الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
/163 أ/
…
حرف الواو
[902]
وثَّاب بن أبى الثريّا بن عبد الرحمن الأزدُّى المالكىٌّ.
من أهل ديار مصر.
كانت ولادته فى سنة خمسٍ وستين وخممسمائة بالقاهرة المعزّية.
أنشدنى أبو عبد الله محمد بن عبد القاهر بن هبة الله بن النصيبىّ بحلب - رحمه الله تعالى - قال: أنشدنى وثاب بن أبى الثريا بن عبد الرحمن الأزدى لنفسه:
[من الخفيف]
يا ديار الأحباب من ارض نجد
…
إسألى ساكنيك لم زاد وجدى
الريح وجدتها من حبيبى
…
ام لقرب الدِّيار من بعد بعد
[903]
وزير الجبلى.
رأيت من شعره هذه القصيدة يمدح بها بدر الدين أيدمر الوالى الحلبى، ويهنئه بأخذ
اللاذقية: [من الكامل]
زهت البلاد واشرقت انوارها
…
وترنَّمت بسرورها اطيارها
والأرض مشرقة بنبع نباتها
…
قد فتِّحت برياضها ازهارها
/163 ب/ وكًذا الرعايا اصبحت فى نعمة
…
من حيث قدر خصت لها اسعارها
لما قدمت وكًان سعدك قادماً
…
يامالك الدُّنيا ويا جبَّارها
يا مالك التٌّرك الًّذى سجدت له
…
كلٌّ الملوك كبارها وصغارها
ولعظم هيبتك الجبال تزعزعت
…
والكفر منك تهدَّمت اعمارها
كم بالمزيقب من جوار خرد
…
هلكت غداة قصدتهم نصَّارها
وهى قصيدة أطول من هذه، ومن حقها أن تطرح ولا يثبت منها لرداءة ألفاظها وسخافتها.
[904]
وسوان بن منصور بن وسوان بن ملكيشوا بن قحطان، أبو يعقوب الكردى الهذبانىٌّ، المعروف بالمثقف (1).
من أهل إربل.
كان جندياً فى خدمة الأمير زين الدين أبى منصور يوسف بن على بن بكتكين – صاحب إربل – ثم فارق خدمته وتوجَّه إلى البلاد الشامية، ولحق الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شاذى – رحمه الله تعالى - / 164 أ / فخدم مع أخيه الملك العادل أبى بكر.
ثم خدم الملك الأوحد نجم الدين أبا الفتح أيوب، وسار معه إلى خلاط، وتوفى الملك الأوحد سنة تسعوستمائة، وبقى بعده. وخبرت انه قتل بتنينير (2) قتله مماليكه فى سنة ثلاث عشرة وستمائة وأخذوا وقتلوا.
وكان فارساً شجاعاً مقداماً شاعراً أكثر أشعارهفى الجروب والشجاعة والإقدام.
وقد ذكره العماد أبو حامد محمد بن محمد بن حامد الكاتب الأصفهانىّ فى كتابه ذيل الخريدة، وقال: لقيت أبا يعقوب بمصر سنة ستٍّ وسبعين وخمسمائة، وهو شاب جندىّ. . . خاطره هندىُّ. هذا آخر كلامه.
