المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌5- الشعر والشاعر - مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي - جـ ٥

[أحمد قبش]

الفصل: ‌5- الشعر والشاعر

-‌

‌5- الشعر والشاعر

ص: 261

- وإِنما الشاعرُ مجنونٌ كَلبْ

أكثرُ ما يأتي على فيه الكَذِ بْ

شاعر

ص: 262

- ولو كانَ يَفْنى الشعرُ أفنته ما قرتْ

حياضُكَ منه في العصورِ الذواهبِ

- ولكنه فيضُ العقولِ إِذا انْجَلَتْ

سحائب منه أُعْقِبَتْ بسحائبِ

أبو تمام

ص: 263

- والشعرُ لحمٌ تكفي إِشارتُهُ

وليس بالهذرِ طُرِّلَتْ خُطَبُهْ

- واللفظُ حليُ المعنى وليس يري

كَ الصفر حُسناً يُريكَه ذَهَبُهُ

البحتري

ص: 264

- أرىالشعرَ يحييْ الناسَ والمجدَ بالذي

تُبَقِّيْهِ أرواحٌ له عَطِراتُ

- وما المجدُ لولا الشعرُ إِلا مجاهدٌ

وما الناسُ إِلا أعظمٌ نخراتُ

ابن الرومي

ص: 265

- الشعرُ ضربٌ من التصويرِ قد كَشَفَتْ

منه القرائحُ عن شَتىَّ من الصُّوَرِ

- فاعمدْ إِلى قالبٍ عُنٍ تدمثُهُ

وافرغْ به أيَّ معنى شئتَ مبتكرِ

ابن النقيب

ص: 266

- إِذا لم ينقصِ المعنى بيانٌ

فسيانِ البلاغةُ والقصورُ

الرصافي البلنسي

ص: 267

- ولا أغيرُ على الأشعارِ أسرقُها

عنها غَنيْتُ وشَرُّ الناسِ ماسرقا

طرفة بن العبد

ص: 268

- لا تطلْ شعرَك وابذُلْ

كُلَّ جُهْدٍ أن تجيدهْ

- ربَّ بيتٍ هو إِن أحس

نتَ (أحسنت) خيرٌ من قصيدَةْ

جميل صدقي الزهاوي

ص: 269

- كْلُّ شِعْرٍ لاوزنَ فيه ولا

معنى هراءٌ أصولُهُ أجنبيةْ

- شرفُ القولِ أن يكونَ فَصيحاً

لم يلجلج إِلا خبيث الطويهْ

زكي قنصل

ص: 270

- يحتاجُ في الشِّعْرِ إِلى طلاوةْ

- والشعرُ مالم يكُ ذا حَلاوةْ

- فإِن سماعَهُ شقاوةْ

ابن الخياط الدمشقي

ص: 271

- ولولا ما تُكَلِّفُنا اللياليْ

لطالَ القولُ واتصلَ الرويُّ

- ولكنَّ القريضَ له معانٍ

وأولاها به الفكرُ الخليُّ

المعري

ص: 272

- بَطُلَ التشبُّبلُ بالرسومِ إِذا بَدَتْ

عينُ الحقائقِ نصبَ عينِ الرائي

حفني ناصف

ص: 273

- لا يوقظُ الأقوامَ إِلا منشدٌ

غردٌ ينبِّهُ نائمَ الأصداءِ

- كلا وليسلها فخارٌ خالصٌ

كفخارِها بنوابِغِ الشعراءِ

خليل مطران

ص: 274

- بني الآدابِ غَرَّتْكُمْ قديماً

زخارفُ مثلَ زمزمةِ الذبابِ

- وما شُعَراؤكم إِلا ذِئابٌ

تَلَصَّصُ في المدائحِ والسبابِ

المعري

ص: 275

- لا تعضنَّ لشاعرٍ ذي مِقْوَلٍ

عَضْبٍ يفلُّ غرارَ كلِّ مهندِ

- وتوقَّ ما يبقى جديداً وسمُهُ

جرحُ اللسانِ أشدُّ من جرحِ اليدِ

هبة الله بن عرام

ص: 276

- وخَيْرُ الشعرِ أكمُهُ رِجالً

وشَرُّ الشعرِ ما قالَ العبيدُ

