المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الباب الثانيفي ترغيب أصحاب الأموال في الإقراض وما فيه من الثواب - قرة العين بالمسرة بوفاء الدين

[العراقي]

الفصل: ‌الباب الثانيفي ترغيب أصحاب الأموال في الإقراض وما فيه من الثواب

‌الباب الثاني

في ترغيب أصحاب الأموال في الإِقراض وما فيه من الثواب

أخبرني أبو الفضل محمد بن إسماعيل بن عمر بن الحموي رحمه الله بقراءتي عليه بجامع دمشق قال: أنبأنا علي بن أحمد بن البخاري، أنبأنا منصور بن عبد المنعم في كتابه، أنبأنا محمد بن إسماعيل الفارسي، أنبأنا الحافظ أبو بكر أحمد ابن الحسين البيهقي قال: أنبأنا أبو الحسن بن عبدان، أنبأنا أحمد بن عبيد الصفار، حدثنا تمتام، حدثنا عبيد الله بن عائشة، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه رفعه قال:"قرض الشيء خير من صدقته"(38) هذا حديث حسنٌ، قال البيهقي: وجدته في المسند مرفوعاً فهبته فقلت رفعته:

أخبرنا أبو الحرم محمد بن محمد بن محمد الحنبلي رحمه الله قال: أنبأنا يوسف بن عبد العزيز الحمري، وعبد الله بن غلام بن إسماعيل المسكي، ويعقوب ابن أحمد بن فضايل الحلبي قال الحمري والمسكي أنبأنا عبد العزيز بن أحمد بن عمر بن باقا، وقال ابن فضايل: أنبأنا العلامة عبد اللطيف بن يوسف البغدادي قالا: أنبأنا أبو زرعة طاهر بن محمد المقدسي، أنبأنا محمد بن الحسين المقري، أنبأنا القسم بن أبي المنذر، أنبأنا علي بن إبراهيم بن سلمة قال: حدثنا الإِمام أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني، حدثنا محمد بن خلف العسقلاني قال: حدثنا يعلى حدثنا سليمان بن يسير، عن قيس بن رومي قال: كان سليمان بن أذنان

(38) إسناده صحيح:

أخرجه البيهقي (5/ 354) من طريق تمتام، حدثنا عبيد الله بن عائشة، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه رفعه به. =

ص: 38

البخاري وأبو حاتم والدارقطني وغيرهم، وقال ابن حبان: حدث عن أبيه سماعاً في أحاديث كلها موضوعة.

آخر الجزء الأول يتلوه الجزء الثاني من قرة العين بوفاء الدين

= وقال الحاكم: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وهو كما قالا:

وللحديث شاهد أيضاً من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"من حمل من أمتي ديناً، ثم جهد في قضائه فمات ولم يقضه فأنا وليه".

أخرجه أحمد (6/ 74)، والبيهقي في الشعب (5551) قال الشيخ الألباني في أحكام الجنائز (19) وإسناده صحيح علي شرط الشيخين.

والحديث بهذه الشواهد يرتقي إلى الصحة إن شاء الله تعالى والله أعلم.

والحديث صححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع (3418).

ص: 39

الأيلي، قال أحمد: أحاديثة كلها موضوعة وكذبه أبو حاتم والسعدي، وحديث عمرو بن حزم:"الدين غل ثقيل يركب في عنق العبد يشقى به أو يسعد به، يكربه ذلك ويحزنه في ساعات الليل والنهار، ولا يزال مأجوراً حتى يؤديه، فيسعد بذلك أو يستخف به حتى يموت فيشقى"(36) وفي سنده عمرو بن بكر السكسكي قال: ابن حبان روى عن إبراهيم بن أبي عبلة وابن جريج وغيرهما من الثقات الأوابد والطامات التي لا يشك من هذا الشأن صناعته أنها معمولة أو مقلوبة (*) لا يحل الاحتجاج به، [وهناك أحاديث](*) رواها أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس، تركت تخريجها لضعفها.

ومنها: ما رواه الطبراني من رواية ابن البيلماني عن أبيه عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدين دينان فمن مات وهو ينوي قضاءه فأنا وليه، ومن مات ولا ينوي قضاءه فذلك الذي يؤخذ من حسناته، ليس يومئذ دينار ولا درهم"(37) وابن البيلماني اسمه محمد بن عبد الرحمن بن البيلمانى ضعفه

(36) ذكره الديلمي في مسند الفردوس (3099) ولم أقف على إسناده.

