الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
/170 أ /
…
حرف الياء
ذكر من اسمه ياقوت
[905]
ياقوت بن عبد الله، أبو عبد الله، الرومىٌّ الأصل، البغدادىُّ المنشأ، الحموىُّ المولد (1)
اخبر عن نفسه بما ذكر فى كتابه " معجم الأدباء" ما هذا معناه ولفظه: انًّه حمل إلى مدينة السلام طفلاً عمره خمس سنين أو ستّ، وملكه رجل تاجر من حماة، يعرف بعسكر بن أبى نصر بن إبراهيم الحموى. ونشأ فى حجره وعلَّمه الكتابة واتخذه مأخذ الولد، إلَّا انَّه كان قليل الرغبة فى العلم اميًا لا يعرف الخطَّ ولا شيئاً من العلوم. وكانت همته فى طلب المعاش والدنيا، فعلَّمه الخطَّ وظهر منه شفقة عليه، وحبَّب العلم إليه منذ كان فى المكتب، فما يعلم انَّه منذ كان عمره سبع سنين إلى أن توفى ما خلت يده من كتاب يستفيد منه أو يطالعه، أو يكتب منه شيئاً أو ينسخه.
ثم سافر فى بضائع مولاه براً وبحراً إلى كيش أربع مرات، وإلى / 170 ب / مصر عدَّة
مرار، وإلى دمشق نوباً لا تحصى، إذ كان فى حكم مولاه وبعده. وغاضب مولاه
فى سنة ست وتسعين وخمسمائة وأعتقه. فكانت حرفته النسخ، فكتب بيده فى مدَّة سبع سنين ثلاثمائة مجلد.
ثم عاود صلح مولاه، وسافر إلى أن [توفى] مولاه فى سنة ستٌّ وستمائة. وانفرد بنفسه وسافر إلى بلاد خراسان، ثم رجع إلى ديار مصر والشام، ولقى مشايخها وعلماءها، وشاهد أدباءها وفضلاءها، وجالس صدورها وكبراءها، وأخذ عنهم الآداب الكثيرة، واستفاد منهم الفوائد الغزيرة.
ثم نزل حلب وسكنها إلى أن توفى بها فى العشرين من شهر رمضان سنة ستُّ وعشرين وستمائة. وكان مولده – فيما ذكره – سنة أربع أو خمس وسبعين وخمسمائة لا زيادة على ذلك.
وألَّف كتباً منها، كتاب " معجم البلدان " أجاد تأليفه، وكتاب " معجم أئمة الأدب " لم يقّصر فى جمعه، وكتاب " معجم الشعراء "، وكتاب " ضرورات الشعر"، وكتاب / 171 أ/
"مختصر تاريخ بغداد " لأبى بكر الخطيب البغدادى، وكتاب " منتخب كتاب الأغانى "، وكتاب فى " النسب "، وكتاب " الأبنية "، وكتاب " مختصر معجم البلدان " على غير ذلك الترتيب الذى رتبه، وإلى غير ذلك من التأليفات.
وكان ضنيناً بما يجمعه لا يحب إطلاع أحد على ما يؤلف، شديد الحرص عليه، لا يفيد
لمخلوق فائدة البتَّة. وكان ربما سئل عن شىًء وهو به عارف لم يجب عنه شحاً وجفاء
طبعٍ هكذا كانت شيمته مع الناس. وخلَّف كتباً وأوصى أن توقف ببغداد بدرب دينار بمسجد
الشريف الزيدى.
شاهدته بالموصل، وهو كهل أشقر أحمر اللون، أزرق العينين. وكانت بينه وبين أخى
صداقة وأنس تام، واقتضيته شيئاً من شعره، فأجاب إلى ذلك وجعل يماطلنى ويعدنى هكذا
مدة من الزمان. ثم سافر إلى بلاد الشام، فما عدت رأيته بعد ذلك.
أنشدنى الصاحب الوزير / 171 ب/ شرف الدين أبو البركات المستوفى الإربلى بها- رحمه الله تعالى – فى سنة خمس وعشرين وستمائة، قال: أنشدنى أبو عبد الله ياقوت لنفسه فى غلام يرمى بالنشاب: [من الطويل]
وظبىٍ له خصر كصبرى نحافةً
…
...
