الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
-
439 -
حديث أبي ذر مرفوعاً: "الصلاة خير موضوع من شاء أقل، ومن شاء أكثر
…
" الحديث.
قلت: فيه يحيى بن سعيد السعدي [البصري](1) وليس بثقة.
(1) في (أ)(المصري) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، واللسان (6/ 257).
439 -
المستدرك (2/ 597): حدثنا أبو الحسن علي بن الفضل بن إدريس السامري ببغداد، حدثنا الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي، حدثني يحيى بن سعيد السعدي البصري، حدثنا عبد الملك بن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير الليثي عن أبي ذر رضي الله عنه قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فاغتنمت خلوته فقال لي: "يا أبا ذر إن للمسجد تحية" قلت: وما تحيته يا رسول الله؟ قال: "ركعتان" فركعتهما ثم التفت إلي. فقلت: يا رسول الله إنك أمرتني بالصلاة فما الصلاة؟ قال: "خير موضوع فمن شاء أقل ومن شاء أكثر" قلت: يا رسول الله، أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال:"الإِيمان بالله" ثم ذكر الحديث إلى أن قال: فقلت: يا رسول الله كم النبيون؟. قال: "مائة ألف وأربعة وعشرون ألف نبي" قلت: كم المرسلون منهم؟ قال: "ثلاثمائة وثلاثة عشر." وذكر باقي الحديث.
تخريجه:
1 -
رواه ابن حبان في الضعفاء أورد طرفه الأول ثم قال: وذكر باقي =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الحديث الطويل في وصية أبي ذر. (3/ 129) وقال: ليس من حديث ابن جريج، ولا عطاء، ولا عبيد بن عمير.
2 -
ورواه ابن عدي في الكامل، ذكر طرفه الأول ثم قال وذكر باقي الحديث (ل 976) وقال: منكر.
3 -
ورواه البيهقي "بلفظه" كتاب السير، باب: مبتدأ الخلق (9/ 4).
رووه من طريق يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن أبي ذر وهو طريق الحاكم.
دراسة الِإسناد:
هذا الحديث في سنده عند الحاكم والبيهقي، وابن حبان يحيى بن سعيد القرشي العبشمي السعدي وقيل السعيدي. الشهيد.
قال العقيلي: لا يتابع على حديثه الطويل -حديث أبي ذر- وقال ابن عدي: يعرف بهذا الحديث وهو منكر من هذا الوجه. الميزان (4/ 377، 378)، اللسان (6/ 257، 258).
وقال ابن حبان: شيخ يروي عن ابن جريج المقلوبات وعن غيره من الثقات الملزقات لا يحل الاحتجاج به إذا انفرد. المجروحين (3/ 129).
وأورده الذهبي في ديوان الضعفاء وذكر قول ابن حبان عنه (ت 4631).
الحكم على الحديث:
قلت: مما مضى يتبين أن يحيى بن سعيد السعدي ضعيف جداً. فيكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً جداً.
قال ابن عدي: منكر.
وقال ابن حبان في الضعفاء: ليس من حديث ابن جريج، ولا عطاء، ولا عبيد بن عمير.
قال: وأشبه ما فيه رواية أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر.
لكن قال الذهبي في الميزان: ذكر ابن حبان طرفاً من حديث أبي ذر ثم قال: وأشبه ما روى فيه حديث عبد الرحمن بن هشام بن يحيى الغساني عن أبيه، عن جده عن أبي إدريس، عن أبي ذر.
كذا قال: والصواب إبراهيم بن هشام أحد المتروكين الذين مشاهم ابن جان فلم يصب. الميزان (4/ 378).
440 -
حديث أنس: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ثمانية آلاف من الأنبياء (منهم)(1) أربعة آلاف من بني إسرائيل.
قلت: فيه إبراهيم بن مهاجر ويزيد الرقاشي وهما واهيان.
(1) في (ب)(منه) وما أثبته من (أ) والمستدرك وتلخيصه وعليه يستقيم المعنى.
440 -
المستدرك (2/ 597): حدثنا أبو عون محمد بن أحمد بن ماهان الجزار بمكة، ثنا على الصفار، ثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن زيد، ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا إبراهيم بن المهاجر بن مسمار، عن محمد بن المنكدر، وصفوان بن سليم، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ثمانية آلاف من الأنبياء، منهم أربعة آلاف من بني إسرائيل.
تخريجه:
1 -
أورده الهيثمي في المجمع (4/ 210) ونسبه للطبراني في الأوسط.
وقال: وفيه إبراهيم بن مهاجر وهو ضعيف ووثقه ابن معين، ويزيد الرقاشي وثق على ضعفه.
دراسة الِإسناد:
هذا الحديث في سنده عند الحاكم يزيد بن أبان، وإبراهيم بن مهاجر.
أولاً: يزيد بن أبان الرقاشي أبو عمرو البصري القاص الزاهد وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (33) وأنه ضعيف.
ثانياً: إبراهيم بن مهاجر بن جابر البجلي أبو إسحاق الكوفي وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (195) وأنه صدوق لين الحفظ.
الحكم على الحديث:
قلت: مما تقدم يتبين أن يزيد بن أبان ضعيف، وأن إبراهيم بن مهاجر صدوق لين الحفظ، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً لضعف يزيد.
-والله أعلم-.
441 -
حديث أبي سعيد مرفوعاً "إني خاتم ألف نبي أو أكثر".
قلت: فيه مجالد وهو ضعيف.
441 - المستدرك (2/ 597): حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا أبو المثنى العنبري، ثنا يحيى بن معين، ثنا مروان بن معاوية، عن مجالد، عن أبي الوداك، عن أبي سعيد قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني خاتم ألف نبي أو أكثر".
تخريجه:
1 -
أورده السيوطي في الجامع الكبير (1/ 315) ونسبه للحاكم فقط (1/ 315).
دراسة الِإسناد:
هذا الحديث في سنده عند الحاكم مجالد بن سعيد بن عمير بن بسطام بن ذي مران بن شرحبيل بن ربيعة بن مرثد بن جشم الهمداني أبو عمرو ويقال أبو سعيد الكوفي.
قال البخاري: كان يحيى بن سعيد يضعفه. وكان ابن مهدي لا يروي عنه. وكان أحمد بن حنبل لا يراه شيئاً. وقال يحيى بن سعيد في نفسي منه شيئاً. وقال أيضاً لرجل يريد الذهاب إلى مجالد ليكتب عنه السيرة تكتب كذباً كثيراً. وقال ابن معين: لا يحتج بحديثه. وقال مرة: ضعيف واهي الحديث. وقال أبو حاتم: ليس بقوي. ووثقه مرة. وقال يعقوب بن سفيان: تكلم الناس فيه وهو صدوق. وقال الدارقطني: لا يعتبر به. وقال ابن سعد: كان ضعيفاً في الحديث. وقال العجلي: جائز الحديث. وقال البخاري: صدوق. روى له مسلم مقروناً بغيره. تهذيب التهذيب (10/ 39، 40، 41).
وقال ابن حبان: كان رديء الحفظ يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل لا يجوز الاحتجاج به. المجروحين (3/ 10). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال ابن حجر في التقريب: ليس بقوي وقد تغير في آخره (2/ 229).
وقال الذهبي في الضعفاء: قال أحمد: ليس بشيء. وقال غير واحد: ضعيف. (ت3546).
الحكم علي الحديث:
قلت: مما مضى يتبين أن مجالداً ضعيف، فيكون الحديث بهذا الإسناد ضعيفاً -والله أعلم-.
442 -
حديث أنس مرفوعاً: "كان فيما خلا من إخواني من الأنبياء ثمانية آلاف نبي، ثم كان عيسى، ثم كنت بعده.
قلت: سنده واه.
442 - المستدرك (2/ 598): حدثني محمد بن صالح بن هانئ، ثنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن يحيى الشهيد، ثنا أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني، ثنا محمد بن ثابت، حدثنا معبد بن خالد الأنصاري، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان فيما خلا من إخواني من الأنبياء ثمانية آلاف نبي، ثم كان عيسى بن مريم، ثم كنت أنا بعده".
تخريجه:
1 -
رواه ابن عدي في الكامل "بنحوه"(ل772).
من طريق محمد بن ثابت. حدثنا معبد بن خالد الأنصاري، عن يزيد الرقاشي، عن أنس، به مرفوعاً. وهو طريق الحاكم.
2 -
وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 211) ونسبه لأبي يعلى قال: وفيه محمد بن ثابت العبدي وهو ضعيف.
3 -
وأورده ابن حجر في المطالب العالية ونسبه لأبي يعلى (3/ 270) وقال المعلق: قال الهيثمي: فيه محمد بن ثابت العبدي وهو ضعيف. وقال البوصيري: مداره على يزيد بن أبان الرقاشي وهو ضعيف.
4 -
وأورده السيوطي في الجامع الكبير ونسبه للحاكم فقط (1/ 616).
دراسة الِإسناد:
هذا الحديث في سنده عند الحاكم محمد بن ثابت العبدي، ويزيد الرقاشي.
أولًا: يزيد بن أبان الرقاشي أبو عمرو البصري القاص الزاهد وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (33) وأنه ضعيف.
ثانياً: محمد بن ثابت العبدي أبو عبد الله البصري.
قال الدوري عن ابن معين: ليس بشيء. وقال عثمان الدارمي عن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن معين: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: ليس بالمتين يكتب حديثه. وقال البخاري: يخالف في بعض حديثه. وقال النسائي: ليس به بأس.
وقال مرة: ليس بالقوي. وقال ابن عدي: عامة أحاديثه مما لا يتابع عليه.
وقال الدوري عن ابن معين: ضعيف وقال: فقلت له: أليس قد قلت مرة ليس به بأس؟ قال: ما قلت هذا قط. وقال أبو داود: ليس بشيء. وقال العجلي، ومحمد بن سليمان الوليد: ثقة. تهذيب التهذيب (9/ 85).
وقال ابن حجر في التقريب: مقبول (2/ 149).
وقال الذهبي في الكاشف: قال غير واحد: ليس بالقوي (3/ 26).
الحكم على الحديث:
قلت: مما تقدم يتبين أن يزيد الرقاشي ضعيف، وأما محمد بن ثابت فقد اختلف فيه توثيقاً وتجريحاً فحديثه حسن. فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً والحمل فيه على يزيد بن أبان الرقاشي -والله أعلم-.
443 -
حديث العرباض بن سارية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إني [عند الله](1) في أول الكتاب [لخاتم](2) النبيين
…
" الحديث.
قال: صحيح. قلت: فيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف.
(1) في (أ)، (ب)(عبد الله) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه وكذا مجمع الزوائد وغيره كما سيأتي في التخريج.
(2)
في (أ)، (ب)(وخاتم) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه وكذا من المجمع وغيره ممن أخرج أو أورد الحديث.
443 -
المستدرك (2/ 600): أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد العنزي، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، قال: قلت لأبي اليمان، حدثك أبو بكر بن أبي مريم الغساني، عن سعيد بن سويد، عن العرباض بن سارية السلمي قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إني عند الله في أول الكتاب لخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأنبئكم بتأويل ذلك دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى قومه، ورؤيا أمي التي رأت أنها خرج منها نور أضاءت له قصور الشام". قال: نعم.
