الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب السادس
في استعاذته صلى الله عليه وسلم من غلبة الدين وضلعه ومن الفقر والقلة والذلة وأمره بالتعوذ من شيء من ذلك
أخبرنا عبد الرحيم بن عبد الله بن يوسف الأنصاري رحمه الله قراءة عليه ونحن نسمع سنة خمس وأربعين وسبعمائة قال: أنبأنا أحمد بن علي بن يوسف بن البندار، وعثمان بن عبد الرحمن بن رشيق، وإسماعيل بن عبد القوي قالوا: أنبأنا هبة الله بن علي بن سعود، أنبأنا محمد بن بركات بن هلال، أخبرتنا كريمة بنت أحمد قالت: أنبأنا محمد بن مكي الكشميهني، أنبأنا محمد بن يوسف الفربري قال: حدثنا الإِمام أبو عبد الله البخاري، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب أنه سمع أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة: التمس لي غلاماً من غلمانكم يخدمني فخرج بي أبو طلحة يردفني وراءه فكنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم "كلما نزل فكنت أسمعه يُكثر أن يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والجزع والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال"(80).
هذا حديث صحيح، أخرجه البخاري في صحيحه هكذا، وأخرجه أبو داود عن سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد كلاهما عن يعقوب بن عبد الرحمن،
(80) أخرجه البخاري في صحيحه (6363)، وفي الأدب المفرد (801)، وأبو داود (1541)، والترمذي (3484)، والنسائي (5476)، وأحمد (3/ 159/ 220/ 226)، والشجري في الأمالي (1/ 227)، والبغوي في شرح السنة (5/ 155)، والبيهقي في السنن الكبرى (6/ 304)، وفي دلائل النبوة (4/ 228) من طرق عن عمرو عن أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعاً وفي بعض الطرق ذكر القصة وفي بعضها الاقتصار على محل الشاهد.
والترمذي عن محمد بن بشار عن أبي عامر العقدي عن أبي مصعب عبد السلام بن مصعب، والنسائي عن علي بن حجر عن إسماعيل بن جعفر، وعن إسحاق بن إبراهيم عن جرير عن محمد بن إسحاق وعن أحمد بن حرب الموصلي عن القاسم بن زيد عن عبد العزيز خمستهم عن عمرو بن أبي عمرو.
وأخبرني به عالياً الشيخ الصالح عبد الله بن محمد بن إبراهيم المقدسي رحمه الله بقراءتي عليه بصالحية دمشق، أنبأنا علي بن أحمد بن البخاري، أنبأنا محمد ابن أبي زيد الكراني في كتابه، أنبأنا محمود بن إسماعيل الصيرفي، أنبأنا أبو الحسين ابن فاذشاه، أنبأنا أبو القاسم الطبراني، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا العقبي عن مالك ح.
قال الطبراني، وحدثنا أحمد بن محمد الخزاعي الأصبهاني، حدثنا محمد بن بكير الحضرمي، حدثنا إسماعيل بن جعفر، فذكره، فوقع لنا بدلاً عالياً للبخاري والنسائي من الطريق الثانية للطبراني.
ووقع لنا عالياً بدرجتين بالنسبة لرواية أبي داود والترمذي والنسائي، من غير طريق علي بن حجر: أخبرني محمد بن محمد بن أبي الفضل الربعي رحمه الله بقراءتي عليه، قال: أنبأنا ابن غلام عبد الله بن الشَمعة، أنبأنا أبو بكر بن باقا، أنبأنا أبو زرعة المقدسي، أنبأنا عبد الرحمن بن حمد الدرني، أنبأنا أحمد بن الحسين الكسار، حدثنا الحافظ أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق البستي، أنبأنا الحافظ أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، أنبأنا أحمد بن عمرو بن السرح، أنبأنا ابن وهب، قال: حدثني حُيي بن عبد الله، حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الكلمات:"اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين، وغلبة العدو، وشماتة الأعداء"(81).
