الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجانب الأول: حجيَّة السنة النبوية ومكانتها، ودفع الشبه عنها
توطئة:
إنَّ محاولات تشكيك المسلمين في "السنة النبوية" التي هي الأصل الثاني لهذا الدين في مجموع بنيته: عقيدةً وشريعةً وأخلاقاً، قد أخذ أساليب متعددة ومسارب مختلفة، منذ عهد مبكر من تاريخ المسلمين.
- فتارةً عن طريق التشكيك في ثبوتها، وأنها آحادية وليست متواترة.
- وتارةً أخرى عن طريق اختلاف الروايات التي تُظهر الأحاديث بمظهر السطحية والسذاجة في التفكير، ومخالفة الواقع المحسوس، أو العقل الصريح، أو النقل الصحيح، أو التجربة المسلَّمة.
- وتارةً بالطعن في حملتها الأولين ورواتها الأقدمين من الصحابة والتابعين، وما طَعْنُ النَّظَّام المعتزلي- إبراهيم بن سيار بن هانئ البصري
(ت 231هـ) -، في عبد الله بن مسعود وأبي هريرة رضي الله عنهما، وتكذيبه لهما، وكذا شتمه لزيد بن ثابت رضي الله عنه، بمجهول (1) .
ثم جاء جماعة من المستشرقين، فأخذوا هذه الطعون والشبهات، فنفخوا فيها وزادوا.
- فمنهم من طعن في حجية السنة النبوية وقيمتها التشريعية.
- ومنهم من أثار الارتياب في الأسانيد وقيمتها العلمية.
ومنهم من ادَّعى تأخر كتابة الأحاديث إلى قرن أو أكثر، ومن ثم فإنه
(1) انظر " تأويل مختلف الحديث " لابن قتيبة ص 66-73.
لا يمكن الاعتماد عليها، لأن الذاكرة -بضعفها الطبيعي - لابد أن تكون قد
خانت في نقلها الأحاديث شفاهاً، وقصرت في الحفاظ عليها خلال هذه المدة الطويلة.
- ومنهم من ادَّعى أنَّ الأحاديث الفقهية - على وجه الخصوص -، كانت من وضع الفقهاء في القرنين الثاني والثالث ليدعموا مذاهبهم الفقهية!!
- وجاء آخرون ليقرروا أنَّ السنة كانت أحكاماً مؤقتةً لعصر النبي صلى الله عليه وسلم، وأصبحت الآن عديمة الجدوى، وتسربت هذه الفكرة إلى البلاد الإسلامية، وأخذت شكلاً منظماً، فظهر في شبه القارة الهندية منذ أوائل القرن الرابع عشر الهجري، جماعة تنادي بعدم الاحتجاج بالسنة، وسَمَّوا أنفسهم بـ "أهل القرآن" لاكتفائهم بأخذ الأحكام من القرآن وحده دون السنة، وأَلَّفوا كتباً ورسائل كثيرة لنشر أفكارهم ومعتقداتهم.
وفي مقدمة من أثار هذه الطعون، وعرض لها بالبحث والدراسة، المستشرق "اجْنَتْس جولْد تسيهر- ت1921م -) ، حيث أصدر عام (1890 م) ، كتابه "دراسات إسلامية " باللغة الألمانية.
وأصبح كتابه في دائرة الاستشراق منذ ذلك الوقت وحتى الآن "كتاباً مقدساً"، يهتدي به الباحثون.
وبعد مضي ستين عاماً على نشر الكتاب السابق، نشط المستشرق "جوزيف شاخت - ت 1969م -) ، فأصدر في "أكسفورد" عام (1950م) ، كتابه " بداية الفقه الإسلامي ".
وأصبح هذا الكتاب كصنوه السابق، مقدساً في عالم الاستشراق، وفاق "شاخت" سلفه "جولد تسيهر"، حيث غيَّر من نظرته التشكيكية في صحة
الأحاديث إلى نظرة متيقنة في عدم صحتها (1) .