تخريجه:
1 -
رواه أحمد "بنحوه"(4/ 127، 128).
2 -
ورواه ابن حبان في صحيحه "بنحوه" موارد. كتاب علامات النبوة، باب: في أول أمره (ح2093).
3 -
ورواه الحاكم "بنحوه"(2/ 418) وقال: صحيح الِإسناد ووافقه الذهبي.
4 -
ورواه الطبراني في الكبير "بنحوه"(18/ 252، 253، ح630).
رووه من طريق معاوية بن صالح. حدثني سعيد بن سويد، عن عبد الأعلى بن هلال السلمي، عن العرباض بن سارية به مرفوعاً. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= دراسة الِإسناد:
هذا الحديث روي من طريقين:
* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم المتعقب عليه وفيه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني الشامي وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (12) وأنه ضعيف، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً.
* الطريق الثاني: ولم يتفرد ابن أبي مريم بالرواية عن سعيد بل تابعه معاوية بن صالح بن حدير الحمصي عند الحاكم وغيره وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (101) وأنه مختلف فيه توثيقاً وتجريحاً فحديثه حسن، لكن مدار الطريقين على سعيد بن سويد.
قال البخاري: لا يتابع في حديثه، وذكره ابن حبان في الثقات.
الميزان (2/ 145)، اللسان (3/ 33).
الحكم على الحديث:
قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث مداره في هذا الإِسناد على سعيد بن سويد، وقد قال البخاري عنه: لا يتابع على حديثه، أما ابن حبان فهو معروف بالتساهل في التوثيق، فعليه يكون الحديث ضعيفاً -والله أعلم-.
444 -
حديث ابن عباس عن أبيه قال عبد المطلب: قدمنا اليمن في رحلة الشتاء [فنزلنا](1) على حبر من اليهود فقال لي رجل من أهل الزبور: يا عبد المطلب أتأذن لي أن أنظر إلى بدنك ما لم يكن عورة
…
الحديث.
قلت: فيه يعقوب بن محمد الزهري. حدثنا عبد العزيز بن عمران وهما ضعيفان.
(1) في (أ)، (ب)(فنزلت) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه وعليه يدل باقي الحديث.
444 -
المستدرك (2/ 601): أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي، ثنا هاشم بن مرشد الطبراني، ثنا يعقوب بن محمد الزهري، حدثنا عبد العزيز بن عمران، حدثنا عبد الله بن جعفر، عن أبي عون، عن المسور بن مخرمة، عن ابن عباس، عن أبيه قال: قال عبد المطلب: قدمنا اليمن في رحلة الشتاء فنزلنا على حبر من اليهود، فقال لي رجل من أهل الزبور: يا عبد المطلب أتأذن لي أن أنظر إلى بدنك ما لم يكن عورة. قال: ففتح إحدى منخري فنظر فيه ثم نظر في الأخرى فقال: أشهد أن في إحدى يديك مُلْكاً وفي الأخرى النبوة وأرى ذلك في بني زهرة فكيف ذلك. فقلت: لا أدري. قال: هل لك من شاعة. قال: قلت وما الشاعة. قال: زوجة. قلت: أما اليوم فلا. قال: إذا قدمت فتزوج فيهم، فرجع عبد المطلب إلى مكة فتزوج هالة بنت وهب بن عبد مناف فولدت له حمزة وصفية وتزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب فولدت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت قريش حين تزوج عبد الله آمنة فلح عبد الله على أبيه.
تخريجه:
1 -
أورده الهيثمي في المجمع ونسبه للطبراني عن العباس وقال: فيه عبد العزيز بن عمران وهو متروك (8/ 230، 231). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= دراسة الِإسناد:
هذا الحديث في سنده عند الحاكم يعقوب بن محمد الزهري، وعبد العزيز بن عمران.
أولاً: عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني الأعرج، وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (415) وأنه متروك الحديث.
ثانياً: يعقوب بن محمد بن عيسى بن عبد الملك بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أبو يوسف الزهري، وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (220) وأنه ضعيف.
الحكم على الحديث:
قلت: مما تقدم يتبين أن عبد العزيز بن عمران متروك، وأن يعقوب بن محمد ضعيف، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً جداً والحمل فيه على عبد العزيز بن عمران -والله أعلم-.
445 -
حديث "وهل ترك لنا عقيل من رباع".
أخرجه وقد أخرجاه (1).
(1) هذا التعقب من الذهبي، لأنه مذكور في التلخيص وليس فيه لفظة قلت أيضاً.
445 -
المستدرك (2/ 602): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا بحر بن نصر الخولاني، حدثنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن يزيد، عن ابن شهاب، أخبرني علي بن الحسين أن عمرو بن عثمان أخبره، عن أسامة بن زيد أنه قال: يا رسول الله، أتنزل في دارك بمكة؟ قال:"وهل ترك لنا عقيل من رباع أو دور" وكان عقيل ورث أبا طالب، ولم يرثه علي، لأنهما كانا مسلمين.
تخريجه:
1 -
رواه البخاري هكذا:
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه قال: يا رسول الله: أين تنزل في دارك بمكة؟ فقال: "وهل ترك عقيل من رباع أو دور؟ " وكان عقيل ورث أبا طالب هو وطالب ولم يرثه جعفر، ولا علي رضي الله عنهما شيئاً لأنهما كانا مسلمين وكان عقيل وطالب كافرين فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: لا يرث المؤمن الكافر.
صحيح البخاري بشرحه فتح الباري. كتاب الحج- 44 باب: توريث دور مكة وبيعها وشرائها (3/ 450)، (ح1588).
2 -
ورواه مسلم هكذا.
عن أسامة بن زيد بن حارثة أنه قال: يا رسول الله: أتنزل في دارك بمكة؟ فقال: "وهل ترك لنا عقيل من رباع أو دور؟ " وكان عقيل ورث أبا طالب هو وطالب ولم يرث جعفر، ولا على شيئاً لأنهما كانا مسلمين. وكان عقيل وطالب كافرين.
كتاب الحج- 80 باب: النزول بمكة للحاج وتوريث دورها (2/ 984)، (ح439).
روياه من طريق ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، عن علي بن حسين عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما وهو طريق الحاكم.
446 -
قال الحاكم: وقد تواترت الأخبار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد مسروراً مختوناً.
قلت: ما أعلم صحة ذلك فكيف يكون متواتراً.
446 - المستدرك (2/ 602): أورده الحاكم بدون سند حيث قال: (وقد توارتت الأخبار
…
إلخ).
تخريجه:
1 -
رواه الطبراني في الصغير "بنحوه"(2/ 59) مختصراً على ذكر الختان وقال: تفرد به سفيان بن محمد الفزاري.
من طريق هشيم، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أنس بن مالك به مرفوعاً.
2 -
ورواه أبو نعيم في دلائل النبوة "بنحوه"(ص110) مختصراً على ذكر الختان.
من طريق نوح بن محمد الأيلي. قال: حدثنا الحسن بن عرفة. قال: حدثنا هشيم بن بشير عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أنس به مرفوعاً.
3 -
ورواه أبو نعيم "بنحوه" موقوفاً على ابن عباس (ص110، 111).
من طريق يونس بن عطاء. قال: حدثني الحكم بن أبان. قال: حدثنا عكرمة، عن ابن عباس به موقوفاً.
4 -
وأورده الهيثمي في المجمع ونسبه للطبراني في الصغير والأوسط وقال: فيه سفيان بن الفزاري وهو متهم به (8/ 224).
5 -
وأورده الذهبي في الميزان في ترجمة نوح بن محمد الأيلي وقال: روى عن الحسن بن عرفة حديثاً شبه موضوع (4/ 279).
وقد أورد الحافظ ابن حجر الحديث في اللسان وذكر قول الذهبي ثم قال عن رواته: كلهم ثقات، إلا نوح فلم أجد من وثقه. وقد أورد هذا الحديث الحافظ ضياء الدين في المختارة من هذا الوجه ومقتضاه على طريقته أنه حديث حسن (6/ 174، 175). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= دراسة الِإسناد:
لم يبين الحاكم الطريق التي روى الحديث منها، ولكنه اكتفى بقوله: قد تواتر.
وقد روي عند غيره من طرق.
* الطريق الأول: وهو طريق الطبراني في الصغير والأوسط وفيه سفيان بن محمد الفزاري.
قال ابن عدي: كان يسرق الحديث ويسوي الأسانيد. وقال ابن أبي حاتم: تركه أبي وأبو زرعة، وقال أبي: هو ضعيف الحديث.
وقال الحاكم: روي عن ابن وهب وابن عيينة أحاديث موضوعة. وقال صالح جزرة: ليس بشيء. وقال الدارقطني: كان ضعيفاً سيء الحال في الحديث. وقال مرة: لا شيء.
وقال ابن عدي أيضاً: ليس من الثقات وله أحاديث لا يتابعه عليها الثقات وفيها موضوعات. الميزان (2/ 172)، اللسان (3/ 54، 55).
* الطريق الثاني: وفيه نوح بن محمد الأيلي عند أبي نعيم.
قال الذهبي: روى حديثاً شبه موضوع -وهو الحديث الذي معنا-.
وقال الحافظ ابن حجر: -بعد أن ساق الحديث- رواته ثقات إلا نوح فلم أجد من وثقه، ثم ذكر أن الضياء ذكره في المختارة ومقتضاه على طريقته أنه حسن. وقد سبق ذكر هذا عن الذهبي وابن حجر. في التخريج.
* الطريق الثالث: وقد جاء الحديث عن ابن عباس عند أبي نعيم وفيه يونس بن عطاء الصدائي.
قال ابن حبان: يروي العجائب لا يجوز الاحتجاج بخبره. وقال الحاكم وأبو سعيد النقاش: روي عن حميد الطويل الموضوعات، وكذا قال أبو نعيم.
الميزان (4/ 482)، اللسان (6/ 333).
الحكم على الحديث:
قلت: مما تقدم يتبين أن على هذه الطرق شديدة الضعف، فيكون الحديث بهذه الأسانيد ضعيفاً جداً -والله أعلم-.
447 -
حديث ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد يوم الفيل.
قال: تفرد به حميد بن الربيع. قلت: وهو واه (1).
(1) هذا الحديث مع التعقب عليه ليس في التلخيص والظاهر أنه سقط من المطبوع بدلالة أن التعقب للذهبي كما هو اصطلاح ابن الملقن.
447 -
المستدرك (2/ 603): (حدثنا) أبو سعيد أحمد بن محمد الأخمسي بالكوفة، ثنا الحسين بن حميد بن الربيع، حدثنا أبي، حدثنا حجاج بن محمد، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: ولد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفيل.
تخريجه:
لم أجد من أخرج الحديث، ولكن الذي ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد عام الفيل. واختلف في اليوم الذي ولد فيه من الفيل كما سيأتي. فقد رواه أبو نعيم في دلائل النبوة عن قباث بن أشيم رضي الله عنه (ص100) وروى أن ولادته عام الفيل أيضاً ابن كثير في البداية والنهاية من طرق. (2/ 260، 261).
دراسة الِإسناد:
هذا الحديث قال عنه الحاكم: تفرد به حميد بن الربيع وقال الذهبي: واه.
