المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حديث سهل بن سعد الساعدى، عن النبي صلى الله عليه وسلم - مسند أبي يعلى - ت السناري - جـ ١٠

[أبو يعلى الموصلي]

الفصل: ‌حديث سهل بن سعد الساعدى، عن النبي صلى الله عليه وسلم

‌حديث سهل بن سعد الساعدى، عن النبي صلى الله عليه وسلم

- (*)

7510 -

حَدَّثَنَا إسحاق بن أبى إسرائيل، وعمرٌو الناقد، قالا: حدّثنا سفيان، عن الزهرى، سمعه من سهل بن سعد، قال: اطلع رجل من جحر في حجرة النبي صلى الله عليه وسلم، والنبى صلى الله عليه وسلم معه مدرًى يحك به رأسه، فقال:"لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْظُر، لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ، إنَّمَا جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ".

7511 -

حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا عبد العزيز بن أبى حازم، قال: حدثنى أبى، عن سهل بن سعد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ".

(*) هو: صحابى جليل معمر، وأبوه صحابى أيضًا، وحديثه عند الجماعة.

7510 -

صحيح: أخرجه البخارى [5887]، ومسلم [2156]، والترمذى [2709]، وأحمد [5/ 330]، وابن حبان [6001]، والشافعى [973]، والحميدى [924]، وابن الجارود [789]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[4/ رقم 2095]، والطحاوى في "المشكل"[2/ 392]، وابن أبى شيبة في "مسنده"[1/ رقم 85]، والرويانى [2/ رقم 1076]، وجماعة من طرق عن ابن عيينة عن الزهرى عن سهل بن سعد الساعدى به

نحوه

قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".

قلت: وهكذا رواه الليث والأوزاعى ويونس ومعمر وأصحاب الزهرى عنه به

وقد خرجنا رواياتهم في "غرس الأشجار".

7511 -

صحيح: أخرجه مالك [634]، ومن طريقه البخارى [1856]، ومسلم [1098]، والترمذى [699]، وابن ماجه [1697]، وأحمد [5/ 331، 334، 336، 337، 339]، والدارمى [1699]، وابن خزيمة [2059]، وابن حبان [3502، 3506]، والشافعى [469]، وعبد الرزاق [7592]، وابن أبى شيبة [8953]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[458]، والبيهقى في "سننه"[7907]، وفى "الشعب"[3/ رقم 3913]، والبغوى في شرح السنة" [6/ 254]، وأبو عوانة [2/ 186]، وجماعة من طرق عن أبى حازم سلمة بن دينار عن سهل بن سعد الساعدى به.

قال الترمذى: "حديث حسن صحيح".

ص: 135

7512 -

وَعَنْ سهل بن سعد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِى سَبْعُونَ أَلْفًا - أَوْ سَبْعُ مِائَةِ أَلْفٍ - قَالَ أبُو حَازِمٍ: لا أدْرِى، قَالَ: - مُتَمَاسِكِينَ - أوْ: آخِذِينَ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ".

7513 -

حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا سفيان، عن أبى حازم، سمع سهل بن سعد، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ نَابَهُ شَىْءٌ فِي صَلاتِهِ، فَإنَّ التَّصْفِيقَ لِلنِّسَاءِ، وَالتَّسْبِيحَ لِلرِّجَالِ".

7513 - صحيح: أخرجه البخارى [3075، 6177، 6187]، ومسلم [219]، وأحمد [5/ 335]، والطبرانى في "الكبير"[6/ رقم 5929]، وأبو نعيم في "المستخرج"[1/ 284]، وأبو عوانة [1/ 124، 125]، وجماعة من طرق عن أبى حازم سلمة بن دينار عن سهل بن سعد به

وهو عند أحمد والطبرانى: مختصر بشطره الأول فقط مع الشك في آخره، وزادا:(بغير حساب)، وزاد البخارى ومسلم والباقون في آخره:(لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم، وجوههم على صورة القمر ليلة البدر).

قلتُ: وفى الباب شواهد عن جماعة من الصحابة أيضًا.

7513 -

صحيح: أخرجه مالك [390]، والبخارى [652، 1146، 1160، 1177، 2544]، ومسلم [421]، وأبو داود [940، 941]، والنسائى [784، 1183، 5413]، وابن ماجه [1035]، وأحمد [5/ 330، 331، 335. 336، 338]، وابن خزيمة [854، 1623]، وابن حبان [2260]، والشافعى [200، 226]، وعبد الرزاق [4072]، وابن أبى شيبة [7255، 36275]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[450]، والحميدى [927]، وابن الجارود [211]، والبيهقى في "سننه"[2/ 245، 246، 348]، و [3/ 112، 122]، وفى "المعرفة"[3/ 165 - 166، 167]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 272 - 273]، والطحاوى في "المشكل"[5/ 8، 9]، و [14/ 323، 325]، وفى "شرح المعانى"[1/ 447]، وأبو عوانة [1/ 544، 545]، وجماعة كثيرة من طرق عن أبى حازم سلمة بن دينار عن سهل بن سعد به

وهو عند الجميع - سوى ابن أبى شيبة وابن ماجه وابن الجارود ورواية للبخارى وأحمد والطحاوى - في سياق مطول في أوله، وهذا السياق: رواية للمؤلف تأتى [برقم 7517، 7545، 7525]، ولفظ ابن الجارود:(ما لكم حين نابكم في صلاتكم شئ صفحتم؟! إنما هذا للنساء، من نابه شئ في صلاته فليقل: سبحان الله)، ونحوه لفظ مالك ومسلم =

ص: 136

7514 -

سَمِعْتُ إسحاق يقول: سمعت سفيان يقول: كان أبو حازم، يقول: سمعت سهل بن سعد، يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا".

7515 -

حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا عبد العزيز بن أبى حازم، قال: حدثنى أبى، عن سهل بن سعد، قال: جاءنا رسول صلى الله عليه وسلم ونحن ننقل التراب على رؤوسنا، فقال:"اللَّهُمَّ لا عَيْشَ إلا عَيْشُ الآخِرَةِ، فَاغْفِرْ لِلأَنْصَارِ وَالمُهَاجِرَةِ".

= وأبى داود والنسائى والجميع سوى مَن رواه باختصار مثل رواية المؤلف هنا؛ وهذا اللفظ الماضى: نحوه رواية للبخارى وأحمد والطحاوى والمؤلف، وليس عند مالك ومن طريقه مسلم وعبد بن حميد والحميدى وجماعة: قوله: (والتسبيح للرجال)، وهو رواية للبخارى وأحمد والبيهقى وأبى عوانة والنسائى وغيرهم.

قلتُ: وقد بسطنا تخريجه والكلام على ألفاظه في "غرس الأشجار".

7514 -

صحيح: أخرجه البخارى [2735]، والترمذى [1648، 1664]، وابن ماجه [4330]، وأحمد [3/ 443]، و [5/ 330، 337، 338، 339]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[456]، والحميدى [930]، والبغوى في "شرح السنة"[10/ 351]، والطحاوى في "المشكل"[14/ 108]، وأبو نعيم في "صفة الجنة"[1/ رقم 54، 55]، والبيهقى في "الشعب"[4/ رقم 4284]، وفى "سننه"[17665، 18272]، وأبو القاسم البغوى في "الجعديات"[1/ رقم 2928]، وجماعة من طرق عن أبى حازم سلمة بن دينار عن سهل بن سعد الساعدى به

وهو عند الجميع - سوى ابن ماجه ورواية لأحمد - في سياق أتم.

قال الترمذى: "حديث حسن صحيح".

قلتُ: وفى الباب عن جماعة من الصحابة به نحوه

7515 -

صحيح: أخرجه الترمذى [3856]، والبخارى [3872، 6051]، ومسلم [1804]، وأحمد [5/ 332]، والنسائى في "الكبرى"[8312]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[3/ رقم 1791]، والطبرانى في "الكبير"[6/ رقم 5949]، والبيهقى في "سننه"[1/ 48]، و [9/ 39]، وأبو عوانة [4/ 350]، والرويانى [2/ 187]، وجماعة من طرق عن أبى حازم سلمة بن دينار عن سهل بن سعد به نحوه

=

ص: 137

7516 -

حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا عبد الله بن جعفر، قال: حدثنى أبو حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: "أُحُدٌ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الجَنَّةِ".

7517 -

حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا سفيان، عن أبى حازم، سمعه من سهل بن سعد

= ولفظ مسلم في أوله: (جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نحفر الخندق، وننقل التراب على أكتافنا

)، ونحوه عند الجميع سوى الرويانى، فالحديث عنده بالمرفوع منه فقط.

قال الترمذى: "حديث حسن صحيح من هذا الوجه".

قلتُ: وفى الباب عن جماعة من الصحابة

7516 -

منكر: أخرجه الطبراني في "الكبير"[6/ رقم 5813]، وابن عدى في "الكامل"[4/ 179]، ومن طريقه ابن الجوزى في "الموضوعات"[1/ 148]، وأبو حفص الكنانى في "حديثه"[132/ 2]، كما في "الضعيفة"[4/ 297]، وغيرهم من طريق عبد الله بن جعفر بن نجيح المدينى عن سلمة بن دينار أبى حازم عن سهل بن سعد به.

قال ابن عدى: "ولا أعلم يرويه عن أبى حازم غير عبد الله بن جعفر".

