الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني:
تعريف السُّنَّة لغةً واصطلاحًا
السُّنَّة في اللغة: مشتقَّةٌ من سنَّ الشيء: إذا أرسله، قال ابن فارس:«السين والنون أصلٌ واحدٌ مطرد، وهو جريان الشيء واطرادُهُ في سهولة، والأصل قولهم سَنَنْتُ الماءَ على وجهي أسُنُّهُ سَنًّا: إذا أرسلتُه إرسالًا»
(1)
، وهي الطريقة والسيرة
(2)
.
قال الأزهري: السُّنَّة: الطريقة المحمودة المستقيمة، ولذلك قيل فلان من أهل السُّنَّة معناه: من أهل الطريقة المستقيمة المحمودة
(3)
.
أما في اصطلاح المحدثين فهي: ما أُثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلْقيَّة أو خُلُقيَّة أو سيرة، سواءً كان قبل البعثة أو بعدها
(4)
.
وفي اصطلاح الأُصوليين تُطلق السُّنَّة "على ما جاء منقولًا عن النَّبي
(1)
مقاييس اللغة، ابن فارس 3/ 60.
(2)
ينظر: النهاية، ابن الأثير 2/ 409.
(3)
ينظر: تهذيب اللغة، الأزهري، 12/ 72.
(4)
ينظر: توجيه النظر إلى أصول الأثر، طاهر الدمشقي، ص 3، واليواقيت والدرر في شرح نخبة أهل الفكر، ابن حجر 2/ 193.
- صلى الله عليه وسلم على الخصوص مما لم ينص عليه في الكتاب العزيز بل إنما نص عليه من جهته عليه الصلاة والسلام، كان بيانًا لما في الكتاب أولًا، وتطلق على ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير"
(1)
.
وتطلق السُّنَّة في مقابلة البدعة، قال الشاطبي رحمه الله:"ويُطلق - أي لقب السُّنَّة- في مقابلة البدعة فيقال: فلانٌ على سُنَّة إذا عمل على وفق ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم كان ذلك مما نص عليه في الكتاب أولًا ويقال: فلان على بدعة: إذا عمل على خلاف ذلك"
(2)
.
وقال ابن رجب رحمه الله: "السُّنَّة: هي الطريق المسلوك فيشمل ذلك التمسك بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون من الاعتقادات والأعمال والأقوال، وهذه هي السُّنَّة الكاملة، ولهذا كان السلف قديمًا لايطلقون السُّنَّة إلا على ما يشمل ذلك كله، وروي ذلك عن الحسن، والأوزاعي، والفضيل بن عياض"
(3)
.
(1)
الموافقات، للشاطبي 4/ 3.
(2)
المرجع نفسه 4/ 4.
(3)
جامع العلوم والحكم، ص 262.