المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌إسماعيل عليه السلام - مختصر تلخيص الذهبي لمستدرك الحاكم - جـ ٢

[ابن الملقن]

الفصل: ‌إسماعيل عليه السلام

‌إسماعيل عليه السلام

415 -

حديث ابن عباس: أول من نطق بالعربية، ووضع الكتاب على لفظه ومنطقه إسماعيل.

قال: صحيح. قلت: عبد العزيز بن عمران واه.

415 - المستدرك (2/ 552): أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب، ثنا أبو يحيى بن أبي ميسرة، ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثني عبد العزيز بن عمران، حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أول من نطق بالعربية، ووضع الكتاب على لفظه ومنطقه ثم جعل كتاباً واحداً مثل بسم الله الرحمن الرحيم الموصول، حتى فرق بينه ولده إسماعيل بن إبراهيم -صلوات الله عليهما-.

تخريجه:

1 -

أورده السيوطي في الدر المنثور وقال: أخرجه الحاكم والبيهقي في الشعب (4/ 273).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني الأعرج المعروف بابن أبي ثابت.

قال يحيى بن معين: كان صاحب نسب ولم يكن من أصحاب الحديث، =

ص: 1005

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقال مرة: ليس بثقة، إنما كان صاحب شعر. وقال مرة: قد رأيته ببغداد كان يشتم الناس ويطعن في أحسابهم ليس حديثه بشيء. وقال محمد بن يحيى الذهلي: ضعيف جداً. وقال البخاري: منكر الحديث لا يكتب حديثه. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال مرة: لا يكتب حديثه. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث جداً. قيل له يكتب حديثه؟ قال: على الاعتبار. وقال ابن حاتم: امتنع أبو زرعة من قراءة حديثه وترك الرواية عنه. وقال الترمذي، والدارقطني: ضعيف. وقال عمر بن شبة في أخبار المدينة: كان كثير الغلط في حديثه لأنه احترقت كتبه فكان يحدث من حفظه. تهذيب التهذيب (6/ 350، 351).

وقال ابن حجر في التقريب: متروك احترقت كتبه فحدث من حفظه فاشتد غلطه وكان عارفاً بالأنساب (1/ 511).

وقال الذهبي في الكاشف: تركوه (2/ 201).

الحكم على الحديث:

قلت: مما مضى يتبين أن عبد العزيز بن عمران متروك. فيكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً جداً -والله أعلم-.

ص: 1006

416 -

حديث كعب: في صفة إسماعيل.

قلت: إسناده ضعيف.

416 - المستدرك (2/ 553 - 554): أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد الأخمسي بالكوفة، ثنا الحسين بن حميد، حدثنا مروان بن جعفر السمري، حدثنا حميد بن معاذ، حدثني مدرك بن عبد الرحمن، حدثنا الحسين بن ذكوان، عن الحسن، عن سمرة، عن كعب قال: كان إسماعيل بن إبراهيم نبي الله الذي سماه الله صادق الوعد وكان رجلاً فيه حدة يجاهد أعداء الله ويعطيه الله النصر عليهم والظفر، وكان شديد الحرب على الكفار، لا يخاف في الله لومة لائم، صغير الرأس غليظ العنق طويل اليدين والرجلين، يضرب بيديه ركبتيه وهو قائم، صغير العينين طويل الأنف عريض الكتف طويل الأصابع بارز الخلق قوي، شديد عنيف على الكفار، وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضياً. قال: وكانت زكاته القربان إلى الله من أموالهم، وكان لا يعد أحداً شيئاً إلا أنجزه. فسماه الله صادق الوعد وكان رسولاً نبياً.

تخريجه:

أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحاكم فقط (4/ 273).

ولم أجد من أخرجه.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم الحسين بن حميد بن الربيع الكوفي الخزاز وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (414) وأنه كذاب فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد موضوعاً -والله أعلم-.

ص: 1007

417 -

حديث ابن عمر {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)} [الصافات: 107] قال: إنه إسماعيل.

قلت: فيه [ثوير](1) بن أبي فاختة واه.

(1) في (أ)، (ب)(ثور) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، والميزان (1/ 375).

417 -

المستدرك (2/ 554): حدثنا أبو محمد المزني، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا الحسن بن حماد، ثنا عبد الرحمن بن سليمان، عن إسرائيل، عن ثوير بن أبي فاختة، عن مجاهد، عن ابن عمر رضي الله عنهما {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)} [الصافات: 107] قال: إسماعيل عند ذبح إبراهيم الكبش.

تخريجه:

الآية (107) من سورة الصافات.

1 -

رواه ابن جرير في تفسيره "بلفظ مقارب"(23/ 53).

من طريق ثوير، عن مجاهد، عن ابن عمر به.

2 -

وأورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، والحاكم وصححه عن ابن عمر (5/ 281).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم ثوير بن أبي فاختة سعيد بن علاقة الهاشمي أبو الجهم الكوفي مولى أم هانئ وقيل مولى زوجها جعدة، وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (395) وأنه ضعيف. فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً -والله أعلم-.

