المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌11- الشيب والشيخ - مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي - جـ ٥

[أحمد قبش]

الفصل: ‌11- الشيب والشيخ

-‌

‌11- الشيب والشيخ

ص: 372

- ألا لا مَرْحباً بفراقِ ليلى

ولا بالشيبِ إِذا طردَ الشبابا

- شبابٌ بانَ محموداً وشيبٌ

ذميمٌ لم نجدْ لهما اصطِحابا

- فما منكَ الشبابُ ولسْتَ منه

إِذا سألَتْكَ لحيتُكَ الخِضابا

- وما يَرْجُو الكبيرُ من الغواني

إِذا ذهبَتْ شبيبتُهُ وشابا

مقرم بن رابطة الكلبي

ص: 373

- الشيبُ حلمٌ راجحٌ ورزانهٌ

فيه وتجربةٌ لمن قد جرَّبا

عمر بن زيد

ص: 374

- إِذا المرءُ أعيا رَهطه في شبابهِ

فلا ترجُ منه الخيَر عندَ مشيبِ

أبو الأسود

ص: 375

- خذْ من شبابكَ للصِّبا أيامه

هل تستطيعُ اللَّهْوَحين تشيبُ

مسلم بن الوليد

ص: 376

- إِن المشيبَ رداءُ والأديبِ

كما الشبابُ اللهوِ واللعبِ

دعبل

ص: 377

- دع التصابي فإِن الشيبَ قد لاحا

أوقد أراكَ قبيلَ الشيبِ ممزاحا

- وقد يعيبُ الفتى وخطُ المشيبِ به

إِذا غدا مرةً للهْوِ أو راحا

- والشيبُ يقطعُ من ذي اللهو شرَّتهُ

ويذهبُ المزحَ ممن كان مزَّحا

- والشيبُ سابقةٌ للموتِ قدَّمهُ

ثم ترى الموتَ للأقوامِ فَضَّحا

يحيى بن زياد

ص: 378

- وكم شيوخٍ غّدوا بيضاً مفارقُهمْ

يسبحون، وباتوا في الخَنا سُبُحا

- لو تعقلُ الأرضُ ودَّت أنها صَفِرَتْ

منهم، فلم يَرَ فيها ناظرٌ شَبَحا

- أرى ابنَ آدمَ قضى عيشةً عَجَباً

إِن لم يرحْ خاسراً منها، فما رَبِحا

- فإِن قدرتَ، فلا تفعلْ سوى حَسَنٍ

بين الأنامِ، وجانبْ كلَّ ما قبُحا

المعري

ص: 379

- أقونُ لآمرةٍ بالخضابِ

تحاولُ ردَّ الشبابِ النضيرْ

- أليس المشيبُ نذيرُ الإِله

ومن ذا يسوِّدُ وجهَ النذير؟

شميم الحلبي

ص: 380

- الشيبُ أبهى من الشبابِ

فلا تهجنْهُ بالخضابِ

المعري

ص: 381

- أيها الشامتُ المعِّرُ بالشيب

أقلَّنَّ بالشباب افتخارا

- قد لبسْتُ الشبابَ غضاً طرياً

فوجدْتُ الشبابَ ثوباً مُعارا

وؤية بن العجاج

ص: 382

- والشيخُ لا يتركُ أخلاقهُ

حتى يواري في ثرى رمسِهِ

- إِذا ارعوى عادَ إِلى جهلِهِ

كذي الضَّنى عادَ إِلى نكسهِ

صالح عبد القدوس

ص: 383

- إِذا أنت وفَّيْتَ الثمانين لم يكنْ

لدائِكَ إِلا أن تموتَ طبيبُ

شاعر

ص: 384

- لا يرحلُ الشيبُ عن دارٍ أقامَ بها

حتى يرحِّل عنها صاحبَ الدارِ

مسلم بن الوليد

ص: 385

- شيئان ينقشعان أولَ وهلة،

ظلُّ الشبابِ وخلةً الأشرارِ

- لاحبذا الشيبُ الفيُّ وحبذا

شَرْخُ الشباب وخلُةُ الأشرارِ

- وطري من الدنيا الشبابُ وروقهُ

فإِذا انْقَضَى فقدِ انقضَتْ أوطاري

التهامي

ص: 386

- أترجو أنت تكونَ وأنتْ شيخٌ

كما قد كنتَ أيامَ الشبابِ

- لقد كذبتْكَ نفسُك ليس ثوبٌ

خليقٌ كالجديدِ من الثيابِ

الجاحظ

ص: 387

- ومن يصحبِ الأيامَ تسعينَ حجةً

يغيْرنه والدهرُ لا يتتغيرُ

أبو العباس ثعلب

ص: 388

- سلني أنبئٌكَ بآياتِ الكِبَرْ

نومُ العشاءِ وسُعالٌ بالسحرْ

- وقلةُ النومِ إِذا الليلُ اعتكرْ

وقلةُ الطعمِ إِذا الزادُ حَضَرْ

- وسرعةُ الطرفِ وتحميجُ النظرْ

وتتركُكَ الحسناءَ في قبلِ الطُهرْ

والناسُ يبلونَ كما تَبْلَى الشجرْ

- (التحميج: تصغير العين لتمكينها من النظر)