أنشدنى الأمير أبو العباس أحمد بن الخضر بن سلَاّر الكردى الهذبانى الإربلى بها – من لفظه وحفظه – قال: أنشدنى أبو يعقوب وسوان بن منصور بن وسوان بن ملكيشوا بن
قحطان الكردى الهذبانى الإربلى لنفسه: [من الوافر]
/164 ب / سلى عنِّى الصَّوار والرَّماحا
…
وخيلاً تسبق الهوج الرِّحايا
واسداً خيسها سمر العوالى
…
إذا ما الأسد حاولت الكفاحا
فإنِّى ثابت عقلاً ولباً
…
إذا ما صائح فى الحرب صاحا
واورد مهجتى لجج المنايا
…
إذا ماجت ولم اخف الجراحا
وكًم ليلٍ سهرت وبتٌّ فيه
…
اراعى النَّجم ارتقب الصَّباحا
وكم فى فدفدٍ فرسى ونضوى
…
بقائلة الهجير عدا وراحا
لعينك فى العجاجة ما الاقى
…
واثبت فى الكريهة لا براحا
فلو عاينتنى عاينت كبشاً
…
ولم تطق الكباش له نطاحا
يدقٌّ السمهرَّية فى صدور
…
ولا يثنى لها قدماً وراحا
فديتك انت لا خود رداح
…
... سبت بجمالك الخود الرَّداحا
فديتك لا تظِّنى انَّ قلبى
…
تسلَّى عنك يوماً واستراحا
ولا يصبو لغيرك حين هَّبت
…
صبا نجد ونشر الرَّند فاحا
إذا ما الشمسمن شرق تبدَّت
…
كوجهكً لى وبدر الَّتمِّ لاحا
وقال أيضاً: [من البسيط]
/ 165 أ/ لولا الوشاة ولولا كثرة الرقبا
…
لزرتكم كلَّما هبَّت نسيم صبا
وكنت اقضى بكم من قبل مؤلمة
…
تلمٌّ بى بعد بعدى عنكم ارًبا
ما كنت اعهد منكم ذا الجفاء وقدً
…
جفو تمونى ولم اعرف لذا سببا
وقال من قصيدة طويلة فى تاج الملوك أبى سعيد بورى بن أيوب بن شاذى
[من البسيط]
بدر من الُّترك بدر التَّم يعشقه
…
وكلَّما تمَّ حسناً فهو ما حقه
من قوسه يوم حرب قوس حاجبه
…
وهدب اجفانه المرضى يغالقه
يصيد كلَّ هزبًر وهو رامقه
…
بعينه وهو ما بالعين رامقه
الورد من خدِّه والدُّرٌّ من فمه
…
... والخمر من ريقه المعسول رائقه
عذاره تمَّ عذرى فيه حين بدا
…
بنفسجاً تحته تزهى شقائقه
قوامه كقوام الرٌّمح معتدل
…
يقوم معتدلاً شيخ يعانقه
انا المعنَّى به فى الودِّ صادقه
…
واين مثلى من فى الودِّ صادقه
العزٌّ عندى من يوم اواصله
…
... والذٌّلُّ عندى من يوم افارقه
/165 ب/ يلقى عدوُّ ابن ايٌّوب وحاسده
…
من بأسه مثل ما يلقاًه عاشقه
وله ما قاله على لسان سكين: [من مخلع البسيط]
يا حاملى انت فى امان
…
من نكد الدَّهر والأعادى
إلَّا من الحبِّ فهو امضى
…
منِّى إذا حلِّ فى الفؤاد
ومما قاله على لسان مروحة: [من المتقارب]
نسيمى دواء لكرب الفتى
…
وداء الهوى ماله من دواء
له فى التروٌّح بى راحة
…
وكًيف يداوى الهوى بالهواء
وقال من قصيدة: [من الطويل]
وامسى بياض العزِّ بالذٌّل اسوداً
…
واصبح ضوء الصٌّبح كاللَّيل مظلما
قال العماد أبو حامد محمد بن محمد الكاتب الأصبهانى، قد حافظ فى هذا البيت على خمس مطابقات.