نصيب بن رباح

ص: 277

- النقدُ علمٌ تزكيهِ نزاهتُه

وليس إِلا لحكمِ العقلِ ينقادُ

- لا يحمدُ القومُ نقاداً يُضامُ به

خيارُهم فهو مثلُ الموتِ نقادُ

خليل مطران

ص: 278

- تعالَتْ ملوكٌ بالعروشِ وإِنما

رأيتُ ملوكَ الشعرِ أرفعَهمْ قدرا

قيصر الخوري

ص: 279

- والحُسْنُ يظهرُ في شيئين زونقُهُ

بَيْتٍ من الشعر أوبيتٍ من الشَّعر

المعري

ص: 280

- الكلبُ والشاعرُ فيِ مَنزْلٍ

فليت أني لم أكُنْ شاعرا

- هل هو إِلا باسِطٌ كفَّه

يستطعمُ الواردَ والصادرا

لبيد بن أبي ربيعة

ص: 281

- وإِنما الشعرُ لبُّ المرِ يعرضُهُ

على المجالِس إِن كيساً وإِن حِمقا

- وإِن أحسنَ شعرٍ أنتَ قائاُه

بيتٌ يقالُ إِذا أَنْشَدَتهُ صَدَقا

حسان بن ثابت

ص: 282

- كم شاعرٍ يسمو بغير

جَنَى قريحتِه قريضُهْ

- كالطيرِ تَحِصْنُ كُلَّ بيضٍ

ليس تسألُ من يَبيضُهْ

الياس حبيب فرحات

ص: 283

- حررْ لمعناكَ لفظاً كي تُزانَ به

وقلْ من الشعرِ سحراً أو فلا تقلِ

- فالكحلُ لا يفتنُ الأبصارَ منظرهُ

حتى يصيرَ حَشْوَ الأعينِ النُّجْلِ

ابن حميدس

ص: 284

- وإِني وإِياهُمْ كساعٍ لقاعدٍ

مقيمٍ وأسْقَىْ الناسِ بالشعرِ قائلهْ

- وإِن أحَقَّ الناسِ باللؤمِ شاعرٌ

يلومُ على البخلِ اللئامَ ويبخلُ

نُصيب أحمد بن أبي فنن

ص: 285

- يموتُ رديُّ الشعرِ من قبلِ أهلِهِ

وجيِّدُهُ يبقى وإِن ماتَ قائله

دعبل الخزاعي

ص: 286

- وما الشعرُ إِلا خطبةٌ من مؤلفٍ

لمنطقِ حَقٍ أو بمنطقِ باطلِ

الأحوص

ص: 287

- هذا الأديمُ كتابٌ لا كفاءَ له

رَثُّ الصحائفِ باقٍ منه عنوانُ

- الدينُ والوحيُ والأخلاقُ طائفَةٌ منه

وسائرُه دُنيا وبُهْتانُ

- والشعرُ ما لم يكنْ ذكرى وعاطفةً

أو حكمةً فهو تَقْطيعٌ وأوزانُ

- ونحنُ في الشرق والفصحى بنور حمٍ

ونحنُ في الجُرْحِ والآلامِ إِخوانُ

شوقي

ص: 288

- أردْ محكمَ الشِّعرِ إِن قلتَهُ

فإِن الكلامَ كثيرُ الرويّ

- كما الصمتُ أدنى لفبعضِ اللسا

ن، (اللسان) وبعضُ التكلمِ أدنى لعيّ

الصلتان العبدي

ص: 289

- ولولا خِلالٌ سَنَّها الشِّعْرُما درى

بناةُ المعالي كيفَ تُبْنى المكارمُ

أبو تمام

ص: 290

- ليس للشعرِ من الهز

ءِ (الهزء) الذي يَلْقى مَحيصْ

- إِنه في الغربِ غالٍ

وهوَ في الشرقِ رَخيصْ

جميل صدقي الزهاوي

ص: 291

- أصولُ الضادِ طيبةُ الأرومِ

تفرَّعُ كلَّ تفريعٍ مرومِ

- ترى في رَوضِها ما تشتهيهِ

مُناكَ من البواسقِ والنجومِ

- فدعْ ما يدَّعيه كُلُّ خَصْمٍ

خفيِّ الكيدِ أو فدمٍ غشومِ

- وسلْ عما جنى منها لجيلٍ

فجيلٍ كُلُّ مطلعٍ عليمِ

- إِذا لم تبتدعْ فِكراً جميلاً

