الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والمتعتزلة أنه لا يسمى مؤمناً إلا من أدى الواجبات واجتنب الكبائر، ويقولون إن الدين والإيمان قول وعمل واعتقاد لكن لا يزيد ولا ينقص، فمن أتى كبيرة كالقتل واللواط وقذف المحصنات ونحوها كفر عند الحرورية واستحلوا منهم ما يستحلون من الكفار، وأما المعتزلة فمرتكب الكبيرة عندهم يصير فاسقاً في منزلة بين منزلتين، لا مؤمناً ولا كافراً، وتقدم بيان مذهب المرجئة، وأنهم يقولون لا يضر مع الإيمان معصية، وأن الإيمان عندهم مجرد التصديق، وأن من أتى كبيرة فهو كامل الإيمان ولا يستحق دخول النار، وعند الجهمية أن الإيمان مجرد المعرفة والأعمال ليست من الإيمان فإيمان افسق الناس كإيمان أكمل الناس، ويقولون، لا يضر مع الإيمان معصية، وأما أهل السنة فقالوا، الإيمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، ومن أتى كبيرة فهو عندهم مؤمن ناقص الإيمان، وبعبارة أخرى مؤمن بإيمانه، فاسق بكبيرته، وفي الآخرة تحت مشيئة الله، إن شاء غفر له وأدخله الجنة، لأول مرة، وإن شاء عذبه بقدر ذنوبه، وبعد تطهيره من الذنوب مآله إلى الجنة، قال بعضهم:
ولم يبق في نار الجحيم موحد ولو قتل النفس الحرام تعمدا
توسط أهل السنة في أصحاب رسول الله بين الرافضة والخوارج
س158- كيف كان أهل السنة وسطاً في أصحاب رسول الله بين الرافضة والخوارج؟
ج- الرافضة غلوا في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأهل البيت ونصبوا العداوة لجمهور الصحابة كالثلاثة وكفروهم ومن والاهم وقالوا لا ولاء إلا ببراءة أي لا يتولى أحد علياً حتى يتبرأ من أبي بكر وعمر، وكفروا من قاتل علياً، وقالوا إن علياً إمام معصوم، وسبب تسمية الشيعة بالرافضة أنهم رفضوا زيد بن علي ابن الحسين وأرفضوا عنه حين ما قالوا له تبرأ من الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فقال معاذ الله وزيراً جدي فتركوه ورفضوه فسموا الرافضة وأما الزيدية فقالوا: نتولاهما ونبرأ ممن تبرأ منهما، فخرجوا مع زيد فسموا بالزيدية، وأما الخوارج فهم الذين خرجوا على أمير المؤمنين وفارقوه بسبب التحكيم، وكانوا اثني عشر ألفاً، فأرسل إليهم ابن عباس رضي الله عنهما فجادلهم ووعظهم فرجع بعضهم وأصر على المخالفة آخرون. وقالت طائفة ما يصدر من علي من أمر التحكيم فإن أنفذه قمنا على المخالفة له، ثم إنهم أعلنوا الفرقة وأخذوا في نهب من لم ير رأيهم، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: تمرق مارقة على حين فرقة من المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق، فقتلهم علي وطائفته فهم والرافضة في طريقي نقيض لأن الرافضة غلوا في علي وأهل البيت.
والخوارج ضدهم كفروا علياً وعثماناً ومن والاهما. وأما أهل السنة والجماعة فكانوا وسطاً بين غلو الرافضة وجفاء الخوارج وتقصيرهم فهدوا لموالاة الجميع ومحبتهم وعرفوا لكل حقه وفضله، وأنهم