الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثالث:
تعريف الجماعة لغةً واصطلاحًا
الجماعة في اللغة، من (جمع)، قال في الصَّحاح: "الجمعُ: مصدرٌ مؤكّد جَمَعتُ الشيء، وقد يكون اسمًا لجماعة الناس، والجمع على جموع
…
"
(1)
.
وفي لسان العرب: "الجمعُ: اسمٌ لجماعةِ الناس، والجَمْعُ مصدرٌ مؤكّد جمعت الشيء والجمع: المجتمعون، وجمعه: جموع، والجماعة والجميع والمجْمع، كالجمع"
(2)
.
وفي الاصطلاح: هي لزوم الحق ولو كنت وحدك
(3)
، قال الإمام البربهاري رحمه الله في تعريفه للجماعة:
(1)
الصحاح، للجوهري 3/ 1198.
(2)
لسان العرب، لابن منظور 2/ 200.
(3)
مات زيد بن عمرو بن نفيل قبل أن يبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يبعث يوم القيامة أُمَّةً وحده، أخرجه أحمد في مسنده 1/ 189، رقم 1642، والنسائي في الكبرى، رقم 8131، وأبو يعلى في مسنده 4/ 42، رقم 2047، والحاكم في مستدركه 3/ 239، رقم 4956، والطبراني في معجمه 1/ 151، رقم 350، قال: الهيثمي: فيه مجالد، وهذا مما مدح من حديث مجالد، وبقيَّة رجاله رجال الصحيح، وإسناده حسن. ينظر: مجمع الزوائد 9/ 416 - 417.
"والجماعة ما اجتمع عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم "
(1)
.
وقال أيضًا: "والأساس الذي بيَّنا عليه الجماعة هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم رحمهم الله أجمعين وهم أهل السُّنَّة والجماعة"
(2)
.
وقال العلامة عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف - بأبي شامه- "وحيث جاء الأمر بلزوم الجماعة فالمراد به لزوم الحق وأتباعة، وإن كان المستمسك بالحق قليلًا، والمخالف كثيرًا؛ لأن الحق هو الذي كانت عليه جماعة الجماعة الأولى من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، ولانظر إلى كثرة أهل الباطل بعدهم"
(3)
.
وقال القاضي ابن أبي العز الحنفي: "والجماعة جماعة المسلمين وهم الصحابة رضي الله عنهم والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين"
(4)
.
ونلحظ أن هناك علاقةً وطيدةً بين مصطلح السُّنَّة ومصطلح الجماعة.
قال ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى: " {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ
(1)
شرح السُّنَّة، الإمام البربهاري، ص 105.
(2)
المرجع نفسه، ص 21.
(3)
الباعث على إنكار البدع والحوادث، ص 34.
(4)
شرح العقيدة الطحاوية 1/ 326.
وُجُوهٌ}
(1)
"فأمَّا الذين ابيضَّت وجوههم فأهل السُّنَّة والجماعة"
(2)
.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "والبدعة مقرونة بالفرقة، كما أن السُّنَّة مقرونة بالجماعة، فيقال أهل السُّنَّة والجماعة؛ كما يقال أهل البدعة والفرقة"
(3)
.
(1)
سورة آل عمران، آية 106.
(2)
شرح أُصول اعتقاد السُّنَّة 1/ 72.
(3)
الاستقامة، ابن تيمية 1/ 42.