فأىٌّ قلوب تأمن الخوف بعده
…
... واىُّ عيون بعده تأمن العمى
وقال أيضاً: [من المتقارب]
/166 أ/ إذا المرء ضاق به ذرعه
…
وسدَّت لديه وجوه الطلب
وعزَّ المساعد فى دهره
…
... فلا ذو إخاء ولا ذو نسب
واصبح من فرج آيساً
…
ولم يبق غير حلول العطب
اتاه القًضاء بلطف الإله ففرَّج من حيث لا يحتسب
وقال أيضاً: [من المديد]
كن بلطف الله ذا ثقة
…
وارض بالجارى من القسم
واصطبر للأمر تكراهه
…
... فلعلَّ البرء فى السَّقم
وله فى الصبر: [من المجتث]
إصبر إذا اشتد امر
…
فالصَّبر لا شكَّ مر
ودار دهرك مادا
…
مت اللَّيالى تمرٌّ
فربما ساء ليل
…
فى صبحه ما يسرُّ
وقوله فيه أيضاً: [من الوافر]
تلقَّ الحادثات بحسن صبر
…
... ولا تجرع لحادثة الخطوب
فكم لله من لطف خفىٍّ
…
...
…
يجئ بعاجل الفرج القريب
/166 ب/ وقال أيضاً: [من الخفيف]
قال فى الثَّعلب الحكيم مقالاً
…
صدَّقته العقول والألباب
انا اعدى من الكلاب ولكن
…
... خير مالى ان لا ترانى الكلاب
وقال أيضاً: [من المتقارب]
دعوه يخرِّق اثوابه
…
ويبكى ويندب احبابه
وقد ضرب الشَّوق فى قلبه
…
خياماً وقد مدَّ اطنابه
واقبل يطلب وصل الحبيب
…
فصدَّ واغلق ابوابه
وقوله فى الزهد: [من الوافر]
إلهى إن تؤاخذنى بعدل
…
وإن تغفر إساتى ففضل
فإن أك للرضا يارب اهلاً
…
وإلَّا انت للإحسان اهل
وقال فى مثله: [من الوافر]
إلهى اثقلت ظهرى ذنوبى
…
وها انا قد ملأت بها كتابى
وما عذرى إليك سوى اتكالى
…
عليك وانت حسبى فى حسابى
وقال أيضاً: [من الرمل]
/167 أ/ إلهى ليس لى فى الحشر ذخر
…
افوز به سوى الظَّنَّ الجميل
عجزت عن المراكب إذ اردتالـ
…
ـعبور فجئت فى سفن السًّبيل
وقال أيضاً: [من الرمل]
كيف آنست البريق المومضا
…
اتراه عنَّ من تخو الغضا (1)
لاح كالهندىِّ طوراً مغمداً
…
بيد القين وطوراًمنتضى
يا اثيلات اللَّوى كم عبرة
…
... مرَّ فى واديك حتَّى روِّضا
خبرى هل طيب ايَّامك لى
…
... عائد ام فائت ما قد مضى
وغزٍال صاد قلبى بالحمى
…
وحمى عن مقلتى الغمضا
امرضت اجفانه إذا مرضت
…
بابى الجفن المريض الممرضا
كلَّما سدَّد سهماً لحظه
…
نصب الحبٌّ فؤادى غرضا
ما عليه فى الهوى لو انَّه
…
قبل ان يرسل سهماً إنتضى
من مجيرى من تجِّنيه وقد
…
جار فى حكم الهوى لَّما قضى
وقال فى الشمعه: [من السريع]
وشمعة تبكى على نفسها
…
بادمع من نفسها تجرى
/167 ب/ تنفع بالنُّور ولكنها
…
فى نفعها للخلق فى ضرِّ
كدودة للقزِّ تبنى ولا
…
تبقى وتنضرُّ ولا تدرى
وقوله فى البرد: [من الطويل]
وعذراء من غرِّ السحائب اقبلت
…
معارضةًّ ثمَّ استهلًّت عزاليها
فألقت على الأرضين فذاً وتوامًا
…
من الدٌّر باديها سواء وتاليها
كغيرانة حطَّت خماراً وقطَّعت
…
لفرط تجَّنيها سموط لآليها
وقال أيضاً: [من الوافر]
إذا ما اشتدَّ مكروه بعبد