وقال الهيثمى في "المجمع"[3/ 687] بعد أن عزاه للمؤلف والطبرانى: (وفيه عبد الله بن جعفر والد عليّ بن المدينى، وهو ضعيف).

قلتُ: وبه أعله ابن الجوزى في "الموضوعات"، فنقل عن النسائي أنه قال عنه:"متروك الحديث"، وكذا أعله به المناوى في "الفيض"[1/ 185]، ثم قال: (وقال الجوزجانى: واه، ثم أورد له مناكير هذا منها

)

قلتُ: وكذا أنكره عليه ابن عدى، وساقه له في ترجمته من "الكامل".

وعبد الله بن جعفر هذا: مع ضعفه كان قد تغير حفظه بأخرة، ولا يبعد أن يكون ممن كان يتلقن ما يُلقَّن، فإن له منكرات لا تُطاق أصلًا، وقد حمل عليه بعض النقاد لأجلها، فتركه جماعة، وقد نُوزع ابن الجوزى في حكمه على هذا الحديث بالوضع.

والحديث: ضعَّف سنده الصالحى في "سبل الهدى والرشاد"[4/ 243]، وقبله أشار المنذرى لضعفه: في "الترغيب"[2/ 151].

والحديث عندى: منكر ليس له أصل من حديث أبى حازم أصلًا.

7517 -

صحيح: مضى الكلام عليه قريبًا [برقم 7513].

ص: 138

وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"وقع بين الأوس والخزرج كلامٌ، حتى تناول بعضهم بعضًا، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبر، فأتاهم، فأذن بلالٌ بالصلاة، فاحتبس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أن احتبس أقام الصلاة، وتقدم أبو بكر يؤم الناس، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من مجيئه ذلك فتخلل الناس، حتى انتهى إلى الصف الذي يلى أبا بكر، فصفق الناس، وكان أبو بكر لا يلتفت في الصلاة، فلما سمع التصفيق التفت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم: أن اثبت، قال: مَا كَانَ اللَّهُ لِيَرَى ابْنَ أبِى قُحَافَةَ بَيْنَ يَدَىْ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ لِلنَّاسِ: "مَا لَكمْ حِينَ نَابَكمْ شَىْءٌ فِي صَلاتِكُمْ صفَّقْتُمْ؟ إنَّمَا هُوَ لِلنِّساءِ، مَنْ نَابَهُ شَىْءٌ فِي صَلاتِهِ فَلْيَقلْ: سُبْحَانَ اللَّهِ".

7518 -

حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد، أن أحدًا ارتج وعليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اثْبُتْ أُحُد، فَمَا عَلَيْكَ إلا نَبِيٌّ، وَصِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدَانِ".

7518 - صحيح: أخرجه أحمد [5/ 331]، وابن حبان [6492]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[449]، وابن أبى عاصم في "السنة"[2/ رقم 444]، والبغوى في "شرح السنة"[14/ 107]، والرويانى في "مسنده"[2/ رقم 1075]، وابن عساكر في "تاريخه"[39/ 294]، وغيرهم من طريق عبد الرزاق عن معمر عن أبى حازم سلمة بن دينار عن سهل بن سعد به.

قال الهيثمى في "المجمع"[9/ 44]: "رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح".

وقال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[7/ 161]: "رواه أبو يعلى، ورواته ثقات".

قلتُ: وهو كما قالا، وسنده صحيح حجة؛ لكن اختلف في سنده وبعض متنه على عبد الرزاق.

1 -

أما متنه: فرواه أحمد بن منصور الرمادى عن عبد الرزاق بإسناده به

إلا أنه ذكر (حراء) بدل (أحد)، هكذا أخرجه البيهقى في "الدلائل"[6/ 351]، والبغوى في "شرح السنة"[14/ 107] من طريق الرمادى به

قلتُ: والرمادى ثقة حافظ من رجال ابن ماجه؛ لكن خالفه أحمد وابن معين وابن المدينى وجماعة من الكبار، كلهم رووه عن عبد الرزاق بإسناده به ولم يذكروا فيه (حراء)، وقولهم هو الصواب. =

ص: 139

7519 -

حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا حاتم بن إسماعيل، عن محمد بن أبى يحيى، عن أبيه، قال: دخلنا على سهل بن سعد الساعدى في نسوة، فقال: لو أنى سقيتكم من بئر بضاعة لكرهتم ذلك، وقد - والله - سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من مائها.

= 2 - وأما سنده: فقد رواه الثقات الكبار عن عبد الرزاق بإسناده به على الوجه الماضى

وخالفهم إسحاق ابن إبراهيم الدبرى، فرواه عن عبد الرزاق بإسناده عن سهل قال: قال عثمان به .... ، وجعله من (مسند عثمان بن عفان).

هكذا أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"[رقم 20401/ وهو رواية الدبرى عنه]، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"[1/ رقم 146]، وابن عساكر في "تاريخه"[39/ 294 - 295] من طريق الدبرى به.

قلتُ: وقول الجماعة عن عبد الرزاق هو الأصح إن شاء الله. ويمكن أن يكون سهل كان قد سمعه من عثمان، ثم صار يرسل الحديث ولا يذكر مَنْ حدَّثه به.

وفى الباب: عن جماعة من الصحابة أيضًا. واللَّه المستعان.

7519 -

ضعيف: أخرجه الطبراني في "الكبير"[6/ 6026]، والبيهقى في "سننه"[1152]، وفى "المعرفة"[2/ 79]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[2/ 139] من طريقين عن حاتم [وتصحَّف عند الطبراني إلى "جابر"] بن إسماعيل عن محمد بن أبى يحيى الأسلمى عن أبيه عن سهل بن سعد به

قال البيهقى: "هذا إسناد حسن موصول".

وقال الهيثمى في "المجمع"[3/ 685]: "رجاله ثقات".

قلتُ: نعم: رجاله كلهم ثقات من رجال "التهذيب"، لكن اختلف على حاتم بن إسماعيل في سنده، فرواه عنه جماعة آخرون فقالوا: (عن محمد بن أبى يحيى عن أمه عن سهل به نحوه

)، فجعلوه عن:(أمه) بدل (أبيه).

هكذا أخرجه الطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 13]، وأبو نعيم في أخبار أصبهان [1/ 401] و [2/ 129]، والرويانى [2/ رقم 1121]، وسمويه في "فوائده"[رقم 20/ ضمن مجموعة أجزاء حديثية]، والأثرم في "سننه"[ق 4/ أ/ قطعة منه/ مخطوط الظاهرية]، وغيرهم من طرق عن حاتم به

=

ص: 140

7520 -

حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحى، قال: حدّثنا أبو حاتم، عن سهل بن سعد، سمع النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الجنة، فقال:"فِيهَا مَا لا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ".

= قلتُ: وأبو نعيم يرويه من طريق المؤلف به

، فما أدرى، هل تحرف عنده (أبيه) إلى (أمه)، أم أن ذلك التحريف هو الواقع عند المؤلف هنا؟! الظاهر عندى: هو الثاني، لأمرٍ ذكرته في "غرس الأشجار".

وقد توبع حاتم على هذا اللون الثاني: تابعه فضيل بن سليمان عن محمد بن أبى يحيى الأسلمى عن أمه عن سهل به نحوه باختصار، أخرجه أحمد [5/ 337]، والدارقطنى في "سننه"[1/ 32] من طريقين عن فضيل به ..

قلتُ: وهذا الوجه هو الأصح إن شاء الله؛ وأرى من رواه عن حاتم بن إسماعيل وقال فيه: (عن أبيه)، إما أنه غلط فيه، أو قد تحرَّف على مَنْ دونه.

ويؤيِّد أن الحديث: عن (محمد بن أبى يحيى الأسلمى عن أمه عن سهل به

). أن إبراهيم بن محمد بن أبى يحيى: قد رواه هكذا عن أبيه به

أخرجه الشافعي في "القديم" كما نقله عنه البيهقى في "المعرفة"[2/ 79]، وزعم ابن التركمانى أن إسناد الحديث مضطرب، ولم يُصب في هذا.

ومدار الإسناد (على أم محمد بن أبى يحيى) وهى امرأة مجهولة لا تُعرف، وبها: أعل ابن التركمانى هذا الحديث في "الجوهر النقى"[1/ 259]، وقال: "لم نعرف حال أمه - يعنى محمد الأسلمى - ولا اسمها بعد الكشف التام

"، ثم وهم وقال: "ولا ذكر لها في شئ من الكتب الستة" وليس كما قال، بل أخرج لها ابن ماجه حديثًا من رواية ابنها عنها، وقال الحافظ في "التقريب": "مقبولة". وهى آفة هذا الحديث هنا: وقد بسطنا الكلام عليه في "غرس الأشجار". والله المستعان لا رب سواه.

7520 -

صحيح: أخرجه مسلم [2825]، وأحمد [5/ 334]، والحاكم [2/ 448]، والطبرانى في "الكبير"[6/ رقم 5827، 6002، 6003]، وابن أبى شيبة [33973]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[463]، والبيهقى في "الشعب"[5/ رقم 6919]، والطبرى في "تفسيره" 201/ 186/ طبعة الرسالة]، وأبو نعيم في "صفة الجنة"[1/ رقم 122]، =

ص: 141

7521 -

حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمرٌ، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد، قال: سمعته يحدث أن امرأةً جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فوهبت نفسها له، فصمت، ثم عرضت نفسها عليه، فصمت، فلقد رأيتها قائمةً مليًا - أو قال: هويًا - تعرض نفسها عليه هو صامتٌ، فقام رجلٌ - أحسبه قال: من الأنصار، قال: إن لم يكن لك بها حاجةٌ فزوجنيها، فقال:"أَلَكَ شَىْءٌ؟ " قال: لا، واللَّه يا رسول الله، قال:"فَاذْهَبْ فَالْتَمِسْ شَيْئًا، وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ"، فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ، فقال: واللَّه ما وجدت شيئًا غير ثوبى هذا، أشقه بينى وبينها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"مَا فِي ثُوْبِكَ فَضْلٌ عَنْكَ".