العريان ابن الهيثم

ص: 389

- أليس ورائي إِن تراخَتْ منيتي

لزومُ العصا تُحنى عليها الأصابعُ

- أخبرُ أخبارَ القرونِ التي مَضَتْ

أدباُّ كأني كلما قمتُ راكعُ

لبيد بن أبي ربيعه

ص: 390

- أرى الشيبَ مذ جاوزتُ خمسين دائباً

يدبُّ دبيبَ الصبحِ في غمقِ الظلمِ

- هو السمُ إِلا أنه غيرُ مؤلمٍ

ولم أرَ مثلَ الشيبِ سُماً بلا ألمِ

أعرابي

ص: 391

- ما كنتُ أرجوه إِذا كنتُ ابنَ عشرينا

مَلَكْتُه بعد أن جاوزتُ سبيعينا

- تطيفُ بي من بناتِ التركِ أغزلةٌ

مثلُ الغصونِ على كثبان يَبْرينا

- وخُرَّدٌ من بناتِ الرومِ رائعةٌ

يحكينَ بالحُسْنِ حُورَ الجنة العِينا

- يغمزْنَني بأساريعٍ منعمةٍ

تكادُ تنقضُّ من أطرافِها لينا

- يُرِدْن إِحياء ميتٍ لاحراكَ به

فككيفَ يحيين ميتاً صار مَدْفونا

- قالوا: أنينُكَ طولَ الليلِ يُقْلِقُنا

فما الذي تشتكي؟ قلْتُ الثمانينا

شاعر

ص: 392

- إِذا ما دعانيا للصِّبا من أحِبُّه

تضامَمْتُ أو بالسمعِ عن صوته

- وليس لمرءٍ ماشابَ رأسُه

نجاحٌ بإِتيانِ السفاهِ ولا عُذْرُ

وقرسبس بن حكم الطائي

ص: 393

- أخو الشيبِ لا يدنو إِلى الحُرِ بالهوى

ليقرُبَ إِلا ازدادَ في قربٍ بعدا

- يعاطينَهُ كأسَ السلوِّ عن الهوى

ويمنعنهُ وَصْلا يعاطينه المُرْدا

أبو حية النميري

ص: 394

- فما شابَ رأسي من سنينَ تتابعَتْ

طوالٍ ولكن شيبَتْهُ الوقائعُ

عروة بن الورد

ص: 395

- إِذا ما رُضْتَ ذا سنٍ كبيرٍ

على غيرِ الذي يهوى عَصاكا

ابن عبد القدوس

ص: 396

- جنى ابنُ على نفسِه

بالولدِ الحادثِ ما لا يُحِبْ

- تقولُ عِرْسُ الشيخِ في نفسِها

لاكنتَ ياشرَّ خليلٍ صُحِبْ

- إِذا ما أسنَّ الشيخُ أقصاهُ أهلُه

وجارَ عليه الجلُ والعبدُ والعِرْسُ

- وأكثرَ قولاً، والصوابُ لمثلِهِ

على فضلِه، أن لا يُحَسَّ له جَرْسُ

المعري

ص: 397

- يا ليت شِعْري ألا مَنْجَى من الهَرَمِ

أم هل على العيشِ بعد الشيبِ من ندمِ

- والشيبُ داءٌ نجيسٌ لا دواءَ له

للمرءِ كان صحيحاً صائبَ القحمِ

- وسنانُ ليس بقاضٍ تَوْمةً أبداً

لولاغداةَ يسيرُ الناسُ لم يَقُمِ

- في منكبيهِ وفي الأصلابِ واهنةٌ

وفي مفاصلهِ غمزٌ من القَسَمِ

ساعده بن جؤبة

ص: 398

- كتمْتُ شيبي لتخفي بعضُ روعتِه

فلاحَ منه وميضٌ ليس ينكتمُ

- راعَ الغواني فما يقرَبْن ناحيةً

رأيْنَ فيها بروقَ الشيبِ يبتسمُ

