الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه
- (*)
7483 -
حَدَّثَنَا سعيد بن أبى الربيع السمان، حدّثنا عنبسة، حدّثنا حمادٌ مولى أمية، عن جناح مولى الوليد، عن واثلة بن الأسقع، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"خَيْرُ شَبَابِكُمْ مَنْ تَشَبَّهَ بِكُهُولِكُمْ، وَشَرُّ كُهُولِكُمْ مَنْ تَشَبَّهَ بِشَبَابِكُمْ".
(*) هو: صحابى جليل، معدود من أهل الصفة؛ وقد شهد تبوك، وكانت أول مشاهده؛ وكان فارسًا معدودًا من الشجعان والفضلاء؛ وحديثه عند الجماعة، رضى الله عنه وأرضاه.
7483 -
منكر: أخرجه الطبراني في "الكبير"[22/ رقم 202]، والدينورى في "المجالسة"[3/ رقم 1118/ طبعة دار ابن حزم]، وابن شاهين في "الترغيب"[ق 292/ 2] وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[2/ 37]، كما في "الضعيفة"[8/ 65]، وتمام في "فوائده"[2/ رقم 1210]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[6/ 5] و [15/ 160]، وغيرهم من طرق عن عنبسة بن سعيد عن حماد مولى أمية عن جناح مولى الوليد عن واثلة بن الأسقع به.
قال الهيثمى في "المجمع"[10/ 478]: "رواه أبو يعلى والطبرانى، وفيه من لم أعرفهم! ".
قلتُ: كذا قال أبو الحسن! وتابعه على هذا المناوى في "التيسير بشرح الجامع الصغير"[1/ 1075/ طبعة مكتبة الشافعي]، فقال:"فيه مَنْ لا يُعرف؟! "، والمناوى لا يحسن في نقده: سوى ترديد أقوال ربما أساء في نقلها أيضًا، ورجال الإسناد كلهم معروفون:
1 -
فعنبسة بن سعيد: هو القطان أخو أبى الربيع السمان، وهو شيخ إلى الترك ما هو، قال أبو حاتم:"ضعيف الحديث، يأتى بالطامات"، وهذا الحديث: أراه أحد طوامه التى سقط بمثلها عند حذاق النقاد، وهو من رجال "التهذيب وذيوله".
2 -
وحماد مولى أمية: تركه أبو الفتح الأزدى، كما نقله عنه صاحب "الميزان"[1/ 602]، وقبله ابن الجوزى في "الضعفاء"[1/ 232]. وقد ترجمه ابن عساكر في "تاريخه"[15/ 160]، وساق له هذا الحديث.
3 -
وجناح بن الوليد: روى عنه جماعة، وذكره ابن حبان في "الثقات"[4/ 118]، لكن ضعفه الأزدى، وهو من رجال "الميزان، ولسانه"[2/ 138].
والحديث: عزاه العراقى في "تخريج الإحياء"[1/ 91] إلى الطبراني وحده، ثم قال:(بإسناد ضعيف)، وهذا تسامح لا يخفى. =
7484 -
حَدَّثَنَا العباس بن الوليد، حدّثنا ابن المبارك، حدّثنا إبراهيم بن أبى عبلة، حدثّنا الغريف بن عياش بن فيروز الديلمى، عن واثلة بن الأسقع، قال: إن ناسًا من بنى سليم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا:"إنَّ صَاحِبًا لَنَا قَدْ أَوْجَبَ، قَالَ: فَلْيَعْتِقْ رَقَبَةً، يَفُكُّ اللَّهُ بِكُلِّ عُضوٍ مِنْهَا عُضْوًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ".
7485 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكى، حدّثنا الوليد بن مسلم،
= وفى الباب: شواهد عن جماعة من الصحابة، وكلها منكرة تالفة الأسانيد لا تثبت أصلًا، وقد جزم ابن الجوزى بكونه حديثًا لا يصح، كما في "العلل المتناهية"[2/ 710]، وهو كما قال. واللَّه المستعان.