7522 -

حَدَّثَنَا إسحاق بن أبى إسرائيل، حدّثنا سفيان، عن أبى حازم، سمع سهل

= والرويانى [2/ رقم 1040]، وابن نصر في "قيام الليل"[رقم 15/ مختصره]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 885] من طريقين عن أبى حازم سلمة بن دينار عن سهل بن سعد الساعدى به

وزاد مسلم وأحمد والحاكم والبيهقى والرويانى وأبو نعيم والطبرى وابن نصر في آخره: (ثم قرأ هذه الآية: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ

} [السجدة: 16]، إلى آخر الآية.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".

قلتُ: وهذا من أوهامه، بل أخرجه مسلم كما رأيتَ!.

وفى الباب: عن أبى هريرة به مثله

وقد مضى [برقم 6276].

7521 -

صحيح: أخرجه عبد الرزاق [12274]، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"[6/ رقم 5961]، وأبو عوانة [3/ 49 - 50] من طريق عبد الرزاق عن معمر [وقرن معه الثورى عند عبد الرزاق ومن طريقه أبو عوانة]، عن أبى حازم سلمة بن دينار عن سهل بن سعد بن نحوه

قلتُ: وسنده صحيح حجة، وقد توبع عليه معمر: تابعه الثورى ومالك وابن عيينة وعبد العزيز بن أبى حازم وحماد بن زيد وزائدة وجماعة، وقد خرَّجنا رواياتهم في "غرس الأشجار"، وستأتى رواية ابن عيينة [برقم 7522]، وتأتى رواية عبد العزيز [برقم 7539].

7522 -

صحيح: أخرجه البخارى [4854]، ومسلم [1425]، والنسائى [3200، 3280]، وأحمد [5/ 330]، والحميدى [928]، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"[6/ رقم 5915]، وابن الجارود [716]، والبيهقى في "سننه"[14137]، والطحاوى في "المشكل" [6/ 273، =

ص: 142

ابن سعد، يقول في القوم: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقامت امرأةٌ، فقالت: إنها قد وهبت نفسها له، فر فيها رأيك، فقام إليه رجلٌ من القوم، فقال: زوجنيها، فلم يرد عليه شيئًا، ثم قالت: إنها قد وهبت نفسها لك، فقام رجلٌ، فقال: زوجنيها، ثم قام الثالثة، فقال:"هَلْ عِنْدَكَ شَىْءٌ؟ " قال: لا، قال:"فاذْهَبْ فَاطْلُبْ"، قال: فذهب فطلب، فقال: ما وجدت شيئًا، قال:"فَاذْهَبْ فَاطْلُبْ، وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ"، قال: فذهب، ثم رجع، فقال: لم أجد شيئا، قال:"هَلْ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ شَىْءٌ؟ " قال: نعم، سورة كذا، وسورة كذا، فقال:"اذْهَبْ فَقَدْ أَنْكَحْتكَ عَلَى مَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ".

7523 -

حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا سفيان، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ"، وَوَصَفَ سُفْيَانُ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ يُشِيرُ بِهَا.

7524 -

حَدَّثَنَا خلف بن هشام البزاز، حدّثنا حماد بن زيد، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد، قال: كان قتالٌ بين بنى عمرو بن عوف، فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم ليصلح بينهم، وقد صلى الظهر، فقال لبلال:"إنْ حَضَرَتْ صَلاةُ الْعَصْرِ وَلَمْ آتِ، فَمُرْ أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ"، فلما حضرت صلاة العصر أذن بلالٌ وأقام، وقال: يا أبا بكر تقدم، فتقدم أبو

= 274]، وفى "شرح المعانى"[3/ 16]، وأبو عوانة [3/ 49]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن أبى حازم سلمة بن دينار عن سهل بن سعد به نحوه

وهو عند ابن الجارود باختصار.

قلتُ: وقد رواه جماعة عن أبى حازم به نحوه

فانظر الآتى [برقم 7539].

7523 -

صحيح: أخرجه البخارى [4995]، وأحمد [5/ 335]، والحميدى [925]، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"[6/ رقم 5912]، والذهبى في التذكرة [2/ 413 - 414] من طريق ابن عيينة عن سلمة بن دينار أبى حازم عن سهل بن سعد به

ولفظ أحمد: (بعثتُ أنا والساعة كهذه من هذه)، ولفظ البخارى في آخره:(وقرن بين السبابة والوسطى)، ونحوه عند الباقين.

قلتُ: قد توبع عليه سفيان: تابعه الفضيل بن سليمان ويعقوب بن عبد الرحمن وعبد العزيز بن أبى حازم وغيرهم عن أبى حازم عن سهل به

7524 -

صحيح: مضى الكلام عليه قريبًا [برقم 7513].

ص: 143

بكر، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشق الصفوف، فلما رأى الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم صفَّحوا، يعنى: التصفيق، قال: وكان أبو بكر إذا دخل في صلاة لم يلتفت، فلما رأى التصفيق لا يمسك عنه التفت، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه، فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن امض، فلبث أبو بكر هنيّةً يحمد الله على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: امض، ثم مشى أبو بكر القهقرى، يعنى: على عقبه، فلما رأى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فصلى بالقوم صلاتهم، فلما قضى صلاته، قال:"يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا مَنَعَكَ إذْ أَوْمَأْتُ إلَيْكَ أَلا تَكُونَ مَضَيْتَ؟ " قال أبو بكر: لم يكن لابن أبى قحافة أن يؤم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال للناس:"إذَا نَابَكُمْ فِي صَلاتِكُمْ شَىْءٌ فَلْيُسَبِّحِ الرِّجَال، وَلْيُصَفِّقِ النِّسَاءُ".

7525 -

حَدَّثَنَا محمد بن يحيى الزمانى، حدّثنا مكى بن إبراهيم، حدّثنا موسى بن عبيدة، عن عمر بن الحكم، عن عبد الله بن عمرو؛ وعن أبى حازم، عن سهل بن سعد، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دُونَ اللَّهِ سبْعُونَ أَلْفَ حِجَابِ نُورٍ وَظُلْمَةٍ، وَمَا تَسْمَعُ نَفْسٌ شَيْئًا مِنْ حِسِّ تِلْكَ الحُجُبِ إلا زَهَقَتْ نَفْسُهَا".

7525 - باطل: أخرجه الطبراني في "الكبير"[6/ رقم 5802]، والعقيلى في "الضعفاء"[3/ 152]، ومن طريقه ابن الجوزى في "الموضوعات"[1/ 116]، وابن أبى عاصم في "السنة"[2/ رقم 788/ ظلال]، وابن راهويه في "مسنده"، كما في "إتحاف الخيرة"[1/ 187] و [6/ 166/ طبعة الوطن]، والدينورى في "المجالسة"[6/ 2577] و [7/ رقم 3022/ طبعة دار ابن حزم]، والرويانى في "مسنده"[2/ رقم 1055]، والبيهقى في "الأسماء والصفات"[2/ رقم 854/ طبعة الحاشدى]، والمؤلف في "المعجم"[رقم 82]، وغيرهم من طريق موسى بن عبيدة الربذى عن عمر بن الحكم بن ثوبان عند عبد الله بن عمرو بن العاص به

وعن أبى حازم سلمة بن دينار عن سهل بن سعد به نحوه

وهو عند ابن راهويه والدينورى: بالإسناد الثاني فقط.

قال البيهقى: "تفرد به موسى بن عبيدة الربذى، وهو عند أهل العلم بالحديث: ضعيف".

قلتُ: وبه أعله الهيثمى في "المجمع"[1/ 251]، والبوصيرى في "الإتحاف"[1/ 187] و [6/ 166]، وقبلهما الذهبى في "العلو "[ص 65]، وقبله ابن الجوزى في "الموضوعات"، وساق كلام النقاد في موسى الربذى، وقبل ذلك قال:(هذا حديث لا أصل له) يعنى مرفوعًا؛ وناقشه =

ص: 144

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= السيوطى بشأن هذا في "اللآلئ المصنوعة"[1/ 22 - 24]، وساق للحديث طرقًا وشواهد كلها مناكير على التحقيق، ثم قال:"فهذه الطرق تقوى الحديث، ويتعذر معها الحكم عليه بالوضع".

قلتُ: وهذا من تساهل الرجل في باب نقد الأخبار، على عكس ابن الجوزى تمامًا، وللحديث هنا: منكر باطل لا يثبت مرفوعًا قط، ومداره من الطريق الماضى:(على موسى بن عبيدة الربذى)، وهو شيخ ضعيف منكر الحديث، بل هو واه على التحقيق، راجع ترجمته في "التهذيب وذيوله".

