال ابن معين: سمع منه عفان، وقال يحيى بن محمد بن سكنى، حدثنا حبان، حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، ثقة منزله السقاقيم -يعني بالبصرة- وقال أحمد: ليس به
= مسلم الفزاري عن جبير بن أبي سلمان بن جبير بن مطعم قال سمعت عبد الله بن عمر يقول فذكره مرفوعاً.
(103)
إسناده ضعيف:
أخرجه الطبراني في الدعاء (1449) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن إبراهيم المدني، ثنا أبي عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه مرفوعاً.
وسنده ضعيف فيه علتان:
الأولى: عبد الله بن عبد الرحمن بن إبراهيم ضعيف.
الثانية: أبوه عبد الرحمن بن إبراهيم المدني: ضعفه الدارقطني وقال النسائي: ليس بالقوي، ولهما مناكير.
بأس، ونقل الذهبي في الميزان تضعيفه عن ابن معين والدارقطني، وأما ابنه عبد الله بن عبد الرحمن فذكر العقيلي في الضعفاء له حديثاً عن أبيه عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم زود جعفراً كلمات:"اللهم الطف بي في تيسير كل عسير". الحديث، إلا أنه نسبه إلى المسمع، وقال: بصري لا يتابع على حديثه، وأما الحسن بن يحيى الأزرى فهو أحد شيوخ أبي داود، قال ابن حبان: مستقيم الحديث.
نوع منه آخر: أخبرني عبد الله بن محمد بن إبراهيم المقدسي بالسند المتقدم إلى الطبراني، قال حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، حدثنا علي بن بحر حدثنا حماد بن واقد الصفار، حدثنا موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما أنا أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبله رجل من الأنصار رث الثياب، رث الهيئة، مسقام، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"يا فلان ما الذي بلغ بك ما أرى؟ " فقال: الفقر والسقم، فقال:"أو لا أعلمك كلمات إذا قلتهن ذهب عنك الفقر والسقم؟ " فقال: ما يسرني بهما أني شهدت معك بدراً وأحداً، قال أبو هريرة: قلت: يا رسول الله علمنيهن، قال:"قل: توكلت على الحي الذي لا يموت والحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل، وكبره تكبيراً"، قال: فلقى النبي صلى الله عليه وسلم أبا هريرة بعد أيام فقال: "يا أبا هريرة ما هذا الذي أرى من حسن حالك؟ " قال: يا رسول الله ما زلت أقول الكلمات منذ علمتنيهن" (104)
(104) إسناده ضعيف جداً:
أخرجه الطبراني في الدعاء (1045) من طريق حماد بن واقد الصفار، ثنا موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً:
وهذا إسناد ضعيف جداً فيه علتان:
الأولى: حماد بن واقد. قال فيه البخاري: منكر الحديث وضعفه يحيى بن معين.
الثانية: موسى بن عبيدة، وهو ضعيف.
ولكن حماد ين واقد قد توبع.
تابعه حرب بن ميمون. =
هذا حديث ليس في إسناده من يتهم بالكذب، فهو صالح للعمل به في فضائل الأعمال، وحماد بن واقد وموسى بن عبيدة الزيدي فإنما تكلم فيهما من أجل سوء الحفظ؛ فأما موسى بن عبيدة الزيدي فقد روى عنه شعبة وناهيك بانتقاده للرجال، وقال ابن سعد: ثقة وليس بحجة، وقال يعقوب بن شيبة: صدوق، ضعيف الحديث جداً، وضعفه أحمد وابن معين والنسائي؛ وأما حماد بن واقد، فقال أبو زرعة: لين، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال الفلاس كثير الخطأ والوهم، وضعفه ابن معين.