مالك بن أسماء

ص: 399

- أشابَ الصغيرَ وأفنى الكبيرَ،

كَرُّ الليالي ومَرُّ العشيِّ

الصلتان العبدي

ص: 400

- رأيتُ الشيبَ تكرهُه الغواني

ويحببنَ الشبابَ لما هوينا

- فهذا الشيبُ نخضبُه سواداً

فكيف لنا فنسترقُ السنينا

الأنباري

ص: 401

- ما يصنعُ الشيخُ بالعذراءِ يملكُها

كجوزةٍ بين فكَّيْ أدردٍ خَرِفٍ

- إِن رامَ يكسرُها يالسن تثلمُهُ

وكَسْرُها راحةٌ للهائم الدنفِ

دعبل الخزاعي

ص: 402

- والشيبُ يأمرُ بالعفافِ وبالتقى

وإِليه يأوي العقلُ حين يؤولُ

- فإِن استطعْتَ فخُذْ لشيبك فضيلةً

إِن العقولَ يرى لها تفضيلُ

الأحوص الأنصاري

ص: 403

- إِذا دببْتَ على المنساةِ من هرمٍ

فقد تباعدَ عنكَ اللهوُ والغزلُ

شاعر

ص: 404

- باللهِ قلْ لي يا فلا

نُ (فلان) ولي أقولُ ولي أسائلْ

- أتريدُ في السبعينُ ما

قد كنْتَ في العشرينَ فاعلْ

- هيهاتَ لاواللهِ ما

هذا الحديثُ حديثُ عاقلْ

- قد كنتَ تُعذَرُ بالصِّبا

واليوم ذاكَ العذرُ زائلْ

- منيتَ نفسَكَ باطلاً

فإِلى متى تَرْضَى بباطلْ

بهاء الين زهير

ص: 405

- نزلَ المشيبُ فأين تذهبُ بعده

وقد ارعويْتَ وحانَ منك رحيلُ

- كان الشبابُ خفيفةً أيامُه

والشيبُ تحملهُ عليكَ ثقيلُ

المقنع الكندي

ص: 406

- تزوَّجَ الشيخُ، فألفيتَهُ

كأنه مثقلُ إِبلٍ وحِلْ

- وعرسُهُ في تعبٍ دائمٍ

لاتخضبُ الكفَّ ولا تكتحلْ

- ملَّتْ، وإِنَّ أحسنَ أيامِه

تقولَ في النفسِ: متى يَرْتَحِلْ

- لوماتَ لاستبدلْتُ منه فتىً

إِني أراهُ محرماً لا يَحِلْ

- ربَّ شيخٍ ظلَّ يهديهِ إِلى

سبلِ الحقِّ، غُلامٌ ما احتلمْ

المعري

ص: 407

- إِذا لم يشبْ رأسٌ على الجهلِ لم يكنْ

على المرءِ عارٌ أن يشيبَ ويَهْرما

- ومن ضعفَتْ أعضاؤُه اشتد رأيهُ

ومن قوَّمته الحادثاتُ تقوَّما

علي ابن الجهم

ص: 408

- في مشيبي شمَماتةٌ لعِداتي

وهو ناعٍ مُنَغَّصٌ لي حياتي

- وهو ناعٍ إِلىَّ نفسي ومن ذا

سَرَّهُ أن يرى وجوهَ النعاةِ

- ويعيبُ الخضابَ قومٌ وفيه

لي أنسٌ إِلى حضورِ وفاتي

عبدان الأصبهاني

ص: 409

- إِذا كانَ أمرُ الناسِ عند عجوزهم

فلا بدَّ أن يلقَوُنَ كل يَبابِ

شاعر

ص: 410

- الشيخُ لا يتركُ أخلاقُه

حتى يوارى في رمْسهِ

- إِذا ارعوى عادَ إِلى جهلِه

كذي الضنى عاد إِلى نِكْسِه

صالح عبد القدوس

ص: 411

- أورقْتَ ياغصنُ لاتدري بما صنعت