وقد خُولف في رفعه، خالفه فضيل بن سليمان وعبد العزيز بن أبى حازم، كلاهما روياه عن أبى حازم عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن عبد الله بن عمرو به نحوه موقوفًا، هكذا أخرجه أبو الشيخ في "العظمة"[2/ 671، 681] من طريقين عن أبى حازم به.

قلتُ: ثم جاء محمد بن مطرف - وهو ثقة إمام - وخالف الجميع، فرواه عن أبى حازم فقال: عن عبيد الله بن مقسم به نحوه موقوفًا عليه في سياق أتم، هكذا أخرجه ابن خزيمة في "التوحيد"[1/ رقم 7] بإسناد ثابت إلى محمد بن مطرف به.

قلتُ: وخالف الكل: عبد الجليل القيسى، فرواه عن أبى حازم فقال: عن عبد الله بن عمرو به نحوه في سياق أتم، هكذا أخرجه أبو الشيخ في "العظمة"[2/ 676]، وابن أبى حاتم في "تفسيره"[2/ 68]، والطبرى في "تفسيره"[19/ 260] من طرق عن معتمر بن سليمان عن عبد الجليل القيسى به.

قلتُ: ثم غامر حبيب بن أبى حبيب المصرى كاتب مالك، وروى هذا الحديث عن هشام بن سعد وعبد العزيز بن أبى حازم كلاهما عن أبى حازم عن سهل بن سعد به مرفوعًا نحوه في سياق أتم، وتابع موسى بن عبيدة على روايته على الوجه الأول، هكذا أخرجه الدارقطنى في "الأفراد"[1/ رقم 2144/ أطرافه/ الطبعة التدمرية]، ومن طريقه ابن الجوزى في "الموضوعات"[1/ 116] بإسناد صحيح إليه به.

قال الدارقطنى: "تفرد به حبيب بن أبى حبيب

".

وقال ابن الجوزى: "هذا حديث لا أصل له"، ثم نقل قول أحمد في حبيب:"ليس بثقة كان يكذب"، وقول ابن معين:"ليس بشئ"، وقول النسائي:"متروك"، وقول ابن عدى:"كان يضع الحديث". =

ص: 145

7526 -

حَدَّثَنَا عبد الأعلى بن حماد النرسى، حدّثنا معتمر، قال: سمعت عقبة بن محمد المدينى يحدث، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد، رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال:"عِنْدَ اللَّهِ خَزَائِنُ لِلْخَيْرِ وَالشَّرِّ، مَفَاتِيحُهَا الرِّجَال، فَطُوبَى لمَنْ جَعَلْتُهُ مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ، مِغْلاقًا لِلشَّرِّ، وَوَيْلٌ لمَنْ جَعَلْتهُ مِغْلاقًا لِلْخَيْرِ، مِفْتَاحًا لِلشَّرِّ".

= قلتُ: وكذا رماه أبو داود وغيره بالوضع، وهو من رجال ابن ماجه وحده.

والمحفوظ عن أبى حازم في هذا الحديث: وجهان وحسب:

الأول: ما مضى من رواية محمد بن مطرف عنه عن عبيد الله بن مقسم به موقوفا عليه

وهذا إسناد صحيح مقطوع.

والثانى: ما رواه فضيل بن سليمان وعبد العزيز بن أبى حازم كلاهما عن أبى حازم عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن عبد الله بن عمرو به نحوه

قلتُ: وهذا إسناد صالح؛ رجاله كلهم رجال "الصحيح"، وهو موقوف على عبد الله بن عمرو مِن قوله

وله طرق أخرى عنه به

وعمر بن الحكم: وثقه جماعة، واحتج به مسلم، لكن قال البخارى:"ذاهب الحديث" نقله عنه العقيلى في "الضعفاء"[3/ 152]، ثم ساق له العقيلى هذا الحديث من رواية موسى بن عبيدة الربذى عنه بإسناده الأول به

كما عند المؤلف

ثم قال العقيلى: "وقد روى هذا من غير هذا الوجه مرسلًا، فأسنده مَنْ هو نحو موسى بن عبيدة أو دونه".

قلتُ: بل الحمل في رفعه على موسى بن عبيدة كما مضى

وكان ينبغى أن يساق الحديث في ترجمة (موسى) بدلًا من (عمر بن الحكم)، كما جزم بذلك الذهبى في ترجمة عمر من "الميزان"[5/ 229].

وللحديث: شواهد مرفوعة كلها تالفة الأسانيد البتة، لا يثبت منها شئ أصلًا، وقد صح بعضها مرسلًا وحسب، والله المستعان.

7526 -

منكر: أخرجه الطبراني في "الكبير"[6/ رقم 5812]، وفى "مكارم الأخلاق"[رقم 83]، والرويانى [2/ رقم 1049]، وابن أبى الدنيا في "مداراة الناس"[رقم 136]، =

ص: 146

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والبخارى في "تاريخه"[1/ 205]، وابن عدى في "الكامل"[4/ 273]، وابن أبى عاصم في "السنة"[1/ رقم 303/ طبعة دار الصميعى]، وفى [1/ رقم 296/ ظلال الجنة]، وغيرهم من طريق معتمر بن سليمان عن عقبة بن محمد المدينى عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم [وقد سقط قوله:"عبد الرحمن بن" من سند ابن أبى عاصم، وقد نبَّه على هذا الإمام الألبانى في "الظلال"، وقد أثبته المعلق على طبعة دار الصميعى

]، عن أبى حازم سلمة بن دينار عن سهل بن سعد الساعدى به نحوه

وهو عند البخارى مختصرًا.

قال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[1/ 247]: "هذا إسناد ضعيف، عبد الرحمن بن زيد بن أسلم المدنى: ضعفه أحمد وابن معين وابن المدينى والنسائى، وقال الحاكم: يروى عن أبيه أحاديث موضوعة، وقال ابن الجوزى: أجمعوا على ضعفه".

قلتُ: وهو كما قال، وعبد الرحمن هذا: كان كثير المنكرات عن الثقات، وهو من رجال الترمذى وابن ماجه وحدهما، وقد تركه ابن حبان وغيره أيضا، وأنكر عليه ابن عدى: هذا الحديث، وساقه له في ترجمته من "الكامل"، وبه أعله البخارى أيضا، فإنه قال عقب روايته:"وعبد الرحمن: لا يصح حديثه".

قلتُ: وباقى رجاله ثقات رجال "الصحيح" سوى عقبة بن محمد المدينى، ويقال له:(محمد بن عقبة) أيضًا، ترجمه ابن حبان في "المجروحين"[2/ 279]، وقال: "شيخ يروى عن أبى حازم، روى عنه: المعتمر بن سليمان

منكر الحديث، ينفرد عن أبى حازم بما لا يشبه حديثه، لا يحتج به إذا وافق الثقات، فكيف إذا انفرد بأوابد؟!.

قلتُ: وهو من رجال "الميزان، ولسانه"[7/ 349/ طبعة أبى غدة].

وقد اختلف في سنده على معتمر بن سليمان، فرواه عنه عبد الأعلى بن حماد ومحمد بن يحيى بن ميمون وأبو إسحاق الطالقانى، ثلاثتهم على الوجه الماضى، وخالفهم محمد بن بكير الحضرمى وعلى بن المدينى، كلاهما روياه عن معتمر فقالا: عن عقبة بن محمد [وقال ابن المدينى: عن محمد بن عقبة]، عن أبى حازم عن سهل به نحوه

، وأسقطا منه (عبد الرحمن بن زيد بن أسلم) من سنده، هكذا أخرجه الطبراني في "الكبير"[6/ رقم 5956]، والبخارى في "تاريخه"[1/ 200]. =

ص: 147

7527 -

حَدَّثَنَا سويد بن سعيد، حدّثنا عبد العزيز بن أبى حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم خيبر: "لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلا يَفْتَحُ اللهُ عَلَى يَدِهِ"، فبات الناس يدوكون، أيهم يعطى، فلما أصبح الناس، غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلهم يرجو أن يعطاها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؟ " فقالوا: يا رسول الله، هو يشتكى عينيه، فأمر به، فَدُعِىَ، فبزق في عينيه، ودعا له، فبرأ

= قلتُ: يبدو لى أن محمد بن عقبة كان يتلوَّن في سنده، أو ربما دلَّس (عبد الرحمن بن زيد) في تلك الرواية، وهو شيخ ضعيف كما مضى.

والحديث: حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: وبه يُعرف، وعليه أنكر كما مضى، وقد رواه عنه أيضًا: عبد الله بن وهب وإسحاق بن إدريس، وإسماعيل بن زكريا الخلقانى، كلهم عنه عن أبى حازم عن سهل بن سعد به نحوه

أخرجه ابن ماجه [238]، وأبو نعيم في "الحلية"[8/ 329]، وابن عدى في "الكامل"[4/ 273]، والخرائطى في "مكارم الأخلاق"[رقم 293/ انتقاء السلفى]، وابن أبى عاصم في "السنة"[1/ رقم 298/ ظلال]، وغيرهم من طرق عن عبد الرحمن بن زيد به

ولفظ ابن ماجه وأبى نعيم في أوله: (إن هذا الخير خزائن

ولتلك الخزائن مفاتيح

)، زاد أبو نعيم والباقون: (فمفاتيحه الرجال

) لفظ أبى نعيم

قال أبو نعيم: "غريب من حديث سهل، لم يروه عنه إلا أبو حازم، تفرَّد به عند عبد الرحمن فيما أعلم".

قلتُ: وعبد الرحمن: هو آفته كما سبق.