…
وردف كوجدى فى محبتّه عظما
إذا ما رمى العشَّاق عن قوس حاجب
…
بألف رمى القرطاس عن قوسه سمها
يحنُّ إليه القوس فى حال نزعه
…
وينزًّع من هول الفراق إذا يرمى
وأنشدنى، قال: أنشدنى ياقوت لنفسه: [من المتفارب]
وظبى من الترك ذى نخوة
…
على الصَّب يعجز عنها الأسد
إذا رمت منه وصالاً ابى
…
وصال بحيشٍ قوىِّ العدد
بسيف اللِّحاظ ورمح القوام
…
ولمع الخدود ولبس الَّزرد
وأنشدنى، قال: أشدنى لنفسه، وكتب به إلى بعض الأكابر وقد دخل إليه مرَّة، وأراد الإستئذان عليه ثانياً:[من السريع]
/ 172 أ/ العين منِّى لم تزل فى أذًى
…
من نظرى للهمل الماشيه
واجمع النَّاس على انَّها
…
إذا راتكم رات العافيه
بالنَّظرة الأوى انجلى داؤها
…
فلتجلها نظرتك الثَّانيه
وأنشدونى، قال: أنشدونى لنفسه ما كتبه إلى صديق له: [من البسيط]
الله بينى وبين البين كم رشقت
…
صروفه بسهام البين إحسانى
إن جاء بالقرب يوماً من أحبتنا
…
من غير قصد فقصد منه اقصانى
وأنشدنى الشيخ الحافظ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمود بن الحسن بن النجار
البغدادى بها – رحمه الله تعالى – فى سنة تسع وثلاثين وستمائة، قال أنشدنى أبو عبد الله
ياقوت بن عبد الله فى غلام تركى على عينه وقاية سوداء قد رمدت:
[من الكامل]
/172 ب/ ومولَّد للترك تحسب وجهه
…
بدراً يضئ سناه بالإشراق
ارخى على عينيه فضل وقاية
…
ليردَّ فتنتها عن العشَّاق
تالله لو أنَّ السَّوابغ دونهًا
…
نفذت فهل بوقاية من واق
وأنشدنى أيضاً، قال: أنشدنى ياقوت لنفسه: [من الطويل]
بنفسى ظبى مرَّبى فى القلاقل
…
فخلَّفنى حلف البلا والبلابل
تناهبه الرَّاؤون من حسن وجهه
…
فما ناظر إلَّا به بالبلابل
رشًا من بنى الأتراك إمَّا نسبته
…
... كنسبة عينيه إلى سحر بابل
تزايد وجدى من تناقص وده
…
وفرط غرامى من غريم مماطل
يوسِّع عذرى فيه ضيق بجفنه
…
ويوهى قوى صبرى بحسن الشَّمائل
يضحِّى الورى بالبدن فى عيد نحرهم
…
واضحى يضحِّى بالكمى الحلاحل
ونقلب من خطه قوله ما كتبه إلى بعض أصدقائه: [من السريع]
عبيدك الدَّاعى اتى قاصداً
…
إلى قضاء الفرض والنَّفل
/173 أ/ من خدمة يخدمه كلٌّ من
…
يمشى بحزن الأرض او سهل
ورام تقبيل يديك الَّتى
…
بها عرفنا صورة العدل
وينثنى بعد الثَّنا والدٌّعا
…
مستحقباً من فضلك الجزل
فى موطن التوحيد مكنونه
…
طوراً وطوراً موضع الكحل
فحال من دونكم اسود
…
فى لونه والقول والفعل
فها انا مذ ذاك حيرة
…
مدلَّه التًّمييز والعقل
غيظاً يميت القلب تذكارهً
…
من فعل هذا الأسود النَّذل
لم يحجبوا وفد العطايا فلم
…
يحجب من يرغب فى الفضل
فظلت فيه مفكراً واجماً
…
حتى انجلى عنِّى عمى الجهل
لمًّا بدا لى أنَّ اوصافه
…
مأخوذة من صفة القفل
وقال لى القلب: إذا كنت من
…
اهل الحجى والفهم والنٌّبل
فلا ترع لابدَّ للمجتنى
…
شهد العلا من إبر النَّحل
وقوله وهو مقيم بمرو من بلاد خراسان: [من الكامل]
/173 ب/ اضحى يضِّيق فسحة الأمل
…
ما مرَّ من عمرى بلا نفع