قلت: حميد بن الربيع بن حميد بن مالك بن شحيم أبو الحسن اللخمي الخراز الكوفي، قد سبق بيان حاله عند حديث رقم (299) وأنه ضعيف، لكن الراوي عنه هنا ابنه حسين بن حميد الربيع وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (414) وأنه كذاب، فعليه يكون الحديث بهذا الإسناد موضوعاً.
ومما يؤيد أن الحديث غير صحيح ما ذكره ابن كثير في تاريخه حيث قال: والمقصود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد عام الفيل على قول الجمهور فقيل: بعده بشهر، وقيل: بأربعين يوماً، وقيل: بخمسين يوماً.
وقيل: خمسة وخمسين. وقيل: غير ذلك. البداية والنهاية لابن كثير (2/ 262) فلم يذكر ابن كثير أحداً قال: بأنه ولد يوم الفيل -والله أعلم-.
448 -
حديث جابر: صعد النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر ثم قال: "من أنا"؟ قلنا: رسول الله. قال: "نعم، ولكن من أنا"؟ قلنا: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب
…
الحديث.
قال: صحيح. قلت: لا والله فيه عبد بن إسحاق ضعفه غير واحد ومشاه أبو حاتم. حدثنا القاسم بن محمد بن عبد الله بن عقيل وهو متروك تالف (1).
(1) في التلخيص قال: (قلت: لا والله القاسم متروك تالف وعبيد ضعفه غير واحد ومشاه أبو حاتم).
448 -
المستدرك (2/ 604، 605): حدثني بكر بن محمد الصيرفي بمرو، ثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي، ثنا عبيد بن إسحاق العطار، حدثنا القاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل، حدثني أبي، عن جابر بن عبد الله قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:"من أنا"؟ قلنا: رسول الله. قال: "نعم، ولكن من أنا"؟ قلنا: أنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف.
قال: أنا سيد ولد آدم ولا فخر".
تخريجه:
1 -
أورده السيوطي في الجامع الكبير ونسبه للحاكم فقط عن جابر (1/ 326).
دراسة الِإسناد:
هذا الحديث في سنده عند الحاكم عبيد بن إسحاق، والقاسم بن محمد بن عبد الله.
أولًا: القاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل الهاشمي الطالبي.
قال أبو حاتم: متروك. وقال أحمد: ليس بشيء. وقال أبو زرعة: أحاديثه منكرة. وقال البخاري: عنده مناكير. وقال ابن عدي: روى عن جده =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أحاديث غير محفوظة، وذكره ابن حبان في الثقات. الميزان (3/ 379)، اللسان (4/ 465).
ثانياً: عبيد بن إسحاق العطار، ويقال له: عطار المطلقات.
ضعفه يحيى. وقال البخاري: عنده مناكير. وقال الأزدي: متروك الحديث.
وقال الدارقطني: ضعيف، وأما أبو حاتم فرضية. وقال ابن عدي: عامة حديثه منكر ولفظ أبي حاتم: ما رأينا إلا خيراً، وما كان بذاك الثبت، في حديثه بعض الِإنكار. وقال النسائي: متروك الحديث، وذكره العقيلي وابن شاهين في الضعفاء، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يغرب. وقال ابن الجارود: يعرف بعطار المطلقات، والأحاديث التي يحدث بها باطلة.
وقال البخاري: منكر الحديث. الميزان (3/ 18)، اللسان (4/ 117، 118).
الحكم على الحديث:
قلت: مما تقدم يتبين أن القاسم متروك، وأما عبيد بن إسحاق فإنه ضعيف، عليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً جداً والحمل فيه على القاسم بن محمد. إلا أن طرف الحديث الأخير وهو قوله:"أنا سيد ولد آدم ولا فخر".
قد رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة في حديث طويل.
كتاب الفضائل- 2 باب: تفضيل نبينا- صلى الله عليه وسلم على جميع الخلائق (4/ 1782)، (ح3).
لكن طريق الحاكم شديد الضعف فلا يقبل الانجبار -والله أعلم-.
449 -
حديث جابر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يضحك إلا تبسماً.
قال: صحيح. قلت: فيه حجاج بن أرطاة وهو لين الحديث.
449 - المستدرك (2/ 606): أخبرني أبو سعيد الأخمسي، ثنا الحسين بن حميد، حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا عباد بن العوام، حدثنا حجاج، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يضحك إلا تبسماً، وكان في سياقه حموشة، وكنت إذا نظرت إليه قلت: أكحل العينين وليس بأكحل.
تخريجه:
1 -
رواه ابن أبي شيبة "بنحوه" كتاب الفضائل (11/ 513، 514)، (ح11855) من طريق عباد بن العوام، عن حجاج، عن سماك، عن جابر بن عبد الله به.
2 -
ورواه أحمد "بلفظ مقارب"(5/ 97، 105).
من طريق عبد الله. قال: حدثني شجاع بن مخلد أبو الفضل. حدثنا عباد بن العوام، عن حجاج، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة به.
3 -
ورواه الترمذي "بلفظ مقارب" كتاب المناقب- 12 باب: في صفة النبي صلى الله عليه وسلم (5/ 603)، (ح3645).
قال الترمذي: حدثنا أحمد بن منيع. حدثنا عباد بن العوام. أخبرنا الحجاج عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة به وقال عنه: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه صحيح.
دراسة الِإسناد:
هذا الحديث أعله الذهبي بحجاج بن أرطاة. وهو في سند الحاكم وغيره.
وحجاج هو ابن أرطاة بن ثور بن هبيرة بن شراحيل النخعي أبو أرطاة الكوفي القاضي. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قال الثوري: عليكم به فإنه ما بقي أحد أعرف بما يخرج من رأسه منه.
وقال العجلي: كان فقيهاً وكان أحد مفتي الكوفة، وكان فيه تيه، وكان يقول: أهلكني حب الشرف، وكان جائز الحديث إلا أنه صاحب إرسال وكان يدلس.
وقال أبو طالب عن أحمد: كان من الحفاظ، قيل: فلم ليس هو عند الناس بذاك؟ قال: لأن في حديثه زيادة على حديث الناس ليس يكاد له حديث إلا فيه زيادة. وقال ابن معين: صدوق ليس بالقوي يدلس عن عمرو بن شعيب. وقال أبو زرعة: صدوق يدلس. وقال أبو حاتم: صدوق يدلس عن الضعفاء، يكتب حديثه، وأما إذا قال: حدثنا فهو صالح لا يرتاب في صدقه وحفظه. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن عدي: إنما عاب الناس عليه تدليسه عن الزهري وغيره، وربما أخطأ في بعض الروايات فأما أن يتعمد الكذب فلا وهو ممن يكتب حديثه. وقال البزار: كان حافظاً مدلساً وكان معجباً بنفسه. تهذيب التهذيب (2/ 196، 197، 198).
وقال ابن حجر في التقريب: أحد الفقهاء، صدوق كثير الخطأ والتدليس (1/ 125).
وقال الذهبي في الكاشف: أحد الأعلام على لين فيه. قال الثوري: ما بقي أحد أعلم منه. وقال حماد بن زيد: كان أفهم لحديثه من سفيان. وقال أحمد: كان من حفاظ الحديث. وقال القطان: هو وابن إسحاق عندي سواء. وقال أبو حاتم: صدوق يدلس، فإذا قال حدثنا فهو صالح. وقال النسائي: ليس بالقوي (1/ 205).
وقد عده ابن حجر في الطبقة الرابعة الذين لا يقبل منهم إلا ما صرحوا بسماعه طبقات المدلسين (ص19).
قلت: وفي سند الحديث أيضاً عند الحاكم الحسين بن حميد بن الربيع وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (414) وأنه كذاب. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الحكم على الحديث:
قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بسند الحاكم موضوع، لأن فيه الحسين بن حميد وهو كذاب، إلا أن الحديث جاء من طرق أخرى كما عند الترمذي وأحمد، لكن مدارها على حجاج بن أرطاة وهو صدوق كثير الخطأ والتدليس كما لخص حاله بذلك ابن حجر وفي هذا الحديث لم يصرح بالسماع. فعليه يكون الحديث بإسناد أحمد والترمذي ضعيفاً لعنعنة المدلس وأما تصحيح الترمذي فلعله لشواهد عنده -والله أعلم-.
450 -
حديث [حريز](1) قال: قلت لعبد الله بن بشر: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكان شيخاً؟ قال: كان في عنفقته شعرات بيض.
قال: صحيح ولم يخرجاه. قلت: ذا من ثلاثيات البخاري.
(1) في (أ)، (ب)(جرير) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، وتهذيب التهذيب (2/ 237).
450 -
المستدرك (2/ 607): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، ثنا علي بن عياش، ثنا حريز بن عثمان، قلت لعبد الله بن بشر السلمي: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كان شيخاً، قال: كان في عنفقته شعرات بيض.
تخريجه:
أخرجه البخاري هكذا قال: حدثنا عصام بن خالد. حدثنا حريز بن عثمان أنه سأل عبد الله بن بشر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال: أرأيت النبي صلى الله عليه وسلم كان شيخاً؟ قال: كان في عنفقته شعرات بيض. صحيح البخاري بشرحه فتح الباري، كتاب المناقب- 23 باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم (6/ 564)، (ح3546).
فعليه يكون تعقب الذهبي في محله -والله أعلم-.
451 -
حديث علي كان للنبي صلى الله عليه وسلم فرس يقال له: المرتجز
…
الحديث.
قلت: فيه [حبان](1) بن علي ضعفوه.
(1) في (أ)(حبان) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.
451 -
المستدرك (2/ 608): (حدثنا) أحمد بن يحيى المقرىء بالكوفة، ثنا عبد الله بن غنام، ثنا إبراهيم بن إسحاق الجعفي، ثنا حبان بن علي، عن إدريس الأودي، عن الحكم، عن يحيى بن الجزار، عن علي قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرس يقال له: المرتجز، وناقته القصوى، وبغلته دلدل، وحماره عفير، ودرعه الفضول، وسيفه ذو الفقار.
تخريجه:
أورده السيوطي في الجامع الصغير ونسبه للحاكم والبيهقي عن علي وسكت عنه (2/ 355).
وكذا سكت عنه المناوي في الفيض (5/ 173)، لكن الألباني قال في ضعيف الجامع: ضعيف (4/ 206).
دراسة الِإسناد:
هذا الحديث في سنده عند الحاكم حبان بن علي العنزي الكوفي.
قال ابن معين: صدوق. وقال مرة: فيه ضعف. وقال مرة: ليس به بأس.
وقال مرة: ليس حديثه بشيء. وقال أبو داود: لا أحدث عنه. وقال عبد الله بن علي بن المديني سألت أبي عنه فضعفه، وقال: لا أكتب حديثه.
وقال محمد بن عبد الله بن نمير: في حديثهما غلط. وقال أبو زرعة: لين.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال البخاري: ليس عندهم بالقوي. وقال ابن سعد، والنسائي: ضعيف. وقال الدارقطني: متروك.
وقال مرة: ضعيف ويخرج حديثه. وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة وعامة حديثه إفرادات وغرائب وهو ممن يحتمل حديثه ويكتب. وقال أبو بكر الخطيب: كان صالحاً ديناً. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان يتشيع. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال العجلي: كوفي صدوق. وقال الجوزجاني: واهي الحديث. وقال البزار: صالح. وقال ابن قانع: ضعيف. وقال ابن ماكولا: ضعيف الحديث. تهذيب التهذيب (2/ 173، 174).
وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف وكان له فقه وفضل (1/ 147).
وقال الذهبي في الكاشف: فقيه صالح الحديث (1/ 201).
وقال في الضعفاء: ضعفوه رقم (817).
وقال في الميزان -بعد أن ذكر أقوال العلماء- قلت: لكنه لم يترك (1/ 449).
الحكم على الحديث:
قلت: مما تقدم يتبين أن حبان الظاهر من أقوال العلماء أنه ضعيف، وقد لخص حاله بذلك ابن حجر وكذا الذهبي هنا في الضعفاء، ولكنه خالف ذلك في الكاشف والميزان، فعليه يكون الحديث بهذا الإسناد ضعيفاً -والله أعلم-.
452 -
حديث قباث بن أُشَيْم الكناني قال: تنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأس أربعين من الفيل.
قال: صحيح. قلت: فيه عبد العزيز بن أبي ثابت وهو واه.
452 - المستدرك (2/ 610): أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني، ثنا جدي، ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا عبد العزيز بن أبي ثابت الزهري، ثنا الزبير بن موسى، عن أبي الحويرث، عن قباث بن أُشَيْم الكناني ثم الليثي قال: تنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأس أربعين من الفيل.
تخريجه:
1 -
رواه أبو نعيم في دلائل النبوة "بلفظة" لكنه بعضاً من حديث طويل يتضمن لفظ الحاكم (ص100) باب: ما جرى على أصحاب الفيل عام مولده صلى الله عليه وسلم.
2 -
ورواه البيهقي في الدلائل "بنحوه" بعضاً من حديث يتضمن لفظ الحاكم نسبه له ابن كثير في البداية والنهاية (2/ 261، 262) باب: مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روياه من طريق عبد العزيز بن أبي ثابت الزهري، عن الزبير بن موسى، عن أبي الحويرث، عن قباث بن أُشَيْم الليثي. وهو طريق الحاكم.
دراسة الإسناد:
هذا الحديث في سنده عند الحاكم ومن وافقه عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني الأعرج، وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (415) وأنه متروك، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً جداً. =
453 -
حديث ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن ابن المسيب، عن ابن عباس.
أوحى الله تعالى، إلى عيسى أن آمن بمحمد، ومر من أدركه من أمتك أن يؤمنوا به
…
الحديث.
قال: صحيح. قلت: أظنه موضوعاً على سعيد.
453 - المستدرك (2/ 614، 615): حدثنا علي بن حمشاذ العدل إملاء، حدثنا هارون بن العباس الهاشمي، حدثنا جندل بن والق، حدثنا عمرو بن أوس الأنصاري، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عباس قال: أوحى الله إلى عيسى- عليه السلام (يا عيسى آمن بمحمد وأمر من أدركه من أمتك أن يؤمنوا به فلولا محمد ما خلقت آدم، ولولا محمد ما خلقت الجنة ولا النار، ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله فسكن).
تخريجه:
1 -
أورده الذهبي في الميزان (3/ 246)، والحافظ ابن حجر في اللسان (4/ 354) ونسباه للحاكم فقط.
2 -
وأورده الألباني في السلسلة الضعيفة (1/ 297، 298)، (ح280) وقال: لا أصل له مرفوعاً ونسبه للحاكم.
دراسة الِإسناد:
هذا الحديث قال عنه الحاكم: صحيح. وقال الذهبي: أظنه موضوعاً على سعيد.
قلت: قال الألباني: والمتهم به الراوي عنه عمرو بن أوس الأنصاري.
قال الذهبي في الميزان: يجهل حاله وأتى بخبر منكر أخرجه الحاكم في مستدركه وأظنه موضوعاً وهو حديث ابن عباس هذا. وقال في كتاب الفضائل -بعد قول الحاكم: صحيح- قلت: كلا والله ما تفوه به ابن أبي عروبة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= من رسالة صغيرة خرجت بها الأحاديث الموضوعة من كتاب الفضائل لأبي عبد الله الذهبي (ص1).
وقد أورد الحافظ ابن حجر ترجمة عمرو بن أوس وذكر الحديث وأقر الذهبي على أنه موضوع. اللسان (4/ 354).
الحكم على الحديث:
قلت: مما تقدم يتبين أن عمرو بن أوس مجهول وقد أتى بهذا الخبر المنكر وقد اتفق: الذهبي، وابن حجر، والألباني على أن الحديث موضوع -والله أعلم.
454 -
حديث عمر مرفوعاً: "لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي
…
" الحديث.
قال: صحيح. قلت: بل موضوع، وعبد الرحمن بن [زيد](1) بن أسلم المذكور في إسناده واه.
قال الحاكم: وهو أول حديث ذكرته له في هذا الكتاب.
[قلت](2): وفيه عبد الله بن [مسلم](3) الفهري ولا أدري من هو.
(1) في (أ)(يزيد) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه، والتقريب فقد غفرت لك. ولولا محمد ما خلقتك) ".
(2)
ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من التلخيص.
(3)
في (أ)، (ب)(مسيلمة) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، واللسان (3/ 359).
454 -
المستدرك (2/ 615): حدثنا أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور العدل، ثنا أبو الحسين محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ثنا أبو الحارث عبد الله بن مسلم الفهري، حدثنا إسماعيل بن مسلمة، أنبأنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي. فقال الله: (يا آدم وكيف عرفت محمداً ولم أخلقه؟) قال: يا رب لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك. فقال الله: (صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي ادعني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك) ".
تخريجه:
1 -
أورده الألباني في سلسلة الضعيفة ونسبه للحاكم، وابن عساكر =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (2/ 323، 2) والبيهقي في الدلائل باب: ما جاء فيما تحدث به صلى الله عليه وسلم بنعمة ربه.
من طريق أبي الحارث عبد الله بن مسلم الفهري. حدثنا إسماعيل بن سلمة. أنبأنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده عن عمر بن الخطاب مرفوعاً.
وقال الألباني: موضوع (1/ 38)، (ح25).
2 -
ورواه الطبراني في الصغير "بنحوه"(2/ 82، 83) وقال: لم يرو عن عمرو إلا بهذا الِإسناد تفرد به أحمد بن سعيد.
رواه من طريق أحمد بن سعيد المدني الفهري. حدثنا عبد الله بن إسماعيل المدني، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه به مرفوعاً.
3 -
وأورده الهيثمي في المجمع ونسبه للطبراني في الصغير والأوسط وقال: وفيه من لم أعرفهم (8/ 253).
دراسة الِإسناد:
هذا الحديث في سنده عند الحاكم عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وعبد الله بن مسلم الفهري.
أولًا: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم العدوي مولاهم المدني.
قال أحمد: ضعيف. وقال مرة: ضعيف وروي حديثاً منكراً -قلت: الظاهر أنه هذا الحديث- وقال يحيى: ليس حديثه بشيء. وقال البخاري: وأبو حاتم: ضعفه علي بن المديني جداً. وقال أبو داود: ضعيف. وقال: أنا لا أحدث عن عبد الرحمن. وقال النسائي: ضعيف. وقال أبو زرعة: ضعيف. وقال أبو حاتم: ليس بقوي في الحديث كان في نفسه صالحاً وفي الحديث واهياً. وقال ابن عدي في له أحاديث حسان وهو ممن احتمله الناس وصدقه بعضهم، وهو ممن يكتب حديثه. وقال ابن سعد: كان ضعيفاً جداً.
وقال ابن خزيمة: ليس هو ممن يحتج أهل العلم بحديثه لسوء حفظه. وقال الحاكم، وأبو نعيم: روى عن أبيه أحاديث موضوعة. وقال ابن الجوزي: أجمعوا على ضعفه (6/ 177، 178، 179). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال ابن حبان: كان ممن يقلب الأخبار وهو لا يعلم حتى كثر ذلك في روايته من رفع المراسيل وإسناد الموقوف فاستحق الترك. الضعفاء (2/ 57).
وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف (1/ 480).
وقال الذهبي في الكاشف: ضعفوه (2/ 164).
وقال في ديوان الضعفاء: ضعفه أحمد بن حنبل والدارقطني (ت2446).
ثانياً: عبد الله بن مسلم أبو الحارث الفهري.
قال الذهبي في الميزان: عبد الله بن مسلم أبو الحارث الفهري روى عن إسماعيل بن مسلمة بن قعنب عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم خبراً باطلًا فيه: يا آدم لولا محمد ما خلقتك. رواه البيهقي في دلائل النبوة -وهو الحديث الذي معنا- (2/ 504).
وقال الحافظ ابن حجر في اللسان: قلت: لا أستبعد أن يكون هو الذي قبله فإنه من طبقته.
قلت: والذي قبله هو عبد الله بن مسلم بن رشيد. وذكره ابن حبان متهماً بوضع الحديث وقال: حدثنا عنه جماعة. يضع على الليث ومالك وابن لهيعة لا يحل كتب حديثه. وبقية كلام ابن حبان وهذا شيخ لا يعرفه أصحابنا وإنما ذكرته لئلا يحتج به أحد من أصحاب الرأي، لأنهم كتبوا عنه فيتوهم من لم يتبحر في العلم أنه ثقة وهو الذي روى عن ابن هدبة نسخة كأنها معمولة الميزان (2/ 503، 504)، اللسان (3/ 359،360)، الضعفاء لابن حبان (2/ 44).
الحكم على الحديث:
قلت: مما تقدم يتبين أن عبد الرحمن بن زيد ضعيف. وأما عبد الله بن مسلم فالظاهر أنه ابن رشيد متهم بوضع الحديث، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد موضوعاً.
لكن عبد الله بن مسلم لم يتفرد بالحديث بل جاء الحديث من طريق آخر عند الطبراني. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
لكن الحديث قال عنه الذهبي هنا: موضوع. وقال في الفضائل له: أظنه موضوعاً. وقال في الميزان: خبر باطل ووافقه الحافظ في اللسان.
وقال شيخ الِإسلام ابن تيمية في القاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة (ص69): ورواية الحاكم لهذا الحديث مما أنكر عليه فإنه نفسه قد قال في كتاب المدخل: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم روي عن أبيه أحاديث موضوعة لا يخفي على من تأملها من أهل الصنعة أن الحمل فيها عليه. وقال الألباني: قلت: ولعل هذا الحديث من الأحاديث التي أصلها موقوف ومن الِإسرائيليات أخطأ عبد الرحمن بن زيد بن أسلم فرفعها إلى النبي صلى الله عليه وسلم. السلسلة الضعيفة (1/ 40).
فالذي يظهر من على ما تقدم من أقوال العلماء أن الحديث موضوع -والله أعلم-.
455 -
حديث ابن عباس يرفعه كان إذا جاءه جبريل فقال: بسم الله الرحمن الرحيم علم أنها سورة.
قال: صحيح. قلت: لا. قال جامعه: سببه أن فيه [المثنى](1) بن الصباح (2).
(1) في (أ)، (ب)(المعلى) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.