تصِّوره بأسلوبٍ وَسيمِ

- فما يغني على التكرارِ قَوْلٌ

وإِن هو غيرُ تريدٍ عقيمِ

- أتى هذا الزمانُ بألفِ لونٍ

جديدٍ في الفنونِ وفي العلومِ

- كنوزٌ للأديبِ بها ثراءٌ

فليسَ بقائمٍ عذرُ العديمِ

- فإِن يلقوا على الفصحى قصوراً

فقد يقع الملامُ من المليمِ

خليل مطران

ص: 292

- الشعرُ صَعْبٌ وطويلٌ سُلَّمه

إِذا ارتقى فيه الذي لا يعلمُهْ

- زَلَّتْ به إِلى الحضيضِ قدُمهْ

والشعرُ لا يطيعُهُ من يظلُمهْ

- يريدُ أن يعربَه فيعجمُه

ولم يزلْ من حيثُ يأتي يخرُمهْ

من يسمُ الأعداءَ يبقى ميسمُهْ

الحطيئة

ص: 293

- الشاعرُ الحقُّ من يجلو الشعوُر له

شمساً من الَحْي في داجٍ من الظلمِ

- فخارُه حيثُ يلقى رحمةً وهُدىً

وحيثُ ينهى عن الأهواءِ والِّنقَمِ

- وحيثُ يَحْمي من ضلةٍ وأسى

وحيثُ يدعو إِلى الأخطارِ والعِظمِ

- إِن التجددَ للسانِ حياتُهُ

ومن الذي يُحْييْه غير المُقدم؟

خليل مطران

ص: 294

- الشعرُ شيءٌ حسنٌ

ليس به من حرجِ

- أقلُّ ما فيه ذها

بُ (ذهاب) الهمِّ عن نفسِ الشجي

- يُحكمُ في لطافةٍ

حَلَّ عقودِ الحجُج

- كم نَظْرةٍ حسَّنها

في وَجْهِ عذرٍ سمجِ

- وحرقةٍ برَّدها

عن قلبِ صب منضجِ

- ولرحمةٍ أَوْقَعَها

في قلبِ قاسٍ حرجِ

- وحاجةٍ يسَّرها

عند غزالٍ غنِجِ

- وشاعرٍ مطَّرحٍ

مغلقِ بابِ الفرجِ

- قرَّبَهُ لسا نُهُ

من ملكٍ متوَّجِ

- فعلِّموا أولادكم

عقَّارَ طِبِّ المُهَجِ

ابن رشيق القيرواني

ص: 295

- أُصيكَ في نظمِ الكلامِ بخمسةٍ

إِن كنتَ للموصي الشفيقِ مطيعا

- لا تغفلَنْ سببَ الكلامِ ووقته

والكيفَ والكمَّ والمكانَ جميعا

الشيخ أبو سهل النيلي

ص: 296

- إِن بيتينِ من الشاعرِ

إِن كانَ مُجيدا

- قد يُثيرانِ شُجوناً

فيفُوقان قَصيدا

جميل الزهاوي

ص: 297

- والشعرُ في حيث النفوسُ تلذُّه

لافي الجديدِ ولا القديمِ العادي

- إِن الذي ملأ اللغاتِ محاسِناً

جعلَ الجمالَ وسرِّهُ في الضَّدِ

- عالِجُوا الحكمةَ واستثيقفُوا بها

وانشدُوا ماضلَّ منها في السِّرَ

- واقرأوا آدابَ من قبلكُمو

ربما عَّلمَ حياً من غَبَرْ

- واغْنَموا ما سَخَّرَ اللهُ لكمْ

من جَمالٍ في المعاني والصُّورْ

- واطلبوا العلمَ لذاتِ العلمِ لا

لشهاداتٍ وآرا بٍ أخرْ

أحمد شوقي

ص: 298

- قضى غيرَ مأسوفٍ عليهِ من الورى

فتى غرَّهُ في العيش نظمُ القصائدِ

- لقد كان كذاباً وكان ُمنافِقاً

وكان لئيمَ الطبعِ نِزرَ المحامدِ

- وكان خبيثَ النفسِ كالناسِ كلهمْ

جَباناً قليلَ الخَيرِ جمَّ الحقائدِ

- وقد كان مجنوناً تضاحِكُهُ المنى

وفي ريقها سُمُّ الصلالِ الشواردِ

- فعاشَ وما واساهُ العيشِ واحدٌ