(*) غير موجودة بالمنسوخة والتصويب من المجروحين لابن حبان.

(37)

إسناده صحيح بشواهده:

قال الهيثمي في المجمع (4/ 132): رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني وهو ضعيف.

وأخرجه ابن ماجة (2414) واللفظ له، والبيهقي في الشعب (6736) من طريق مطر الوراق عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ (من مات وعليه دينار أو درهم قضى من حسناته، ليس ثم دينار ولا درهم)، وإسناده ضعيف فيه مطر الوراق وهو ضعيف، وأخرجه الحاكم (2/ 27)، وأحمد (2/ 70)، والبيهقي في السنن الكبرى (6/ 82)، وفي الشعب (6735)، من طريق زهير عن عمارة بن غزية عن يحيى بن راشد عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ [من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمره ومن مات وعليه دين فليس بالدينار والدرهم ولكنها الحسنات] واللفظ للبيهقي في الشعب. =

ص: 40

ومنها: حديث معاذ بن جبل: "الدين شين الدين"(34). وحديث عائشة: "الدين ينقص من الدين والحسب"(35) وفي سنده الحكم بن عبد الله

(34) موضوع:

أخرجه القضاعي في مسند "الشهاب"(31) من طريق عبد الله بن شبيب حدثني سعيد بن منصور، ثنا إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن مالك بن يخامر عن أبيه، عن معاذ بن جبل مرفوعاً به.

قال الشيخ الألباني في الضعيفة (472):

ابن شبيب هذا اتهمه ابن خراش بأنه يسرق الأحاديث الموضوعة عن الكذابين، وأنا لا أشك أن هذا الحديث منها، فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم وزوجه وغيرهما استدانوا غير مرة، فهل شأنهم ذلك؟

والحديث أورده السيوطي في "الجامع الصغير" من رواية أبي نعيم في "المعرفة" عن مالك بن يخامر والقضاعي عن معاذ فتعقبه المناوي بأن الأول مرسل وفيه عبد الله بن شبيب الربعي قال في " الميزان""أخباريُّ علّامة" لكنه واهٍ، وقال الحاكم: ذاهب الحديث، وقال ابن حبان: يقلب الأخبار، ثم ساق له هذا الخبر، وفي إسناد القضاعي إسماعيل بن عياش أورده الذهبي في "الضعفاء" وقال مختلف فيه وليس بالقوي. قلت: أي الشيخ الألباني -وهذا يوهم أن ابن شبيبً ليس في مسند القضاعي وليس كذلك فتنبه.

ثم رأيت الإمام أحمد رواه في "الزهد"(13/ 11/ 1) من طريق سريج بن يونس قال:

ثنا ابن عياش به إلا أنه أوقفه على معاذ وسنده صحيح، فثبت أن رفعه باطل، تفرد برفعه عبد الله بن شبيب وهو متهم.

نعم قد تابعه أبو قتادة فرواه عن صفوان بن عمرو به لكنه لم يذكر معاذاً في سنده، فقد أرسله، رواه ابن منده في المعرفة (2/ 157 / 2) فلا تفيده هذه المتابعة مع المخالفة لا سيما والمتابع أبو قتادة واسمه عبد الله بن واقد متروك كما قال الحافظ في "التقريب" فالتهمة محصورة فيه وفي ابن شبيب، وأما إسماعيل بن عياش فهو برئ منها، وهو ثقة في روايته عن الشاميين وهذه منها، وقد رواه عنه ابن يونس موقوفاً كما سبق وهو الصواب ا. هـ.

(35)

موضوع:

عزاه السيوطي في "الجامع" للديلمي عن عائشة رضي الله عنها وتعقبه المناوي في فيض القدير (3/ 557): وفيه الحكم بن عبد الله الأيلي قال الذهبي في "الضعفاء" متروك متهم بالوضع.

والحديث قال عنه الشيخ الألباني في الضعيفة (474) موضوع. =

ص: 41

يحرجاه، قلت: بشر بن عبيد الدارسي قال فيه ابن عدي منكر الحديث، وذكره الأزدي في الضعفاء واتهمه بالكذب، ومنها حديث أنس:"إياكم والدين فإنه هَمٌّ بالليل ومذَلَّةٌ بالنهار"(32) رواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس وفي سنده الحارث بن نبهان ضعفه ابن المديني وابن معين والبخاري وأبو حاتم والنسائي، وقال أحمد: رجل منكر الحديث، ورواه أبو منصور الديلمي فيه أيضاً من حديث عائشة دون قوله:"إياكم والدين"(33) ولا يصح أيضاً.