ص: 1008

418 -

حديث معاوية مرفوعاً في تفسيره: "أنا ابن الذبيحين". قلت: إسناده واه.

418 - المستدرك (2/ 554): حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، ثنا عبيد بن حاتم الحافظ العجلي، ثنا إسماعيل بن عبيد بن عمر بن أبي كريمة الحراني، ثنا عبد الرحيم الخطابي، حدثنا عبد الله بن محمد العتبي، حدثنا عبد الله بن سعيد الصنابحي قال: حضرنا مجلس معاوية بن أبي سفيان فتذاكر القوم إسماعيل وإسحاق بن إبراهيم، فقال بعضهم: الذبيح إسماعيل. وقال بعضهم: بل إسحاق الذبيح. فقال معاوية: سقطتم على الخبير. كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتاه الأعرابي فقال: يا رسول الله خلفت البلاد يابسة، والماء يابساً، هلك المال، وضاع العيال، فعد علي بما أفاء الله عليك يا ابن الذبيحين. فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه. فقلنا: يا أمير المؤمنين، وما الذبيحان؟ قال: إن عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم نذر لله إن سهل الله أمرها أن ينحر بعض ولده فأخرجهم فأسهم بينهم فخرج السهم لعبد الله فأراد ذبحه فمنعه أخواله من بني مخزوم. وقالوا: أرض ربك وافد ابنك.

قال: ففداه بمائة ناقة. قال: فهو الذبيح، وإسماعيل الثاني.

تخريجه:

1 -

رواه ابن جرير في تفسيره "بنحوه"(23/ 54).

من طريق عبد الرحيم الخطابي، عن عبيد الله بن محمد العتبي من ولد عتبة بن أبي سفيان عن أبيه قال: حدثني عبد الله بن سعيد، عن الصنابحي قال: كنا عند معاوية. به مرفوعاً.

2 -

وأورده السخاوي في المقاصد (ص14) وذكر أنه من رواية عبد الله بن سعيد عن الصنابحي ونسبه للحاكم. وورد أيضاً في الكشف (1/ 200)، والتمييز (ص7).

3 -

وأورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه لابن جرير، والآمدي في =

ص: 1009

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= مغازيه، والخلعي في فوائده، والحاكم وابن مردويه بسند ضعيف عن عبد الله بن سعيد عن الصنابحي (5/ 281).

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث عند الحاكم في المطبوع من رواية عبد الله بن سعيد الصنابحي وهو خطأ والصواب عبد الله بن سعيد، عن الصنابحي. فابن جرير رواه من نفس طريق الحاكم وذكر لفظة "عن" وكذا الذين أوردوا الحديث كالسخاوي وغيره ذكروا أنه من رواية عبد الله بن سعيد عن الصنابحي ونسبوه للحاكم فالظاهر أن لفظة "عن" سقطت من المطبوع. وعبد الله بن سعيد هذا قال عنه الذهبي في ديوان الضعفاء: مجهول (ت2181). ونقل الألباني عن الحلبي، عن السيوطي أن هذا الحديث غريب وفي إسناده من لا يعرف.

سلسلة الضعيفة (2/ 336، 337).

الحكم على الحديث:

قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً لأن فيه عبد الله بن سعيد وهو مجهول.

قال ابن كثير: هذا حديث غريب جداً (4/ 18).

قال السخاوي في الكشف: (1/ 199) نقلاً عن المواهب وشرحها للزرقاني.

والحديث حسن بل صححه الحاكم والذهبي لتقويته بتعدد طرقه. انتهى.

قال في الكشف: فحينئذ لا ينافيه ما نقله الحلبي في سيرته عن السيوطي أن هذا الحديث غريب وفي إسناده من لا يعرف. وفيه دليل على أن الذبيح إسماعيل وهو الصحيح. وفي الهدى لابن القيم إسماعيل هو الذبيح على القول الصواب عند علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم، وأما القول بأنه إسحاق فمردود بأكثر من عشرين وجهاً. ونقل عن الإِمام ابن تيمية أن هذا القول متلقاً من أهل الكتاب مع أنه باطل في كتابهم فإن فيه أن الله أمر إبراهيم أن يذبح ابنه بكره وفي لفظ وحيده، وقد حرفوا ذلك في التوراة التي في أيديهم "اذبح ابنك إسحاق".

قال الألباني رداً على ما في الكشف: (وأما ما في الكشف نقلاً عن شرح =

ص: 1010

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الزرقاني على المواهب) "والحديث حسن بل صححه الحاكم والذهبي لتقويه بتعدد طرقه".

فوهم فاحش. فإنما قال الزرقاني هذا في حديث "الذبيح إسحاق" وفيه مع ذلك نظر. ثم أن صاحب الكشف عقب على ماسبق بقوله: وأقول: فحينئذ لا ينافيه الحلبي في سيرته عن السيوطي أن هذا الحديث غريب وفي إسناده من لا يعرف.

قال الألباني. قلت: وقد عرفت أن الطرق المشار إليها في كلام الزرقاني ليست لهذا الحديث فقد اتفق قول الذهبي والسيوطي على تضعيفه. سلسلة الضعيفة (2/ 336، 337).