(2)
هذا الحديث قد سبق تخريجه ودراسة إسناده وهو حديث رقم (43) وقد كرره الحاكم وتبعه في ذلك الذهبي، وابن الملقن هنا، وإلا فالحاكم قد رواه في كتاب الصلاة (1/ 231) من نفس طريقه هنا وصححه وتعقبه الذهبي بقوله: قلت: مثنى. قال النسائي: متروك، وقد تبين من خلال دراستي لمثنى أنه ضعيف، وأن الحديث بهذا الِإسناد ضعيف، لكن له طريقاً آخر صحيحاً على شرط الشيخين، فعليه يكون الحديث بإسناد الحاكم صحيحاً لغيره -والله أعلم-.
455 -
المستدرك (2/ 611): أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي الشيباني بالكوفة، ثنا أحمد بن حازم الغفاري، ثنا علي بن حكيم، ثنا معتمر بن سليمان، عن مثنى بن الصباح، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل جبريل عليه السلام، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم علم أنها سورة.
456 -
حديث أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه قال: خرج أبو طالب إلى الشام ومعه محمد صلى الله عليه وسلم
…
الحديث بطوله.
قال: على شرط البخاري ومسلم. قلت: أظنه موضوعاً وبعضه باطل.
456 - المستدرك (2/ 615، 616): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا العباس بن محمد الدوري، ثنا قراد أبو نوح، أنبأنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبي موسى قال: خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه رسول الله صلى الله عليه وسلم في أشياخ من قريش، فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فحولوا رحالهم، فخرج إليهم الراهب وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت قال وهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين هذا يبعثه الله رحمة للعالمين. فقال له أشياخ من قريش وما علمك بذلك قال: إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجداً ولا تسجد إلا لنبي وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة ثم رجع فصنع لهم طعاماً ثم أتاهم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في رعية الِإبل قال: فأرسلوا إليه. فأقبل وعليه غمامة تظله. قال: انظروا إليه غمامة تظله. فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فيء الشجرة مال عليه. فبينما هو قائم عليه وهو يناشدهم أن لا تذهبوا به إلى الروم فإن الروم إن رأوه عرفوه بالصفة فقتلوه فالتفت فإذا هو بسبعة نفر قد أقبلوا من الروم فاستقبلهم، فقال: ما جاء بكم. قالوا: جئنا فإن هذا النبي خارج في هذا الشهر فلم يبق طريق إلا بعث إليه ناس وإنا بعثنا إلى طريقه هذا. فقال لهم الراهب: هل خلفتم خلفكم أحداً هو خير منكم. قالوا: لا، قالوا: إنما =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أخبرنا خبره فبعثنا إلى طريقك هذا. قال: أفرأيتم أمراً أراده الله أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده؟ قالوا: لا. قال: فبايعوه وأقاموا معه. قال: فأتاهم الراهب فقال: أنشدكم الله أيكم وليه. قال أبو طالب: فلم يزل يناشده حتى رده وبعث معه أبو بكر بلالًا وزوده الراهب من الكعك والزيت.
تخريجه:
1 -
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه "بنحوه" كتاب الفضائل (11/ 479)، (ح11782).
2 -
ورواه أبو نعيم في دلائل النبوة "بنحوه"(ص129، 130، 131).
3 -
ورواه الترمذي "بنحوه" كتاب المناقب، باب: ما جاء في بدء نبوته صلى الله عليه وسلم (5/ 590)، (ح3620).
رووه من طريق عبد الرحمن بن غزوان أبو نوح -قراد- أخبرنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه، وهو طريق الحاكم.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
دراسة الِإسناد:
هذا الحديث. قال عنه الحاكم صحيح على شرط البخاري ومسلم.
وقال الذهبي: قلت: أظنه موضوعاً وبعضه باطل.
لكنه قال في كتاب الفضائل -من رسالة صغيرة خرجت من كتاب الفضائل للذهبي-: صححه الحاكم وأنا أحسبه غير صحيح، فإن فيه ما يعلم بطلانه وهو قوله: وبعث معه أبو بكر بلالًا وزوده من الكعك والزيت.
فأبو بكر كان إذ ذاك أصغر من النبي صلى الله عليه وسلم. وكان صبياً. وكان بلال لم يولد بعد (ص2).
قلت: أما من ناحية الِإسناد فإني لم أجد في إسناد الترمذي إلا يونس بن أبي إسحاق السبيعي أبا إسرائيل الكوفي. وهو صدوق يهم قليلاً كما في التقريب (2/ 384). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الحكم على الحديث:
قلت: مما تقدم يتبين أن الحديث بهذا الِإسناد حسن لأن فيه يونس وهو صدوق. وقد حسنه الترمذي كما سبق. كما سبق أيضاً قول الذهبي في كتاب الفضائل السابق ذكره، وأنا أحسبه موضوعاً
…
إلخ فإن فيه ما يدل على عدوله عن هذا القول. وقد يكون ما ذكره الذهبي قاصداً به الموضعين المنكرين.
457 -
حديث أنس كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلًا فإذا رجل في الوادي يقول: اللهم اجعلني من أمة محمد المرحومة
…
الحديث.
قال: صحيح. قلت: بل موضوع قبح الله من وضعه وما كنت أحسب ولا أجوز الجهل يبلغ [با](1) لحاكم إلى أن يصحح مثل هذا وآفته إما من محمد بن يزيد العلوي، وأما من عبدان بن سيار فأحدهما افتراه.
(1) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من التلخيص وعليه تستقيم العبارة.
457 -
المستدرك (2/ 617): حدثنا أبو العباس أحمد بن سعيد المعداني ببخارى، ثنا عبد الله بن محمود، ثنا عبدان بن سيار، حدثنا أحمد بن عبد الله البرقي، حدثنا يزيد بن يزيد البلوي، حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن الأوزاعي، عن مكحول، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلًا، فإذا رجل في الوادي يقول: اللهم اجعلني من أمه محمد المرحومة المغفورة المثاب لها، قال: فأشرفت على الوادي فإذا رجل طوله أكثر من ثلاثمائة ذراع فقال لي: من أنت؟ قال: قلت أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: أين هو؟. قلت: هو ذا يسمع كلامك. قال: فأته واقرأه مني السلام، وقل له: أخوك إلياس يقرئك السلام، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فجاء حتى لقيه، فعانقه، وسلم عليه، ثم قعدا يتحدثان. فقال له: يا رسول الله إني إنما آكل في كل سنة يوماً، وهذا يوم فطري فآكل أنا وأنت فنزلت عليهما مائدة من السماء عليها خبز وحوت وكرفس. فأكلا وأطعماني وصلينا العصر ثم ودعه ثم رأيته مر على السحاب نحو السماء. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= تخريجه:
1 -
رواه البيهقي في الدلائل "بلفظ مقارب" نسبه له ابن كثير في البداية والنهاية (1/ 338) من طريق الحاكم.
وقال ابن كثير: قد كفانا البيهقي أمره -يعني هذا الحديث- وقال: -يعني البيهقي- هذا حديث ضعيف بمرة والعجيب أن الحاكم أبا عبد الله النيسابوري أخرجه في مستدركه على الصحيحين وهذا مما يستدرك به على المستدرك فإنه حديث موضوع مخالف للأحاديث الصحاح من وجوه. ثم ذكر بعض الوجوه الدالة على بطلان هذا الحديث وأنه معارض للأحاديث الثابتة في الصحيحين.
2 -
وأورده الكناني في تنزيه الشريعة "بنحوه"(1/ 236) كتاب الأنبياء والقدماء (ح20) ونسبه لابن أبي الدنيا وقال: فيه يزيد البلوي الموصلي، وأبو إسحاق الجرشي ولا يعرفان.
- وكذا أورده السيوطي في اللآليء المصنوعة ونسبه لابن أبي الدنيا وذكر أنه رواه من طريق يزيد بن يزيد. حدثنا أبو إسحاق الجرشي، عن الأوزاعي، عن مكحول، عن أنس به (1/ 168، 169).
دراسة الِإسناد:
هذا الحديث في سنده عند الحاكم يزيد بن يزيد، وعبدان بن سيار.
أولًا: قال الذهبي: يزيد بن يزيد البلوي الموصلي عن أبي إسحاق الفزاري بحديث باطل أخرجه الحاكم في مستدركه -وهو حديث أنس هذا- وقال: فما استحى الحاكم من الله أن يصحح مثل هذا.
وكذا أورده الحافظ في اللسان ووافق الذهبي على قوله.
الميزان (4/ 441)، اللسان (6/ 295، 296).
ثانياً: قال الذهبي: عبدان بن سيار عن أحمد بن البرقي خبراً موضوعاً.
لا أعرفه.
قال ابن حجر: والخبر المذكور أورده الحاكم في المستدرك من طريق يزيد بن يزيد البلوي. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال الذهبي في التلخيص: آفته من البلوى أو عبدان.
الميزان (2/ 685)، اللسان (4/ 94).
الحكم على الحديث:
قلت: مما تقدم من أقوال العلماء يتبين أن الحديث بهذا الإسناد موضوع.
كما نسب الحديث أيضاً لابن عساكر عن واثلة بن الأسقع كما في كنز العمال وقال: هذا حديث منكر ليس بالقوي (15/ 14، 16، 17).
وكذا أورده ابن كثير في البداية والنهاية من رواية واثلة بن الأسقع وقال: وهذا موضوع (1/ 338، 339).
وقد نسبه الكناني أيضاً لابن شاهين من طريق خير بن عرفة وقال: مجهول تنزيه الشريعة (1/ 236).
458 -
حديث سالم عن أبيه قال. كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ دخل أعرابي جهوري بدوي على ناقة حمراء، فأناخ بباب المسجد فسلم [فقالوا] (1): يا رسول الله إن الناقة سرقت
…
الحديث.
قال: رواته ثقات، ويحيى بن عبد الله المصري لست أعرفه بتعديل ولا جرح.
قلت: هو الذي اختلقه، والخبر كذب.
(1) في (أ)، (ب)(فقال) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه وعليه يدل بقية الحديث.
458 -
المستدرك (2/ 619، 620): حدثني أبو محمد الحسن بن إبراهيم الأسلمي الفارسي -من أصل كتابه- ثنا جعفر بن درستويه، ثنا اليمان بن سعيد المصيصي، ثنا يحيى بن عبد الله المصري، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن عبد الله بن عمر قال: كنا جلوساً حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ دخل أعرابي جهوري بدوي يماني على ناقة حمراء فأناخ بباب المسجد فدخل، فسلم ثم قعد فلما قضى نحبه.
قالوا: يا رسول الله إن الناقة التي تحت الأعرابي سرقة. قال: "أثم بينة؟ ".
قالوا: نعم يا رسول الله. قال: "يا علي، خذ حق الله من الأعرابي، إن قامت عليه البينة وإن لم تقم فرده إلي" قال: فأطرق الأعرابي ساعة. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "قم يا أعرابي لأمر الله وإلا فادل بحجتك". فقالت الناقة من خلف الباب: والذي بعثك بالكرامة يا رسول الله، إن هذا ما سرقني، ولا ملكني أحد سواه. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"يا أعرابي بالذي أنطقها بعذرك، ما الذي قلت؟ " قال: قلت: اللهم إنك لست برب استحدثناك ولا معك إله أعانك على خلقنا ولا معك رب فنشك في ربوبيتك، أنت ربنا كما نقول وفوق ما يقول القائلون، أسألك أن تصلي على محمد وأن تبرأني ببراءتي. فقال له =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي بعثني بالكرامة يا أعرابي لقد رأيت الملائكة يبتدرون أفواه الأزقة يكتبون مقالتك فأكثر الصلاة علي".