وماتَ ولم يحفلْ به غَيرُ واحدِ

- أرادَ خلودّ الذكرِ في الأرضِ ضلةً

فأوردَه النسيانُ مرَّ المواردِ

- فلا تندُبُوهُ إِنه ليس بالأسىْ

حقيقاً ولا أهل الهمومِ العوائدِ

- وخلوهُ للديدانِ تأكلُ لحمَهُ

وذاكَ لعمري خطبُ كُلِّ البوائدِ

إِبراهيم عبد القادر المازني

ص: 299

- أحبُّ الشعرَ يُبتدعُ ابتداعا

وأكرهُ منه مبتذلاً مُشاعاً

- ولي رأيٌ غيورٌ في المعاني

فما آتي بها إِلا افْتِراعا

- وقدماً كانتِ الأبكارُ أحظى

من العُبونِ التي انتهبَتْ شعاعا

أبو إِسحق الصابي

ص: 300

- إِن بعضاً من القريضِ هذاءٌ

ليس شيئاً وبعضُه أحكام

المتنبي

ص: 301

- ربَّ شعرٍ أطالَهُ طولُ معنا

هـ (معناه) وإِن قَلَّ لفظهُ حينَ يروَىْ

- وطويلٍ فيه الكلامُ كثيرٌ

فإِذا ما استعد تَهُ كان لَغْوا

أبو اسحق الصابي

ص: 302

- إِذا ما الفكرُ أضمرَ حسنَ لفظٍ

وأداهُ الضميرُ إِلى العيانِ

- ووشَّاهُ ونمنمَهُ مُسَدٍ

فصيحٌ بامقالِ وبالسانِ

- رأيتَ حُلى البيانِ منَّوراتٍ

تضاحَكُ بينها صُرُ المعاني

إِبراهيم بن العباس الصولي

ص: 303

- ولا تبالِ بشعرٍ بعد شاعرِه

قد افسدَ القولُ حتى أحمدَ الصممُ

المتنبي

ص: 304

- وتطربُ النفسُ إِلى الأشعارِ

والنثرِ إِن جاءا على المختارِ

- وَجَلَّيَا في ذلكَ المضمارِ

وهكذا تطربُ للأسحارِ

وما حلا من معجباتِ السِّرِ

ص: 305

- والأصلُ في الشعرِ تمامُ المعنى

وأن يكونَ اللفظُ غيرَ الأدنى

- ولاغريباً وتجديدُ الوَزْنا

وأن يزيدَ فيه البديعُ حُسْنا

بشَرْطِه يأتي كنظمِ الدررِ

ص: 306

- والأصلُ في النثر المعاني الناصِعَةْ

تسكنُ ألفاظاً فِصاحاً رائعةْ

- مسجوعةً والوزْنُ عندي رابعةْ

فإِن تكنْ بديعةً مطاوعةْ

كانتْ كسجعِ الطيرِ فوقَ الشجرِ

ص: 307

- والسِّرُّ في الصناعتين النسبهْ

لتطربَ النفسُ لتلكَ الرُتبهْ

- من جهةِ السمعِ إِذا أحبهْ

ونسبةُ الأنغامِ لأَشْبَهْ

فأتِ بها صفواً بغيرِ كدرِ

محمد الوحيدي

ص: 308

- الشعراءُ فاعلمنَّ أربعةْ

- فشاعرٌ يجري ولا يُجرى معهْ

- وشاعرٌ ينشدُ وسطَ المعمهْ

- وشاعرٌ من حَقِّه أن تَسْمَعَهْ

- وشاعرٌ من حَقِّهِ أن تَصْفَعَهْ

البحتري

ص: 309

- إذا انقادَ الكلامُ فُقدْهُ عَفْواً

إِلى ما تشتهيهِ من المعاني

- ولا تكرهْ بيانَكَ إِن تَأَبَّى

فلا إِكراهَ في دينِ البيانِ

أبو الفتح البستي

ص: 310

- شعراءَ العصرِ: أعلامَ الحِجَىْ

قطبَ الإِشعاعِ في الشرقِ السعيدْ

- إِنما الشعرُ انطلاقٌ للذرى

واندفاقٌ نحوَ أغوارٍ وبيدْ

- ما أفادَ النماسَ إِلا راجعاً

من أعاليهِ إِلى سطحِ الوجودْ

- بفمٍ يحسنُ تطريبَ النُّهَى