وممَّا يؤسف له غاية الأسف، أنَّ سياسة "التدجين والتفريغ"، التي عمل عليها الاستشراق - في بعض مدارسه- في العالم الإسلامي، أفضت إلى وجود بعض المتغربين من المسلمين المعاصرين الذين رددوا تلك الشبهات والمقولات والطعون، بصيغ وطروحات وأشكال مختلفة، وتتباين كذلك في جهارتها وخفائها، ومِنْ هؤلاء مَنْ تلقَّف هذه الشبهات والطعون ونسبها إلى نفسه زوراً وبهتاناً، فكان كلابس ثوبيْ زُور، وبعض الناس من الجهلة المتعالمين لم ينتحلها لنفسه، ولكنه تبناها وارتضاها، ومَكَّنَ لها ودافع عنها.
وقد واجه علماء المسلمين ومفكروهم، هذه الطروحات المشكَّكة والطاعنة منذ بدايات ظهورها، فناقشوها ودفعوها بحجة وعلم وبرهان، وكشفوا زيفها، ووهن بنائها، مع بيانهم للدوافع والمقاصد التي كانت وراءها.
ومن أبرز المصنَّفات التي اهتمت بهذا الجانب في هذه الفترة الزمنية (1351-1424هـ) :
1 ـ "حجية السُّنَّة".
عبد الغني عبد الخالق رحمه الله تعالى (1326- 1403هـ) .
وتاريخ مقدمته عام (1361هـ) ، وقد صدر في طبعته الأولى عام (1407هـ) ،عن المعهد العالمي للفكر الإسلامي في أمريكا، في (598) ص.
ويعد هذا الكتاب بحق من أوفى الكتب في موضوعه، وأكثرها جِدَّةً ومنهجيةً وإحكاماً ورسوخاً.
(1) انظر بخصوص كتابي (جولد تسيهر) و (شاخت) : "دراسات في الحديث النبوي وتاريخ تدوينه" للدكتور محمد مصطفى الأعظمي ص: (ي) .
وقد أحسن الدكتور محمد مصطفى الأعظمي عندما قال في حقَّه - كما في تقدمة المعهد للكتاب ص17-:
" إنَّه كتاب عظيم لو قُدَّرَ له أن يُنشر في وقته وبعد إعداده مباشرة لكان له أعظم الأثر على دراسات السنة والحديث وعلومه في سائر أنحاء الدنيا، وهو لا يزال قادراً على تغيير مجرى الدراسات المعاصرة والمنتظرة في السنة، وردَّ الكثير من الشبهات المثارة حولها.
2-
"دفاع عن السنة وردَّ شُبَه المستشرقين والكُتَّاب المعاصرين".
محمد بن محمد أبو شهبة رحمه الله تعالى (1332-1403هـ) .
وكان تأليفه له عام (1365هـ) ، وقد صدرت له طبعات عدة، منها: طبعة صدرت عام (1409هـ) ، عن مكتبة السنة في القاهرة وعدد صفحاته (250) صفحة، وقد ضُمَّ إليه كتابه الآخر الذي لم ينُشر من قبل.
3 -
"بيان الشُّبَه الواردة على السنة قديماً وحديثا وردّها ردّاً علمياً صحيحاً".
وقد وصف رحمه الله تعالى كتابه الثاني هذا بقوله في ص 329 منه:
" هذا الكتاب الذي يعتبر عُصارة ذهني وعقلي وقلبي وخلاصة عمرٍ طويلٍ في دراسة السنة النبوية المطهرة والردود على ما يثار حولها من شُبَهٍ وتجنياتٍ وأباطيل، ما يزيد عن ثلث قرن من الزمان، ولله الحمد والمنة".
وكتابه هذا يقع في (144) صفحة.
4 – "السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي".
مصطفى حسني السباعي رحمه الله تعالى (1333-1384هـ) .
