المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌«المولد» (خليل مردم بك) إن كان باليمين هذا اليوم قد سنحا «1» - مختارات من أجمل الشعر في مدح الرسول

[محمد سعيد البوطي]

الفصل: ‌ ‌«المولد» (خليل مردم بك) إن كان باليمين هذا اليوم قد سنحا «1»

«المولد»

(خليل مردم بك)

إن كان باليمين هذا اليوم قد سنحا «1»

كم يوم شؤم علينا بعده برحا «2»

تبسّم الفجر عن ميلاد مؤتمن

لولاه فجر الهدى في الكون ما وضحا

لولا (محمد) ظلّ الناس بعضهم

ربّا لبعض وما كان الهدى رجحا

ساوى بشرعته ما بين أمته

فأكرم الناس عند الحق من صلحا

(محمّد) وهو يدعو الرسل إخوته

إلى المؤاخاة في الأديان قد طمحا

أبكى الطواغيت في ذات الإله وكم

من مدمع ليتيم بائس مسحا

واسى اليتامى وعال المعدمين وكم

عمّن أساء وآذاه لقد صفحا

أدال «3» للشرق ممن كان يرهقه

ذلا شديدا وظلما بينا فدحا

ولو أضاءت بجوّ الغرب دعوته

لدان بالرفق أو عن غيّه لصحا

ما الجاهلية من طبعي ولست كمن

طرق التعصب في دين النبي نحا «4»

لكن أراني الحجي من بعد تبصرة

بأنه خير هاد صادق نصحا

لا فرق عندي في الأديان قاطبة

لكفّ صدري لدين المصطفى انشرحا

إن الأولى كانت (الحبشان) تحكمهم

وعامل الفرس يمشي بينهم مرحا

(هرقل) ذعرا رمى بالصولجان لهم

وتاج كسرى لديهم بات مطّرحا

(1) سنح مر من المياسر الى الميامن.

(2)

برح مر من الميامن الى المياسر.

(3)

أدال: يقال أدال الله فلانا من عدوه جعل له الكرة عليه فغلبه بالظفر.

(4)

نحا: اقتفى.

ص: 40

خطوا على وجه هذا الدهر منقبة

آلت إلى خلف من بعدهم فمحا

أعظم بهم سلفا واعجب له خلفا

للذل والهون من بعد العلى جنحا

أنىّ تسكعت الإسلام في ظلم

وكان دينهم نورا وما برحا

المسلمون وما يحصى لهم عدد

دارت على جمعهم للنائبات رحى

المسلمون وما يحصى لهم عدد

دارت على جمعهم للنائبات رحى

لا سيما العرب منهم إنّ دهرهم

أشاح عنهم بوجه عابس كلحا

مستضعفون عبيد في ديارهم

يد الشقاق أدارت بينهم قدحا

على تقاسمهم من دون غيرهم

يبيت مختلف الأقوام مصطلحا

ما من قبيل ولا شعب له خطر

إلّا ومن دمهم أو مالهم نضحا

وكل شعب شريك في دمائهم

فمجهز هبّ يعدو إثر من جرحا

إذا شكوا ضرّهم كانت شكايتهم

شكوى الذبيح بعينيه لمن ذبحا

أقول والعين لا تنفك دامعة

والقلب بالهمّ والأحزان قد طفحا

يا منقذ العرب والإسلام انهما

تحت إضطهاد شعوب الأرض قد رزحا «1»

(1) رزح: ألقى بنفسه أعياء.

ص: 41