الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثانياً: المعية العامة من الصفات الذاتية. وأما الخاصة فمن الصفات الفعلية.
ثالثاً: العامة تكون في سياق تخويف ومحاسبة على الأعمال وحث على المراقبة.
رابعاً: الخاصة من مقتضى الحفظ والعناية والنصرة والتوفيق والتسديد والحماية من المهالك واللطف بأنبيائه ورسله وأوليائه.
خامساً: الخاصة مرتبة على الإنصاف والأوصاف الفاضلة الحميدة.
لغة العرب لا توجب أن مع تفيد اختلاطاً أو امتزاجاً أو مجاورة
س139- هل لغة العرب توجب أن (مع) تفيد اختلاطاً أو امتزاجاً أو مجاورة
؟
ج- لغة العرب لا توجب أن مع تفيد اختلاطاً أو امتزاجاً أو مجاورة قال شيخ الإسلام وليس معنى قوله (وهو معكم) أنه مختلط بالخلق فإن هذا لا توجبه اللغة وهو خلاف ما أجمع عليه سلف الأمة وخلاف ما فطر الله عليه الخلق بل القمر آية من آيات الله من أصغر مخلوقاته وهو موضوع في السماء وهو مع المسافر وغير المسافر أينما كان وهو سبحانه فوق العرش رقيب على خلقه مهيمن عليهم مطلع إليهم، إلى غير ذلك من معاني ربوبيته، وكل هذا الكلام الذي ذكره الله من أنه فوق العرش وأن معناه حق على حقيقته لا يحتاج إلى تحريف وتقدم بعضه قريباً. قال ابن القيم ليس ظاهر اللفظ ولا حقيقته أنه مختلط بالمخلوقات ممتزج بها ولا تدل لفظة مع على هذا بوجه من الوجوه، فضلاً عن أن يكون هو حقيقة اللفظ وموضوعه فإن مع في كلامهم للصحبة
اللائعة، وهي تختلف باختلاف متعلقاتها ومصحوبها فكون نفس الإنسان معه لون وكون علمه وقدرته وقوته معه لون وكون زوجته معه لون وكون أميره ورئيسه معه لون وكون ماله معه لون، فالمعية ثابتة في هذا كله مع تنوعها واختلافها فيصح أن يقال: زوجته معه وبينهما شقة بعيدة. وكذا يقال مع فلان دار كذا وضيعته كذا فتأمل نصوص المعية كقوله تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار)(واركعوا مع الراكعين)(لن تخرجوا معي أبداً)(ينادونهم ألم نكن معكم)(وكونوا مع الصادقين)(وما آمن معه إلا قليل)(فأنجيناه والذين معه)(فلما جاوزه هو والذين معه)(فاكتبنا مع الشاهدين)(ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين) وأضعاف ذلك.
هل يقتضي موضع واحد منها مخالطة في الذوات التصاقاً وامتزاجاً فكيف تكون حقيقة المعية في حق الرب تعالى ذلك حتى يدعى أنها مجاز لا حقيقة. فليس في ذلك ما يدل على أن ذاته تعالى فيهم ولا متلاصقة لهم ولا مخالطة ولا مجاورة بوجه من الوجوه وغاية ما تدل عليه مع المصاحبة والموافقة والمقارنة في أمر من الأمور وذلك الاقتران في كل موضع بحسبه يلزمه لزوم بحسب متعلقة. فإذا قيل: الله مع خلقه بطريق العموم، كان من لوازم ذلك علمه بهم وتدبيره لهم. وإذا كان ذلك خاصاً كقوله (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) كان من لوازم ذلك معيته لهم بالنصرة والتأييد والمعونة. من مختصر الصواعق ج2.