7484 -
ضعيف: أخرجه ابن المبارك في "مسنده"[رقم 214]، ومن طريقه النسائي في "الكبرى"[4891]، وأحمد [4/ 107]، والطبرانى في "الكبير"[22/ رقم 221]، وفى "مسند الشاميين"[1/ رقم 39]، وابن حزم في "المحلى"[10/ 514]، والطحاوى في "المشكل"[2/ 201]، والدارقطنى في "المؤتلف والمختلف"[2/ 161]، وغيرهم من طريق عبد الله بن المبارك عن إبراهيم بن أبى عبلة عن الغريف بن عياش بن فيروز الديلمى عن واثلة به.
قلتُ: وهذا إسناد رجاله ثقات، سوى الغريف بن عياش، فلم يذكروا من الرواة عنه سوى ابن أبى عبلة وحده، وانفرد ابن حبان بذكره في "الثقات"[5/ 294]، وقد جهَّله ابن حزم وأعلَّ به الحديث في "المحلى"[10/ 515]، وهو كما قال وَصَنَعَ.
والغريف هذا: اسمه (عبد الله)، ولقبه (الغريف).
وقد توبع ابن المبارك: على هذا اللون عن إبراهيم بن أبى عبلة
…
تابعه جماعة من الثقات الرُّفَعاء.
وقد اختلف على إبراهيم في سنده على ألوان، المحفوظ منها: هو ما رواه عنه ابن المبارك، ومَن تابعه عليه.
وقد فصَّلنا الكلام على هذا الحديث في "غرس الأشجار".
وكذا بسط الكلام عليه: الإمام في "الضعيفة"[2/ 307/ رقم 907].
7485 -
صحيح: أخرجه مسلم [2276]، والترمذى [3606]، و [3605]، وأحمد [4/ 107]، وابن حبان [6242، 6333، 6475]، والطبرانى في "الكبير"[22/ رقم 161]، =
عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعى، عن أبى عمار، عن واثلة بن الأسقع، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن اللَّهَ اصْطَفَى كنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى مِنْ كِنَانَةَ قُرَيْشًا، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِى مِنْ بَنِي هَاشِمٍ".
7486 -
حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل بن أبى سمينة البصرى، حدّثنا محمد بن مصعب، حدثّنا الأوزاعى، عن أبى عمار شداد، عن واثلة بن الأسقع، قال: أقعد النبي صلى الله عليه وسلم عليًا عن يمينه، وفاطمة عن يساره، وحسنًا وحسينًا بين يديه، وغطى عليهم بثوب، وقال:"اللَّهُمَّ هَؤُلاءِ أَهْلُ بَيْتِى، وَأَهْلُ بَيْتِى أَتَوْا إلَيْكَ لا إلَى النَّارِ".
= وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[2/ رقم 893]، وفى "السنة"[2/ رقم 1495]، والبغوى في "شرح السنة"[13/ 194]، والبيهقى في "سننه"[12852، 13542]، وفى "الدلائل"[1/ 1650، 166]، وأبو نعيم في "المعرفة"[1/ رقم 27]، وجماعة من طرق عن الأوزاعى عن أبى عمار شداد بن عبد الله الشامى عن واثلة بن الأسقع به.
قال البغوى: "هذا حديث صحيح
…
".
7486 -
صحيح دون قوله: "أتوا إليك لا إلى النار": أخرجه ابن أبى شيبة [32103]، وأحمد في "المسند"[4/ 157]، وفى "فضائل الصحابة"[2/ رقم 978]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[14/ 147 - 148]، وغيرهم من طريق محمد بن مصعب القرقسانى عن الأوزاعى عن شداد بن عبد الله أبى عمار الشامى عن واثلة به نحوه في سياق أطول، وليس عند الجميع - سوى رواية لابن عساكر - قوله في آخره:(إليك لا إلى النار).
قال الهيثمى في "المجمع"[9/ 263]، بعد أن عزاه لأحمد والمؤلف والطبرانى:"وفيه محمد بن مصعب، وهو ضعيف الحديث سيئ الحفظ، رجل صالح في نفسه".
وقال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[7/ 75]: "رواه أبو بكر بن أبى شيبة وأحمد بن حنبل كلاهما عن محمد بن مصعب، وهو ضعيف".
قلتُ: وهو كما قالا؛ وابن مصعب هذا من رجال الترمذى وابن ماجه؛ وباقى رجال الإسناد: ثقات من رجال (الصحيح).
