المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌3- الرب والإله - مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي - جـ ٤

[أحمد قبش]

الفصل: ‌3- الرب والإله

-‌

‌3- الرب والإله

ص: 165

- إِذا كانَ غيرُ اللهِ للمرءِ عدةً

أتَتْه الرزايا من وجوهِ المكاسبِ

أبو فراس

ص: 166

- فيا عجباً كيفَ يعصي الإِلهَ

أم كيفَ يَجْحَدُه الجاحدُ

- وفي كُلِّ سيءٍ له آيةٌ

تدلُّ على أنه واحدُ

- واللهُ في كلِّ تحريكةٍ

وتسكينَةٍ أبداً شاهدُ

لبيد بن أبي ربيعة

ص: 167

- إِذا آمنَ الانسانُ باللهِ فليكنْ

لبيباً ولا يخلطْ بإِيمانِه كفراً

المعري

ص: 168

- إِذا أنتَ لم تؤثرْ رضى اللهِ وحدَه

على كُلِّ ما تهوى فلستَ بصابرِ أبو العتاهية

- ومن يشأ الرحمنُ يخفضْ بقدره

وليس لمن لم يرفعِ اللهُ رافعُ

- وفوضْ إِلى اللهِ الأمورَ إِذا اعْتَرَتْ

وباللهِ لا بالأقربينَ تدافعُ

- وداوِ ضميرَ القلبِ بالبرِّ والتقى

ولا يستوي قلبانِ قاسٍ وخاشعُ

مروان بن الحكم

ص: 169

- أنسيتّ حقَّ اللهِ أم أهملْتَه؟

شرٌ من الناسي هو المتناسي

- طاعمٌ أنتَ واردٌ عَذْبَ ماءٍ

ممرسٌ بالفتاةِ حاذٍ كاسي

- فاتقِ اللهِ، تؤمن ما يقب

حُ (يقبح) من ريبةٍ ومن شربيِ كأسِ

المعري

ص: 170

- تُبْ وثب وادعُ ذا الجلالِ بصدقٍ

تجدِ اللهَ للدعاءِ سميعا

- لا تخفْ مع رجاءِ ربك ذنباً

إِنه يغفرُ الذنوبَ جميعا

صفي الدين الحلبي

ص: 171

- تعصي الإلهَ وأنتَ تطهرُ حُبَّه

هذا محالٌ في القياسِ بديعُ

- لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعَتهُ

إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ

الشافعي

ص: 172

- أطعنا رَبَّنا وعصاه قومٌ

فذقنْا طعمَ طاعتنِا وذاقوا

أوس بن حجر

ص: 173

- يا من يرى مدَّ البعوضِ جناحَها

في طُلْمةِ الليل البهيمِ الاليلِ

المؤيد في الدين

ص: 174

- ويرى مناطَ عروقِها في نحرِها

والمخَّ في تلكَ العظامِ النحَّلِ

- اغفر لعبدٍ تابَ من فرطاتِه

ما كانَ منه في الزمانِ الأولِ

داعي الدعاة أو الزمخشري

ص: 175

- وكمْ للهِ من لطفٍ خفيِّ

يدقُّ خفاةُ عن فهمِ الذكيِّ

- وكم يُسْرٍ أتى من بعدِ عُسْرٍ

ففرجْ كربةَ القلبِ الشجيِّ

- وكم أمرٍ تُساءُ به صباحاً

وتأتيكَ المرةُ بالعشيِّ

- إِذا ضاقَتْ بكَ الأحوالُ يوماً

فثقْ بالواحدِ الفردِ العليِّ

- تَوَسَّلْ بالنبيِّ فكلُّ خطْبٍ

يهونُ إِذا تُوسلَ بالنبيِّ

علي بن أبي طالب

ص: 176

- رَبِّ أنعمْتَ في المديدِ من العم

رِ (العمر) ونجتَني من الأشرارِ

- فاغفني اليوم من سؤال لئيم

وقني في غد عذاب النار

صفي الدين الحلبي

ص: 177

- لن تستطيعَ لأمرِ اللهِ تعقيبا

فاستنجدِ الصبرَ أو فاستشعرِ الحوبا

- وافزعْ إِلى كنفِ التسليمِ وارضَ بما

قضى المهيمنُ مكروهاً ومحبوباِ

ابن دريد

ص: 178

- أربٌ يبولُ الثعبانُ برأسِه

لقد ذلَّ من بالَتْ عليه الثعالبُ

راشد بن عبد ربه

ص: 179

- يا ربِّ ما أقربَ منكَ الفرجا

أنتَ الرجاءُ وإِليكَ الملتجا

- يا ربِّ أشكوا لك أمراً مزعجاً

أبهمَ ليلُ الخطبِ فيه ودجا

يا ربِّ فاجعلْ لي منه مَخرجا

بهاء الدين زهير

ص: 180

- يا ربِّ هيءْ لنا من أمرِنا رشدا

واجعلْ معونتكَ الحُسنى لنا مددا

- ولا تَكِلْنا إِلى تدبيرِ أنفسنا