وتاريخ مقدمته له كان عام (1368هـ) . وصدر له طبعات عدة، الثانية منها
عن المكتب الإسلامي في بيروت، عام (1396هـ) ، في (448) ص.
وممّا جاء في تقدمة الدكتور محمد أديب الصالح له ص: (هـ) :
"وبطريقة منهجية جامعة فَنَّدَ آراء المخالفين قديماً وحديثاً، وعرض لمواقف بعض المستشرقين والمستغربين، وكشف بالروح العلمية المنصفة مواقعهم وما وراء اتجاهاتهم من جهل وتزوير ".
وكان لهذا الكتاب على مدار الأعوام الأربعين السالفة - وما يزال -، بالغ الأثر في التمكين للسنة المشرفة، والذود عنها، ودحض الشبهات القديمة المتجددة حولها.
5 – "الأنوار الكاشفة لما في كتاب " أضواء على السنة " من الزلل والتضليل والمجازفة".
عبد الرحمن بن يحيى المُعَلِّمي اليماني رحمه الله تعالى (1313-1386هـ) .
وقد صدر عن المكتبة السلفية في القاهرة عام (1378هـ) في (320) ص.
قال في مقدمته:" فإنَّه وقع إليَّ كتاب جمعه الأستاذ محمود أبو رية وسمَّاه " أضواء على السنة النبوية " فطالعته وتدبرته، فوجدت تهجماً وترتيباً وتكميلاً للمطاعن في السنة النبوية....... ورأيت من الحق عليَّ أن أضع رسالة أسوق فيها القضايا التي ذكرها أبو رية، وأعقب كل قضية ببيان الحق فيها متحرياً إن شاء الله تعالى الحق...."(1) .
(1) ما بعد هذا الكتاب، سأكتفي بذكر المعلومات التالية حول كل كتاب: 1- عنوانه 2- مؤلفه 3- ناشره 4- مكان النشر 5- سنة النشر 6- عدد صفحاته؛ إلاّ إذا كان هناك ما يقتضي التعليق. وما ذكرته آنفاً بخصوص الكتب الخمسة المتقدمة، إنما كان لأسبقيتها وعظيم محلها وبالغ أثرها.
6-
"تحقيق معنى السنة وبيان الحاجة إليها".
سليمان النَّدْوي رحمه الله تعالى (ت 1373هـ) .
المكتبة السلفية، القاهرة، (1377هـ) ، (51) ص.
7-
"ظلمات أبي رية أمام أضواء السنة المحمدية".
محمد عبد الرازق حمزة رحمه الله تعالى (1311-1392هـ) .
المكتبة السلفية، القاهرة، (1378هـ) ، (333) ص.
8-
"دفاع عن أبي هريرة".
عبد المنعم صالح العلي.
دار الشروق في بيروت، ومكتبة النهضة في بغداد، ط 1، (1393هـ) ، (515) ص.
9-
"منزلة السنة في الإسلام وبيان أنه لا يُستغنى عنها بالقرآن".
محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى (1333- 1420 هـ) .
الدار السلفية، الكويت، ط 4، (1404هـ) ، (23) ص.
وكانت الطبعة الأولى عام (1394هـ) .
10-
"اهتمام المحدثين بنقد الحديث سنداً ومتناً ودحض مزاعم المستشرقين وأتباعهم".
محمد لقمان السلفي.
الناشر: خاص، الرياض، (1408هـ) ، (584) ص.
11-
"القرآنيون وشبهاتهم حول السنة".
خادم حسين إلهي بخش.
مكتبة الصديق، الطائف – السعودية -، (1409هـ) ، (482) ص.
12-
"موقف المدرسة العقلية من السنة النبوية".
الأمين الصادق الأمين.
مكتبة الرشد، الرياض، (1418هـ) ، (2) مج.
13-
"مكانة السنة في التشريع الإسلامي ودحض مزاعم المنكرين والملحدين".
محمد لقمان السلفي.
دار الداعي، الرياض، ط2، (1420 هـ)(372) ص.