وقد خُولف محمد بن مصعب في تلك الفقرة الأخيرة: (إليك لا إلى النار)، خالفه الوليد بن مسلم وعمر بن عبد الواحد ومحمد بن بكر التنيسى ويحيى بن أبى كثير - إن صح عنه - =
7487 -
حَدَّثَنَا منصور بن أبى مزاحم، حدّثنا يزيد بن يوسف، عن الأوزاعى، عن أبى عمار، عن واثلة بن الأسقع، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ اصْطَفَى بَنِي كِنَانَةَ مِنْ بَنِي إسمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي كِنَانَةَ قُرَيْشًا، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِى مِنْ بَنِي هَاشِمٍ".
7488 -
حَدَّثَنَا أحمد بن عيسى التسترى، حدّثنا بشر بن بكر، عن الأوزاعى، قال:
= وغيرهم من الثقات، كلهم رووه عن الأوزاعى بإسناده به نحوه في سياق أتم، ولم يذكروا فيه تلك الفقرة المشار إليها في آخره.
هكذا أخرجه ابن حبان [6976]، والطبرانى في "الكبير"[3/ رقم 2670] و [22/ رقم 160]، والآجرى في "الشريعة"[5/ رقم 1651/ طبعة الوطن]، والطبرى في "تفسيره"[20/ 264/ طبعة الرسالة]، والقطيعى في "زوائده على فضائل الصحابة"[2/ رقم 1077، 1149، 1404]، وأبو أحمد الحاكم في "الأسامى والكنى"[2/ 22]، وابن الشجرى في "الأمالى"[1/ 148/ طبعة عالم الكتب]، وغيرهم من طرق عن الأوزاعى به.
قال الذهبى في "سير النبلاء"[3/ 385] بعد أن علَّقه من طريق الأوزاعى: "هذا حديث حسن غريب".
قلتُ: بل هو صحيح على شرط مسلم.
ولتلك الفقرة في آخره عند المؤلف: شواهد لا يصح منها شئ، وذكْرها في هذا الحديث: هو من أغلاط القرقسانى على أبى عمرو! والحديث: صحيح ثابت دون تلك الفقرة المشار إليها، كما أشرنا إلى ذلك في تخريج الحديث الماضى [برقم 6188]، واللَّه المستعان.
7487 -
صحيح: مضى قريبًا [برقم 7485].
7488 -
صحيح: أخرجه أحمد [4/ 106]، وابن حبان [6646]، والطبرانى في "الكبير"[22/ رقم 167، 168]، وفى "الصغير [1/ رقم 90]، وابن سعد في "الطبقات" [2/ 193]، وابن أبى عاصم في "الديات" [ص 17]، وأحمد بن حذلم في "حديث الأوزاعى" [رقم 24، 25]، وغيرهم من طرق عن الأوزاعى عن ربيعة بن يزيد الشامى عن واثلة بن الأسقع به نحوه
…
ولفظ ابن حبان، وابن أبى عاصم، والطبرانى في "الصغير" في آخره:(يضرب بعضكم رقاب بعض)، وهو رواية للطبرانى في "الكبير"، وكذا رواية للمؤلف كما يأتى [برقم 7490]. =
حدثنى ربيعة، قال: سمعت واثلة بن الأسقع، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"تَزْعُمُونَ أَنِّى مِنْ آخِرِكمْ وَفَاةً، أَلا وَإنى مِنْ أَوَّلِكمْ وَفَاةً، وَتَتْبَعُونِى أَفْنَادًا يُهْلِكُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا".
7489 -
حَدَّثَنَا الحسن بن حماد، حدّثنا أبو يحيى الكوفى، عن أبى سعيد الشامى، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"عُدَّ الآىَ فِي التَّطَوُّعِ، وَلا تَعُدَّهُ فِي الْفَرِيضَةِ".
= قال الهيثمى في "المجمع"[7/ 596] بعد أن عزاه لأحمد والمؤلف والطبرانى: "ورجال أحمد رجال الصحيح".
وقال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[8/ 30]: (رواه أبو يعلى الموصلى وأحمد بن حنبل بسندٍ صحيح).
قلتُ: وهو كما قال البوصيرى، ورجاله كلهم ثقات مشاهير من رجال "الصحيح".