(81) إسناده حسن:
أخرجه النسائي (5475/ 5487، 5488)، وأحمد (2/ 173)، والحاكم (1/ 531) من طريق حيي بن عبد الله عن أبي عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً. =
وبه قال النسائي، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أنبأنا ابن وهب، فذكره.
وأخبرني به عالياً عبد الله بن محمد بن إبراهيم المقدسي بسنده المتقدم إلى الطبراني، قال: حدثنا إسماعيل بن الحسن الخفاف المصري، حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا ابن وهب فذكره. قال ابن وهب: يعني فقر القلب ورواه الحاكم في المستدرك عن محمد بن صالح بن هانئ عن الحسين بن الحسن، ومحمد بن إسماعيل عن هارون بن سعيد الأيلي، عن ابن وهب، فوقع لنا عالياً بالنسبة لرواية النسائي والحاكم، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
أخبرني محمد بن محمد بن أبي الفضل الربعي، بإسناده المتقدم إلى النسائي قال: أنبأنا محمد بن عبد الله بن يزيد، حدثنا أبي، حدثنا حيوة وذكر آخر، قالا: أنبأنا سالم بن غيلان التجيبي أنه سمع دراجاً أبا السمح أنه سمع أبا الهيثم، أنه سمع أبا سعيد يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أعوذ بالله من الكفر والدين" قال رجل: يا رسول الله، أيعدل الدَّين بالكفر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"نعم"(82).
= وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
قلت: حيي هذا صدوق يهم كما في التقريب فالإسناد حسن.
(82)
إسناده ضعيف:
أخرجه النسائي (5473، 5474، 4485)، وأحمد (3/ 38)، والحاكم (1/ 532)، وابن حبان (1021/ إحسان) من طريق دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً.
قال الحاكم: صحيح الإِسناد ووافقه الذهبي.
وليس كما قالا، فإن دراجاً هذا أورده الذهبي في الميزان (2/ 24).
وقال: قال أحمد: أحاديثه مناكير ولينه، وقال يحيى: ليس به بأس، وقال فضلك الرازي: ما هو ثقة ولا كرامة، وقال أبو حاتم ضعيف، وقال النسائي: ليس بالقوى.
وقال ابن حجر في التقريب:
صدوق، وفي حديثه عن أبي الهيثم ضعف.
قلت: وهذا من روايته عنه.
وبه قال النسائي: أنبأنا محمد بن بشار، حدثني عبد الله بن يزيد المقرى، قال: حدثني حيوة عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم به.
وبه قال النسائي: أنبأنا أحمد بن عمرو بن السرح، حدثنا ابن وهب، أخبرني سالم بن غيلان عن دراج أبي السمح، فذكره بلفظ: كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر" فقال رجل: ويعدلان؟ قال: "نعم". وأخبرني به إسماعيل بن علي بن سنجر بإسناده المتقدم إلى الحاكم، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا خشنام بن الصديق، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرى، حدثنا حيوة بن شريح وجَده، فذكره بلفظ:"أعوذ بالله من الكفر والدين". وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. انتهى والرجل الذى أشار إليه النسائي بقوله: وذكر آخر، هو ابن لهيعة؛ لأنه ليس من شرط النسائي.
كما أخبرني به عالياً محمد بن إسماعيل بن الخباز، أنبأنا المسلم القيسي، أنبأنا حنبل، أنبأنا ابن الحصين، أنبأنا ابن المذهب، أنبأنا القطعي، حدثنا عبد الله بن أحمد عن أبيه، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرى عن حيوة وابن لهيعة عن سالم ابن غيلان.