ما عنَّ لى غرض فاقصده
…
إلَّا انتحاه الدَّهر بالمنع
يدنى لى الآمال يهزا بى
…
حتَّى أمدَّ لأخذها ضبعى
ولَّت تقول: اما عقلت اما
…
تالله اشعب الطَّبع
يا قلب ضاق العمر عن امل
…
واتاك شيب الرَّأس بالرَّدع
فارج الإله وتب عليه عسى
…
يعطيك فى الأخرى بلا منع
وقال فيمن تورّع بوعد، ثم لم يف به:[من البسيط]
يا سِّيداً بذَّ من يمشىً على قدم
…
حلماً وعلماً وآباء وأجدادا
ماذا دعاك إلى وعد تصِّيرهً
…
بالخلف والمطل والتَّسويف إبعادا
لا تعجلنَّ بقول ثمَّ تخلفه
…
فيثمر المطل بعد الودِّ احقادا
فالوعد بذر ولطَّف القول منبته
…
وليس يجدى إذا لم تلق حصَّادا
وقال فى الغزال: [من البسيط]
/174 ا/يا طلعة البدر إلَّا أنه بشر
…
لو لم يكن بشراً ما راق معناه
البدر قد شانه فى وجهه كلف
…
وجلَّ حبِّى عن عيب وحاشاه
قالوا: اما قلبه قد قدَّ من حجرٍ
…
فقلت: ذاك به قد تًمَّ معناه
لولاه ما بتُّ طول اللَّيل مرتقباً
…
ارعى النٌّجوم سقيم القلب لولاه
وقوله مما كتبه إلى صديق: [من الطويل]
نكرت الورى حتَّى نكرت ابا نصر
…
واىٌّ اخٍ ما غيَّرته يد الدَّهر
لئن غيَّرته الحادثات فطالما
…
بقيت وإيَّاه لكالماء والخمر
وإن قصرت ايَّام صفو ودادنا
…
فما فى ليالى حادث الدَّهر من قصر
فلا تأتين هجر الصَّديق تعُّمداً
…
ففى صرف هذا الدَّهر ما شئت من هجر
وكتب إليه أيضاً: [من الطويل]
تباعدتم لا ابعد الله داركم
…
واوحشتم لا اوحش الله منكم
لئن كنتم عن ارض مصر رحلتم
…
فإنكم فى مهجتى قد نزلتم
هنيئاً على رغمى لدار حللتم
…
وبؤساً لربع عن مغانيه بنتم
/174 ب/ فلو قيل لى ماذا تمنَّى من الدٌّنى
…
لكان مناى انتم لا عدمتم
وقال أيضاً: [من الخفيف]
زارنى البدر بعد طول مطال
…
وصدود اطاله وتجِّنى
ونفى بالنفار نومى عناداً
…
وارانى بعزِّه الذٌّل منِّى
فترشَّفت من ثناياه خمراً
…
لم ينل طيبها غرور التّمنِّى
لم يزل دابه الصٌّدود إلى ان
…
علَّم الجفن ان يهاجر جفنى
وكتب إلى صديق له بهراة: [من الوافر]
امولاى جمال الدِّين يا من
…
له خلق على الصَّهباء يزرى
اارضى ان تكون فدتك نفسى
…
مليكى فى علانيتى وسرِّى
ولا ترضى بمثلى فى إيابى
…
على الأملاك عبداً طوع امرى
ولست بلائم لك مع فعال
…
لأنَّك جرت لما جار دهرى
وقوله فى التغزل: [من الطويل]
/175 أ/ يضاعف نارى فيه بارد ظلمه
…
ويضعف ما القاه بارد ظلمه
ايا ملك الحسن الذى انقادت الورى
…
إليه فما يأبى امرؤ فصل حكمه
يسالم سلماً دائباً رب حربه
…
ويؤذن حرباً منه طالب سلمه
محٌّبك قدماً كان يلقاك محسناً
…
فوقَّع له يجرى على حسن رسمه
وقوله وقد بلغ خمساً وأربعين سنة: [من الطويل]
يقول اناس لم تصابيت بعد ما
…
بدا فى نواحى عارضيك مشيب
فقلت: يداوى كل داء بضدَّه
…
وهذا التَّصابى للمشيب طيب
[906]
ياقوت بن عبد الله أبو الدٌّرِّ الرومىُّ الزِّىٌّ
عتيق الملك الظاهر عزِّ الدين أبى الفتح مسعود بن أرسلان شاه بن مسعود بن مودود
ابن زنكى – رحمه الله تعالى – سلطان الموصل ومليكها.