ويدٍ تحسنُ تطييبَ الكبودْ

- ذاكَ فنٌ أزليٌّ، ما استحى

بقديمٍ أو، تبرَّا من جَديدْ

- إِنه البحرُ الذي أمواجُهُ

تتالى حرةً ضِمْنَ الحدودْ

- قل لمن يأنفُ من تقليدِهِ

أمن التجديدِ تقليدُ القرودْ؟

جورج صيدح

ص: 311

- ياربَّ معنى بعيدِ الشأنِ تسلكُهُ

في سلكِ لفظٍ قريبِ الفهمِ مختصرِ

- لفظٌ يكونُ لعقدِ القولِ واسطةً

ما بينَ منزلةِ الإِسهابِ والحصرِ

التهامي

ص: 312

- والنظمُ بحرٌ والخواطرُ معبرٌ

من أن يكون مُطيعُهُ في فكه

- وما الشعرُ إِلا السيفُ ينبو وَحُّهُ

حسام ويمضي وهو ليس بذي حَدِّ

- ولو كان بالإِحسانِ يُرزقُ شاعرُ

لأجدى الذي يُكدي وأَكَدى الذي يُجْدي

عبيد الله بن طاهر

ص: 313

- لم يخلُ من نُوَبِ الزمانِ أديبُ

كلا فشأنُ النائباتِ عجيبُ

- وغضارةُ الأيامِ أن يُرى

فيها لأبناءِ الذاءِ نصيبُ

- وكذاكَ من صجبَ الليالي طالباً

جَداً وفهماً فاتَه المطلوبُ

يحيى الأندلسي

ص: 314

- قالوا: هجْرتَ الشعر قلت ضرورةٌ

بابُ الدواعي والبواعثِ مغلقُ

- خلتِ الديارُ فلا كريمٌ يُرتَجَى

منه النوالُ ولا مليحٌ يعشقُ

- ومن العجائبِ أنه لا يُشترى

ويُخانُ فيه مع الكسادِ ويسرَقُ

إِبراهيم الغزي

ص: 315

- آن ياشعرُ أن نَفُكَّ قيُوداً

قيدتنا بها دعاةُ المُحالِ

- فارفَعوا هذه الكمائمَ عنا

ودَعُونا نشمُّ ريحَ الشمالِ

حافظ إِبراهيم

ص: 316

- الشعرُ عاطفةٌ تقتاد عاطفةً

وفكرةٌ تتتجلَّى بين أفكارِ

- الشعرُ إِن لامسَ الأرواحَ ألهبَها

كما تَقابلَ تيارٌ بتيارِ

- الشعرُ مصباحُ أقوامٍ إِذا التمسوا

نورَ الحياةِ وزند الأمة الواري

- الشعرُ أنشودةُ الفنانِ يرسلُها

إِلى القلوبِ فتَحْيا بعدَ إِقفارِ

- إِذا تخطَّرَ في الأفواهِ تنشدُهُ

عضَّ الجفونَ حياءً كُلُّ خطارِ

- فقلْ لمن راحَ للأهرامِ يرفعُها

الخلدُ في الشعرِ لا في رَصْفِ أحجارِ

علي الجارم

ص: 317

- يا من يلومُ ابن الترابِ لشغلهِ

بالفلسِ عن شعرٍ وعن شُعَّارِ

- أرأيتَ في المرعى حمارً عاقِلاً

يلهو عن الأعشابِ بالأزهارِ؟

- أرسلِ الشعرَ مثلما يرسلُ العيدُ

صَبَيا القُرى بسيطاً جميلاً

- لا كما نضرَّ اليهوديُّ دراً

بل كما نَمْنَمَ الربيعُ الحُقولا

القروي

ص: 318

- ما الشعرُ إِلا شعورُ المرءِ يرسلُهُ

عفَو البديهةِ عن صدقٍ وإِمانِ

محمد الفراتي

ص: 319

- ليس البلاغةُ معنىً

فيه الكلامُ يطولُ

- بل صوغُ معنىً كثيرٍ

يَحْويه لفظٌ قليلُ

- فالفضلُ في حُسْنِ لفظٍ

يَقِلُّ فيه الفضولُ

- يظنهُ الناسُ سهلاً

وما إِليهِ سبيلُ

- والعيُّ معنىً قصيرٌ

يَحْوِيْهِ لفظٌ طويلُ

صفي الدين الحلي

ص: 320