وأخبرني برواية ابن لهيعة بعلو درجة ثانية عبد الله بن محمد بن إبراهيم المقدسي بإسناده المتقدم إلى الطبراني، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا سالم بن غيلان، فذكره بلفظ:"اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر" قيل: يا رسول الله، أو يعدلان؟ قال:"نعم". وحديث ابن لهيعة حسن قد أخرجه أحمد في المسند له احتجاجاً. أخبرني محمد بن محمد بن أبي الفضل الربعي بسنده المتقدم إلى النسائي، قال: أنبأنا محمد بن المثنى، حدثنا ابن أبي عدي، حدثنا عثمان -يعني الشحام- حدثنا مسلم -يعني ابن أبي بكرة- "أنه سمع والده يقول في دبر الصلاة: اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر. فجعلت أدعو بهن، فقال: يا بني أني علمت هؤلاء الكلمات؟ قلت: يا أبت سمعتك تدعو بهن في دبر الصلاة فأخذتهن
عنك، قال: فالتزمهن يا بني، فإن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهن في دبر الصلاة" (83).
وأخبرني عبد الله بن محمد بن إبراهيم المقدسي بإسناده المتقدم إلى الطبراني قال: حدثنا المنتصر بن محمد بن المنتصر البغدادي، حدثنا بشر بن الوليد القاضي، حدثنا أبو معشر عن سعيد المقبرس عن أبي هريرة قال: كان رسول الله
(83) إسناده صحيح:
أخرجه النسائي (1347/ 5465)، وأحمد (5/ 36 / 39/ 44)، وابن حبان (1024 /إحسان) من طرق عن عثمان الشحام به. وقد رواه عن عثمان الشحام جماعة:[يحيى، محمد بن أبي عدي، وكيع بن الجراح، حماد بن سلمة، روح بن عبادة] وسنده صحيح.
فخالفهم أبو عاصم النبيل ثنا عثمان الشحام به.
إلا أنه قال: "من الهم والكسل" بدلاً من الكفر والفقر أخرجه الترمذي (3503)، والحاكم (1/ 533).
قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي.
قال الألباني في إرواء الغليل: والرواية الأولى أصح لاتفاق جماعة من الثقات عليها -كما سبقت الإشارة إليه- فرواية أبي عاصم شاذة.
ويؤيد ذلك أن له طريقاً أخرى عن أبي بكرة. أخرجه أحمد (5/ 42) يرويها جعفر بن ميمون حدثني عبد الرحمن بن أبي بكرة أنه قال لأبيه: يا أبت إني أسمعك تدعو كل غداة: اللهم عافني في ديني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله الا أنت، تعيدها ثلاثاً حين تصبح وثلاثاً حين تمسي، وتقول: اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت تعيدها حين تصبح ثلاثاً، وثلاثاً حين تمسي، قال نعم: "يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن، فأحب أن أستن بسنته.
قال: وقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت.
وهذا سند لا بأس به في الشواهد: جعفر بن ميمون قال ابن حجر: صدوق يخطئ ا. هـ كلام الشيخ الألباني.
- صلى الله عليه وسلم يدعو: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من ضلع الدين وغلبة الرجال"(84) هذا حديث غريب، وأبو معشر السندي اسمه نجيح، ضعفه الجمهور، قال ابن المديني: كان يحدث عن المقبري ونافع بأحاديث منكرة، قال ابن عدي: وهو مع ضعفه يكتب حديثه.
وبه قال النسائي: أنبأنا أبو عاصم خشيش بن أصرم، حدثنا حبان، قال: حدثنا حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الفقر، وأعوذ بك من القلة والذلة، وأعوذ بك أن أظلم أو أظلم"(85).
(84) إسناده ضعيف:
أخرجه الطبراني في الدعاء (1353) من طريق أبو معشر سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً.
وسنده ضعيف فيه أبو معشر السندس وهو نجيح بن عبد الرحمن السندس وهو ضعيف لسوء حفظه.
(85)
إسناده صحيح:
أخرجه أبو داود (1544)، والنسائي (5462)، وأحمد (2/ 305/ 325)، والبيهقي (7/ 12)، وابن حبان (2443 / موارد) من طريق حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن سعد بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً.
