الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجانب التاسع: الفهرسة
توطئة:
ممّا سبق به المسلمون الغرب: العناية بوضع الفهارس والتفنن فيها. وإنّ التنظيم المعجمي بدأ مبكراً جداً، حيث نجد الإمام البخاري - محمد بن إسماعيل (ت256هـ) - في كتابيه:" التاريخ الكبير "، و"الضعفاء الصغير"، والإمام النسائي - أحمد بن شعيب (ت 303هـ) - في كتابه "الضعفاء" والمتروكين، قد رَتَّبا كتبهم هذه على حروف المعجم.
بل إنَّ الإمام البخاري في " صحيحه (1) "، في كتاب المغازي، باب تسمية مَنْ سُمِّيَ مِنْ أهل بَدْرٍ، قد ذكر أسماء الصحابة على حروف المعجم.
وما عَمَلُ "أطراف الحديث" في نهاية القرن الهجري الأول من قِبَل بعض المحدِّثين (2) ليستذكر به الأحاديث، إلاّ أحد ألوان الفهارس؛ حيث غدا هذا العمل في القرن الرابع الهجري وما بعده من القرون المتأخرة عِلْماً قائماً بنفسه، وأُلِّفَت فيه تآليف كثيرة (3) ، كـ "أطراف الصحيحين " لأبي مسعود إبراهيم الدمشقي (ت 401هـ) ، و"أطراف الكتب الستة " لمحمد بن طاهر المقدسي (ت 507هـ) .
ومن شاء أن يقف على مبلغ علماء المسلمين السابقين في التفنن في وضع الفهارس، فلينظر إلى مثل صنيع الإمام ابن الأثير الجَزَري - مبارك بن محمد
(1) (4/1476 ـ 1477"
(2)
انظر أسماءهم في مقدمة: " فهارس سنن النسائي " للشيخ عبد الفتاح أبوغدة رحمه الله تعالى ص 24-25.
(3)
انظرها في: " الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة " للكتاني ص 167- 170.
(ت 606هـ) - في الفهارس التي صنعها لكتابه: "جامع الأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم "، فإنه بعد أن رَتَّبَ أحاديث الكتاب على الكتب والأبواب، ورتب الكتب على حروف المعجم؛ صنع فهارس متعددة متميزة لكتابه، منها:"فهرس للأحاديث على الألفاظ المشهورة فيها"، و"فهرس للأعلام بتراجمهم"، و"فهرس الكتب والحروف والأبواب والفصول والفروع والأنواع
…
".
وقد بلغ الاهتمام بالفهرسة - في هذه الفترة الزمنية - مبلغاً أنك قلّما تجد كتاباً من كتب الحديث إلاّ وفُهرس، وجُلُّ تلك الفهارس كانت متجهة صوب فهرس "أطراف أحاديث" هذه الكتب، وأقلّها ما كانت فهارسه متنوعة تخدم الكتاب المفهرَس الخدمة العلمية المرتجاة.
ومما كُتب في "علم فهرست الحديث":
1 -
"علم فهرست الحديث، نشأته، تطوره، أشهر ما ورد فيه".
يوسف عبد الرحمن المرعشلي.
مكتبة المعارف، الرياض- السعودية- ط1، (1406هـ) ، (152) ص.
وقد ذكر في كتابه هذا أسماء (267) فهرساً مطبوعاً.
2 -
"الفهارس ومكانتها عند المحدِّثين".
سعد المَرْصَفي (1) .
ذات السلاسل، الكويت، (1409هـ) ، (363) ص.
(1) للمؤلف الفاضل عمل يجب التنويه به لأهميته وضرورته، وهو كتابه:"أضواء على أخطاء المستشرقين في المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي ". وقد صدر عن دار القلم في الكويت عام (1408هـ" في (210) ص.
وسأكتفي هنا بذكر أميز بعض تلك الفهارس:
1 – "مفتاح المنهل العذب المورود شرح سنن الإمام أبي داود".
مصطفى علي بيومي"المولود سنة 1308 هـ والمتوفى بعد 1369هـ) .
مطبعة الاستقامة، القاهرة، (1356 هـ) ، (291) ص.
2 -
"فهارس صحيح مسلم".
محمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله تعالى (1299 – 1388هـ) .
مطبوع في جزء مستقل في نهاية الطبعة التي حققها المؤلف، وصدرت عن دار إحياء الكتب العربية في القاهرة، عام (1374 هـ) ، (608) ص.
3 -
"المرشد إلى أحاديث سنن الترمذي".
صدقي البيك.
مطبعة الفجر، حمص - سورية -، (1398هـ) ، (677) ص.
وهو يفهرس لألفاظ الحديث على طريقة "المعجم المفهرس لألفاظ الحديث ".
4 -
"دليل القاري إلى مواضع الحديث في صحيح البخاري".
عبد الله بن محمد الغنيمان.
الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، (1393هـ) ، (606) ص.
5 -
"فهارس سنن النسائي".
عبد الفتاح أبو غُدَّة رحمه الله تعالى (1336 - 1417هـ) .
وهو الجزء "التاسع" والأخير من " سنن النسائي" التي اعتنى بها الشيخ رحمه الله، وصدرت عن مكتب المطبوعات الإسلامية في حلب -سورية- عام (1406هـ) ،في (364) ص.
وقد تضمن "ثمانية أنواع" من الفهارس الدقيقة.
6 -
"موسوعة أطراف الحديث النبوي".
أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول.
عالم التراث، بيروت، ط1، (1410هـ) ، (11) مج.
وهي تشمل فهرس أطراف أحاديث (150) كتاباً ذكرها في مقدمة كتابه.
وقد أتبعها بـ "الذيل على موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف " في أربعة مجلدات، صدرت عن مكتبة الغرباء الأثرية في المدينة المنورة عام (1414هـ) ، وتضمن فهرس أطراف أحاديث (105) كتب أخرى ذكرها في مقدمة "الذيل".