= وبشر هذا قال عنه ابن عدي: منكر الحديث عن الأئمة بين الضعف جدا، وقال الأزدي: كذاب.

وقال الألباني: وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وزوجه وغيرهما أنهم استدانوا غير مرة، فهل شأنهم ذلك.

وقال الألباني في الضعيفة (473): موضوع.

(32)

إسناده ضعيف جداً:

أورده الديلمي في مسند الفردوس ولم أقف على إسناده وأخرجه القضاعي في مسند "الشهاب"(958)، والبيهقي في الشعب (5554) من طريق الحارث بن النبهان عن يزيد بن خالد، عن أبي أيوب عن أنس بن مالك مرفوعاً.

وآفته الحارث بن النبهان وهو متروك.

والحديث قال عنه الألباني في ضعيف الجامع (2198) ضعيف جداً.

(33)

عزاه السيوطي في الجامع الصغير إلى الديلمي في مسند الفردوس، وقال الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (3033) ضعيف جداً.

ص: 42

عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من امتشط قائماً ركبه الدين"(30) وقال: إن هذا الحديث هو مما وضعه الجوبياري، وأبو البختري قاضي مدينة المنصور كذاب أيضاً، ولم ينفرد به الجوبياري عن أبي البختري فقد رواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من طريق الحاكم أبي عبد الله النيسابوري من رواية أحمد بن خالد النيسابوري عن أبي البختري، ويكفي رده بأبي البختري، قال أحمد: كان يضع الحديث وضعاً فيما نرى، وقال ابن معين: كان يكذب عدو الله، وقد وردت أحاديث في التشديد في الدين فيها ضعف فأردت إيرادها وبيان ضعفها منها: ما رواه الحاكم في المستدرك قال: أنبأنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنبأنا محمد بن غالب، حدثنا بشر بن عبيد الدارسي، حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدين راية الله في الأرض، فإذا أراد أن يذل عبداً وضعها في عنقه"(31) وقال: هذا حديث صحيح علي شرط مسلم ولم

(30) موضوع:

أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 178)، وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 54) من طريق أحمد بن عبد الله الهروي عن أبي البختري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة -رضى الله عنها- مرفوعاً به.

وهذا موضوع فيه علتان:

1 -

أحمد بن عبد الله الهروي هو الجوبياري:

قال ابن حبان: دجال من الدجاجلة كذاب، وكذبه النسائي والدارقطني، وقال الذهبي:

الجوبياري ممن يضرب المثل بكذبه.

2 -

أبو البختري وهو وهب بن وهب.

قال أحمد: كان يضع الحديث فيما نرى، وقال يحيى بن معين كان يكذب عدو الله، قال ابن حبان: كان ممن يضع الحديث على الثقات، لا تجوز الرواية عنه ولا كتابة حديثه إلا على جهة التعجب، وقال إسحاق بن راهوية: كان كذاباً وقال أبو حاتم: كذاب.

(31)

موضوع:

أخرجه الحاكم (2/ 24) من طريق بشر بن عبيد الدارسي ثنا حماد بن سلمة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً به، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه فتعقبه الذهبي بقوله: بشر واهٍ =

ص: 43

أبي الجعد ذكره ابن حبان في الثقات، واحتج به في صحيحه، وهو أخو سالم بن أبي الجعد، أخرجه ابن ماجه عن علي بن محمد الطنافسي عن وكيع فوقع لنا بدلًا له عالياً، ورواه ابن حبان في صحيحه عن أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي عن أبي خيثمة عن وكيع فذكره في النوع الثاني والأربعين من القسم الثالث، ورواه الحاكم في المستدرك وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد. وقد روى في حديث أن بعض ما يعتاده بعض الناس سبب لركوب الدين عليه لكنه ضعيف جداً وهو ما رواه ابن عدي في الكامل في ترجمة أحمد بن عبد الله الهروي الجوبياري عن أبي البختري وهب بن وهب عن هشام بن عروة عن أبيه عن

= وقال الإِمام الذهبي في ميزان الاعتدال (2/ 400)، وعبد الله هذا وإن كان قد وثق ففيه جهالة".