وأشار النسائي إلى أن له علة فقال:
" خالفه الأوزاعي".
ثم ساق من طريق الوليد عن أبي عمرو -هو الأوزاعي- قال: حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال: حدثني جعفر بن عياض قال حدثني أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" تعوذوا بالله من الفقر والقلة والذلة، وأن تظلم أو تظلم".
قال الشيخ الألباني في الإِرواء (3/ 355):
لكن الوليد وهو ابن مسلم الدمشقي وإن كان ثقة، فإنه كثير التدليس والتسوية كما قال ابن حجر في "التقريب" فأخشى أن يكون تلقاه عن بعض الضعفاء رواه عن الأوزاعي، ثم أسقطه الوليد، فقد رأيت في مسند الإِمام أحمد (2/ 540): ثنا محمد بن مصعب ثنا =
وبه قال النسائي: أنبأنا أحمد بن نصر، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا حماد بن سلمة فذكره بتقديم القلة على الفقر.
وأخبرني به عالياً محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي، أنبأنا عبد الرحيم بن خطيب المزة، أنبأنا عمر بن طبرزد، أنبأنا مفلح الرومي، أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا القسم بن جعفر، أنبأنا أبو علي اللؤلؤي ح.
قال ابن طبرزد: وأخبرنا عبد الله بن عبد السلام البغدادي، أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد العكبري، أنبأنا القاضي أبو محمد عبد الله بن علي بن أيوب، أنبأنا محمد بن بكر بن داسه، قال: حدثنا أبو داود، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد. ح.
= الأوزاعي به. فابن مصعب هذا وهو القرقساني صدوق كثير الخطأ كما قال الحافظ أيضاً، فلا يحتج به أصلاً فكيف عند مخالفته لمثل حماد بن سلمة، ومن الجائز أن يكون هو الواسطة بين الوليد والأوزاعي، ومن طريقه ابن ماجة (3842)، والحاكم (1/ 531) ولكنه قال:
" صحيح الإِسناد" ووافقه الذهبي!
قلت: وفيه جعفر بن عياض: قال الدهبي في الميزان: لا يعرف وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 484)، والبخاري في التاريخ الكبير (2/ 197) ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً وقال ابن حجر: مقبول -أي عند المتابعة.
وقد رواه ابن حبان بإسناد أخر عن الوليد صرح فيه بالتحديث من كل رواة من رواته، فقال في صحيحه (2442/ موارد).
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سليم -بيت المقدسي- حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم: حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي: حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة حدثني جعفر بن عياض: حدثني أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره وفيه عبد الله بن محمد بن سليم شيخ ابن حبان لم أقف عليه وجعفر بن عياض وسبق الكلام عليه.
وقد تابع الوليد عليه أيضاً:
1 -
موسى بن شيبة:
أخرجه النسائي (5464)، وموسى ذكره الذهبس في الميزان ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً -وذكره ابن حجر في التقريب وقال: مقبول.
2 -
عمر بن عبد الواحد: أخرجه النسائي (5463) وعمر ثقة.
وأخبرني به بعلو درجة ثانية عبد الله بن محمد بن إبراهيم المقدسي بسنده المتقدم إلى الطبراني، حدثنا محمد بن معاذ الحلبي، وأبو خليفة، قالا: حدثنا موسى بن إسماعيل فذكره بلفظ: "اللهم إني أعوذ بك من الفقر والفاقة والقلة والذلة، وأعوذ بك أن أظلم أو أظلم". هذا حديث صحيح اختلف في إسناده على إسحاق بن عبد الله، فرواه حماد بن سلمة عنه هكذا. وبه قال النسائي، وخالفه الأوزاعي، أخبرني محمود بن خالد قال: حدثني الوليد عن أبي عمرو الأوزاعي قال: حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، حدثني جعفر بن عياض قال: حدثني أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تعوذوا بالله من الفقر والقلة والذلة وأن تظلم أو تظلم". وبه قال النسائي حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثني موسى بن شيبة عن الأوزاعي.