قدم الموصل طفلاً ونشأ بها، ومال إلى الاشتعال بالعلم حتى لقبه الناس بالعالم، لأنَّه
تعلق من العلم بسبب قوى. وكان صهر الأمير أمين الدين ياقوت / 175 ب / ابن
عبد الله الكاتب الخطَّاط الموصلىّ – صاحب الخط الحسن – على إبنته – رضى الله عنه –
وأبو الدر كان شاباً أشقر أبيض اللون، مشرباً بحمرة، جميلاً ذا منظر ورواء، ثابت
العقل، وافر الفضل، فيه فهم وفظاعة، وحياء ورزانة. اجتمع فيه العلم والدين، وحسن
السيرة واليقين، والعفاف والنزاهة، والمروءة والنباهة، ولم يعرف له منذ نشأ صبوة، وكتب
الخط الرائق الذى فاق به على أقرانه، لأنه كتب على حميد، وجود عليه، وتخَّرج به،
واقتبس منه أدباً وعلماً، وله فكر خارق فى حل التراجم، وحسن عبارة فى الإنشاء. وهو
من الكتاب الأفراد فى الكتابة، وله أشعار ورسائل.
سألته عن مولده، فقال: يكون تقديراً فى سنة تسعين وخمسمائة. وتوفى يوم
الجمعة سلخ ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وستمائة بالموصل. ودفن غربى المدينة بمقبرة
الباب العمادى، فوق عين الكبريت بتربة كان حموه أنشأها لنفسه – رحمه / 176 أ / الله تعالى.
ومن شعره ما حدثنى بالموصل، ومن خطِّه نقلت، يقول ياقوت بن عبد الله
الأتابكى: الذى حدا الخادم على عمل هذه الأبيات، وإن لم يكن من أرباب الصناعات، أنَّ
الصدر الكبير الفاضل القاضى عزّ الدين القيلوى – حرس الله مجده – لمَّا وصل إلى
الموصل - خلد الله ملك مالكها – نشر من فضائل المجلس العالى العالمى الفاضلى كمال الدين، كمل الله شعادته، وبلغّه فى الدارين مناره وإرادته، ما يعجز، البليغ عن فهمه فضلاً عن أن يورده، لكن فضائل المجلس كانت
تملى على لسانه وتسعده، فطرب الخادم من استنشاق رياها،
واشتاق إلى رؤية حاويها عند اجتلاء محياها، فسمح عند ذلك الخاطر مع تبلده، بأبيات تخبر المجلس بمحَّبة الخادم له وتعبده.
ثم أنشدنى الأبيات وأنفذها إليه وهى: [من البسيط]
حيا نداك كمال الدَّين احيانا
…
ونشر فضلك عن محياك حَّيانا
/176 ب/ وحسن اخلاقك اللَّاتى خصصت بها
…
اهدت على البعدلى روحاً
وريحانا
حويت يا عمر المحمود سيرته
…
خلقاً وخلقاً وإفضالاً وإحسانا
إن كان نجل هلال فى صناعته
…
ونجل مقلة عينا الدَّهر قد كانا
فانت مولاى إنسًان الزَّمان وقد
…
غدوت فى الخط للعينين إنسانا
قد بثَّ فضلك عزٌّ الدِّين مقتصداً
…
ونثَّ شكرك إسراراً وإعلانا
فضاع نشرك فى الحدباء وانتشرت
…
آيات فضلك ارسالاً ووحدانا
اثنى عليك وآمالى معلَّقة
…
بحسن عفوك ترجو منك غفرانا
وإن تطفَّلت فى صدق الوداد ولم
…
يقض التَّلاقى لنا عفواً ولا حانا
فما الآم على شئ اتيت به
…
(فالإذن تعشق قبل العين احيانا)
يا افضل النَّاس فى علًم وفى ادب
…
وارجح الخلق عند الله ميزانا
قد شرَّف الله ارضاً انتً ساكنها
…
وشرَّف الناس إذ سوَّاك إنسانا
فأجابه الصاحب الإمام كمال الدين أبو القاسم عمر بن احمد بن هبة الله بن أبى
جرادة الفقيه الحنفى – حرس الله / 177 أ / معاليه – عن الأبيات على الروى والوزن،
وأنشدنيها بحلب بمنزله المعمور فى سنة خمس وثلاثين وستمائة:
[من البسيط]
يا من ابحت حمى قلبى مودَّته
…
... ومن جعلت له احشاى اوطانا
ارسلت نحوى ابياتاً طربت بها
…
والفضل للمبتدى بالفضل إحسانا
فرحت اختال عجباً من محاسنها
…