لك المقادير ثم استنشئ الزهر

- فلم تزلْ لقضاءِ اللهِ منتقلاً

حالاً فحالاً إِلى أن أينعَ الثمرُ

- وكان واليك يخشى أن تمسَّ أذىً

يوماً ويسقيك إِن لم يسقكَ المطرُ

- ما نامَ عنكَ ولا ألهَتْه نائبةٌ

حتى قَدُمْتَ وجاءَ الضعفُ والخَورُ

- ثم اغتدىلك عند القُرِّ محتطباً

يلقيك في النار عمداً وهي تستعرُ

- وإِنما قلت ما قدمتُهُ مثلاً

للمرءِ لما أتاه الشيبُ والكبرُ

أبو بكر الخوارزمي

ص: 412

- فاجاكَ من وفدِ المشيب نذيرُ

والدهرُ من أخلاقِه التغيير

- فسوادُ رأسِك والبياضَ كأنه

ليلٌ تدبُّ نجومُه وتسيرُ

محمود الوراق

ص: 413

- إِن حالَ لونُ الرأسِ عن لونه

ففي خضابِ الرأسِ مستمتعُ

- هَبْ من له شيبٌ له حِيلةٌ

فما الذي يحتالُهُ الأصعُ؟

الجاحظ

ص: 414

- عجيبٌ لمن يرتاعُ من شيبِ رأسِهِ

ويذهبُ عنه خوَفه الصبغُ والنتفُ

- ومن طامعٍ لا يكتفي بحياتِه

فيرنو لما بعدَ الحياةِ له طرْفُ

- يريد خلودَ الذكرِ وهو بقبرهِ

ويسري إِلى أعقابِ أعقابِه الوقفُ

خالد الفرج الكويتي

ص: 415

- الشيبُ عنوانُ المني

ةِ (المنية) وهو تاريخُ الكِبَرْ

- وبياضُ شعرِك موتُ شع

رِك (شعرك) ثم أنتَ على الأثرْ

- فإِذا رأيتَ الشيبَ عمَّ

الرأسَ فالحذزَ الحذرْ

علي بن أبي طالب

ص: 416

- صَرَمَتْ حبالكَ بعد وصلِكَ زينبُ

والدهرُ فيه تصرمُ وتقلبُ

- ذهبَ الشبابُ فما له من عَوْدَةٍ

وأتى المشيبُ فأين منه المهربُ

- دعْ عنكَ ماقد فاتَ فب زمنِ الصِّبا

واذكرْ ذنوبكَ وابكِها يا مذنبُ

- واخش مناقشةَ الحسابِ فإِنه

لابُدَّ يحصى ما جنْيتَ ويكتَبُ

- لم ينسَه الملكان حينَ نسيتَهُ

بل أثبتاه وأنتَ لاهٍ تلعبُ

- والرحُ فيكَ وديعةٌ أودعتَها

ستردها بالرغم منك وتسلبُ

- وغرورُ دنياكَ التي تسعى لها

دارٌ حقيقتها متَعٌ يَذْهَبُ

- وجميعُ ماحصلته وجمعتَهُ

حقاً يقبناً بعدَ موتِكَ يُنهبُ

- تباً لدارٍ لا يدومُ نعيمُها

ومشيدُها عما قليلٍ يخربُ

علي بن أبي طالب

ص: 417

- ظننتُ بغى الفتوةِ والتمني

تزولُ بالاكتهالِ فخابَ ظني

- أرى قلبي يظلُّ على صباه

ولو حامَتْ على التسعين سني

- يكلفني الشقيُّ هوى الصبايا

فأهواهنَّ ممتثلاً كأني 0000

- ويولغُني بأصغرِهنَّ سناً

وأصغَرُهنَّ أبعدُهنَّ عني

- بكيتُ فقال أصحابي: أتبكي؟

فقلْتُ مضى الشبابُ فهل أغني؟

- ولو راحَ الهوى لأراحَ نفسي