ورويناه في المستدرك بالإِسناد المتقدم إليه، قال: حدثنا أبو بكر بن أحمد ابن كامل بن خلف القاضي، حدثنا أحمد بن الوليد الفحام وموسى بن الحسن بن عبادة قالا: حدثنا محمد بن مصعب القرقاني، حدثنا الأوزاعي، فذكره، وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه.
وبه قال النسائي: أنبأنا محمود بن خالد حدثنا عمر -يعني ابن عبد الواحد الأوزاعي- فذكره بلفظ: "وأن أظلم أو أظلم".
وبه قال النسائي: أنبأنا إسحاق بن إبراهيم قال: أنبأنا جرير عن هشام ابن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار وفتنة النار وعذاب القبر وفتنة القبر، وشر فتنة المسيخ الدجال، وشر فتنة الغني، وشر فتنة الفقر، اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمغرم والمأثم"(86).
(86) أخرجه البخاري (11/ 176/ فتح)، ومسلم (4/ 2078/ عبد الباقي)، والترمذي (3495)، والنساني (5466)، والسياق له، وابن ماجة (3838)، والحاكم (1/ 541)، وأحمد (6/ 57، 207)، والبيهقي (7/ 12)، والطبراني في الدعاء (1345) من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عاثشة رضي الله عنها مرفوعاً.
قال الشيخ الألباني: واستدركه الحاكم على الشيخين فوهم.
وأخبرني به عالياً عبد الله بن محمد بن إبراهيم المقدسي بقراءتي عليه بإسناده المتقدم إلى الطبراني، قال: حدثنا محمد بن معاذ الحلبي وأبو خليفة قالا: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة دون ذكر فتنة النار وفتنة القبر وعذاب القبر وفتنة المسيخ الدجال.
هذا حديث صحيح متفق عليه من طريق هشام بن عروة.
وروينا في كتاب الدعاء من المستدرك بالإِسناد المتقدم إليه قال: حدثنا عبدان بن يزيد الدقاق الهمداني، حدثنا إبراهيم بن الحسين بن ديزيل، حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم والقسوة والغفلة والعيلة والذلة والمسكنة، وأعوذ بك من الفقر والكفر والفسوق والشقاق والنفاق والرياء والسمعة، وأعوذ بك من الصمم والبكم والجنون والجذام والبرص وسيء الأسقام" (87). هذا حديث
(87) إسناده صحيح عل شرط البخاري:
أخرجه الحاكم (1/ 530)، والطبراني في الصغير (1/ 124)، وفي الدعاء (1343) من طريق آدم بن إياس عن شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة عن أنس رضي الله عنه به.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
قلت: لا إنما هو على شرط البخاري فقط فإن فيه آدم بن إياس ولم يخرج له مسلم.
ولفظ الطبراني في الصغير وفي الدعاء لم يقع فيه الاستعاذة من الفقر والكفر.
وأخرجه ابن حبان (2446/ موارد)، من طريق كيسان عن قتادة عن أنس مرفوعاً.
وكيسان ضعيف لم يوثقه غير ابن حبان قوله: [اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم والبخل].
أخرجه البخاري (11/ 176 / فتح)، ومسلم (2706)، وأبو داود (1540)، والنساني (5448).
وقوله: [اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون. . . .].
أخرجه النسائي (5493)، وأحمد (3/ 192).
وقال الألباني في الإِرواء (3/ 358) صحيح على شرط البخاري.
صحيح أخرجه النسائي من رواية هشام الدستوائي عن قتادة مقتصراً على التعوذ من العجز والكسل والبخل والهرم وعذاب القبر وفتنة المحيا والممات، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.