وعزاه الشيخ الألباني حفظه الله في الصحيحة إلى:

محمد بن يوسف الفريابي "فيما أسند سفيان"(2/ 210) وأبو محمد المعدل المخلدي في "مسنده"(25/ 133 / 1).

وعبد الغني المقدسي في "الدعاء"((12) 143) من طرق عن سفيان عن عبد الله بن عيسى عن ابن أبي الجعد عن ثوبان مرفوعاً، كذا قال بعض المخرجين "ابن أبي الجعد" لم يسمه، وسماه بعضهم سالم بن أبي الجعد وبعضهم عبد الله بن أبي الجعد، فإن كان الأول فهو منقطع لأن سالماً لم يسمع من ثوبان وإن كان الآخر -فهو كما علمت مما سبق- كما قال الشيخ الألباني.

وعليه فالحديث ضعيف الإسناد إلا الطرف الأخير منه وهو: "لا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر" فإن له شاهد يتقوى به:

أخرجه الترمذي (2139)، والطحاوي في المشكل (4/ 169) من طريق أبي مودود عن سليمان التميمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان مرفوعاً بلفظ "لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر".

قال الترمذي:

" حديث حسن غريب من حديث سلمان، وأبو مودود اثنان أحدهما يقال له: فضة وهو الذي روي هذا الحديث بصري، والآخر عبد العزيز بن أبي سليمان بصري أيضاً، وكانا في مصر واحد".

قلت: وهو ضعيف كما قال ابن أبي حاتم عن أبيه (7/ 93)، والحديث -أعني الطرف الأخير- بهذا الشاهد يرتقي إلى الحسن إن شاء الله تعالى والله أعلم. =

ص: 44

من حديث عثمان بن عفان وفي إسناده ابن أبي فروة وهو إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، وهو متفق على ضعفه، وفي ترجمته رواه ابن عدي في الكامل وقال: إنه خلط فيه فرواه مرة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس، قال: وهذا الحديث لا يعرف إلا به وهو متروك الحديث، قلت: وقد رويناه في الحلية من وجه آخر من رواية سليمان بن أرقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عثمان ابن عفان، وسليمان بن أرقم متفق على تركه، فلهذا لم أروه من واحد من الطريقين لقول أحمد: إنه لا تحل الرواية عن ابن أبي فروة.

أخبرني محمد بن إسماعيل بن الخباز رحمه الله قال: أنبأنا أبو الغنايم القيسي، أنبأنا حنبل، أنبأنا ابن الحصين، أنبأنا ابن المذهب، أنبأنا القطيعي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان عن عبد الله بن عيسى عن عبد الله بن أبي الجعد عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، ولا يرد القدر، إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر"(29). هذا حديث صحيح، وعبد الله بن

= وهذا إسناد ضعيف جداً: فيه ابن أبي فروة وهو متروك، وأخرجه أبو نعيم في الحلية (9/ 251) من طريق سليمان بن أرقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عثمان مرفوعاً، وهذا إسناد ضعيف جداً أيضاً من أجل سليمان بن أرقم: متروك والحديث قال عنه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (3533) ضعيف جداً، وكذلك الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند (530).

(29)

إسناده ضعيف سوى الطرف الأخير منه:

أخرجه ابن ماجة (90، 4022)، وأحمد (5/ 277، 280، 282)، وابن أبي شيبة (10/ (441) 442)، والحاكم (1/ 493)، والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 169)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(2/ (35) 36، 115)، وابن المبارك في "الزهد"(86)، والبغوي في "شرح السنة"(13/ 6)، والطبراني في المعجم الكبير (2/ 100)، وابن جرير كما في تفسير ابن كثير (4/ 406) من طرق عن سفيان عن عبد الله بن عيسى عن عبد الله بن أبي الجعد عن ثوبان مرفوعاً، مع اختلاف في ترتيب الجمل.

