الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والصحيح أن المضاف إليه مجرور بالمضاف لا بالإضافة؛ وتابع المخفوض يأتي في التوابع إن شاء الله.
باب إعراب الأفعال:
تقدم أن الفعل ثلاثة أنواع: ماض وأمر ومضارع، وأن الماضي والأمر مبنيان، وأن المعرب من الأفعال هو المضارع إذا لم يتصل بنون الإناث ولا بنون التوكيد المباشرة له، وأن الفعل يدخله من أنواع الإعراب ثلاثة: الرفع والنصب والجزم إذا كان عُِلم ذلك فالإعراب خاص بالمضارع وهو مرفوع أبداً حتى يدخل عليه ناصب فينصبه أو جازم فيجزمه نحو: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (5) سورة الفاتحة؛ والنواصب قسمان: قسم ينصب بأن مضمرة بعده. فالأول: أربعة: أحدها: أن وإن لم تسبق بعلم ولا ظن نحو: {يُرِيدُ اللهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ} (28) سورة النساء؛ {وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ} (184) سورة البقرة؛ فإن سبقت بِعَلِم نحو {عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم} (20) سورة المزمل؛ فهي مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف، والفعل مرفوع وهو وفاعله كما تقدم في باب النواسخ، فإن سبقت بظن فوجهان نحو:{وَحَسِبُواْ أَلَاّ تَكُونَ فِتْنَةٌ} (71) سورة المائدة وقرئ السبعة بالنصب والرفع؛ والثاني لن نحو: {لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ} (91) سورة طه؛ والثالث كي المصدرية المسبوقة باللام لفظاً نحو: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا} (23) سورة الحديد؛ أوتقديرا نحو: جئت كي تكرمني، فإن لم تقد اللام فكي جارة والفعل منصوب بأن مضمرة بعدها وجوباً؛ والرابع: إذن إن صدرت في أول الكلام، وكان الفعل بعدها مستقبلاً ومتصلاً بها أو منفصلاً عنها بالقسم أو بلا النافية نحو: إذن أكرمك، وإذاً والله أكرمك، وإذاً لا أجيئك، جوابا لمن قال أنا آتيك وتسمى جواب وجزاء.
والثاني ما ينصب المضارع بإضمار أن بعدها وهو قسمان: ما يضمر أن بعده جوازاً، وما يضمر بعده وجوباً؛ فالأول خمسة وهي: لام كي نحو: {وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} (71) سورة الأنعام؛ والواو والفاء وثم وأو العاطفات على اسم خاص، أي: ليس في تأويل الفعل نحو قوله:
ولبس عباءة وتقر عيني *** [أحب إلي من لبس الشفوف]
وقوله:
لولا توقع معتر فأرضيه *** [ما كنت أوثر أترباً على ترب
إني وقتلي سلكا ثم أعقله *** [كالثور يُضرب لما عافت البقر]
وقوله تعالى: {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا} (51) سورة الشورى؛ والثاني وهو ما تضمر أن بعده وجوباً ستة: كي الجارة كما تقدم لام الجحود نحو: {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ} (33) سورة الأنفال؛ وحتى إن كان الفعل بعدها مستقبلا نحو: {حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى} (91) سورة طه؛ وأو بمعنى إلى أو بمعنى إلَاّ كقوله:
لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى ***فما انقادت الآمال إلا لصابر
وقوله:
وكنت إذا غمزت قناة قوم ***كسرت كعوبها أو تستقيما
وفاء السببية وواو المعية مسبوقين بنفي محض أو طلب بالفعل نحو: {لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا} (36) سورة فاطر؛ {وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} (142) سورة آل عمران، {وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي} (81) سورة طه؛
لا تأكل السمك وتشربَ اللبن
والجوازم ثمانية عشرة، وهي نوعان: جازم لفعل واحد، وجازم لفعلين، فالأول سبعة وهي: لم، نحو:{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) } سورة الإخلاص؛ ولما، نحو:{كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ} (23) سورة عبس، ألم، نحو:{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} (1) سورة الشرح، وألما، كقوله:
على حين عاتبت المشيب على الصبا*** فقلت أما أصح والشيب وازع
.. ولام الأمر والدعاء نحو: {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ} (7) سورة الطلاق؛ {لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} (77) سورة الزخرف؛ ولا في النهي والدعاء نحو: {لَا تَحْزَنْ} (40) سورة التوبة؛ {لَا تُؤَاخِذْنَا} (286) سورة البقرة؛ والطلب إذا سقطت الفاء من المضارع بعده وقصد به الجزاء نحو: {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ} (151) سورة الأنعام؛ وقوله:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ***بسقط اللوى بين الدخول فحومل
والثاني وهو ما يجزم فعلين أحد عشر وهو إن نحو: {إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ} (133) سورة النساء؛ وما نحو: {وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ} (197) سورة البقرة؛ ومن نحو: {مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} (123) سورة النساء؛ ومهما كقوله:
[أغرك مني ان حبك قاتلي] وأنك مهما تأمري القلب يفعل
وإذما نحو: إذما تقم أقم؛ وأي نحو: {أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى} (110) سورة الإسراء؛ ومتى كقوله:
[أنا ابن جلا وطلاع الثنايا] ***متى أضع العمامة تعرفوني
أيان كقوله:
[إذا النعجة الغراء كانت بقفرة] ***فأيان ما تعدل به الريح تنزل
وأين نحو: {أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ} (78) سورة النساء؛ وأنى كقوله:
فأصبحت أنى تأتها تستجر بها ***تجد حطبا جزلا وناراً تاججا
وحيثما كقوله:
حيثما تستقم يقدر لك الله نجاحاً في غابر الأزمان