تخريجه:
قال الذهبي في الميزان عند ترجمة يحيى بن عبد الله: ذكر حديثاً باطلًا بيقين فلعله افتراه.
وقال الحافظ في اللسان: والحديث المذكور أورده الحاكم في المستدرك في علامات النبوة وهو من طريق اليمان بن سعيد المصيصي، عن يحيى، عن عبد الرزاق، عن موسى الزهري، عن سالم، عن أبيه. قال: وهذا موضوع على الإِسناد المذكور.
ونسبه الحافظ ابن حجر أيضاً للطبراني في الدعاء من طريق سعيد بن موسى الأزدي الحمصي، عن الثوري، عن عمرو بن دينار، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما فذكر نحوه بطوله وقال: وسعيد: تقدم أنه متهم بالوضع الميزان (4/ 390)، اللسان (6/ 265).
دراسة الِإسناد:
هذا الحديث في سنده عند الحاكم يحيى بن عبد الله شيخ مصري. وقد سبق قول الذهبي من أنه أتى بخبر باطل ووافقه الحافظ في اللسان على أنه موضوع.
وقد جاء الحديث من طريق آخر عند الطبراني كما نسبه له الحافظ في اللسان لكن قال: فيه سعيد بن موسى متهم.
الحكم على الحديث.
قلت: مما تقدم من أقوال العلماء يتبين أن يحيى بن عبد الله يضع الحديث فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد موضوعاً، وكذا الطريق الثاني فإنه موضوع.
وقد أورد الحديث الذهبي في الفضائل وقال بعد قول الحاكم -يحيى لا أعرفه-: قلت: هو الذي وضعه هذا لا نجاه الله. وذلك نقلًا عن رسالة صغيرة خرجت فيها موضوعات من الفضائل للذهبي (ص3). =
459 -
حديث عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق قال: كان فلان يجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا تكلم النبي صلى الله عليه وسلم بشيء اختلج بوجهه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "كن كذلك" فلم يزل يختلج حتى مات.
قال: صحيح. قلت: فيه ضرار بن [صرد](1) وهو واه.
(1) في (أ)(ضرد) بالضاء المعجمة وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.
459 -
المستدرك (2/ 621): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن سليمان البرلسي، ثنا ضرار بن صرد، حدثنا عائذ بن حبيب، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله المزني، عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق قال: كان فلان يجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا تكلم النبي صلى الله عليه وسلم بشيء اختلج بوجهه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"كن كذلك". فلم يزل يختلج حتى مات.
تخريجه:
1 -
أورده السيوطي في الجامع الكبير ونسبه لأبي نعيم، وابن عساكر (2/ 557).
دراسة الِإسناد:
هذا الحديث في سنده عند الحاكم ضرار بن صرد التيمي أبو نعيم الطحان الكوفي.
قال علي بن الحسن الهسنجاني: سمعت يحيى بن معين يقول: بالكوفة كذابان. أبو نعيم النخعي، وأبو نعيم ضرار بن صرد. وقال البخاري، والنسائي: متروك الحديث. وقال حسين بن محمد القبابي: تركوه. وقال أبو حاتم: صدوق صاحب قرآن وفرائض يكتب حديثه ولا يحتج به روى حديثاً في فضيلة بعض الصحابة ينكرها أهل المعرفة. وقال الدارقطني: ضعيف. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال ابن عدي: هو من المعروفين بالكوفة وله أحاديث كثيرة وهو من جملة من ينسب إلى التشيع بالكوفة. وقال الساجي: عنده مناكير. وقال ابن قانع: ضعيف. تهذيب التهذيب (4/ 456).
وقال ابن حجر في التقريب: صدوق له أوهام وخطىء ورمي بالتشيع وكان عارفاً بالفرائض (1/ 374).
وقال الذهبي في ديوان الضعفاء: قال النسائي وغيره: متروك (ت1989).
الحكم علي الحديث:
قلت: مما تقدم يتبين أن ضرار بن صرد متروك وهو قول أكثر العلماء.
فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد ضعيفاً جداً -والله أعلم-.
460 -
حديث موسى إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد.
حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن أبيه محمد بن علي [عن أبيه] (1) عن جده الحسين عن أبيه على أن يهودياً يقال له:[جريجره](2) كان له على رسول الله صلى الله عليه وسلم دنانير فتقاضى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لا أفارقك حتى تعطيني قال: "إذاً أجلس معك" فجلس معه
…
الحديث وفي آخره أن اليهودي أسلم.
قلت: حديث منكر بمرة وآفته من موسى أو ممن بعده.
(1) ليست في (أ) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.
(2)
في (أ)(جريجه) وفي (ب) بياض قدر كلمة.
460 -
المستدرك (2/ 622): حدثني أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الزاهد، ثنا أبو علي محمد بن محمد الأشعث الكوفي بمصر، حدثني أبو الحسن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه، عن جده الحسين، عن أبيه علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يهودياً كان يقال له: جريجره، كان له على رسول الله صلى الله عليه وسلم دنانير، فتقاضى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له:"يا يهودي ما عندي ما أعطيك، قال: فإني لا أفارقك يا محمد، حتى تعطيني. فقال صلى الله عليه وسلم في ذلك الموضع: الظهر، والعصر، والمغرب والعشاء الآخرة والغداة. وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهددونه ويتوعدونه. ففطن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: "ما الذي تصنعون به" فقالوا: يا رسول الله يهودي يحبسك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "منعني ربي أن أظلم معاهداً ولا غيره" فلما ترحل النهار. قال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. وقال: شطر مالي في سبيل الله. أما والله ما فعلت الذي فعلت بك إلا لأنظر إلى نعتك في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= التوراة محمد بن عبد الله مولده بمكة ومهاجره بطيبة وملكه بالشام ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق، ولا متزي بالفحش ولا قول الخنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله هذا مالي فاحكم فيه بما أراك الله وكان اليهودي كثير المال.
تخريجه:
1 -
أورد قوله: "منعني ربي أن أظلم معاهداً ولا غيره" السيوطي في الجامع الصغير ونسبه للحاكم فقط (2/ 657) ورمز له بالصحة. وسكت عنه المناوي في الفيض (6/ 245)، لكن الألباني قال في ضعيف الجامع: ضعيف (5/ 259).
وقد أورد الحديث الذهبي في الفضائل له وقال: لعله من وضع موسى.
من رسالة صغيرة خرجت بها الأحاديث الموضوعة التي في مستدرك الحاكم (ص3).
وقد أورده السيوطي أيضاً في الجامع الكبير ونسبه للحاكم قال: وتعقب (1/ 848).
دراسة الِإسناد:
لم أجد من ترجم لموسى بن إسماعيل.
لكن في الإِسناد محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي أبو الحسن نزيل مصر.
قال ابن عدي: كتبت عنه بها وحمله شدة تشيعه أن أخرج إلينا نسخة قريباً من ألف حديث عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه، عن جده، عن آبائه بخط طري عامتها مناكير فذكرنا ذلك للحسين بن علي بن الحسين بن عمر بن علي بن الحسين بن علي العلوي شيخ أهل البيت بمصر فقال: كان موسى هذا جاري بالمدينة أربعين سنة ما ذكر قط أن عنده رواية لا عن أبيه، ولا عن غيره. وقال الذهبي: وساق له ابن عدي جملة موضوعات وتبعه الحافظ في اللسان.
قال السهمي: سألت الدارقطني عنه فقال: آية من آيات الله وضع ذاك =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الكتاب -يعني العلويات-. الميزان (4/ 27، 28)، اللسان (5/ 362).
الحكم على الحديث:
قلت: مما تقدم يتبين أن في سند الحاكم محمد بن محمد بن الأشعث وهو وضاع فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد موضوعاً -وقد أشار إلى هذا الذهبي حيث قال: وآفته من موسى أو ممن بعده- وأما موسى بن إسماعيل فلم أجد من ترجمه -والله أعلم-.
461 -
حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم إنك أخرجتني من أحب البلاد إلي. فأسكني في أحب البلاد إليك" فأسكنه المدينة.
قال: رواته [مدنيون](1). قلت: لكنه موضوع وفيه سعد بن سعيد المقبري ليس بثقة وقد ثبت أن أحب البلاد إلى الله مكة.
(1) في (أ)(يدمون) كلمة ليست واضحة ومعلق بهامشها (كذا في الأصل) وما أثبته من (ب) والمستدرك وتلخيصه.
461 -
المستدرك (3/ 3): أخبرنا الأستاذ أبو الوليد وأبو بكر بن عبد الله، قالا أخبرنا الحسن بن سفيان، ثنا موسى الأنصاري، ثنا سعيد بن سعيد المقبري، حدثني أخي، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"اللهم إنك أخرجتني من أحب البلاد إلي، فأسكني أحب البلاد إليك". فأسكنه الله المدينة.
تخريجه:
1 -
رواه البيهقي "بلفظه" في دلائل النبوة نسبه له ابن كثير في البداية والنهاية (3/ 205)، حيث رواه من طريق الحاكم وقال ابن كثير: وهذا حديث غريب جداً والمشهور عن الجمهور أن مكة أفضل من المدينة إلا المكان الذي ضم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2 -
وأورده ابن تيمية في الفتاوي (27/ 36) وقال: كذب موضوع.
3 -
وورد في المقاصد (ص 89) ونسبه للحاكم وابن سعد في شرف المصطفى، وقال السخاوي: عبد الله ضعيف جداً وهذا الحديث من منكراته.
وكذا قال ابن عبد البر: لا يختلف أحد في نكارته ووضعه.
وورد في الكشف (1/ 186)، والتمييز (ص33). وورد في مختصر المقاصد وقال الزرقاني: ضعيف (ص65). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقد أورد الحديث الذهبي في الفضائل له وقال: قلت: سعد: ليس بثقة وصح أن أحب البلاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم مكة. من رسالة خرجت بها الأحاديث الموضوعة في مستدرك الحاكم (ص3).
دراسة الِإسناد:
هذا الحديث أعله الذهبي بسعد بن سعيد المقبري.
قلت: سعد هو ابن سعيد بن أبي سعيد المقبري المدني أبو سهل.
قال ابن عيينة: كان سعد قدرياً. وقال أبو حاتم: هو في نفسه مستقيم وبليته أنه يحدث عن أخيه عبد الله، وعبد الله ضعيف، ولا يحدث عن غيره.
وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ، وقال البزار: فيه لين. تهذيب التهذيب (3/ 469، 470).
وقال ابن حجر في التقريب: لين الحديث (1/ 287).
وقال الذهبي في الكاشف: قدري لين (1/ 350).
فلم يقل أحد بأنه ليس بثقة كما قال الذهبي. والظاهر أن هذا القول منه على أخيه فإنه هو الذي تركه أكثر العلماء وقد سبق بيان حاله عند حديث رقم (23) وأنه متروك الحديث. وقد سبق أن السخاوي أعل الحديث بعبد الله بن سعيد.
الحكم على الحديث:
قلت: مما تقدم يتبين أن سعد بن سعيد لين الحديث، وأما عبد الله بن سعيد فإنه متروك، كما أن الحديث معارض بحديث عبد الله بن عدي بن حمراء الزهري مرفوعاً "والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ولولا أني خرجت منك ما خرجت" يعني مكة.