…
فثمَّ يكون إدراك النَّجاح
كذاك اللَّيل اظلم ما تراه
…
إذا ما حان إقبال الصَّباح
وقوله فى الزهد: [من البسيط]
مالى سكنت إلى الدٌّنيا وزينتها
…
وقد علمت يقيناً انَّها تغص
وعودها كذب وجدُّها لعب
…
وروحها نضب وعذبها نغص
كيف التَّخلُّص من اشراك زينتها
…
والحرص يزداد بى والعمر ينتقص
وقال أيضاً / 168 أ / يمدح الملك المنصور ناصر الدين أبا المعالى محمد بن عمر بن شهنشاه بن أيوب صاحب حماة: [من البسيط]
كم يستر الصَّبٌّ ماذا الدمع يظهره
…
وذى الصَّبابة تطويه وتنشره
والحبٌّ اطيبه ما باح صاحبه
…
... بما يكِّتم والمحبوب يهجره
وفى البكاء شفاء النَّفس من قلق
…
إذا شفى النَّفس من دمع يحدِّره
يا للبدور من البدر الذى نظرت
…
نواظر السِّحر صًّبًا باتً يسحره
متيَّماً ظل يمشى فى ضلالته
…
... بعد الهدى فى هوى من ليس يعذره
يشكو إلى قمر الظلًّماء من قمرٍ
…
فؤاده لم يزل باللَّحظ يقمره
سقيم خصرٍ حوى جسمى السَّقام به
…
وقد حوى القلب ما يحويه مئزره
وبيَّض العين من عينيه اسودها
…
وصفًّر الخدَّ من خدَّيه احمره
فوجهه مثل صبح بتُّ ارقبه
…
وشعره مثل ليل بتُّ اسهره
اهوى رضاه ويهوى السٌّخط لى وانا
…
فى القرب والبعد ينسانى واذكره
وكًيف يخذل يوماً جيش مصطبرى
…
بالصَّدِّ والملك المنصور ينصره
/168 ب/ وناصر الدَّين والدُّنيا فتى عمر
…
محَّمد لصروف الدَّهر اذخره
الواهب الملك ملكاً غير مكترثٍ
…
... والغالب الملك القهَّار يقهره
وكًاسر عسكر الإفرنج يوم وغى
…
وجابر عسكر الإسلام عسكره
اهل الشِّام إذا ما غاض نهركم
…
فكفٌّه ابداً تزداد انهره
وهو الَّذى أى ارضٍ حلَّها فبها
…
ايَّامه الغرٌّ اعياد وأشهره
عشنا به بعد موت كان نازلنا
…
... واليوم مكسورنا بالجود يجبره
وصار بعد كساد الشِّعر منه لنا
…
سوق وصار على الغالى تخُّيره
من كان قيس ومن قس ومن هرم
…
من حاتم الجود من الرُّوع عنتره
دع ذكر من ما رايناهم باعيننا
…
هم سماع وهذا اليوم ننظره
وكلٌّ علم جليل فهو يعلمه
…
وكلٌّ خبرٍ دقيق فهو يخبره
وكلٌّ من جدًّ فى امر يعانده
…
بجدِّه وهو عالىً الجدِّ يعقره
كم جامع جامع فيه الخطيب له
…
وكًم سما باسمه المشهور منبره
اضحت حماة به مثل السَّماء سمت
…
وسورها لا ارى قصراً مسوِّره
والشَّمس من وجهه للشَّمس تخجلها
…
والبدر من وجهه للبدر يبهره
/169 أ/ بحر محيط لمن ناواه مهلكه
…
من الأنام ومن صافاه جوهره
ماضى العزيمة لا عزم يقلقله
…
صافى السَّريرة لا غش يكدِّره
إذا بدا مقبلاً فى الدِّرع تحسبه
…
صبحاً بدا يهزم الظَّلماء مسفره
يخوض موج بحار الموت جحفله
…
وجحفل الموت لاتنخاض ابحره
ويورد الخيل ما تهوى ويصدرها
…
وتورد الخيل ما تهوى وتصدره
والخير يوجده والشَّر يعدمه
…
... والجور يدحضه والعدل ينشره
/169 ب / (2).