نوع منه آخر: أخبرني عبد الله بن محمد بن إبراهيم المقدسي رحمه الله بقراءتي عليه بسفح قاسيون بالإِسناد المتقدم إلى الطبراني، حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا السدي بن يحيى، حدثنا أبو شجاع عن أبي طيبة عن ابن عمر: أن "جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فعلمه هذا الدعاء: يا نور السموات والأرض، ويا جبار السموات والأرض، ويا عماد السموات والأرض، ويا ذا الجلال والإِكرام، ويا صريخ المستصرخين، ويا غوث المستغيثين، ويا منتهى رغبة الراغبين، والمفرج عن المكروبين، والمروح عن المغمومين، ومجيب دعوة المضطرين، وكاشف السوء وأرحم الراحمين وإله العالمين ننزل بك كل حاجة"(105) هذا حديث حسن، وشيخ الطبراني يحيى بن عثمان بن صالح المصري، قال فيه ابن يونس في تاريخ مصر: كان
= أخرجه أبو يعلى كما في تفسير ابن كثير (5/ 129)، وابن السني (456).
لكن هذه متابعة لا يفرح بها فإن حرب بن ميمون متروك الحديث كما قال ابن حجر في التقريب، وقال ابن كثير عقبه: إسناده ضعيف، وفي متنه نكارة.
(105)
إسناده ضعيف:
أخرجه الطبراني في الدعاء (1459) من طريق سعيد بن أبي مريم ثنا السري بن يحيى، ثنا أبو شجاع عن أبي طيبة، عن ابن عمر رضي الله عنه أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وسنده ضعيف: أبو شجاع نكرة لا يعرف عن أبي ظبية ومن أبو ظبية، قاله الذهبي في الميزان.
عالماً باخبار البلد وبموت العلماء، وكان حافظاً للحديث، وحدث بما لم يكن يوجد عند غيره، وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه وقد تكلموا فيه، قال الذهبي: وهو صدوق إن شاء الله. قلت: ولم ينفرد به عن ابن أبي مريم بل تابعه على روايته عنه يحيى بن معين، كما رواه أبو أحمد الحاكم في الكنى، وابن أبي مريم احتج به الشيخان، والسري بن يحيى وثقه شعبة ويحيى بن سعيد وأبو داود الطيالسي وأحمد وابن معين وابن المديني وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي، وأما أبو شجاع فهو سعيد بن يزيد القتنباني احتج به مسلم، ووثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة والنسائي، وأما قول الذهبي في الكنى من الميزان: أبو شجاع نكرة لا يعرف عن أبي ظيبة، ومن أبو ظيبة فمردود عليه، ثم ناقض في آخر الترجمة فقال: وأما أبو شجاع فسعيد بن يزيد، قلت: وأما أبو ظبية فذكره أبو أحمد الحاكم في الكنى وأنه يروي عن ابن عمر وابن مسعود، ثم روي الحديث من طريق يحيى بن معين عن السدي، فأما روايته عن ابن مسعود فرويناها في كتاب فضائل القرآن لأبي عبيد عن السري بن يحيى أن أبا شجاع حدثه عن أبي طيبة عن ابن مسعود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبداً" ورواه عبد الله بن وهب في جامعه عن السري بن يحيى، ومن طريقه رواه أبو أحمد، أنبأنا السري بن يحيى، فذكره.
اخبرني عبد الله بن محمد بن إبراهيم المقدسي رحمه الله بقراءتي عليه بالإِسناد المتقدم إلى الطبراني، قال: حدثنا زكريا بن يحيى الساجي، حدثنا علي ابن زيد الفرائضي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنيني، حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله
= فإن كان هو كما علمت وإن كان سعيد بن يزيد فإنه من رجال مسلم.
أما أبو طيبة فهو واحد من اثنين:
الأول: قد ذكره الذهبي في الميزان بقوله: أبو طيبة عن ابن مسعود وغيره، وعنه أبو شجاع سعيد مجهول.
الثاني: عيسى بن سليمان الدارمي كما رجحه ابن حجر في لسان الميزان (7/ 61) وقد ضعفه يحيى بن معين، وساق له ابن عدي عدة مناكير، والله أعلم.