من الصَّدِّ المبرَّحِ والتجني

- ولكنَّ الهوى باقٍ وقلبي

بمعتركِ اللحاظِ بلا مِجَنِّ

- دعُوا دمعي يسيلُ فما لمثلي

شعورُ المستريحِ المطمئن

- وليس أحقَّ من عيني بدمعي

وأولى بالبكاءِ عليَّ مني

الياس حبيب فرحات

ص: 418

- أليس ورائي أن أدبَّ على العصا؟

فيشمتَ أعدائي ويسأمني أهلي

- رهينةُ قعرِ البيتِ كُلَّ عيشةٍ

يطيفُ بي الولدانُ أهدجُ كالرألِ

- (هدجَ كالرأل: يتداركُ خطوه كالنعام)

عروة بن الورد

ص: 419

- يا أيها الرجلُ المسوِّدُ شيبه

كيما يعدُّ به من الشبَّنِ

- أقصرْ فلو سَّودْتَ كُلَّ حمامةٍ

بيضاءَ ماعدَّتْ من الغِرْبانِ

ابن الرومي

ص: 420

- ليَ خمسٌ وثمانونَ سنهْ

فإِذا قدَّرتها كانَتْ سنّهُ

- إِن عمرَ المرءُ ماقد سرَّه

ليس عمرُ المرءِ مرَّ الأزمنة

جعفر بن دوستويه الفارسي

ص: 421

- إِذا مرَّ عمرُ المرءِ ليس براجعٍ

وإِن حَلَّ شيبٌ لم يضرْه خضابُ

الحميري

ص: 422

- من عاشَ سبعين، فهوَ في نَصَبٍ

وليس للعيشِ بعدها خيرَهْ

- رؤيتَكَ الميتَ في الكَرى سببٌ

بقول: من يفقدُ الحياةَ، يرَهْ

المعري

ص: 423

- بياضُكَ يا لونَ المشيبِ سوادُ

وسقمُكَ سقمٌ لا يكادُ يعادُ

- وما الشيبُ إِلا توءمُ الموتِ للفتى

وعيشُ امرئٍ بعد المشيبِ جهادُ

الشريف المرتضى

ص: 424

- من عاشَ تسعين حولاً، فهو مغتربٌ

قد زايلَ الأهلَ، إِلا معشراً جُددا

- وشاهدَ الناسَ من كهلٍ، ومقتبلٍ

ودالفَ الخَطْوَ، لا يحصي لهم عددا

المعري

ص: 425

- من عاش أخلقتِ الأيامُ جدَّته

وخانَه الثقتانِ السمعُ والبصرُ

- قالت عهدُتك مجنوناً فقلْتُ لها

إِن الشبابَ جنونٌ برؤه الكبرُ

ابن أبي فنن

ص: 426

- حملُ العصا للمبتلى

بالشيب عنوان البِلَى

- وُصفَ المسافرُ أنه

ألقى العصا كي يَنْزِلا

- فعلى القياسِ سبيلُ من

حمل العصى أن يَرْحلا

علي بن حسن الباخرزي

ص: 427

- إِذا تقوسَ ظهرُ المرءِ من كبرٍ

فعاد كالقوس يمشي، والعصى الوترُ

- فالموتُ أروحُ آتٍ يستريحُ به

والعيشُ فيه له التعذيبُ والضَّرَرُ

- إِذا عاد ظهرُ المرء كالقوسِ، والعصا

له حينَ يمشي، وهي تقدمُه، وترُ

- وملَّ تكاليفَ الحياةِ وطولَها

وأضعفَهُ من بعدِ قوته الكبرُ

- فإِن له في الموتِ أعظمَ راحةٍ

وأمناً من الموتِ الذي كان ينتظرُ

أسامة ابن المنقذ

ص: 428

- لا تغبطِ المرءَ أن يقالَ له:

أضحى فلانٌ لسنِّه حَكَما

- إِن سرَّهُ طولُ عمرِه فلقد

أضحى على الوجهِ طولُ ما سَلِما

عمربن قميئه أو الكميت

ص: 429

- إِذا ما ابن ستين ضمَّ الكعابَ

إِليه، فقد حَّلتِ البهْلَةْ

المعري

ص: 430

- يكيتُ لقربِ الأجلْ

وبعد فواتِ الأملْ

- ووافدِ شيبٍ طرا

بعقبِ شبابٍ رَحَلْ

- شبابٌ كأن لم يكنْ

وشيبٌ كأن لم يَزَلْ

- طواكَ نذيرُ البقا

وحل نذيرُ الأَجَلْ

محمود الوراق

ص: 431

- لاتحسدنَّ على البقاءِ معمِّراً

فالموتُ أيسرُ ما يؤولُ إِليه

- وإِذا دعْوتَ بطول عمرٍ لامرئٍ

فاعلمْ بأنكَ قد دعوتَ عليه

أسامة بن منقذ

ص: 432

- إِذا ما مضى القَرْنُ الذي أنتَ فيهم

وخُلِّفتَ في قرنٍ فأنتَ غريبُ

دعبل

ص: 433

- قال أبو دلف العجيلي لجاريةٍ

- تهزَّ أتتْ إِذ رأتْ شيبي فقلْتُ لها

لا تهزئي من بَطُلْ عمرٌ به يشيبِ

- فينا لكنَّ، وإِن شيبٌ بدا أربٌ

وليس فيكُنَّ بعد الشيبِ من أربِ

- شيبُ الرجال لهم عزٌ ومكرمةُ

وشيبكنَّ لكن الذلُّ فاكتئبي

أبو دلف العجيلي

ص: 434

- قد تخطاكَ شبابٌ

وتغشاكَ مشيبُ

- فأتى ماليس يمضي

ومضى مالا يَؤُوبُ

- فتتأهبْ لسفامٍ

ليس يَشْفيه طبيبُ

- لا تتتَوَهَّمْهُ بعيداً

إِنما الآتتي قريبُ

عبد الله بن سهل العسكري

ص: 435

- لاخيرَ في الشيخِ إِذا ما اجْلَخَّا

وسالَ غَرْبُ دمعِه فلخَّا

- وكان أكلاً وشَخَّا

تحتَ رواقِ البيتِ يخشى الدخَّا

- (اجلخ الشيخ، ضعف)، (لخ:: كثر دمعه) ، (الدخ: الدخان)

حفص الأموي

ص: 436

- إِذا دخلَ الشيخُ بين الشبابِ

عزاءً وقد ماتَ نفلٌ صغيرُ

- رأيْتُ اعتراضاً على اللهِ إِذا

توفي الصغيرُ وعاشَ الكبيرُ

- فقلْ لابنِ شهرٍ وقل لابنِ دهرٍ

وما بين ذلكَ: هذا المصيرُ

محمد الواسطي

ص: 437

- آلةُ العيشِ صحةٌ وشَبابٌ

فإِذا وليا عن المرءِ ولى

- وإِذا الشيخُ قالَ أفٍ فما

ملَّ حياةً وإِنما الضعفَ ملا

- ولذيذُ الححياةِ أنفسُ في النفـ

سِ (النفس) وأشهى من أن يُمَلَّ وأحلى

المتنبي

ص: 438

- إِذا ما عانقَ الخمسينَ حيٌ

ثنتْهُ السِّنَّ عن عَنَقٍ وجَمْزِ

- وتتهزأُ منه رباتُ المغاني

كما هَزِئَتْ برؤيةَ أمَّ حمزِ

- فلا أعرْك بين القومِ تُحِي

بطعن، في محَدثِهم وغَمْزِ

المعري

ص: 439

- جَدَّ المشيبُ وأنتَ في لعبِ

من شابَ لم يَحْسُنْ به لعبُه

- فاحفظْ لشيبِكَ ححَقَّ صحبته

وابكِ الشبابَ فقد مَضَتْ حقبُهْ

- تغترُّ والأيامُ تعقبُه

والموتُ مقرونٌ به سببُهْ

حماد عجرد

ص: 440

- إِن المشيبَ نعى إِليَّ شبابي

وَحَدتْ بموتي مَوْتةً الأتتراب

- طَوْراً أعاد وتنارةً أنا عائدٌ

أو دَافنٌ حياً من الأحبابِ

- فإِلى متى أنعى وأسمعُ ناعياً

أو شك بقرعِ يد المنية ببابي

أحمد بن أبي دؤاد

ص: 441