وفى الباب: شواهد عن ابن عباس وأنس بن مالك وغيرهما: وكلها مناكير.

والحديث: ضعَّف سنده المنذرى في "الترغيب"[1/ 49]، وتابعه ابن حجر الهيتمى في "الزواجر"[1/ 251]، وكلاهما ذكراه من رواية سهل بن سعد وحده

والله المستعان لا رب سواه.

7527 -

صحيح: أخرجه البخارى [2783، 3498]، وابن حبان [6932]، والبيهقى في "سننه"[18009]، وفى "القضاء والقدر"[رقم 103]، وابن عبد البر في "التمهيد"[2/ 218]، وغيرهم من طريق عبد العزيز بن أبى حازم عن أبيه سلمة بن دينار عن سهل بن سعد به نحوه

=

ص: 148

مكانه، حتى كأنه لم يكن به شئٌ، فدفع الراية إليه، فقال: يا رسول الله، علام نقاتلهم؟ فقال صلى الله عليه وسلم:"عَلَى رِسْلِكَ، انْفذْ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إلَى اللهِ عز وجل، وَإلَى رَسُولِهِ، حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ فِيهِ مِنَ الحقِّ، فَوَاللَّهِ لأَنْ يَهْدِىَ اللَّهُ بِهُدَاكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ".

7528 -

حَدَّثَنَا القواريرى، حدّثنا بشر بن المفضل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ لَيَتَرَاءَوْنَ الْغُرْفَةَ مِنْ غُرَفِ الجَنَّةِ كَمَا تَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ فِي الأُفُقِ الشَّرْقِيِّ أَوِ الْغَرْبِيِّ".

= قلتُ: وهكذا رواه يعقوب بن عبد الرحمن وفضيل بن سليمان وعبد الله بن جعفر المدينى وغيرهم عن أبى حازم عن سهل به نحوه

7528 -

صحيح: أخرجه ابن حبان [7392]، والطبرانى في "الكبير"[6/ رقم 5762]، وابن عدى في "الكامل"[4/ 303] من طريق بشر بن المفضل عن عبد الرحمن بن إسحاق المدنى المعروف بـ (عباد)، عن أبى حازم سلمة بن دينار عن سهل بن سعد به

قلتُ: وهذا إسناد جيد؛ رجاله كلهم ثقات رجال "الصحيح"، وفى عبد الرحمن بن إسحاق: كلام معروف؛ إلا أنه صدوق متماسك.

ولم ينفرد به عبد الرحمن، بل تابعه عليه جماعة، منهم:

1 -

عبد العزيز بن أبى حازم عن أبيه عن سهل مرفوعًا بلفظ: (إن أهل الجنة ليتراءون الغرف في الجنة كما تتراءون الكوكب في السماء)، أخرجه البخارى [6188]، والطبرانى في "الكبير"[6/ رقم 5878]، وابن أبى داود في "البعث"[رقم 73]، والبيهقى في "البعث والنشور"[رقم 239]، وابن أبى الدنيا في "صفة الجنة"[رقم 179]، وغيرهم من طرق عن عبد العزيز به

2 -

ويعقوب بن عبد الرحمن القارئ: على مثل رواية عبد العزيز: عند مسلم [2830]، وأحمد [5/ 340]، والرويانى في "مسنده"[2/ رقم 1028]، وغيرهم.

3 -

ووهيب بن خالد: على نحو رواية عبد العزيز: أخرجه الدارمى [2830]، وابن أبى شيبة في "مسنده"[1/ رقم 109]، ومسلم [2831]، وأبو جعفر بن البخترى في "الجزء الرابع من حديثه"[رقم 8/ ضمن مجموع مؤلفاته].

قلتُ: وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة به نحوه

ص: 149

7529 -

حَدَّثَنَا يحيى بن أيوب، حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لِلصَّائِمِينَ بَابٌ فِي الجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ الرَّيَّان، لا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ أُغْلِقَ، فَمَنْ دَخَلَ مِنْهُ يَشْرَبْ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأ أَبَدًا".

7529 - صحيح: أخرجه النسائي [2236]، وأحمد [5/ 335]، وابن خزيمة [1952]، والطبرانى في "الكبير"[6/ رقم 5826]، وأبو نعيم في "الحلية"[3/ 251]، وابن عدى في "الكامل"[3/ 45]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 220]، وغيرهم من طرق عن سعيد بن عبد الرحمن الجمحى عن أبى حازم سلمة بن دينار عن سهل ابن سعد به نحوه

وهو عند الطبراني: مختصرًا.

قال البغوى: "هذا حديث حسن غريب".

قلتُ: وسنده حسن صالح، رجاله كلهم رجال "الصحيح"، وفى سعيد الجمحى: كلام لا ينزل بحديثه عن درجة الحسن.

ومن هذا الطريق: أخرجه الرويانى [2/ رقم 1075]، وأبو الفضل الزهرى في "حديثه"[رقم 386]، وابن أبى الدنيا في "صفة الجنة"[رقم 222] من طرق عن سعيد بن عبد الرحمن الجمحى بإسناده به.

قلتُ: وقد توبع عليه سعيد، تابعه جماعة عن أبى حازم، منهم:

1 -

هشام بن سعد المدنى: على نحو رواية سعيد باختصار يسير: أخرجه الترمذى [765]، وابن ماجه [1640]، والطبرانى في "الكبير"[رقم 5754]، وأبو نصر محمد بن الحسين البزاز في "فوائده"، كما في تاريخ قزوين [2/ 228/ الطبعة العلمية]، وابن المقرئ في "المعجم"[رقم 282]، وغيرهم من طرق عن هشام بن سعد عن أبى حازم عن سهل بن سعد به نحوه

قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح غريب".

قلتُ: وهشام مختلف فيه، إلا أنه متابع عليه.

2 -

وسليمان بن بلال: على نحو رواية سعيد دون الفقرة الأخيرة المتعلقة بالشرب والظمأ: أخرجه البخارى [1797]، ومسلم [1152]، وابن حبان [3420]، والبيهقى في "الشعب"[3/ رقم 3584]، وفى "سننه"[8294]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[455]، وأبو نعيم في "المستخرج على مسلم"[2616]، وأبو عوانة [2166]، وغيرهم من طريق سليمان به. =

ص: 150

7530 -

وَعَنْ سهل بن سعد، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يذكر الجنة، يقول:"فِيهَا مَا لا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ".

7531 -

وَعَنْ سهل بن سعد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"غُدوَةٌ أَوْ رَوْحَةٌ - يَعْنِى: فِي سَبِيلِ اللَّهِ - خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا".

7532 -

حَدَّثَنَا مصعب بن عبد الله الزبيرى، قال: حدثنى أبى، عن قدامة بن

= 3 - وحماد بن زيد: على نحو رواية سليمان: عند أحمد [5/ 333].

قلتُ: وهكذا رواه محمد بن مطرف وعبد الله بن جعفر ومبشر بن مُكَسِّر والثورى - واختلف فيه - وغيرهم عن أبى حازم عن سهل به نحوه

وبعضهم مختصرًا.

قلتُ: وقد اختلف على أبى حازم في وقفه ورفعه، فرواه عنه جماعة آخرون فأوقفوه على سهل، والوجهان محفوظان كما شرحنا ذلك في "غرس الأشجار"، وراجح "الفتح"[4/ 1112]. واللَّه المستعان.

7530 -

صحيح: مضى قريبًا [برقم 7520].

7531 -

صحيح: أخرجه البخارى [2735، 6052]، ومسلم [1881] والترمذى [1648] 1664]، وابن ماجه [12756] وأحمد [3/ 433]، و [5/ 335، 337، 338، 339]، والدارمى [12398] وابن أبى شيبة [19304]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[456]، والبيهقى في "الشعب"[4/ رقم 4284]، وفى "سننه"[17665، 18272]، وأبو القاسم البغوى في "الجعديات"[1/ رقم 2927]، ومن طريقه أبو محمد البغوى في "شرح السنة"[10/ 351]، وأبو عوانة [4/ 466]، والرويانى [2/ رقم 1018]، وجماعة من طرق عن أبى حازم سلمة بن دينار عن سهل بن سعد به نحوه

وهو عند الأكثرين في سياق أتم.

7532 -

صحيح لغيره: المرفوع منه فقط: أخرجه ابن حبان [7287]، والطبرانى في "الكبير"[6/ 6028]، وفى "الأوسط"[1/ 835]، والحاكم [3/ 661]، والرويانى [2/ 1120]، وأبو القاسم البغوى في "حديث مصعب الزبيرى"[135]، وابن عساكر في "تاريخه"[26/ 264، 265]، وأبو العرب القيروانى في "المحن"[ص 403/ طبعة دار العلوم]، وغيرهم من طريق مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت الزبيرى المدنى عن أبيه عن قدامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب عن سهل بن سعد به نحوه

وهو عند الحاكم بالقصة في أوله دون المرفوع في آخره.=

ص: 151

إبراهيم، قال: رأيت الحجاج يضرب عباس بن سهل في أمر ابن الزبير، فأتاه سهل بن سعد، وهو شيخٌ كبيرٌ له ضفران وعليه ثوبان: إزارٌ، ورداء، فوقف بين السماطين، فقال: يا حجاج، ألا تحفظ فينا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! قال: وما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم؟ قال: أوصى أن يُحْسَنَ إلى محسن الأنصار، وَيُعْفَى عن مسيئهم، قال: فأرسله.

