الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومثال النعت الرافع للضمير البارز قولك: جاءني غلام امرأة ضاربته هي، وجاءتني أمة رجل ضاربها هو، وجاءني غلام رجال ضاربه هم.
وفائدته تخصيص المنعوت إن كان نكرة نحو: مررت برجل صالح، وتوضيحه إن كان معرفة نحو: جاء زيد العالم. وقد يكون لمجرد المدح نحو: بسم الله الرحمن الرحيم، أو لمجرد الذم نحو: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أو الترحم نحو: اللهم ارحم عبدك المسكين، أو للتأكد نحو:{ْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ} (196) سورة البقرة؛ وإذا كان المنعوت معلوماً بدون النعت جاز في النعت الإتباع والقطع، ومعنى القطع: أن يرفع النعت على أنه خبر مبتدأ محذوف وينصب بفعل محذوف نحو: الحمد لله الحميدُ َ؛ وأجاز فيه سيبويه الجر على الإتباع والرفع بتقدير هو والنصب بتقدير أمدح؛ وإذا تكررت النعوت لواحد فإن كان المنعوت معلوما بدونها جاز إتباعها كلها وقطعها كلها وإتباع البعض وقطع البعض بشرط تقديم المتبع وإن لم يعرف إلا بمجموعها بأن احتاج إليها وجب إتباعها كلها، وإن تعين ببعضها جاز فيما عدا ذلك البعض الأوجه الثلاثة.
باب العطف:
العطف نوعان: عطف بيان وعطف نسق؛ فعطف البيان هو التابع المشبه للنعت في توضيح متبوعه إن كان معرفة نحو أقسم بالله أبو حفص عمر، وتخصيص إن كان نكرة نحو هذا خاتم حديد بالرفع؛ ويفارق النعت في كونه جامداً غير مؤول بمشتق، والنعت مشتق أو مؤول بمشتق يوافق متبوعه في أربعة من عشرة في واحد من أوجه الإعراب الثلاثة وفي واحد من التذكير والتأنيث، وفي واحد من التعريف والتنكير وفي واحد من الإفراد والتثنية والجمع، ويصح في عطف البيان أن يعرب بدل كل من كل في الغالب.
أما عطف النسق فهو التابع الذي يتوسط بينه وبين متبوعه حرف من هذه الحروف العشرة وهي: الواو، والفاء، وثم، وحتى، وأم، وأما، وبل، ولا، ولكن، فالسبعة الأولى: تقتضي التشريك في الإعراب والمعنى والثلاثة الباقية تقتضي التشريك في الإعراب فقط؛ فإن عطفت بها على مرفوع رفعت، أو على منصوب نصبت، أو على مخفوض خفضت، أو على مجزوم جزمت نحو:{وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} (22) سورة الأحزاب؛ {وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ} (13) سورة النساء؛ {آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ} (136) سورة النساء؛ {وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ} (36) سورة محمد؛ والواو: لمطلق الجمع نحو: جاء زيد وعمرو قبله، أو معه، أو بعده، والفاء: للترتيب والتعقيب نحو: {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ} (21) سورة عبس، ثم: للترتيب والتراخي: {ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ} (22) سورة عبس، والعطف بحتى قليل ويشترط فيه ان يكون المعطوف بها اسما ظاهراً وأن يكون بعضاً من المعطوف عليه، وغاية له نحو: أكلت السمكة حتى رأسها؛ بالنصب؛ ويجوز الجر على أن حتى جارة كما تقدم في المخفوضات؛ ويجوز الرفع على أن حتى ابتدائية ورأسها مبتدأ والخبر محذوف، أي: حتى رأسها مأكول؛ وأم: لطلب التعيين إن كانت بعد همزة داخلة على أحد المستويين؛ وأو: للتخيير أو الإباحة بعد الطلب نحو: تزوج هنداً أو أختها، ونحو: جالس العلماء أو الزهاد، وللشك أو الإبهام أو التفضيل بعد الخبر نحو:{قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ} (19) سورة الكهف؛ {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى} (24) سورة سبأ؛ {وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى} (135) سورة البقرة؛ وإما بكسر الهمزة مثل أو بعد الطلب والخبر نحو: تجوز إما هندا أو أختها؛ وبقية الأمثلة واضحة.