فالنفسُ تعجزُ عن إِصلاحِ ما فسدا

- أنتَ الكريمُ وقد جهزتُ من أملي

إِلى أياديكَ وجهاً سائلاً ويدا

- وللرجاءِ ثوابٌ أنتَ تعلمُه

فاجعلُ ثوابي دوامَ السترِلي أبدا

عمارة اليميني

ص: 181

- وليس على اللهِ بمستنكرٍ

أن يجمعَ العالمَ في واحدِ

- يا ربِّ إِن عظَمتْ ذنوبي كثرةً

فلقد عَلِمْتُ بأن عَفْوَكَ أعظمُ

- إِن كانَ لا يرجوكَ إِلا محسنٌ

فمن الذي يدعُو ويرجو الجرمُ؟

أبو نواس

ص: 182

- لا تخشى من غائلةٍ فُوِّضَتْ

إِلى الإله القادرِ العالمِ

- ونم إِذا شئتَ فإِن الذي

يرعاكَ فيها ليس بالنائمِ

- كم ذا وقى الله بألطافِهِ

شرَّ عشومٍ مجمعٍ عازمِ

- وكم أزالَ اللهُ من ظالمٍ

وأنصفَ القاعدَ من قائمِ

الشريف المرتضى

ص: 183

- رباهُ إِلى قد عَصَيْتُكَ عامداً

لأراكَ أجمل ماتكونُ غفوراً

- ولقد جنيتُ من الذنوبِ كبارَها

ضناً بعفوكَ أن يكونَ صغيرا

القروي

ص: 184

- تقرَّبْ إِلى السماءِ بما يُرْضيْ

ودعْ عَرضَ الدنيا تعشْ وافرَ العرضِ

- ووفِّ بني الدنيا الودادَ، فإِن وفَوا

وإِلا، فقد أقرَصْتَهم أحسنَ القرضِ

- ولا ترضَ بالخلقِ الذميمِ، فلم أجدْ

مفيداً رضلى الخلائقِ كالخلقِ المُرْضي

الصاحب شرف الأنصاري

ص: 185

- إِلى اللهِ فارغبْ لا إِلى ذا ولا ذاكا

فإِنكَ عبدُ الله واللهُ مولاكا

- وإِن شئْتَ أن تحيا سليماً من الأذى

فكن لشرارِ الناسِ ما عشْتَ تراكا

- وكلٌ يدعى وصلاً بسلمىْ

وسلمى لا تَقرُّ لهمْ بذاكا

أبو العتاهية

ص: 186

- ألا كُلُّ شيءٍ ما خلا اللهَ باطلُ

وكل نعيمٍ لا محالةَ زائلُ

- وكل أناسٍ سوف تدخل بينهم

دويهيةٌ تصفر منها الأنامل

- وكلُّ امرئٍ يوماً سيعلمُ سَعْيَه

إِذا كشفَتْ عندَ الإلهِ الحصائلُ

لبيد بن أبي ربيعة

ص: 187

- أيا رَبِّ عفواً عن ظلومٍ لنفسِه

رجاكَ وإِن كان العفافُ به أولى

- سألتكَ يا مولى الموالي ضراعةً

وقد يضرعُ العبدُ الذليلُ إِلى المولى

- لتصلحَ لي قلباً وتغفرَ زلةً

وتقبلَ لي توباً وتسمعَ لي فِعْلا

- ولا عَجَبٌ فيما تمنيْتُ إِنني

طويلُ الأماني عند من يحسنُ الطولا

ابن حمديس

ص: 188

- يا رب قد أصبحْتُ أرجو كرَمكْ

يا رب ما أكثرَ عندي نَعَمكْ

- يا ربِّ عن إِساءتي ما أحلمَكْ

يا رب سبحانَكَ بي ما أرحَمَكْ

بهاء الدين زهير

ص: 189

- إِلهي لا تعذبْني فإِني

مقرُّ بالذي قد كانَ مني

- فما لي حيلةٌ إِلا رجائي

لعفوِيكَ إِن عَفَوْت وحسنُ ظني

- وكم من زلةٍ لي في الخطايا

وأنتَ عليَّ ذو فَضْلٍ ومنِّ

- إِذا فكرتُ في ندميْ عليها

عَضَضْتُ أناملي وقرعْتُ سني

- أُجَنُّ بزهرةِ الدنيا جُنوناً

وأقطعُ طولَ عمري بالتمني

- ولو أنيْ صَدَقْتُ الزهدَ عنها

قَلَبْتُ لأهلِها ظَهْرَ المِجَنِّ

- يظن الناس بي خيراً وإني

لشر الخلق إِن لم تعفُ عني

أبو العتاهية أو علي بن أبي طالب

ص: 190

- لا تلمنَّ طاعة الله لابل

طاعة الله ماحييت استديما

شاعر

ص: 191

- إِلهي أنت ذو فضل ومنِّ

ولإِني ذو خطايا فاعف عني

- وظني فيك يا ربي جميلٌ

فحقق يا إِلهي حسن ظني

علي بن أبي طالب

ص: 192

- هون عليك فإِن الأمور

بكف الإِله مقاديرها

الأعور الشني

ص: 193

- بدا لي أن الله حق فزادني

إِلى الحق تقوى الله ماقد بداليا

زهير بن أبي سلمى

ص: 194

- قال الأصمعي: سمعت غلاماً يمجد ربه بأبيات من الشعر هي هذه:

- يا فاطر الخلق البديع وكافلاً

رزق الجميع سحابُ جودك هاطل

- يا عالم السرِّ الخفي ومنجز الوع

د (الوعد) الوفيِّ قضاءُ حكمك عادلُ

- عظمت صفاتكَ يا عظيم فجلَّ أن

يحصي الثناء عليك فيها قائل

- الذنب أنت له بمنك غافرٌ

ولتوبة العاصي بحلمك قابلُ

- وإِذا دجا ليل الخطوب وأظلمت

سبل الخلاص وخاب فيها الآملُ

- وأيستَ من وجه النجاة فمالها

سببٌ ولا يدنو له متناولُ

- يأتيك من ألطافه الفرج الذي

لم تحتسبه وأنت عنه غافلُ

- فإِذا رضيتَ فكل شيء هينٌ

وإِذا حصلْتَ فكل سيءٍ حاصلُ

- أنا عبدُ سوءٍ آبقٌ على

مولاه أوزار الكبائر حاملُ

- قد أثقلت ظهري الذنوب وسودت

صحفي العيوبُ وستر عفوك شامل

- ها قد أتيت وحسن ظني شافعي

ووسائلي ندمٌ ودمع سائلُ

- فاغفر لعبدك ما مضى وارزقه تو

فيقاً (توفيقا) لما ترضى ففضلكَ كاملُ

- وافعل به ما أنت أهل جميله

والظن كل الظن أنك فاعل

الأصمعي

ص: 195

- قال الشيخ: إِسماعيل الزمزمي

- يا من تُحل بذكره

عقدُ النوائب والشدائد

- يا من إِليه المشتكى

وإِليه أمر الخلق عائدْ

- يا حي يا قيوم يا

صمدٌ تنزَّه عن مضاددْ

- أنت الرقيب على العبا

د (العباد) وأنت في الملكوت واحدْ

- إِن الهموم جيوشها

قد أصبحت قلبي تطارد

- فرج بحولك كربتي

يا من له حسن العوائد

- فخفيُّ لطفك يستعا

ن (يستعان) به على الزمن المعاند

- أنت الميسر والمسب

ب (المسبب) والمسهل والمساعدْ

- سبب لنا فرجاً قري

باً (قريبا) يا إِلهي لا تباعدْ

- كن راحمي فلقد يئس

تُ (يئست) من الأقارب والأباعدْ

- وعلى العدىْ كن ناصري

لا تشمتن بي الحواسدْ

- ياذا الجلال وعافني

مما من البلوى أكابد

- وعن الورى كن ساترا

عيبي بفضل منك وارد

- يا رب قد ضاقت بي الأح

والُ (الأحوال) واغتالَ المعاندْ

- فامنن بنصرك عاجلاً

فضلاً على كيد الحواسدْ

- هذي يدي وبشدتي

قد جئت يا رباه قاصد

- فلكم إِلهي قد شهد

ت (شهدت) لفيض لطفك من عوائد

الشيخ إسماعيل الزمزمي

ص: 196

- يا من يرى مافي الضمير ويسمعُ

أنت المعدُّ لكل ما يتوقعُ

- يا من يرجى للشدائد كلها

يا من إِليه المشتكى والمفزعُ

- يا من خزائن رزقه في قول كن

امنن فإِن الخير عندك أجمعَ

- ما لي سوى فقري إِليك وسيلةٌ

فبالافتقار إِليك فقري أدفعُ

- ما لي سوى قرعي لبابك حيلةٌ

فلئن رددتُ فأيَّ باب أقرعُ؟

- ومن الذي أدعو وأهتف باسمه

إِن كانَ فضلك عن فقير يمنعُ