7533 -

حدّثنا مصعب، حدّثنا ابن أبى حازم، عن عبد الله بن عامر، عن أبى

= قال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[3/ 411]: "هذا إسناد صحيح على شرط ابن حبان".

وقبله قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن قدامة بن إبراهيم إلا عبد بن مصعب؛ تفرد به ابنه مصعب".

قلتُ: ومصعب ثقة عالم من رجال النسائي وابن ماجه؛ وقدامة بن إبراهيم: شيخ صدوق من رجال ابن ماجه وحده.

إنما آفة الإسناد: من (عبد الله بن مصعب الزبيرى) والد مصعب الزبيرى، وكان والى المدينة في عهد الرشيد؛ وقد انفرد ابن حبان بذكره في "الثقات"[7/ 56]، واحتج بحديثه هذا في "صحيحه"، لكن نقل الخطيب في ترجمته من "تاريخ بغداد"[10/ 175]، عن ابن معين أنه قال عنه:"ضعيف الحديث، لم يكن عنده كتاب، إنما كان يحفظ".

قلتُ: وهذا مقدم على توثيق ابن حبان، وبه أعله الهيثمى في "المجمع"[9/ 774].

وللجزء المرفوع في آخره: طريق آخر عن سهل بن سعد بن نحوه

عند الطبراني في "الكبير"[6/ رقم 5719]، وسنده واهٍ.

لكن لهذا الجزء: شواهد عن جماعة من الصحابة به نحوه

مضى منها حديث أنس [برقم 2994، 3208]، وحديث أبى سعيد [1025]، وحديث أنس: ثابت في "الصحيحين" وفيه (أوصيكم بالأنصار

فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم). واللَّه المستعان.

7533 -

صحيح: أخرجه البخارى [552، 1820]، وابن خزيمة [1942]، والطبرانى في "الكبير"[6/ رقم 5871، 5903]، والبيهقى في "سننه"[1981]، وفى "المعرفة"[2/ 294]، والرويانى في "مسنده"[2/ رقم 1020]، وغيرهم من طرق عن أبى حازم سلمة بن دينار عن سهل بن سعد به نحوه

وعند ابن خزيمة: (

أن أدرك صلاة الصبح

) بدل (أدرك السجود

)، ومثله عند البيهقى والطبرانى، ورواية للبخارى، وعند الرويانى: (

أن أدرك الصلاة

). =

ص: 152

حازم، عن سهل بن سعد، قال: كنت أتسحَّر في أهلى ثم تكون سرعة أن أدرك السجود مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

7534 -

حَدَّثَنَا داود بن عمرو بن زهير الضبى، حدّثنا زهرة بن عمرو بن معبد التيمى، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد الساعدى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قَيْدُ سَوْطٍ فِي الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا".

7535 -

وَعَنْ أبى حازم، قال: أخبرنى سهل بن سعد، قال: شهدت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثًا: حين كُسرت رباعيته، وجُرح وجهه، وهُشمت البيضة على رأسه، وإنى لأعرف من يغسل الدم عن وجهه، ومن ينقل عليه الماء، وماذا جعل لمن أخذه

وانقطع على أبى يعلى.

7536 -

حَدَّثَنَا أبو إبراهيم الترجمانى إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا عبد العزيز -

= قلتُ: وتمام تخريجه في "غرس الأشجار". والله المستعان.

7534 -

صحيح: مضى الكلام عليه سابقًا [برقم 7514، 7531].

7535 -

صحيح: هذا إسناد صالح، رجاله كلهم ثقات رجال "الصحيح" سوى زهرة بن عمرو بن معبد التيمى، فقد روى عنه جماعة من الثقات، وذكره ابن حبان في "ثقاته"[6/ 344 - 345]، وساق له هذا الحديث من طريق المؤلف به

فمثله صدوق صالح إن شاء الله، ولم ينفرد به، بل تابعه عليه يعقوب بن عبد الرحمن القارئ عن أبى حازم عن سهل بن سعد به نحوه في سياق أتم: أخرجه البخارى [3847]، ومسلم [1790]، وسعيد بن منصور في "سننه"[2847]، وأبو عوانة [4/ 328]، والرويانى [3/ رقم 1012]، والبغوى في "شرح السنة" [13/ 392 - 393، من طريق يعقوب به.

قلتُ: وانظر الآتى.

7536 -

صحيح: أخرجه البخارى [2754]، ومسلم [1790]، وابن ماجه [3464]، وابن حبان [6579]، والطبرانى في "الكبير"[6/ رقم 5897]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[453]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 501، 502]، وفى "المشكل"[12/ 436]، والبيهقى =

ص: 153

يعنى ابن أبى حازم - عن أبيه، عن سهل بن سعد، أن رجلًا سأله: جُرح وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: جرح وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكُسرت رباعيته، وهُشمت البيضة على رأسه، فكانت فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم تغسل الدم، وعلىٌ يسكب عليها الماء بالمجن، فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرةً، أخذت فاطمة قطعة حصير، فأحرقته، حتى إذا صار رمادًا، ألصقته بالجرح، استمسك الدم.

7537 -

وَعَنْ سهل بن سعد، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدِهِ"، قال: فبات الناس يدوكون لذلك، ويرون أيهم يعطاها، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلهم يرجو أن يعطاها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؟ " قالوا: يا رسول الله، هو يشتكى عينيه، فأمر به، فدعى، فبصق في عينيه، ودعا له، فبرأ مكانه، حتى كأن لم يكن به شئٌ، فأعطاه الراية، فقال: يا رسول الله، أنقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"عَلَى رِسْلِكَ، إذَا نَزَلْتَ بِسَاحَتِهِمْ فَادْعُهُمْ إلَى الإسْلامِ، وَأَخْبِرْهُمْ بمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ فِيهِ مِنَ الحقِّ، فَوَاللَّهِ لأَنْ يَهْدِىَ اللَّهُ بِهُدَاكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ".

7538 -

وعن سهل بن سعد قال: كان بين مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والجدار ممر الشاة.

= في "سننه"[17634]، وفى "الدلائل"[3/ 260]، وأبو عوانة [4/ 327، 328]، وجماعة من طريق عبد العزيز بن أبى حازم عن أبيه عن سهل به

قلتُ: وتمام تخريجه في "غرس الأشجار".

7537 -

صحيح: مضى سابقًا [برقم 7524].

7538 -

صحيح: أخرجه البخارى [474]، ومسلم [508]، وأبو داود [696]، وابن خزيمة [804]، وابن حبان [1762، 2374]، وأبو عوانة [1/ 393]، والرويانى [2/ رقم 1125]، والسراج في "مسنده"[1/ 147]، والبيهقى في "سننه"[3287]، وفى "المعرفة"[3/ 189]، والبغوى في "شرح السنة" 2 [/ 446]، وابن حزم في "المحلى"[4/ 186]، وجماعة من طريق عبد العزيز بن أبى حازم عن أبيه سلمة بن دينار عن سهل بن سعد به نحوه

ولفظ أبى داود: (كان بين مقام النبي صلى الله عليه وسلم وبين القبلة: ممر عنز). =

ص: 154

7539 -

وَعَنْ سهل بن سعد، قال: جاءت امرأةٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، جئت أهب نفسى لك، قال: فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصعَّد البصر فيها وصوَّبه، فلما طال مقامها تنحَّت، فجلستْ، فقام رجلٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إن لم يكن لك بها حاجةٌ، فزوجنيها، قال:"فَهَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَىْءٍ؟ " قال: لا، واللَّه يا رسول الله، قال:"فَاذْهَبْ"، فذهب، ثم رجع، فقال: ما وجدت شيئًا، قال:"اذْهَبْ فَانْظُرْ وَلَوْ خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ"، قال: فذهب ثم رجع، فقال: يا رسول الله، لا، ولا خاتم من حديد، هذا إزارى - وما له رداءٌ أُصْدِقِهَا إياه، فقال:"إزَارُكَ إن لَبِسَتْهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ مِنْهُ شَىْءٌ، وَإنْ لَبِسْتَهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا مِنْهُ شَىْءٌ"، قال: فلما طال مجلسه قام، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم موليًا، فأمر به، فَدُعِىَ، فقال:"مَاذَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ؟ "قال: معى سورة كذا، وسورة كذا، من السور عدَّدها، فقال:"اذْهَبْ فَقَدْ مَلَّكْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرآنِ".

7540 -

حدّثنا القواريرى حدّثنا فضيل بن سليمان النميرى، حدّثنا أبو حازم،

= قلتُ: وتمام تخريجه في "غرس الأشجار".

7539 -

صحيح: أخرجه البخارى [4799، 5533]، ومسلم [1425]، وأبو نعيم في "المستخرج"[4/ 89]، والجوزقانى في "الأباطيل والمناكير"[2/ 138]، وغيرهم من طرق عن عبد العزيز بن أبى حازم عن أبيه عن سهل بن سعد به نحوه

قال الجوزجانى: "هذا حديث صحيح".

قلتُ: وقد رواه جماعة عن أبى حازم به نحوه

مضى رواية بعضهم [برقم 7521]، ورواية آخر [برقم 7522].

وقد استوفينا تخريجه في "غرس الأشجار".