1 -
رواه الترمذي. كتاب المناقب، باب: فضل مكة (5/ 722)، (ح3925) وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 2 - ورواه ابن ماجه. كتاب المناسك- 102 باب: فضل مكة (2/ 137، ح3108).
3 -
ونسبه المزي في تحفة الأشراف (5/ 316) للنسائي في الكبرى.
4 -
ورواه الحاكم وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي (3/ 7).
وقال ابن تيمية: قد ثبت عن ابن حمراء -يعني هذا الحديث-.
فمما تقدم يتبين أن الحديث موضوع وقد سبقت أقوال العلماء في أن الحديث موضوع -والله تعالى أعلم-.
462 -
حديث سراقة بن جعشم قال: جاءت رسل قريش
…
الحديث.
قال (1): على شرط البخاري ومسلم.
(1) في (أ)، (ب)(قلت) وما أثبته من المستدرك وتلخيصه حيث أن الذهبي وافق الحاكم على أن الحديث على شرط البخاري ومسلم وليس فيه تعقب من الذهبي -والله أعلم-.
462 -
المستدرك (3/ 7،6): أخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إسحاق الأصبهاني، ثنا الحسن بن الجهم بن جبلة اليمني، ثنا موسى بن المشاور، ثنا عبد الله بن معاذ الصنعاني، عن معمر بن راشد الزهري قال: أخبرني عبد الرحمن بن مالك المدلجي وهو ابن أخي سراقة بن جعشم: أن أباه أخبره أنه سمع سراقة بن جعشم يقول: جاءتنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر دية لكل واحد منهما لمن قتلهما أو أسرهما فبينا أنا جالس في مجلس من مجالس قومي من بني مدلج أقبل منهم رجل حتى قام علينا فقال: يا سراقة إني رأيت آنفاً أسودة بالساحل أراها محمداً وأصحابه. قال سراقة: فعرفت أنهم هم. فقلت لهم: إنهم ليسوا بهم ولكني رأيت فلاناً وفلاناً انطلقوا بغاة، قال: ثم ما لبثت في المجلس إلا ساعة حتى قمت فدخلت بيتي فأمرت جارتي أن تخرج إلى فرسي وهي من وراء أكمة فتحبسها علي وأخذت رمحي فخرجت من ظهر البيت فخططت بزجه إلى الأرض، وحففت عالية الرمح حتى أتيت فرسي، فركبتها، فرفعتها تقرب بي حتى رأيت أسودتهما، فلما دنوت منهم حيث أسمعهم الصوت عثرت بي فرسي. فخررت عنها فقمت فأهويت بيدي إلى كنانتي فاستخرجت الأزلام فاستقسمت بها، فخرج الذي أكره أن لا أضرهم فعصيت الأزلام فركبت فرسي فرفعتها تقرب بي حتى إذا دنوت منهم سمعت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت، وأبو بكر يكثر الالتفات فساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين فخررت عنها ثم زجرتها فنهضت فلم تكد تخرج يديها فلما استوت قائمة =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= إذا لأثر يديها عنان ساطع في السماء قال عبد الله: يعني الدخان الذي يكون من غير نار ثم أخرجت الأزلام فاستقسمت بها فخرج الذي أكره أن لا أضرهما فناديتهما بالأمان فوقفا فركبت فرسي حتى جئتهما فوقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عليهم أن سيظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: إن قومك قد جعلوا فيك الدية وأخبرتهم من أخبار سفرهم وما يريد الناس بهم وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يرزؤني شيئاً ولم يسألوني إلا أن قالوا: أخف عنا، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتب لي كتاب موادعة آمن به فأمر عامر بن فهيرة مولى أبي بكر فكتب لي في رقعة من أدم ثم مضيا.
تخريجه:
1 -
رواه البخاري بشرحه فتح الباري "بلفظ مقارب" كتاب مناقب الأنصار- 45 باب: هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه (7/ 238، 239)، (ح3906).
من طريق ابن شهاب الزهري. قال: أخبرني عبد الرحمن بن مالك المدلجي -وهو ابن أخي سراقة بن مالك بن جعشم- أن أباه أخبره أنه سمع سراقة بن جعشم يقول: به. وهو طريق الحاكم.
2 -
ورواه أحمد أيضاً "بنحوه"(4/ 175، 176).
من طريق عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر، عن الزهري. قال الزهري: وأخبرني عبد الرحمن بن مالك المدلجي
…
بإسناد الحاكم والبخاري. فعليه يكون الحديث في صحيح البخاري -والله أعلم-.
463 -
حديث أبي معبد الخزاعي قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة
…
الحديث بطوله.
قلت: ما في طرقه شيء على شرط الصحيح، ذكره معترضاً على قول الحاكم أن ذلك متواتراً لوجوه ذكرها. نعم له طريق على شرط البخاري ومسلم أقره الذهبي عليه وهو أول طرقه (1).
(1) قوله: (ذكره معترضاً على قول الحاكم
…
إلخ) من كلام ابن الملقن ذكره معترضاً على قول الذهبي: ما في طرقه شيء على شرط الصحيح.
463 -
المستدرك (3/ 9، 10): حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن عمرو الأخمسي بالكوفة، ثنا الحسين بن حميد بن الربيع الخزاز، حدثنا سليمان بن الحكم بن أيوب بن سليمان بن ثابت بن بشار الخزاعي، حدثنا أخي أيوب بن الحكم، وسالم بن محمد الخزاعي جميعاً، عن حزام بن هشام، عن أبيه هشام بن حبيش بن خويلد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من مكة مهاجراً إلى المدينة، وأبو بكر رضي الله عنه، ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة ودليلهما الليثي عبد الله بن أريقط مروا على خيمتي أم معبد الخزاعية وكانت امرأة برزة جلدة تختبيء بفناء الخيمة ثم تسقي وتطعم فسألوها لحماً وتمراً ليشتروا منها فلم يصيبوا عندها شيئاً من ذلك وكان القوم مرملين مسنتين فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كسر الخيمة. فقال:"ما هذه الشاة يا أم معبد"؟ قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم قال: "هل بها من لبن"؟ قالت: هي أجهد من ذلك قال: "أتأذنين لي أن أحلبها"؟ قالت: بأبي وأمي إن رأيت بها حلباً فاحلبها. فدعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح بيده ضرعها وسمى الله تعالى ودعا لها في شأنها فتفاجت عليه ودرت فاجترت فدعا بإناء يربض الرهط فحلب فيه ثجاً حتى علاة البهاء ثم سقاها حتى رويت
…
الحديث. (ولطوله اكتفيت بهذا القدر منه). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= * طريق الحاكم الثاني: قال الحاكم: حدثناه أبو العباس الأصم محمد بن يعقوب عوداً على بدء. حدثنا الحسين بن مكرم البزار حدثني أبو أحمد بشر بن محمد السكري. حدثنا عبد الملك بن وهب المذحجي. حدثنا الحر بن الصباح النخعي عن أبي معبد الخزاعي قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجراً فذكر الحديث بطوله مثل حديث سليمان بن الحكم.
ورواه أيضاً من طرق عن مكرم بن محرز، عن أبيه.
تخريجه:
1 -
رواه البيهقي في الدلائل "بنحوه" نسبه له ابن كثير في البداية والنهاية (3/ 192، 193).
عن الحاكم من طريقه الثاني.
2 -
ورواه ابن سعد في الطبقات "بنحوه"(1/ 230، 231، 232).
من طريق بشر بن محمد السكري. أخبرنا عبد الملك بن وهب المذحجي.
حدثنا الحر بن الصباح النخعي، عن أبي معبد الخزاعي. وهو طريق الحاكم الثاني.
3 -
ورواه الطبراني في الكبير "بنحوه"(4/ 55، 58)، (ح3605).
4 -
ورواه أبو نعيم في دلائل النبوة "بنحوه"(ص 282، 283، 284).
روياه من طريق مكرم بن محرز الكعبي الخزاعي. قال: حدثني أبو محرز بن مهدي، عن حزام بن هشام، عن أبيه هشام، عن جده حبيش بن خالد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
دراسة الِإسناد:
هذا الحديث روي من طرق.
* الطريق الأول: وهو طريق الحاكم الأول. قال الحاكم: أن هذه القصة متواترة
…
إلخ.
وقال الذهبي: قلت: ما في هذه الطرق شيء على شرط الصحيح. وقال ابن الملقن: الطريق الأول على شرط البخاري ومسلم.
قلت: الطريق الأول فيه الحسن بن حميد بن الربيع الخزاز وقد سبق بيان =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= حاله عند حديث رقم (414) وأنه كذاب، فعليه يكون الحديث بهذا الإِسناد موضوعاً.
* الطريق الثاني: وهو طريق الحاكم الثاني والبيهقي، وابن سعد.
وفيه الحسين بن مكرم البزار، وعبد الملك بن وهب المزحجي ولم أجد من ترجم لهما.
* الطريق الثالث: وهو طريق الحاكم الثالث، وأبي نعيم، والطبراني.
ومداره على مكرم بن محرز الكعبي الخزاعي ولم أجد من ترجم له. أيضاً.
وقد أورده الهيثمي في المجمع ونسبه للطبراني وقال: فيه جماعة لم أعرفهم إلا أن للحديث شاهداً مختصراً عن قيس بن النعمان في نزول الرسول صلى الله عليه وسلم على أبي معبد. نسبه الهيثمي للبزار وقال: رجاله رجال الصحيح (6/ 58).
كما أن الحاكم روى حديثاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر.
نزلا في طريقهما إلى المدينة على راعي غنم. فذكر قصة أم معبد عن قيس بن النعمان (3/ 8) وقال الحاكم: صحيح ووافقه الذهبي عليه.
464 -
حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين أصحابه
…
الحديث.
قلت: فيه جميع بن عمير وهو متهم وإسحاق بن بشر الكاهلي وهو هالك.
464 - المستدرك (3/ 14): حدثنا أبو سهل أحمد بن زياد النحوي ببغداد، ثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي، ثنا إسحاق بن بشر الكاهلي، حدثنا محمد بن فضيل، عن سالم بن أبي حفصة، عن جميع بن عمير التيمي، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين أصحابه، فآخى بين أبي بكر وعمر، وبين طلحة والزبير، وبين عثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف. فقال علِى: يا رسول الله إنك قد آخيت بين أصحابك، فمن أخي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أما ترضى يا علي أن أكون أخاك" قال ابن عمر: وكان علي رضي الله عنه جلداً شجاعاً. فقال علي: بلى يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنت أخي في الدنيا والآخرة".
تخريجه:
1 -
رواه الترمذي "بنحوه" كتاب المناقب، مناقب علي رضي الله عنه (5/ 636) (ح3720) وقال: هذا حديث حسن غريب.
2 -
ورواه ابن عدي في الكامل "بنحوه"(ل222). وقال: عن جميع: وعامة ما يرويه لا يتابعه عليه غيره.
روياه من طريق حكيم بن جبير، عن جميع بن عمير التيمي، عن ابن عمر به مرفوعاً.
دراسة الِإسناد:
هذا الحديث عند الحاكم في سنده إسحاق بن بشر، وجميع بن عمير.
