الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
59 -
قال سفيان الثوري: (إن دعوك لتقرأ عليهم: قل هو الله أحد، فلا تأتهم)(32) رواه البيهقي، كما تقدم.
أحوال السلف الصالح مع الأمراء
60 -
وروى أبو نعيم في الحلية عن ميمون بن مهران: أن عبد الله بن عبد الملك بن مروان قدم المدينة، فبعث حاجبه إلى سعيد بن المسيب فقال له: أجب أمير المؤمنين! قال: وما حاجته؟ قال: لتتحدث معه. فقال: لست من حداثه. فرجع الحاجب إليه فأخبره، قال: دعه (33).
61 -
قال البخاري في تاريخه: (سمعت آدم بن أبي إياس يقول: شهدت حماد بن سلمة ودعاه السلطان فقال: اذهب إلى هؤلاء! لا والله لا فعلت)(34).
62 -
وقال الخطيب، عن حماد بن سلمة: أن بعض الخلفاء أرسل إليه رسولا يقول له: إنه قد عرضت مسألة، فأتنا نسألك. فقال للرسول: قل له: (إنا أدركنا أقواما لا يأتونا أحدا لما بلغهم من الحديث فإن كانت لك مسألة فاكتبها في رقعة نكتب لك جوابها).
(32) سبق تخريجه.
(33)
حديث صحيح. أخرجه ابن سعد (5/ 130) في الطبقات الكبرى، وأبو نعيم (2/ 169) في الحلية، وأورده الذهبي (34/ 226) في السير، كلهم من طريق كثير بن هشام عن جعفر بن برقان عن ميمون به.
وقال ابن سعد: وأنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا أبو المليح عن ميمون به.
(34)
حديث صحيح. وأخرجه أبو نعيم (6/ 251) في الحلية من طريق البخاري عن آدم بن أبي إياس به.
63 -
وأخرج أبو الحسن بن فهر في كتاب (فضائل مالك)، عن عبد الله بن رافع وغيره قال: قدم هارون الرشيد المدينة، فوجه البرمكي إلى مالك، وقال له: احمل إليّ الكتاب الذي صنفته حتى أسمعه منك). فقال للبرمكي: (أقرئه السلام وقل له: إن العلم يزار ولا يزور) فرجع البرمكي إلى هارون الرشيد، فقال له: يا أمير المؤمنين! يبلغ أهل العراق أنك وجهت إلى مالك في أمر فخالفك! أعزم عليه حتى يأتيك. فأرسل إليه فقال: قل له يا أمير المؤمنين لا تكن أول من وضع العلم فيضيعك الله.
64 -
وقال عمار في تاريخه عن ابن منير: أن سلطان بخاري، بعث إلى محمد بن إسماعيل البخاري يقول: احمل إليّ كتاب (الجامع) و (التاريخ) لأسمع منك. فقال البخاري لرسوله: (قل له أنا لا أذل العلم، ولا آتي أبواب السلاطين فإن كانت لك حاجة إلى شيء منه، فلتحضرني في مسجدي أو في داري)(35).
65 -
وقال نعيم بن الهيصم في جزئه المشهور: (أخبرنا خلف بن تميم عن أبي همام الكلاعي، عن الحسن أنه مر ببعض القراء على بعض أبواب السلاطين، فقال: أقرحتم جباهكم، وفرطحتم نعالكم، وجئتم بالعلم تحملونه على رقابكم إلى أبوابهم؟! أما إنكم، لو جلستم في بيوتكم لكان خيرا لكم، تفرقوا فرق الله بين أعضائكم)(36).
(35) أخرجه الخطيب (2/ 33) في تاريخه، والمزي في تهذيب الكمال (338)، وأورده السبكي (2/ 232 - 233) في طبقاته، والذهبي (12/ 464) في السير، وانظر: مقدمة فتح الباري (ص/494).
(36)
أخرجه أبو نعيم (2/ 150 - 151) في اللية من طريق أحمد بن زيادة عن عصمة بن سليمان الحراني عن فضيل بن جعفر عن الحسن به.
* أورده ابن الجوزي (3/ 236) في صفة الصفوة. وفي هامش النسخة: حمائمكم: موضع السجود، وفرطحتم: وسعتم.