7540 -

صحيح: أخرجه البخارى [1818، 4241]، ومسلم [1591]، والنسائى في "الكبرى"[11022]، والطبرانى في "الكبير"[6/ رقم 5791]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 53]، وفى "المشكل"[4/ 151]، والبيهقى في "سننه"[7790]، وفى "المعرفة"[6/ 256 - 257]، وأبو عوانة [2/ 182 - 183]، والرويانى في "مسنده"[2/ 200]، =

ص: 155

حدّثنا سهل بن سعد قال لما نزلت هذه الآية: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} [البقرة: 187]، قال: كان الرجل يأخذ الخيط الأبيض والخيط الأسود فيأكل حتى يستبينهما، حتى أنزل الله عز وجل:{مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187]، فبين ذلك.

7541 -

حدِّثنا أبو سعيد القواريرى، حدّثنا بشر بن المفضل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد قال بشر، وقد سمعته من أبى حازم: إن رجالًا من المسلمين كانوا يشهدون الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عاقدى ثيابهم في رقابهم ما على أحد منهم إلا ثوب واحد.

7541 -

حَدَّثَنَا عبيد الله بن عمر، حدّثنا بشر بن المفضل، عن عبد الرحمن بن

= وأبو نعيم في "مستخرجه على مسلم"[3/ 166، 167]، وغيرهم من طرق عن أبى حازم سلمة بن دينار عن سهل بن سعد به نحوه

قلتُ: وتمام تخريجه في "غرس الأشجار".

7541 -

صحيح: أخرجه البخارى [355]، ومسلم [441]، وأبو داود [630]، والنسائى [766]، وأحمد [3/ 433] و [5/ 331]، وابن خزيمة [763]، وابن حبان [2301]، وابن أبى شيبة [4650]، والطبرانى في "الكبير"[6/ رقم 5766، 5964]، والبيهقى في "سننه"[3118]، وفى "الشعب"[7/ رقم 10317] و [رقم 10318، 10319]، وأبو عوانة [1/ 378، 379]، والسراج [1/ 256]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 382]، وغيرهم من طرق عن أبى حازم سلمة بن دينار عن سهل بن سعد به نحوه

وليس عند الجميع - سوى الطحاوى ورواية للطبرانى - قوله في آخره: (ما على أحد منهم إلا ثوب واحد)، وعندهم مكانها قوله: (

كهيئة الصبيان، ويقال للنساء: لا ترفعن رؤوسكن حتى يستوى الرجال جلوسًا) هذا لفظ البخارى.

قلتُ: وتمام تخريجه في "غرس الأشجار". واللَّه المستعان.

7542 -

صحيح: هذا طرف من الحديث الماضى كما بيناه قبل، وسنده هنا: صحيح مليح؛ ومن هذا الطريق: أخرجه ابن خزيمة [1695]، وابن حبان [2216]، والطبرانى في "الكبير"[6/ رقم 5763] من طريق بشر بن المفضل بإسناده به

نحوه. =

ص: 156

إسحاق، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد، قال: كنَّ النساء يؤمرن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة أن لا يرفعن رؤوسهن حتى يأخذ الرجال مقاعدهم من الأرض، من قباحة الثياب، قال بشرٌ: قد سمعته من أبى حازم.

7543 -

حَدَّثَنَا سريج بن يونس، حدّثنا عبيدة، قال: حدثنى عمارة بن غزية، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا لَبَّى مِنْ مُلَبٍّ إِلا لَبَّى الدَّبْرُ الَّذِي يَلِيهِ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا، عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ حَتَّى يَنْقَطِعَ التُّرَابُ".

7544 -

حَدَّثَنَا يحيى بن أيوب، حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن القاضى، عن أبى

= قلتُ: وليس عند ابن خزيمة والطبرانى قول بِشْر في آخره: (قد سمعتُه من أبى حازم).

7543 -

قوى: أخرجه الترمذى [828]، وابن ماجه [2921]، وابن خزيمة [2634]، والحاكم [1/ 620]، والطبرانى في "الكبير"[6/ 5740، 5741]، وفى "الأوسط"[1/ رقم 256]، وفى "مسند الشاميين"[3/ رقم 2085]، عنه أبو نعيم في "الحلية"[8/ 329]، والبيهقى في "سننه"[8801]، وفى "الشعب"[3/ رقم 4021]، والرويانى [2/ رقم 1063]، والفاكهى في "أخبار مكة"[1/ 414]، وابن أخى ميمى في "فوائده"[ص 143]، وغيرهم من طرق عن عمارة بن غزية عن أبى حازم سلمة بن دينار عن سهل بن سعد مرفوعًا قال:(ما من مسلم يلبى، إلا لبَّى من عن يمينه أو عن شماله من حجر أو شجر أو مدر، حتى تنقطع الأرض من هاهنا وهاهنا) هذا لفظ الترمذى، ونحوه عند الجميع سوى الطبراني في "الأوسط" و"مسند الشاميين" وأبى نعيم، فعندهما بلفظ:(ما من ملبٍ يلبى إلا لبَّى ما عن يمينه وشماله من حجر وشجر)، وهو رواية للطبرانى في الكبير.

قلتُ: وسنده قوى مستقيم؛ رجاله كلهم ثقات رجال (الصحيح)، وعمارة بن غزية: تكلِّم فيه بلا حجة!

وقد صحَّح سنده: المناوى في "التيسير بشرح الجامع الصغير"[2/ 712/ طبعة مكتبة الشافعي]، وقبله جوَّد ابن مفلح: إسناد الترمذى في "الفروع"[5/ 382].

وفى الباب: شواهد قد خرَّجناها في "غرس الأشجار". واللَّه المستعان.

7544 -

صحيح دون قوله: "يوم أحد": أخرجه أبو القاسم البغوى في "الجعديات"[1/ رقم 2930]، واللالكائى في "شرح الاعتقاد"[4/ رقم 1086]، وابن بطة في "الإبانة" =

ص: 157

حازم، عن سهل بن سعد، أنه قال: يا رسول الله، يوم أحُدٍ ما رأينا مثل ما أتَى فلانٌ، آتاه رجلٌ! لقد فر الناس وما فر، وما ترك للمشركين شاذةً ولا فاذةً إلا تبعها يضربها بسيفه، قال:"وَمَنْ هُوَ؟ " قال: فنسب لرسول الله صلى الله عليه وسلم نسبه، فلم يعرفه، ثم وصف له بصفته، فلم يعرفه، حتى طلع الرجل بعينه، فقال: ذا يا رسول الله الذي أخبرناك عنه، فقال:"هَذَا؟! " فقالوا: نعم، قال:"إِنَّه أَهْلِ النَّارِ! " قال: فاشتد ذلك على المسلمين، قالوا: وأينا من أهل الجنة إذا كان فلانٌ من أهل النار؟! فقال رجلٌ من القوم: يا قوم انظرونى، فوالذى نفسى بيده، لا يموت على مثل الذي أصبح عليه، ولأكونن صاحبه من بينكم! ثم راح على جدهِّ في الغد، فجعل الرجل يشد معه إذا شد، ويرجع معه إذا رجع، فينظر ما

= [1/ رقم 1322]، والآجرى في "الشريعة"[2/ 786]، وغيرهم من طريق سعيد بن عبد الرحمن الجمحى عن أبى حازم سلمة بن دينار عن سهل بن سعد به

نحوه

وهو عند الجميع - سوى البغوى -: مختصرًا بالمرفوع في آخره فقط، وزاد اللالكائى في آخره:(وإنما الأعمال بالخواتيم).

قال الهيثمى في "المجمع"[6/ 167]: "هو في الصحيح" باختصار، رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح".

قلتُ: وسنده صالح على شرط مسلم؛ وسعيد بن عبد الرحمن الجمحى: مختلف فيه، لكنه صدوق متماسك؛ غير أنه لم يتابع على ما ذكره في أوله من قول سهل:(يا رسول الله: .... ) إلى قوله: (

الذي أخبرناك عنه)، لا سيَّما في جَعْله تلك القصة كانت يوم أحد، فقد خُولف سعيد في كل هذا، فروى هذا الحديث: يعقوب بن عبد الرحمن القارئ وعبد العزيز بن أبى حازم ومحمد بن مطرف وغيرهم من الثقات الأثبات عن أبى حازم عن سهل بن سعد به نحوه

مع اختصار يسير دون أكثر الفقرة المشار إليها في أوله.

هكذا أخرجه البخارى [2742، 3966، 3970، 6128، 6233]، ومسلم [112]، وأحمد [5/ 331، 335]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[459]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 149]، وابن حبان [6175]، وأبو عوانة [رقم 140]، والرويانى في "مسنده"[2/ 194 - 195]، وجماعة من طرق عن أبى حازم عن سهل به

وهو عند البغوى وابن حبان: مختصرًا بالمرفوع منه فقط، وزاد البغوى:(وإنما الأعمال بالخواتيم)، وهو رواية للبخارى وأحمد. =

ص: 158

يصير إليه أمره، حتى أصابه جرحٌ أذلقه، فاستعجل الموت، فوضع قائمة سيفه بالأرض، ثم وضع ذبابه بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه حتى خرج من ظهره، وخرج الرجل يعدو، ويقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، حتى وقف بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"وَذَاكَ ماذَا؟! " قال: يا رسول الله، الرجل الذي ذُكِرَ لك، فقلت:"إِنَّهُ منْ أَهْلِ النَّارِ"، فاشتد ذلك على المسلمين، وقالوا: فأينا من أهل الجنة إذا كان فلانٌ من أَهل النار؟! فقلتُ: يا قوم انظرونى، فوالذى نفسى بيده لا يموت على مثل الذي أصبح عليه، ولأكونن صاحبه من بينكم، فجعلت أشد معه إذا شد، وأرجع معه إذا رجع، وأنظر إلى ما يصير أمره، حتى أصابه جرحٌ أذلقه، فاستعجل الموت، فوضع قائمة سيفه بالأرض، ووضع ذبابه بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه حتى خرج من بين ظهره، فهو ذاك يا رسول الله، يتضرَّب بين أضغاثه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ، وَإِنَّه لمَنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَإِنَّه مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ".