عنهما -عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كان في وصية نوح عليه السلام: يا بني إني موصيك ومقصر عليك الوصية كي لا تنسى؛ أوصيك باثنتين وأنهاك عن اثنتين، فأما اللتين أوصيك بهما، فإني رأيت الله عز رجل وصالح خلقه يستبشرون بهما، ورأيتهما يكثرون الولوج على الله عز وجل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد يحيى ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، فإنه لو عدلت السموات والأرض في كفة لوزنتهن، ولو كن في حلقة لقصمتها حتى يلجن على رب العالمين، وأوصيك بسبحان الله وبحمده، فإنها صلاة الخلق وبها يرزقون، إن استطعت يا بني أن لا يزال لسانك رطباً بهما فافعل؛ وأما اللتين أنهاك عنهما فالشرك والكبر"(106). هذا حديث يرتفع بالمتابعات والشواهد إلى جواز العلم به، رجاله ثقات إلا إسحاق ابن إبراهيم الحنيني، وكان ذا عبادة وصلاح، وقال ابن عدي: هو مع ضعفه يكتب حديثه، وقال البخاري: فيه نظر، وضعفه النسائي، ولم ينفرد به الحنيني، فقد رواه أحمد في مسنده والحاكم في المستدرك من رواية حماد بن زيد وجرير بن حازم كلاهما عن الصقعب بن زهير عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن نوحاً لما حضرته الوفاة دعا ابنيه فقال: إني قاصر عليكما الوصية، آمركما باثنتين وأنهاكما عن اثنتين" فذكره، وفي آخره:"وآمركا بسبحان الله وبحمده فإنها صلاة كل شيء وبهما يرزق كل شيء" وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجا للصقعب بن
(106) إسناده ضعيف جداً، والحديث صحح:
أخرجه الطبراني في الدعاء (1714) من طريق إسحق بن إبراهيم الحنيني، ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه مرفوعاً وهذا إسناد ضعيف جداً: فيه إسحق بن إبراهيم الحنيني قال فيه البخاري: فيه نظر وقال النسائي: ليس بثقة. وأخرجه أحمد (2/ 169)، والحاكم (1/ (49) 50)، والبيهقي في الأسماء والصفات (103) من طريق الصقعب بن زهير عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجا للصقعب بن زهير فإنه ثقة. قليل الحديث.
وقال الذهبي في التلخيص: صحيح الإِسناد والصقعب ثقة.
زهير، فإنه ثقة قليل الحديث، ثم قال: سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن عمر يقول: سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم، يقول: سمعت أبا زرعة عن الصقعب بن زهير، فقال: ثقة، وهو أخو العلاء بن زهير، وبه إلى الطبراني، قال: حدثنا سعد بن محمد بن المغيرة، حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي، حدثنا عيسى بن ميمون عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو:"اللهم اجعل أوسع رزقك عليَّ عند كبر سني وانقطاع عمري"(107) ورواه الحاكم في المستدرك، قال: ثنا أبو نصر أحمد بن سهل بن حمدوية الفقيه إملاء ببخارى، ثنا أبو علي صالح بن محمد بن حبيب الحافظ البغدادي، ثنا سعيد بن سليمان الواسطي ثنا عيسى بن ميمون مولى القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق عن القاسم فذكره، وقال: هذا حديث حسن الإِسناد، والمتن غريب في الدعاء، مستحب للمشايخ، إلا أن عيسى بن ميمون لم يحتج به الشيخان، قلت: عيسى بن ميمون أربعة أحدهم هذا الذي روى عن القاسم اختلفوا فيه، فوثقه أبو داود، وقال أبو الجنيد عن ابن معين: ليس به بأس وضعفه الجمهور، إنما أوردته لتحسين الحاكم والله أعلم.
الحمد لله أولاً وآخراً، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً، حسبنا الله ونعم الوكيل، تم كتاب (قرة العين) للحافظ زين الدين عبد الرحيم العراقي.
(107) إسناده ضعيف جداً:
أخرجه الطبراني في الدعاء (1049)، وفي الأوسط كما في المجمع (10/ 182)، والحاكم (1/ 542)، وابن الجوزي في الموضوعات (1/ 181) من طريق عيسى بن ميمون موالى القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق عن القاسم بن محمد عن عاثشة رضي الله عنها مرفوعاً.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد والمتن غريب في الدعاء مستحب للمشايخ إلا أن عيسى بن ميمون لم يحتج به الشيخان.
فتعقبه الذهبي بقوله: عيسى متهم.
قلت: نعم عيسى بن ميمون قال عنه البخاري منكر الحديث.
وقال النسائي: متروك الحديث وضعفه جماعة وقال أبو حاتم متروك الحديث.