الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دثار بن الحارث النهدي الكوفي
وفد على عمر بن عبد العزيز.
حدث عن سليمان بن صرد قال: قال علي عليه السلام يوم الجمل: ليتني مت قبل هذا بعشرين سنة. قال ابن عمار: أراه قال: سنة.
قال عمر بن ذر: قدمنا على عمر بن عبد العزيز خمسة: موسى بن أبي كثير، ودثار النهدي، ويزيد الفقير، والصلت بن بهرام، وعمر بن ذر؛ فقال: إن كان أمركم واحداً فليتكلم متكلمكم؛ فتكلم موسى بن أبي كثير وكان أخوف ما يتخوف عليه أن يكون عرض بشيء من أمر القدر قال: فعرض له عمر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: لو أراد الله أن لا يعصى لم يخلق إبليس وهو رأس الخطيئة، وإن في ذلك لعلماً من كتاب الله عز وجل، علمه من علمه، وجهله من جهله؛ ثم تلا هذه الآية:" فإنكم وما تعبدون، ما أنتم عليه بفاتنين، إلا من هو صال الجحيم " ثم قال: لو أن الله عز وجل حمل خلقه من حقه على قدر عظمته لم يطق ذلك أرض ولا سماء، ولا ماء ولا جبل، ولكنه رضي من عباده بالتخفيف.
دحمان الجمال
قدم الشام، واستقدمه بعد ذلك الوليد بن يزيد.
قال أبو محمد العامري: كان دحمان جمالاً يكري إلى المواضع ويتجر، وكان له مروءة؛ فبينا هو ذات يوم قد أكرى جماله وأخذ ماله، إذ سمع رنةً! فقام واتبع الصوت، فإذا جارية قد خرجت
تبكي، فقال لها: أمملوكة أنت؟ قالت: نعم؛ قال: لمن؟ قالت: لامرأة من قريش ونسبتها له فقال لها: أتبيعك؟ قالت: نعم. ودخلت على مولاتها فقالت: هذا إنسان يشتريني؛ قالت: ائذني له، فدخل فساومها بها حتى استقر الأمر بينهما على مئتي دينار، فاشتراها ونقدها الثمن، وانصؤف بالجارية.
قال دحمان: فأقامت عندي مدة أطارحها ويطارحها معبد وغيره من المغنين؛ ثم خرجت بها بعد ذلك إلى الشام وقد حدقت، فكنت لا أزال أنزل ناحية وأعتزل بالجارية في محمل، وأطرح على المحمل أعبيةً وأجلس أنا وهي تحت ظلها، ثم أخرج شيئاً آكله؛ وتتغنى حتى نرحل. فلم نزل كذلك حتى قربنا من الشام؛ فبينا أنا ذات يوم نازل وأنا ألقي عليها لحني:
فإني لآتي البيت ما إن أحبه
…
وأكثر هجر البيت وهو حبيب
وأغضي على أشياء منكم تسوءني
…
وأدعى إلى ما سركم فأجبيب
ورددته عليها حتى حفظته واندفعت تغنيه، وإذا براكب قد أقبل، فسلم علينا وقال: أتأذنون لي أن أنزل تحت ظلكم ساعة؟ قلنا: نعم، فنزل، وعرضت عليه الطعام فأجاب، واستعاد الصوت مراراً، ثم قال للجارية: أتروين لدحمان شيئاً من غنائه؟ قالت: نعم، قال: فغنيني صوتاً؛ فغنته أصواتاً من صنعتي، وغمزتها ألا تعرفيه أني دحمان؛ فطرب وامتلأ سروراً، حتى قرب وقت الرحيل، فأقبل علي وقال: أتبيعني هذه الجارية؟ قلت: نعم، قال: بكم؟ قلت كالعابث " بعشرة آلاف دينار. قال: قد أخذتها، فهلم دواةً وقرطاساً فجئته بذلك، فكتب فيه: ادفع إلى حامل هذا الكتاب ساعة تقرأه عشرة آلف دينار وتسلم منه الجارية، واستعلم مكانه وعرفنيه، واستوص به خيراً. وختم الكتاب ودفعه إلي وقال: إذا دخلت المدينة، فسل عن فلان فاقبض منه المال وسلم