- حاشا لجودك أن يقنِّط عاصياً

الفضل أجزلُ والمواهب أوسعُ

أبو القاسم بن الخطيب

ص: 197

- هَجَرْتُ الخَلْقَ طراً في رضاكَ

ويَّتمتُ الِعيالَ لكي أراكا

- فلو قَطَّعْتني في الحُبِّ إِرباً

لما حَنَّ الفؤادُ إِلى سِواكا

بعض الزاهدين

ص: 198

- إِذا أمسى وِسادِيْ من تُرابٍ

وبِتُّ مجاورَ الربَّ الرحيمِ

- فهُّنوني أصيَحْابيْ وقولوا

لكَ البُشْرى قَدِمْتَ على كريم

شاعر

ص: 199

- روي أن الزرمخشي سأل الإمام الغزالي عن قول القائل: {الرحمن على العرش استوى} فأجاب:

- قلْ لمن يفهمُ عني ما أقولُ

اتْركِ البَحْثَ فذا شرحٌ يطولْ

- ثَمَّ سرٌ غامضٌ من دونِه

ضُرِبَتْ بالسيفِ أعناقُ الفحولْ

- أنتَ لا تعرفُ إِياكَ ولا

تدري من أنتَ ولا كيفَ الوصولْ

- لا ولا تدري صفاتٍ ركبَتْ

فيكَ حارَتْ في خفاياها العقولْ

- أينَ منكَ الروحُ في جوهرِها

هل تراها أو ترِى كيفَ تجولْ؟

- أنتَ أكلَ الخبزِ لا تعرفُه

كيفَ يجري فيكَ أم كيفَ يَحولْ

- فإِذا كانتْ طواياكَ التي

بين جنبيْكَ بها أنت جهولْ

- كيفَ تدري من على العرشِ استوى

لا تقلْ كيفَ استوى كيفَ الوصولْ

- فهو لا كيفٌ ولا أينٌ لهُ

هوَ ربُّ الكيفِ والكيفُ يجولْ

- وهو فوق الفوقِ لا فوقٌ له

وهوَ في كلِّ النواحي لا يزولْ

- جلَّ ذاتاً وصفاتٍ وعُلا

وتعالى ربنا عما تقولْ

الإِمام الغزالي

ص: 200

- قصيدة عبد الغني النابلسي في الثقة بالله:

- كنْ معَ اللهِ ترَ اللهَ مَعَكْ

واتركِ الكُلَّ وحاذِرْ طَمَعَكْ

- والزِمِ القنعَ بما أنتَ له

في جميعِ الكونِ حتى يَسَعَكْ

- بالصَّفا عن كدرِ الحسِّ فغبْ

واطرحِ الأغيارَ واتركُ خدعَكْ

- واعبدِ اللهَ بكشفٍ واصطبرْ

وعلى الكشفِ توقَّ جَزَعَكْ

- ألا تقلْ لم يفتحِ اللهُ ولا

تطلبِ الفتحَ وّحِّررْ ورعَكْ

- كيفما شاءَ فكنْ في يدِه

لكَ إِن فرَّقِ أو إِن جمعَكْ

- في الورى إِن شاءَ حِفْظاً ذقتُهُ

وإِذا شاءَ عليهم رَفَعَكْ

- وإِذا ضّرَّكَ لا نافعَ من

دونِه والضُّرَّ لا إِن نَفَعَكْ

- وإِذا أعطاكَ من يمنعُهُ

ثم من يُعْطي إِذا ما مَنَعَكْ

- ليس يوقيكَ أذاه أحدٌ

وإِن اسْتَنْصَرْتَ فيه شتَّعَكْ

- إِنما أنتَ له عبدٌ فكنْ

جاعلاً بالقربِ منه وَلَعَكْ

- كلما نابَكَ أمرٌ ثقْ به

واحترزْ للغيرِ تشكو وَجَعَكْ

- لا تُؤَمِّلْ من سِواهُ آملاً

إِنما يَسْقيكَ من قدر زَرَعَكْ

عبد الغني النابلسي

ص: 201