الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أن أفعل كذا وكذا ..
لا بد من هذا الوضوح وإيّاك أن تسوف .. الساعة .. الساعة قل: تبت .. ثم ابدأ بإمساك المصحف .. وصف قدميك لله تعالى .. أمسك بالمصحف وقل الله أكبر .. اقرأ عاء الاستفتاح .. اقرأ الفاتحة .. تباك بين يدي الله سبحانه وتعالى .. رحم الله أحد مشايخنا كان يقف في الصلاة ويقول: ألا تعرف كيف تصلي .. ؟ كيف تذل لله سبحانه وتعالى .. ؟ وتتباكى بين يديه .. ؟
ابدأ بدعاء الاستفتاح وتباك .. فلا تبدأ في قراءة الفاتحة حتى تسيل دموعك على خديك وتسترسل في القراءة حتى يغلبك البكاء فلا تملك إلا الركوع بين يدي الملك ثم تسجد له وحده ودموعك تغسل جبال الذنوب التي تطبق على صدرك وتكاد تزهق أنفاسك وتخرج من الصلاة وأنت لا تريد أن تنتهي مناجاة ربك .. فتشعر عندها أنك وجدت نفسك .. وجدت لقلبك الحائر مستقرّا .. ووجدت لنفسك القلقلة سكنا .. ووجدت لروحك المعذبة أمانا ..
فإذا طالبت بالطعام فذلها .. وإذا أرادت النوم فاحرمها .. امنعها فضول المباح ليقع الصلح على ترك الحرام.
خامسا: أن تأخذ من نفسك الراحة وتنزل بها التعب ونقصان المباح:
إن نفسك تعمل .. فإن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل .. أتعبها في قيام الليل .. نم ساعتين فقط .. بعدها توجه للعمل .. عندها لن تجد القوة لتعصي الله.
حتى إذا كنت طالبا .. إنك تستطيع القيام أولا بواجب الاستذكار .. ثم تستعين بالله وتقوم الليل. ثم نم ساعتين. واستعن بالله تمضي الى الامتحان نشيطا.
لا تخطئ الخطأ الذي يقع فيه الكثيرون .. أن تتعلق قلوبهم بما حصلوا من المواد العلمية فقط .. وينسون أن التوفيق من الله وحده .. إن الذي يعلّم ويذكّر هو الله سبحانه وتعالى فيتعلق قلبك به .. هو الفتاح العليم .. فهو الذي قد يفتح عليك هذه الاجابة أو يخذلك .. هذا مع ضرورة الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله ..
أنك إذا أتعبت جوارحك في طاعة الله عز وجل أتعب الله الكائنات في خدمتك .. إن مشكلة قومنا أنّهم لو يجربوا التعب لله .. لقد جربوا التعب في الدنيا .. ولم يجربوا التعب لله .. لقد جربوا التعب في الدنيا .. ولم يحصلوا شيئا .. ورغم ذلك لم يكفوا عن مواصلة التعب فيها .. تعبوا كثيرا للزوجات .. للأبناء .. للنفس .. للهوى .. ولكل ما عدا الله سبحانه وتعالى .. فلنجرّب الآن نوعا جديدا من التعب .. التعب لله عز وجل .. قال بعضهم حين سئل: ماذا تشتهي .. قال: إني لأشتهي أن أقوم في الصلاة حتى يشتكي صلبي .. وقيل لبعضهم: ماذا تشتهي .. ؟ قال: أشتهي أن أقوم حتى لا أقدر أن أقوم .. أود أن أقف في الصلاة حتى لا أستطيع القيام .. أريد أن أسجد حتى تتقطع أنفاسي .. أريد أن أركع لله حتى تشكو عضلاتي .. أريد أن أصوم لله حتى لأشرف على الهلاك من الجوع.