وقد توبع عليه الأوزاعى: تابعه معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن واثلة به
…
أخرجه الطبراني في "الكبير"[22/ رقم 166]، وفى "مسند الشاميين"[3/ رقم 1923]، وسنده صحيح في "المتابعات".
7489 -
منكر: قال الهيثمى في "المجمع"[2/ 456]: "رواه أبو يعلى، وفيه أبو يحيى التيمى [وتحرف عنده إلى "التميمى"] الكوفى، وهو ضعيف".
قلتُ: هكذا ظن الهيثمى أن (أبا يحيى الكوفى) في سنده: هو إسماعيل بن إبراهيم الأحول التيمى ذلك الشيخ الضعيف المترجم في "التهذيب وذيوله"! وليس كما ظن، بل أبو يحيى هذا: هو عبد الحميد بن عبد الرحمن الحمانى الكوفى الشيخ الصدوق المتماسك، وهو من رجال "التهذيب" والراوى عنه (الحسن بن حماد) المعروف بـ (سجادة) الثقة الصالح، وهو من رجال الأربعة إلا الترمذى.
أما أبو سعيد الشامى: فقد جزم حسين الأسد في تعليقه على مسند المؤلف [13/ 474] بكونه رجلًا مجهولًا، كأنه يعنى ذلك الشيخ المجهول الذي أخرج له ابن ماجه حديثًا من روايته عن مكحول، لكنهم لم يذكروا راويًا عنه سوى (عتبة بن يقظان) وحده. =
7490 -
حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل بن أبى سمينة البصرى، حدّثنا محمد بن كثير، عن الأوزاعى، عن ربيعة، عن واثلة بن الأسقع، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"تَزْعُمُونَ أَنِّى مِنْ آخِرِكُمْ وَفَاةً، أَلا وَإنِّى مِنْ أَوَّلِكُمْ وَفَاةً، وَلَتَتْبَعُنِّى أَفْنَادًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ".
7491 -
حَدَّثَنَا أبو همام، قال: حدثنى بقية بن الوليد، عن عثمان بن عبد الرحمن القرشى، قال: حدثنى عنبسة بن سعيد القرشى، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سِحَاقُ النِّسَاءِ بَيْنَهُنَّ زِنًى".
= أما الإمام في "الضعيفة"[8/ 317] فقد جزم بكون (أبى سعيد الشامى) هو (عبد القدوس بن حبيب الشامى) ذلك الشيخ الساقط الذي كذبه ابن المبارك، ورماه ابن حبان بالوضع، وأسقطه سائر النقاد، فسقط إلى الهاوية، وهو من رجال "الميزان، ولسانه"[4/ 46 - 47]، وما جزم به الإمام: هو في دائرة الاحتمال عندى، وأنا أميل إليه، غير أنى لا أجزم به.
وفى الإسناد: علة أخرى، وهى أن مكحولًا قد اختلف في سماعه من واثلة بن الأسقع، والتحقيق عندى: أنه سمع منه إن شاء الله.
وقد خُولف المؤلف في متن هذا الحديث، خالفه شيخ مجهول الحال يُدعى (محمد بن هارون السواق)، فرواه عن الحسن بن حماد عن عبد الحميد الحمانى بإسناده به مرفوعًا بلفظ (عَدُّ الآى في الفريضة والتطوع)، هكذا أخرجه الخطيب في ترجمة هذا السواق من "تاريخه"[3/ 355 - 356]، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
7490 -
صحيح: مضى قريبًا [برقم 7488].
7491 -
باطل: أخرجه الطبراني في "الكبير"[22/ رقم 153]، وفى "مسند الشاميين"[4/ رقم 3402]، وابن عدى في "الكامل"[5/ 174]، وابن حزم في "المحلى"[11/ 391]، وغيرهم من طرق عن بقية بن الوليد عن عثمان بن عبد الرحمن عن عنبسة بن سعيد عن مكحول عن واثلة به
…
ولفظ الجميع: (السحاق: زنى النساء بينهن).