إسناده ضعيف: عبد الله بن أبي الجعد مجهول كما قال ابن القطان وذكره ابن حبان في الثقات. =

ص: 45

حدثنا المقرى، حدثنا عبد الرحمن بن زياد، حدثني حديج بن صومي عن عبد الله ابن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الغفلة في ثلاث عن ذكر الله عز وجل وحين يصلى الصبح إلى طلوع الشمس، وغفلة الرجل عن نفسه في الدين حتى يركبه"(27). هذا حديث حسن أخرجه أبو جعفر بن منيع في مسنده عن شجاع بن الوليد عن عبد الرحمن بن زياد وهارون بن ملّول -بلامين أولهما مشددة- وهو لقب أبيه واسمه عيسى بن يحيى النجيبي مولاهم قال ابن يونس -وكان من عقلاء الناس ثقة في الحديث مصري، وكان آخر من حدث عن المقرى بمصر وهو عبد الله بن يزيد المقرى احتج به الأئمة الستة وغيرهم وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم قاضي إفريقية وثقه يحيى بن سعيد، وأحمد بن صالح، وقال عباس عن يحيى بن معين: ليس به بأس، وضعفه أحمد والنسائي وابن حبان، وأما حديج بن صومي فروى عنه جماعة وذكره ابن حبان في الثقات وهو بضم الحاء المهملة وفتح الدال المهملة مصغر، والإسناد من الطبراني كلهم مصريون، وقوله:"وحين يصلى الصبح إلى طلوع الشمس" هو كالحديث الوارد: "الصُّبْحَةُ -بضم الصاد المهملة- تمنع الرزق"(28) وقد رواه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند

(27) إسناده ضعيف:

عزاه السيوطي في الجامع الصغير إلى الطبراني في الكبير، وأخرجه عبد بن حميد في المنتخب (351)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ (526) 527)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (566) من طريق عبد الله بن يزيد عن عبد الرحمن بن زياد حدثني حديج بن صومي الحميري عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً.

وسنده ضعيف: فيه عبد الرحمن بن زياد الأفريقي وهو ضعيف وحديج بن صومي، أورده البخاري في التاريخ الكبير وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 310)، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلًا وقد روى عنه جماعة ووثقه ابن حبان.

والحديث ضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع رقم (3938).

(28)

إسناده ضعيف جداً:

أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (1/ 73)، وابن عدي في الكامل (1/ 327)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 73)، والبيهقي في الشعب (4731) من طريق بن أبي فروة عن محمد بن يوسف عن عمرو بن عثمان عن أبيه مرفوعاً. =

ص: 46

بعد الكبائر التي نهى عنها أن يموت الرجل وعليه دين لا يدع له وفاء" (26) هذا حديث حسن، أخرجه أبو داود عن سليمان بن داود عن ابن وهب عن سعيد بن أبي أيوب فوقع لنا عالياً وسكت عليه أبو داود فهو عنده حديث صالح.

وأخبرنا به بعلو درجة ثانية محمد بن إبراهيم بن محمد الخزرجي إجازة معينة عن علي بن أحمد بن البخاري قال: أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني أخبرتنا فاطمة الجوردانية قالت: أنبأنا أبو بكر بن بريدة، أنبأنا أبو القاسم الطبراني قال: حدثنا بشر بن موسى، حدثنا عبد الله بن يزيد المقرى بإسناده نحوه إلا أنه قال: أبو عبيد الله مصغراً، وكذا صدر أبو أحمد الحاكم به كلامه في الكنى فيمن لا يعرف اسمه.

أخبرنا شيخ الإسلام تقي الدين أبو الحسن علي بن عبد الكافي السبكي رحمه الله مشافهة بدمشق قال: أنبأنا عبد المؤمن بن خلف الحافظ قال: أنبأنا يوسف بن خليل الحافظ قال: أنبأنا محمد بن أبي زيد الكراني، وأخبرنا عاليا محمد بن إبراهيم بن محمد الخزرجي إجازة معينة عن أبي الحسن بن البخاري، أنبأنا محمد بن أبي زيد الكراني في كنابه، أنبأنا محمود بن إسماعيل الصيرفي قال: أنبأنا أبو الحسن بن فاذشاه قال: أنبأنا أبو القاسم الطبراني، حدثنا هارون بن ملول،

(26) إسناده ضعيف:

أخرجه أبو داود (3342)، وأحمد (4/ 292)، والبيهقي في الشعب (5541) من طريق ابن وهب، حدثني سعيد بن أبي أيوب أنه سمع أبا عبد الله القرشي يقول: سمعت أبا بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه مرفوعاً.

وإسناده ضعيف فيه أبو عبد الله القرشي.

أورده البخاري في التاريخ الكبير (9/ 53)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 406)، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلًا. وقال الذهبي في الميزان (4/ 545): لا يعرف. فهو مجهول.

