الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبادة ما سواه. والعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة. وقوله اصطبر لعبادته أي إذا علمت أنه المسيطر على ما في السموات والأرض وما بينهما. القابض على أعنتهما فاعبده واصبر على مشاق العبادة وشدائدها. والاستفهام هنا بمعنى النفي أي لا تعلم له شبيهاً ولا مثيلاً يقتضي العبادة لكونه منعماً متفضلاً بجليل النعم وحقيرها. ومن ثم يجب تعظيمه سبحانه غاية التعظيم بالاعتراف بربوبيته والخضوع لسلطانه وإخلاص العبادة له وحده لا شريك له. وليس المعنى هل تجد من يتسمى باسمه. إذ بعض أسمائه قد يطلق على غيره لكن ليس معناه إذا استعمل فيه كما كان معناه إذا استعمل في غيره.
نفي الند والكفو
118-
ما الذي تفهمه عن معنى قوله تعالى (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادً) وقوله (ولم يكن له كفواً أحد) وقوله (فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون) ؟
ج- الأنداد الأمثال والنظراء والكفؤ المكافئ المساوي والنظير المثيل في الآية والأولى بعد أن ذكر سبحانه فيما تقدم من ظواهر الكون ما يدل على توحيده ورحمته وقدرته. أخبر أنه مع هذا الدليل الظاهر قد وجد في الناس من لا يعقل تلك الآيات التي أقامها برهاناً على
وحدانيته فاتخذ معه نداً يعبده من الأصنام كعبادة الله ويساويه به في المحبة والتعظيم، والمحبة المذكورة في الآية هي المحبة الشركية المستلزمة للخوف والتعظيم والإجلال والإيثار على مراد النفس وهذه صرفها لغير الله شرك أكبر ينافي التوحيد بالكلية، وفي الآية الثانية نفي النظير والشبيه من كل وجه لأن أحداً نكرة في سياق النفي فيعم. الآية الثالثة ضمنت أولاً دعوة الخلق إلى عبادة الله بطريقين أحدهما إقامة البراهين بخلقهم وخلق السموات والأرض والمطر والثاني ملاطفة جميلة بذكر ما لله عليهم من الحقوق ومن الإنعام فذكر سبحانه أولاً ربوبيته لهم ثم ذكر خلقته لهم وآبائهم لأن الخالق يستحق أن يعبد ثم ذكر ما أنعم به عليهم من جعل الأرض فراشاً والسماء بناء وإنزال المطر وإخراج الثمرات لأن المنعم يستحق أن يعبد ويشكر وانظر قوله (جعل لكم)(رزقاً لكم) يدلك على ذلك لتخصيصه ذلك بهم في ملاطفة وخطاب بديع.
الثانية المقصود الأعظم من هذه الآية الأمر بتوحيد الله وترك ما عبد من دونه لقوله في آخرها (فلا تجعلوا لله أنداداً) وفي الآية دليل على أن الخلق مفطور على معرفة الله والإقرار به وفيها رد على المشبهة الذين يشبهون خلقه به والذين يشبهونه بخلقه وفيها رد على القدرية وينحوهم من الفرق وقوله (وأنتم تعلمون) أي والحال أنكم تعلمون أنه وحده الذي تفرد بخلقكم ورزقكم والذين من قبلكم وأن آلهتكم لا تخلق ولا ترزق ولا تضر ولا تنفع فاتركوا عبادتها وأفردوه بالعبادة.