قال أبو محمد بن حزم عقب روايته: "هذا لا يصح؛ لأنه عن بقية، وبقية ضعيف، ولم يدرك مكحولًا: واثلة، فهو منقطع". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: ولم يصب في إعلاله جميعًا، فإن بقية - وهو ابن الوليد - صدوق حافظ على التحقيق؛ وإنما عابوا عليه إكثاره من الرواية عن الضعفاء والمجاهيل والهلكى، وكذا عابوا عليه شدة تدليسه أيضًا، وقد وصفه أبو حاتم الرازى وغيره بـ (تدليس التسوية)، لكنه صرَّح بسماعه وسماع شيخه من شيخه عند ابن عدى في "الكامل"، وكذا عند ابن حزم أيضا، فبرئتْ عهدته من تبعة هذا الحديث الساقط.
ولم يُصب الإمام في "الضعيفة"[رقم 1601]، حيث أعل الإسناد بعنعنته وعنعنة مكحول، أما بخصوص بقية: فقد صرَّح بسماعه وسماع شيخه من شيخه كما مضى.
وأما مكحول: فلا أعلم من وصفه بالتدليس من التقدمين سوى ابن حبان وحده، وعبارته في ترجمة مكحول من "الثقات" [5/ 447]:"ربما دلَّس"، وهذا يقتضى أن مكحولًا كان قليل التدليس، فلا ينبغى الإعلال بعنعنته على التحقيق، وقد جازف كل من اقتحم هذا الميهع، ودعوى ابن حزم: أنه لم يدرك واثلة: غير مسموعة أصلًا، بل قد صحَّ دخوله عليه، إنما اختلفوا في سماعه منه، والتحقيق: هو ثبوته إن شاء الله، وبذلك جزم البخارى وجماعة.
وشيخ بقية في سنده: (عثمان بن عبد الرحمن) هو الطرائفى الحرانى؛ كما جزم بذلك ابن عدى، حيث ساق له هذا الحديث في ترجمته من "الكامل" وليس هو الوقاص المتروك كما ظنه بعضهم.
وما وقع عند المؤلف مِنْ وصْفه بـ (القرشى)، فأراه وهمًا من شيخ المؤلف، وهو الوليد بن شجاع بن الوليد الكوفى الثقة الصالح، إلا أن بعضهم قد غمزه، وقد خالفه سويد بن سعيد وهشام بن عمار وكثير بن عبيد، وهشام بن خالد وغيرهم من أصحاب بقية بن الوليد، فرووه عنه عن (عثمان بن عبد الرحمن)، دون أن يصفوه بشئ، والقول قولهم.
وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفى: شيخ صدوق متماسك على التحقيق؛ لكنه كان - كتلميذه بقية - كثير الرواية للمناكير والأباطيل، عن الضعفاء والهلكى والمجاهيل، فلذلك تكلم فيه جماعة، وقد أنصفه أبو أحمد الجرجانى في ختام ترجمته من "الكامل"[5/ 174].
وآفة الإسناد: هي من شيخه (عنبسة بن سعيد!)، وهو عنبسة بن عبد الرحمن بن عنبسة بن سعيد بن العاص القرشى الأموى، ذلك الشيخ المتروك التالف، وقد كذبه الأزدى بخط عريض، وأسقطه سائر النقاد فسقط ولن يقوم، ولشدة ضعفه: كان الرواة عنه يُدلِّسونه ويُخفون أمره، فربما قال بعضهم:(عن عنبسة بن سعيد) وينسبونه إلى جده الأعلى، وربما قالوا: =
7492 -
حَدَّثَنَا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلى، حدّثنا عبيد بن القاسم، حدثّنا العلاء بن ثعلبة، عن أبى المليح الهذلى، عن واثلة بن الأسقع، قال: تدانيت النبي صلى الله عليه وسلم بمسجد الخيف، فقال لى أصحابه: إليك يا واثلة، أي تنحَّ عن وجه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"دَعْوُه، إنَّمَا جَاءَ يَسْأَلُ"، قال: فدنوت، فقلت: بأبى أنت وأمى يا رسول الله، لتفتنا عن أمر نأخذه عنك من بعدك، قال:"لِتُفْتِكَ نَفْسُكَ"، قال: قلت: وكيف لى بذلك؟ قال: "دَعْ مَا يَرِيبُكَ إلَى مَا لا يَرِيبُكَ، وَإنْ أَفْتَاكَ المُفْتُونَ"، قلت: وكيف لى بعلم ذلك؟ قال: "تَضَعُ يَدَكَ عَلَى فُؤَادِكَ، فَإن الْقَلْبَ يَسْكنُ لِلْحَلالِ، وَلا
= (عنبسة القرشى)، وربما قال بعضهم:(عن عنبسة بن أبى عبد الرحمن)، وكلها تعاريف لشخص واحد، وقد توهم الهيثمى أن (عنبسة) في سنده: هو (ابن سعيد بن العاص القرشى)، أو ربما ظنه:(عنبسة بن سعيد بن كثير القرشى)، وكلاهما ثقتان من رجال "التهذيب"، فقال في "المجمع" [6/ 391] بعد أن عزاه للمؤلف والطبرانى:"رجاله ثقات"، وتابعه الإمام على توثيق (عنبسة)، في "الضعيفة"[رقم 1601]، وهذا من أوهامهما على التحقيق.