كشارب ظلَّ بالصهباء نشوانا
رقَّت وراقت فجاءت وهى لابسة
…
من البلاغة والتَّرصيع الوانا
حكت بمنثورها والنظم إذ جمعا
…
باحرف حسنت روضا وبستانا
جرَّت على جرول اثواب زينتها
…
إذ اصبحت وهى تكسو الحسن حسَّانا
اضحت تغيِّر وجه العنبرى فما
…
بنو اللَّقيطة من ذهل بن شيبانا
يمسى لها ابن هلال حين ينظرها
…
يحكى اباه بما عاناه نقصانا
كذاك ايضاً له عبد الحميد غدا
…
عبداً يجر من التَّقصير اردانا
اتت وعبدك مغمور بعلَّته
…
فغادرته صحيحاً خير ما كان
/177 ب/ وكيف لا تدفع الأسقام عن جسدى
…
وهى الصَّبا حملت روحا وريحانا
فما على طيفها لو عاد يطرقنا
…
فربما زار احياناً فأحيانا
فاسلم فأنت امين الدِّين احسن من
…
وشَّى الطروس بمنظومٍ ومن زانا
ولا تخطَّت إليك الحادثات ولا
…
حلَّت بربعك يا اعلى الورى شانا
وأنشدنى لنفسه، وكتبه لى بخطه، ما مدح به بدر الدين أبا الفضائل لؤلؤ بن عبد الله
صاحب الموصل – من قصيدة أولها: [من الكامل]
حكم الزَّمان بكلِّ ما تختار
…
وجرت بما امَّلته الأقدار
وازدانت الدُّنيا بملكك واغتدى
…
فى وصف مجدك تنظيم الأشعار
وغدت ربوع السعد آهلة الربى
…
مخضرةً قد حفها النوار
ومنها يقول:
ايام عزك كلهن اصائل
…
من حسنهن وليلها اسحار
انت الأنام جميعهم وزمانك الأ
…
يًّام والدٌّنيا لمجدك دار
/178 أ/ فتَّ الملوك وغيرهم بمناقب
…
شهدت بها الآيات والأخبار
احييت آل المصطفى بمكارم
…
سارت بها الرُّكبان والسٌّفَّار
ونعشتهم بندى يديك فأصبحوا
…
تهمى عليهم ديمة مدرار
كلتا يديك لنا سحاب هاطل
…
يمناك يمن واليسار يسار
فاسلم لهذا الملك تنظم شمله
…
ما غرَّدت فى ايكها الأطيار
فى دولة حفَّ النًّعيم رواقها
…
الله جارك والنَّبى المختار
وأنشدنى لنفسه حين وصل إربل يمدح الوزير الصاحب الكبير العالم المنعم شرف
الدين أبا البركات المبارك بن أحمد بن المبارك بن موهوب المستوفى – رضى الله عنه – من
غير معرفة تقدَّمت: [من الطويل]
ايا ذاكراً ظلماً مساوئ إربل
…
كأنَّ رويداً قد نطقت بها جهلا
فلو لم يكن فى إربل من فضيلة
…
سوى شرف الدِّين الذى جمع الفضلا
/178 ب/ لتاهب على كًلِّ البلاد لأَّنها
…
بسكناه فيها حازت المجد والٌّنبلا
فتًى شغلته المكرمات فلن ترى
…
لهمَّته فى غير مكرمة شغلا
من النَّفر البيض الَّذين وجوههم
…
بها يهتدى السَّارون فى قصده السٌّبلا
إلى الملك النٌّعمان تنمى فروعه
…
فاكرم به فرعاً واكرم به اصلا
إذا قال بذَّ القائلين ولم يدع
…
لذى إربة فى القول جداً ولا هزلا
ابا البركًات الخير دعوة مخلصٍ
…
يودٌّك عن بعد وما عاين الشَّكلا
مدحتك لا ارجو الجوائز والرٌّشى
…
ولكن رايت المدح فى اهله اولى
وأنشدنى لنفسه فى غلام مؤذَّن: [من الخفيف]
بابى شادن يؤذِّن للأجـ
…
ـر وتسبى لحاظه كلَّ موجر
كلما جدَّل اللَّحاظ قتيلاً
…
قال: تيهًا بقتله الله اكبر
وأنشدنى أيضاً قوله ما كتبه إلى بعض الكبراء: [من البسيط]
كلٌّ الحوائج بعد الله مرجعها
…
إليك يا من لديه النَّفع والضَّرر
/179 أ/ احييت آمالنا من بعد ما قنطت
…
كالرَّوض احياه لمَّا ان ذوى المطر
وأنشدنى أيضاً لنفسه: [من الطويل]
سلام كنشر الرَّوض باكره الصَّبا
…
فضوَّع من ريَّاه ما كان كامنا
على الجانب المحروس لازال عالياً
…
واصبح من ريب الحوادث آمنا (1)
/ 179 ب / (2).