وفى رواية أحمد والبيهقي [إن أعظم الذنوب. . . .].

والحديث ضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع رقم (1392).

ص: 47

بكر بن أبي شيبة عن يزيد بن هارون فوقع لنا بدلًا له عالياً. قلت: ولعل هذا التشديد في حق من لم يخلف وفاء كما هو مصرح به في حديث جابر الذي أخبرني به محمد بن إسماعيل بن الخباز الدمشقي رحمه الله بقراءتي عليه بها قال: أنبأنا المسلم بن محمد، أنبأنا حنبل أنبأنا هبة الله بن محمد، أنبأنا الحصين بن علي، أنبأنا أحمد بن جعفر، حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا أبو النضر، أنبأنا شريك عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"أرأيت إن جاهدت بنفسي ومالي صابراً محتسباً، مقبلًا غير مدبرٍ أأدخل الجنة؟ قال: نعم. فأعاد ذلك مرتين أو ثلاثا قال: نعم إن لم يكن عليك دين ليس عندك وفاءه"(25) هذا حديث حسن.

أخبرني أبو عبد الله الخباز بهذا الإسناد إلى أحمد قال: حدثنا عبد الله بن يزيد قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب قال: سمعت رجلًا من قريش يقال له أبو عبد الله كان يجالس جعفر بن ربيعة قال: سمعت أبا بردة الأشعري يحدث عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن من أعظم الذنوب عند الله أن يلقاه عبد بها

(25) إسناده ضعيف وهو حسن:

أخرجه أحمد (3/ 325) من طريق أبي النضر أنا شريك عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر رضي الله عنه مرفوعاً وإسناده ضعيف من أجل شريك بن عبد الله النخعي فإنه ضعيف لسوء حفظه.

وعبد الله بن محمد بن عقيل فيه كلام لا ينزل حديثه عن درجة الحسن.

وقد توبع شريك عليه تابعه:

1 -

زهير بن محمد التميمي.

أخرجه أحمد (3/ 373)، والبزار (1337/ كشف الأستار)، وزهر بن محمد روايته عن غير الشاميين مستقيمة وهذه منها.

2 -

عبيد الله بن عمر الرقي "ثقة".

أخرجه أحمد (3/ 352)، وأبو يعلى (1857).

ص: 48

أخبرني محمد بن أبي القاسم بن إسماعيل الفارقي رحمه الله بقراءتي عليه، أنبأنا عبد المؤمن بن خلف الحافظ، أنبأنا سقر بن يحيى الحلبي، أنبأنا يحيى ابن محمود الثقفي، أنبأنا أبو عدنان محمد بن أحمد بن أبي نزار وفاطمة بنت عبد الله الجوزدانية ح.

قال شيخنا: وأخبرتنا عاليا مؤنسة ابنة عبد الملك العادل أبي بكر بن أيوب قالت: أنبأنا سعد بن سعيد بن روح، وأحمد بن محمد بن أبي نصر، وعفيفة بنت أحمد الفلاقانية كتابة منهم قالوا: أخبرتنا فاطمة الجوزدانية قالت: أنبأنا أبو بكر بن زيدة قال: أنبأنا أبو القاسم الطبراني قال: حدثنا الحسين بن الكميت الموصلي، حدثنا غسان بن الربيع، حدثنا جعفر بن ميسرة الأشجعي عن هلال ابن أبي ضياء، عن الربيع بن خيثم، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"كل قرضٍ صدقة"(43) هذا حديث لا يصح أيضاً، فإن جعفر بن ميسرة منكر الحديث قاله البخاري وأبو حاتم الرازي، وإنما أوردته اجتهاداً.

(43) إسناده ضعيف جداً:

أخرجه الطبراني في الصغير (1/ 143)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 118)، وابن عدي في الكامل (2/ 144)، والبيهقي في الشعب (3563) من طريق جعفر بن ميسرة الأشجعي عن هلال بن أبي ضياء عن الربيع بن خيثم عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً.

ولفظ أبو نعيم (كل قرض يقترضه الرجل يكتب صدقة) وهذا إسناد ضعيف جداً:

فيه جعفر بن ميسرة، قال البخاري: ضعيف منكر الحديث، وقال أبو حاتم: منكر الحديث جداً، وقال ابن حبان: عنده مناكير لا تشبه حديث الإِثبات.

ص: 49