وقال ابن كثير في تفسيره: ذكر الآثار الواردة بأنه إسماعيل عليه الصلاة والسلم وهو الصحيح المقطوع به. وقد ذكر أقول العلماء من الصحابة وغيرهم وأن القول بأنه إسحاق مأخوذ من اليهود الذين يريدون أن يكون هذا الاختصاص العظيم لأبيهم حسداً وبغضاً للعرب. لأن أباهم هو إسماعيل. (4/ 17، 18).

ص: 1011

419 -

وأسند الحاكم (1) عن الواقدي أن الذبيح [إسماعيل](2).

قلت: (ما للواقدي قال الذهبي)(3): ما للواقدي وللصحاح.

(1) هذا الاختصار من ابن الملقن وإلا فالذهبي أورد الحديث مع المسند ثم ذكر التعقب.

(2)

ليست في (أ) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.

(3)

ليست في (ب) وما أثبته من (أ) والظاهر أن هذا من ابن الملقن تأكيداً منه على إعلال الحديث بالواقدي.

419 -

المستدرك (2/ 555 - 556): (حدثنا) أبو عبد الله محمد بن أحمد الأصبهاني، ثنا الحسن، ثنا الحسين بن الفرج، ثنا أبو عبد الله الواقدي قال: قد اختلف علينا في إسماعيل وإسحاق أيهما أراد إبراهيم أن يذبح، وأين أراد ذبحه بمنى أم ببيت المقدس؟ فكتبت على ما سمعت من ذلك من أخبار الحديث فحدثني ابن أبي سبرة، عن أبي مالك من ولد مالك الدار وكان مولى لعثمان بن عفان، عن عطاء بن يسار قال: سألت خوات بن جبير الأنصاري عن ذبيح الله أيهما كان؟ فقال: إسماعيل. لما بلغ إسماعيل سبع سنين رأى إبراهيم في النوم في منزله بالشام أن يذبح إسماعيل فركب إليه على البراق حتى جاءه فوجده عند أمه. فأخذ بيده ومضى به لما أمر به. وجاءه الشيطان في صورة رجل يعرفه فقال: يا إبراهيم أين تريد؟ قال إبراهيم: في حاجتي. قال: تريد أن تذبح إسماعيل. قال إبراهيم: أرأيت والداً يذبح ولده. قال: نعم أنت. قال إبراهيم: ولم؟ قال: تزعم أن الله أمرك بذلك. قال إبراهيم: فإن كان الله أمرني أطعنا لله وأحسنت. فانصرف عنه، وجاء إبليس إلى هاجر فقال: أين ذهب إبراهيم بابنك. قالت: ذهب في حاجته. قال: فإنه يريد أن يذبحه. قالت: وهل رأيت والداً يذبح ولده. قال: هو يزعم أن الله أمر به بذلك. قالت: فقد أحسن حيث أطاع الله. ثم أدرك إسماعيل، فقال: يا إسماعيل أين يذهب بك أبوك؟ قال: لحاجته. قال: فإنه يذهب بك ليذبحك. قال: وهل رأيت =

ص: 1012

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والداً قط يذبح ولده. قال: نعم هو. قال: ولم قال: يزعم أن الله أمره بذلك.

قال إسماعيل: فقد أحسن حيث أطاع ربه. قال: فخرج به حتى انتهى به إلى منى، حيث أمر ثم انتهى إلى منحر البدن اليوم. فقال: يا بني إن الله أمرني أن أذبحك. قال إسماعيل: فأطع فإن طاعة ربك على خير. ثم قال إسماعيل: هل أعلمت أمي بذلك. قال: لا. قال: أصبت، إني أخاف أن تحزن ولكن إذا قربت السكين من حلقي فأعرض عني فإنه أجدر أن تصبر ولا تراني. ففعل إبراهيم فجعل يحز في حلقه فإذا الحز في نحاس ما يحتك الشفرة فشحذها مرتين أو ثلاثة بالحجر على ذلك لا يستطيع أن يحز. قال إبراهيم: إن هذا الأمر من الله فرفع رأسه فإذا بوعل واقف بين يديه. فقال إبراهيم: قم يا بني فقد نزل فداءك. فذبحه هناك بمنى. قال الواقدي: وحدثني ربيعة بن عثمان عن هلال بن أسامة عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن سلام أنه قال: الذبيح هو إسماعيل.

تخريجه:

أورده السيوطي في الدر المنثور ونسبه للحاكم فقط قال. وأخرج الحاكم بسند فيه الواقدي (5/ 381).

ولم أجد من أخرجه.

دراسة الِإسناد:

هذا الحديث في سنده عند الحاكم محمد بن عمر بن واقد الواقدي الأسدي مولاهم أبو عبد الله المدني القاضي أحد الأعلام، وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (31) وأنه متروك. فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً جداً -والله أعلم-.

إلا أن الذي ثبت وعليه أكثر العلماء أن الذبيح هو إسماعيل وقد سبقت أقوال العلماء عند الحديث السابق لهذا الحديث.

ص: 1013