أولاً: جميع بن عمير التيمي أبو الأسود الكوفي من بني تيم الله بن ثعلبة =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وهذا في سند الحاكم وغيره.
قال البخاري: فيه نظر. وقال أبو حاتم: كوفي تابعي من عتق الشيعة محله الصدق صالح الحديث. وقال ابن عدي: هو كما قاله البخاري في أحاديثه نظر وعامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد وقد حسن الترمذي بعض أحاديثه.
وقال ابن نمير: كان من أكذب الناس. كان يقول: إن الكراكي تفرخ في السماء ولا يقع فراخها. وقال الساجي: له أحاديث مناكير وفيه نظر وهو صدوق.
وقال العجلي: تابعي ثقة. تهذيب التهذيب (2/ 111، 112).
وقال ابن حبان: كان رافضياً يضع الحديث. الضعفاء (1/ 218).
وقال ابن حجر في التقريب: صدوق يخطيء ويتشيع (1/ 133).
وقال الذهبي في الكاشف: واه وقال البخاري: فيه نظر (1/ 187).
وقال في ديوان الضعفاء: اتهم بالكذب (ت780).
ثانياً: إسحاق بن بشر بن مقاتل أبو أيوب الكاهلي الكوفي.
قال مطين: ما سمعت أبا بكر بن أبي شيبة كذب أحداً إلا إسحاق بن بشر الكاهلي، وكذا كذبه موسى بن هارون، وأبو زرعة، وقال الفلاس، وغيره: متروك. وقال الدارقطني: هو في عداد من يضع الحديث. الميزان (1/ 186)، اللسان (1/ 355، 356).
الحكم على الحديث:
قلت: مما تقدم يتبين أن في إسناد الحاكم إسحاق بن بشر وهو كذاب.
فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد موضوعاً، إلا أن الحديث جاء من طرق أخرى كما عند الترمذي وابن عدي لكن مدارها على جميع بن عمير وهو ضعيف. فعليه يكون الحديث بإسناد الترمذي وابن عدي ضعيف ولعل تحسين الترمذي له لما له من شواهد عنده. -والله أعلم-.
465 -
حديث أبي هريرة: كان أهل الصفة أضياف الإِسلام
…
الحديث.
[قال](1): على شرط البخاري ومسلم.
(1) في (أ)، (ب)(قلت) على أن التعقب للذهبي، ولكن قوله:(على شرط البخاري ومسلم) مذكور في المستدرك وفي التلخيص الموافقة على أنه على شرط البخاري ومسلم.
465 -
المستدرك (3/ 15، 16): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، حدثني عمر بن ذر، حدثنا مجاهد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان أهل الصفة أضياف الإسلام، يأوون إلى أهل ولا مال، ووالله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد بكبدي إلى الأرض من الجوع، وأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يوماً على ظهر طريقهم الذي يخرجون فيه، فمر بي أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله ما أسأله إلا ليستتبعني، فمر ولم يفعل، ثم مر عمر فسألته عن آية من كتاب الله تعالى، ما أسأله إلا ليستتبعني فمر ولم يفعل، ثم مر أبو القاسم صلى الله عليه وسلم فتبسم حين رآني وقال:"أبا هريرة" قلت: لبيك يا رسول الله. فقال: "إلحق" ومضى، فأتبعته، ودخل منزله فاستأذنته فأذن لي فوجد لبناً في قدح، فقال:"من أين لكم هذا اللبن"؟ فقيل: أهداه لنا فلان. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبا هريرة" فقلت: لبيك قال: إلحق أهل الصفة فأدعهم فهم أضياف الِإسلام لا يأوون على أهل ولا على مال إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئاً، وإذا أتته هدية أرسل إليهم فأصاب منها وأشركهم فيها فساءني ذلك وقلت ما هذا القدح بين أهل الصفة وأنا رسوله إليهم فيأمرني أن أدوره عليهم فما عسى أن يصيبني منه وقد كنت أرجو أن يصيبني منه ما يغنيني، ولم يكن بد من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فأتيتهم فدعوتهم فلما دخلوا عليه وأخذوا مجالسهم قال: "أبا هريرة خذ القدح فأعطهم، فأخذت القدح فجعلت أناوله لرجل فيشرب حتى يروي =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ثم يرده وأناوله الآخر فيشرب حتى انتهيت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد روى القوم كلهم فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم القدح فوضعه على يديه ثم رفع رأسه إلي فتبسم وقال:"يا أبا هر" فقلت: لبيك يا رسول الله فقال: "أقعد فاشرب" فشربت ثم قال: "إشرب" فشربت ثم قال: "إشرب" فشربت، فلم أزل أشرب ويقول: "إشرب، حتى قلت: والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكاً فأخذ القدح فحمد الله وسمى ثم شرب.
تخريجه:
1 -
رواه الترمذي "بنحوه" كتاب صفة القيامة، باب: 36 (4/ 648، 649)، (ح2477) وقال: هذا حديث حسن صحيح.
2 -
ونسبه الحافظ ابن حجر في فتح الباري للإسماعيلي (11/ 283).
روياه من طريق يونس بن بكير. حدثني عمر بن ذر. حدثنا مجاهد، عن أبي هريرة به وهو طريق الحاكم.
3 -
ورواه البخاري في صحيحه "بنحوه".
هكذا قال: حدثني أبو نعيم بنحو من نصف هذا الحديث. حدثنا عمر بن ذر. حدثنا مجاهد أن أبا هريرة كان يقول: به.
كتاب الرقاق- 17 باب: كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه (11/ 281، 282)، (ح6452).
وقد روى طرفاً منه البخاري أيضاً من الطريق الأول. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدنا لبناً في قدح فقال: "أبا هر الحق أهل الصفة فادعهم إلي". قال: فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم فدخلوا.
كتاب الاستئذان- 14 باب: إذا دعى الرجل فجاء هل يستأذن (11/ 31)، (ح6246).
وقد اختلف العلماء -رحمهم الله تعالى- في قول البخاري: حدثني أبو نعيم بنحو من نصف هذا الحديث. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قال الحافظ ابن حجر: قال الكرماني: يستلزم أن يكون الحديث بغير إسناد- يعني غير موصول لأن النصف الأول مبهم لا يدري أهو الأول أو الثاني.
قال الحافظ: قلت: يحتمل أيضاً أن يكون قدر النصف الذي حدثه به أبو نعيم ملفقاً من الحديث المذكور. والذي يتبادر من الِإطلاق أنه النصف الأول. قال: وقد جزم مغلطاي وبعض شيوخنا أن القدر المسموع له منه هو الذي ذكره في "باب إذا دعى الرجل فجاء هل يستأذن" من كتاب الاستئذان حيث قال: حدثنا أبو نعيم
…
إلخ قال مغلطاي: فهذا هو القدر الذي سمعه البخاري من أبي نعيم، واعترضه الكرماني فقال: ليس هذا ثلث الحديث ولا ربعه فضلاً عن نصفه
…
إلخ الأقوال.
قال ابن حجر: بل يحتمل أن البخاري حدث به عن أبي نعيم بطريق الوجادة أو الِإجازة، أو حمله عن شيخ آخر عن أبي نعيم، أو سمع بقية الحديث من شيخ سمعه من أبي نعيم. فعلى هذا فابن حجر يرجح أن الحديث كله موصولاً وليس فيه محذور من عدم اتصال الِإسناد.
4 -
ورواه النسائي في الكبرى من طريق أبي نعيم نسبه له المزي في تحفة الأشراف (10/ 315).
دراسة الِإسناد:
قال الحاكم عن هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين وأقره الذهبي عليه. قلت: بل قد رواه البخاري كما سبق ذكره من نفس طريق الحاكم.
466 -
حديث عياض بن سليمان مرفوعاً: "خيار أمتي فيما أنبأني الملأ الأعلى
…
" الحديث.
[قلت: هذا حديث عجيب منكر](1) وحماد بن أبي حميد المذكور في سنده ضعيف، ولكن لا يحتمل هذا، وأحسبه دخل على ابن السماك ولا وجه لذكره في هذا الكتاب.
(1) ليست في (أ)، (ب) وما أثبته من التلخيص.
466 -
المستدرك (3/ 17 - 18): أخبرنا أبو عمرو عثمان بن عبد الله الزاهد بن السماك ببغداد، حدثنا يحيى بن جعفر الزبرقان، حدثنا إبراهيم بن محمد الشافعي، حدثنا الوليد بن مسلم وضمرة بن ربيعة، عن حماد بن أبي حميد، عن مكحول، عن عياض بن سليمان وكانت له صحبة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيار أمتي فيما أنبأني الملأ الأعلى قوم يضحكون جهراً في سعة رحمة ربهم عز وجل، ويبكون سراً من خوف شدة عذاب ربهم عز وجل يذكرون ربهم بالغداة والعشي في البيوت الطيبة المساجد ويدعونه بألسنتهم رغباً ورهباً، ويسألونه بأيديهم خفضاً ورفعاً ويقبلون بقلويهم عوداً وبداً فمؤونتهم على الناس خفيفة، وعلى أنفسهم ثقيلة، يدبون في الأرض حفاة على أقدامهم كدبيب النمل بلا مرح ولا بذخ يمشون بالسكينة ويتقربون بالوسيلة، ويقرأون القرآن، ويقربون القربان، ويلبسون الخلقان، عليهم من الله تعالى شهود حاضرة، وعين حافظة يتوسمون العباد ويتفكرون في البلاد، أرواحهم في الدنيا، وقلوبهم في الآخرة، ليس لهم هم إلا أمامهم أعدوا الجهاز لقبورهم والجواز لسبيلهم، والاستعداد لمقامهم، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (14)} [إبراهيم: 14].
تخريجه:
الآية (14) من سورة إبراهيم.
1 -
أورده السيوطي في الجامع الكبير ونسبه لأبي نعيم في الحلية، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والحاكم وتعقب، والبيهقي في شعب الإِيمان وضعفه، وابن النجار عن عياض بن سليمان. وقال ابن النجار: عياض ذكره أبو موسى في الصحابة (1/ 514) ولم أجده عند أبي نعيم -والله أعلم-.
2 -
وكذا أورده السيوطي في الدر المنثور (4/ 73) ونسبه للحاكم فقط.
دراسة الِإسناد:
هذا الحديث في سنده عند الحاكم محمد بن أبي حميد واسمه إبراهيم الأنصاري الزرقي أبو إبراهيم المدني يلقب بحماد.
قال أحمد: أحاديثه مناكير. وقال ابن معين: ضعيف ليس حديثه بشيء.
وقال الجوزجاني: واهي الحديث، ضعيف الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث وقال أبو حاتم: كان رجلاً ضريراً وهو منكر الحديث ضعيف الحديث. وقال ابن عدي: ضَعْفُه بيّن على ما يرويه وحديثه مقارب وهو مع ضعفه يكتب حديثه.
وقال أبو داود، والدارقطني: ضعيف. وقال أحمد بن صالح: ثقة لا شك فيه حسن الحديث. تهذيب التهذيب (9/ 132، 133، 134).
وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف (2/ 156).
وقال الذهبي في الضعفاء: ضعفوه (ت3681).
الحكم على الحديث:
قلت: مما تقدم يتبين أن محمد بن أبي حميد ضعيف، فعليه يكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً، وقد سبقت أقوال العلماء في تضعيفه -والله أعلم-.