الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل في أفعال المقاربة:
وأما أفعال المقاربة فهي ثلاثة أقسام: ما وضع للدلالة على قرب الخبر وهو كاد وكَرَبَ؛ وما وضع على رجاء الخبر وهو عسى وحرى واخلولق؛ وما وضع لدلالة على الشروع وهو كثير نحو: طفق وعلق وأنشأ وأخذ وجعل، وهذه الأفعال تعمل عمل كان؛ فترفع المبتدأ وتنصب الخبر؛ إلا أن خبرها يجب ان يكون فعلا مضارعا مؤخراً عنها رافعا لضمير اسمها غالباً؛ ويجب اقترانه بأن إن كان الفعل حرى واخلولق نحو: حرى زيد أن يقوم؛ واخلولقت السماء أن تمطر؛ ويجب تجرده من أن بعد أفعال الشروع نحو: {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ} (22) سورة الأعراف؛ والأكثر في عسى وأوشك الاقتران بأن نحو: {فَعَسَى اللهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ} (52) سورة المائدة؛ وقله عليه الصلاة والسلام:"يوشك أن يقع فيه"؛ والأكثر في كاد وكرب تجرده من أمره نحو: {فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ} (71) سورة البقرة؛ وقول الشاعر:
كرب القلب من جواه يذوب حين قال الوشاة هند غضوب
النوع الثاني من النواسخ:
وأما إن وأخواتها فتنصب المبتدأ ويسمى اسمها وترفع الخبر ويسمى خبرها وهي ستة أحرف: إنَّ وأنَّ وهما لتوكيد النسبة ونفي الشك عنها نحو: فإن الله غفور رحيم؛ ذلك بأن الله هو الحق؛ وكأن للتشبيه المؤكد نحو: كأن زيدا أسد، لكن للاستدراك نحو: زيد شجاع ولكنه بخيل، ليت للتمني نحو ليت الشباب عائد، لعل للترجي نحو لعل زيداً قادم وللتوقع نحو لعل عمرَ هالك، ولا يتقدم خبر هذه الحرف عليها ولا يتوسط بينها وبين اسمها إلا إذا كان ظرفاً أو جاراً ومجروراً نحو:{إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالًا} (12) سورة المزمل؛ إن في ذلك لعبرة؛ وتتعين إن المكسورة في الابتداء نحو إنا أنزلناه؛ وبعد ألا التي يستفتح بها الكلام نحو: ألا إن أولياء الله {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} (62) سورة يونس؛ وبعد حيث نحو: جلست حيث إن زيداً جالس؛ وبعد القسم نحو: {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ (3) } سورة الدخان} ؛ وبعد القول نحو: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ} (30) سورة مريم؛ وإذا دخلت اللام في خبرها نحو: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} (1) سورة المنافقون؛ وتتعين أن المفتوحة إذا حلت محل الفاعل نحو: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا} (51) سورة العنكبوت؛ أو محل المفعول نحو: {وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللهِ} (81) سورة الأنعام؛ أو محل المبتدا نحو: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً} (39) سورة فصلت؛ أو دخل عليها حرف الجر نحو: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ} (6) سورة الحج؛ ويجوز الأمران بعد فاء الجزاء نحو: {مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (54) سورة الأنعام؛ وبعد إذا الفجائية نحو: خرجت فإذا أَنَّ زيداً قائم؛ وكذلك إذا
وقعت موقع التعليل نحو: {نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} (28) سورة الطور؛ ولبيك أن الحمد والنعمة لك.
وتدخل لام الابتداء بعد إن المكسورة على أربعة أشياء: على خبرها بشرط كونه مؤخراً مثبتاً نحو: {إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} (167) سورة الأعراف؛ وعلى اسمها بشرط أن يتأخر عن الخبر نحو: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ} (13) سورة آل عمران؛ وعلى ضمير الفصل نحو: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ} (62) سورة آل عمران؛ وعلى معمول الخبر بشرط تقدمه على الخبر نحو: إن زيداً لعمر ضارب؛ وتنفصل ما الزائدة بهذه الأحرف فيبطل عملها نحو: {إِنَّمَا اللهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ} (171) سورة النساء؛ {قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} (108) سورة الأنبياء؛ كأنما زيد قائم؛ ولكنما، ولعلما زيد قائم؛ إلا ليت فيجوز فيها الإعمال والإهمال نحو: ليتما زيد قائم بنصب زيد ورفعه.
وتخفف إن المكسورة فيكثر إهمالها نحو: {إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} (4) سورة الطارق؛ ويقل إعمالها نحو: {وَإِنَّ كُلاًّ لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ} (111) سورة هود؛ في قراءة من خفف إن ولما في الآيتين وتلزم واللام في خبرها إذا أهملت؛ وإن خففت المفتوحة بقي إعمالها ولكن يجب ان يكون اسمها ضمير الشأن وان يكون محذوفاً؛ ويجب أن يكون خبرها جملة نحو: {عَلِمَ أَن سَيَكُونُ ٌ} (20) سورة المزمل، وإذا خففت كأن بقي إعمالها ويجوز حذف اسمها وذكره كقوله:
[ويوم توافينا بوجه مقسم] كأن ظبية تعطو إلى وارق السلم
وإن خففت لكن وجب إهمالها.