الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إن التعب غير مقصود لذاته وإنما المقصود إذلال النفس لله .. إنكسارها له .. أما إذا أعطيت نفسك مطلوبها بدون عناء .. فستقودك الى الكفر بنعم الله .. ستقودك الى جهنم .. ومن سقط في المعاصي يحدثك: يقول أن نفسه قالت له: ابدأ بسيجارة .. ثم بعد أن سقط في هوّة التدخين قالت له: ألا تجرب المخدرات .. ثم الخمر .. ثم دفعته الى الوقوع في الفواحش .. زنا .. لواط .. إلخ .. حتى يصل إلى عبادة الشيطان .. ويقع في الكفر عياذا بالله من الخذلان.
إن الحل هنا أن تقف مع أول خاطر .. فإذا قالت لك نفسك: النوم .. فقل لها سنقوم الليل .. وإذا طالبت بالطعام .. فقل: سنقرأ القرآن .. فإذا أرادت الخروج للقاء الأصدقاء فقل لها أين الاعتكاف .. ؟
خالف نفسك .. حتى تفوز برضى الله ..
إن كل ما سبق بدايات ولكن إذا ألفت نفسك الطاعة .. أنفت المعصية .. وإذا أدمنت حب الله والانقياد لأوامره تركت الذنوب .. وسهل عليها الأمر .. ومن يتصبر يصبره الله .. والله المستعان.
سادسا: ارفع لها بالفكرة أعلام الآخرة:
أرها الجنة والنار .. اجعلها تشاهد من أمامك في الطريق .. إنه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين .. ارفع لنفسك أعلام الآخرة حتى تستقيم .. ذكر هذه النفس التي تشتهي شيئا دنيويا
بعظمة لجنة .. ففي الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .. إذا اشتهت نفسك الملابس ذكرها بقول الله سبحانه وتعالى: {ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها
تذليلا* ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قوارير* قواريرا من فضة قدّروها تقديرا* ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا* عينا فيها تسمّى سلسبيلا* ويطوف عليهم ولدان مخلّدون إذا رأيتهم إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا* وإذا رأيت ثمّ رأيت نعيما وملكا كبيرا* عليهم ثياب سندس من خضر واستبرق وحلّوا أساور من فضة وسقاهم ربّهم شرابا طهورا* إنّ هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا} [الانسان:14 - 22].
تعرض على نفسك هذه الآيات وأمثالها .. قل لها: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا، لا يستوون* أمّا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنّات المأوى نزلا بما كانوا يعملون* وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذّبون} [السجد: 18 - 20].
قل لها: يا نفس .. هذا طريق الصلاة .. طريق المسجد .. طريق الصيام .. طريق القيام .. طريق الذكر .. طريق تلاوة القرآن ..
هذا هو الطريق أمامك .. فيه محمد صلى الله عليه وسلم .. سبقك في هذا الطريق أبو بكر وعمر .. عثمان وعلي .. طلحة والزبير .. عبدالله بن مسعود وعبدالرحمن بن عوف .. عبدالله بن عباس ومعاذ بن جبل .. أمامك فيه أبوذر وأنس .. ياسر وعمّار .. أمامك في الطريق العلماء والكبراء والعظماء من عباد الله الصالحين القانتين المتقين ..