وقد خُولف بقية بن الوليد في سنده،
وللحديث: طرق أخرى عن مكحول به
…
وكلها تالفة جدًّا،
والحديث: باطل الإسناد لا يثبت أصلًا، وله شاهد مثله، كما شرحنا ذلك في "غرس الأشجار"، واللَّه المستعان لا رب سواه.
وقد رأيتُ: البوصيرى قد ضعَّف سنده في "الإتحاف"[4/ 260]، وقد أورده الذهبى في "الكبائر"، ثم قال؟ (وهذا إسناد ليِّن)، كما نقله عنه المناوى في "الفيض"[4/ 103]، وأقره عليه .. وللَّه الحمد.
7492 -
موضوع بهذا السياق: أخرجه الطبراني في "الكبير"[22/ رقم 193]، وأبو نعيم في "الحلية"[9/ 44]، وأبو الشيخ في "الأمثال"[رقم 37]، وابن عساكر في "تاريخه"[62/ 358 - 359]، وغيرهم من طريق أحمد بن المقدام أبى الأشعث البصرى عن عبيد بن القاسم الأسدى عن العلاء بن ثعلبة عن أبى المليح الهذلى عن واثلة به نحوه
…
وهو عند أبى الشيخ: مختصرًا بالفقرة الثالثة المرفوعة منه فقط، وكذا هو مختصر عند أبى نعيم: بنحو الفقرة الثانية مع آخر الفقرة الثالثة فقط.=
يَسْكُنُ لِلْحَرَامِ، وَإنْ الْوَرِعَ المُسْلِمَ يَدَعُ الصَّغِيرَ مَخَافَةَ أَنْ يَقَعَ فِي الْكَبِيرِ"، قلت: بأبى أنت وأمى، ما العصبية؟ قال: "الَّذِى يُعِينُ قَوْمَهُ عَلَى الظُّلْمِ"، قلت: فمن الحريص؟ قال: "الَّذِي يَطْلُبُ المكْسَبَةَ مِنْ غَيْرِ حِلِّهَا"، قلت: فمن الوَرِعُ؟ قال: "الَّذِي يَقِفُ عِنْدَ الشُّبْهَةِ"، قلت: فمن المؤمن؟ قال: "مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَدِمَائِهِمْ"، قلت: فمن المسلم؟ قال: "مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ"، قلت: فأى الجهاد أفضل؟ قال: "كَلِمَةُ حُكْمٍ عِنْدَ إمَامٍ جَائِرٍ".
* * *
= قال الهيثمى في "المجمع"[10/ 525]: "رواه أبو يعلى والطبرانى، وفيه عبيد بن القاسم، وهو متروك".
قلتُ: بل كذبه ابن معين بخط عريض، وهو من رجال ابن ماجه وحده، وقد تصحف اسمه عند الطبراني إلى (عبثر بن القاسم).
والعلاء بن ثعلبة: قد جهَّله أبو حاتم الرازى، كما نقله عنه ابن أبى حاتم في "الجرح والتعديل"[6/ 353].
وللحديث: طريقان آخران عن واثلة ببعض فقراته
…
، وهما طريقان تالفان لا يثبتان أيضًا، راجع "الضعيفة"[رقم 5890] للإمام، ولبعض فقرات الحديث: شواهد بعضها ثابت.
وباقى رجال الإسناد - سوى عبيد والعلاء - ثقات من رجال "الصحيح".