7545 -

حَدَّثَنَا يحيى بن أيوب، حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد، أن بنى عمرو بن عوف، كانت بينهم منازعةٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه:"اذْهَبُوا بنا لِنُصْلِحَ بَيْنَهُمْ"، فخرج، وخرج معه من أصحابه، فحضرت الصلاة، فقام بلالٌ فأَذن، ثم دنا من أبى بكر، فقال: ألا أقيم الصلاة فتصلى بالناس حينما حُبس رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: بلى، فأقام، فتقدم أبو بكر، فكبَّر بالناس، فطلع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مؤخر المسجد، فجعل يجول على الصفوف جولًا، عامدًا نحو القبلة، فلما رآه

= قلتُ: وسياق هؤلاء هو الصواب عن أبى حازم، والحاصل: أن سياق المؤلف صحيح محفوظ دون ذكر (يوم أحد) في أوله، فإن هذا من أوهام سعيد بن عبد الرحمن الجمحى على أبى حازم، والمحفوظ عن أبى حازم: أن تلك القصة وقعت في بعض الغزوات التى حضرها سهل بن سعد دون وقعة أحد، وراجح ما ذكره الحافظ بشأن تلك الرواية هنا: في "الفتح"[7/ 472]. والله المستعان.

7545 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 7513، 3517].

ص: 159

المسلمون صفقوا بأبى بكر، فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى انتهى إلى أول صف، فلما أكثروا التصفيق التفت أبو بكر فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكرَّ راجعًا، فردَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القبلة، ورفع يديه فحمد الله، ثم كر كرةً غير مكذبة حتى ولج في الصف، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى بالناس حتى فرغ من صلاته، ثم أقبل على الناس، فقال:"أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ نَابَهُ شَىْءٌ فِي صَلاتِهِ فَلْيَقُلْ: سُبْحَانَ اللَّهِ، فَإِن التَّسْبِيحَ لِلرِّجَالِ، وَإِنَّ التَّصْفِيحَ لِلنَّسَاءِ"، يَعْنِى: التَّصْفِيقَ، ثم أقبل على أبى بكر، فقال:"مَا مَنَعَكَ أَنْ تَثْبُتَ حِينَ أَمَرْتُكَ؟ " قال: ما كان ينبغى لابن أبى قحافة أن يؤم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

7546 -

حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا زيد بن الحباب، عن عياش الحضرمى، قال: أخبرنى يحيى بن ميمون قاضى مصر، قال: حدثنى سهل بن سعد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"مَنِ انْتَظَرَ الصَّلاةَ فَهُوَ فِي صَلاةٍ مَا لَمْ يُحْدِثْ".

7547 -

حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا خالد بن مخلد، عن موسى بن يعقوب

7546 - صحيح: أخرجه النسائي [734]، وأحمد [5/ 331]، وابن حبان [1751] و [1752]، وابن أبى شيبة [4068]، والطبرانى في "الكبير"[6/ رقم 6011، 6012]، وفى "الأوسط"[3/ رقم 3194]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[465]، ومحمد بن عاصم الأصبهانى في "جزئه"[رقم 34]، ووكيع القاضى في "أخبار القضاة"[3/ 229]، والسراج في "مسنده"[1/ 379]، وفى "جزء البيتوتة"[رقم 37]، والمزى في "تهذيبه"[32/ 13 - 14]، وغيرهم من طرق عن عياش بن عقبة بن كليب عن يحيى بن ميمون المصرى عن سهل بن سعد به نحوه

ولفظ النسائي: (من كان في المسجد ينتظر الصلاة فهو في الصلاة)، ونحوه عند أحمد والجميع سوى وكيع القاضى وابن أبى شيبة ورواية لابن حبان، وفى أوله: قصة عند محمد بن عاصم، وتلك القصة: رواية للمؤلف تأتى [برقم 7550]، ولفظ المرفوع هناك:(من كان في المسجد ينتظر صلاة، فهو في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه).

قلتُ: وسنده قوى مستقيم، رجاله كلهم ثقات.

وفى الباب: شواهد عن جماعة من الصحابة به نحوه

7547 -

منكر: أخرجه الطبراني في "الكبير"[6/ رقم 5757]، وابن سعد في "الطبقات"[2/ 274 - 275]، والبيهقى في "الشعب"[7/ 238] و [10151]، وابن أبى شيبة في "مسنده"،=

ص: 160

الزمعى، قال: حدثنى أبو حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سَيُعَزِّى النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مِنْ بَعْدِى تَعْزِيَةً بِى"، فكان الناس يقولون: ما هذا؟! فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم لقى بعضنا بعضًا يعزى بعضهم بعضًا برسول الله صلى الله عليه وسلم.

7548 -

حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا معاوية بن هشام، عن أبى حفص

=كما في "المطالب"[17/ 518/ طبعة العاصمة]، وعنه الرويانى في "مسنده"[2/ رقم 1070/ طبعة مؤسسة قرطبة]، وابن عدى في "الكامل"[6/ 342]، وغيرهم من طريق خالد بن مخلد البجلى عن موسى بن يعقوب الزمعى عن أبى حازم سلمة بن دينار عن سهل بن سعد به نحوه

وهو عند ابن عدى والبيهقى: بالمرفوع منه فقط.

قال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[2/ 508]: "رواه أبو بكر بن أبى شيبة بإسناد حسن". وقال الهيثمى في "المجمع"[8/ 617]: "رواه أبو يعلى والطبرانى، ورجالهما رجال "الصحيح" غير موسى بن يعقوب الزمعى، ووثقه جماعة".

قلتُ: وكذا حسَّن سنده: السيوطى في "الخصائص"[2/ 416/ الطبعة العلمية]، وتابعه الصالحى في "سيرته الكبرى"[12/ 340/ الطبعة العلمية]، وجازف المناوى وصحَّح سنده في "التيسير بشرح الجامع الصغير"[2/ 128/ طبعة مكتبة الشافعي].

ومداره على (موسى بن يعقوب الزمعى)، وقد وثقه ابن معين وبعضهم، وضعفه الجمهور؛ فقال ابن المدينى:"ضعيف الحديث، منكر الحديث". وهذا هو أصحُّ الأقوال فيه، وقد كان يعقوب ينفرد بمناكير عن الثقات لا يتابع عليها، مثل هذا الحديث هنا، فليس هو ممن يحتمل تفرده عن مثل أبى حازم أصلًا.

وحديثه هنا: أنكره عليه أبو أحمد الجرجانى، وساقه له في ترجمته من "الكامل"، وتبعه على ذلك: الذهبى في "الميزان"[6/ 570/ الطبعة العلمية].

وقد رأيتُ الحافظ قد حسَّن سنده أيضًا في "المطالب"[17/ 518]، - طبعة العاصمة -، مع كونه هو الذي يقول عن موسى بن يعقوب في ترجمته من "التقريب":"صدوق سيئ الحفظ". فاللَّه المستعان.

7548 -

صحيح دون قوله: "متتابعتين": أخرجه ابن أبى شيبة في "مصنفه"[رقم 9717]، وفى "مسنده"[1/ رقم 105/ طبعة الوطن]، ومن طريقه الطبرى في "تهذيب الآثار"=

ص: 161

الطائفى، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَامَ يَوْمَ عَرَفَةَ، غُفِرَ لَهُ سَنَتَيْنِ مُتَتَابِعَتَيْنِ".

7549 -

حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا خالد بن مخلد، عن محمد بن جعفر

= [1/ 343/ مسند عمر]، والبيهقى في "الكبير"[6/ رقم 5923]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[464]، والرويانى في "مسنده"[2/ رقم 1064/ طبعة مؤسسة قرطبة]، وغيرهم من طريق معاوية بن هشام عن أبى حفص الطائفى عن أبى حازم سلمة بن دينار عن سهل بن سعد به

وليس عند ابن أبى شيبة في "المصنف" قوله: (متتابعتين).

قال المنذرى في "الترغيب"[2/ 68]: "رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح"، ومثله: قال الهيثمى في "المجمع"[3/ 435].

قلتُ: وهو وهمٌ منهما، فإن أبا حفص الطائفى (وهو عبد السلام بن حفص) من رجال "السنن" وحسب، وقد وثقه ابن معين وابن حبان، وقال أبو حاتم:"ليس بمعروف"، وذكره ابن عدى في "الكامل"[5/ 333]، وهو عندى:(صدوق يُغرب)، كما قال الذهبى في "ديوان الضعفاء"[رقم 2526]، والراوى عنه:(معاوية بن هشام) فيه كلام أيضًا، لكنه صدوق متماسك.

فإسناد الحديث: صالح إن شاء الله، وقد بالغ البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[3/ 80]، وصحَّح سنده، وقد عرفت ما فيه.

وللحديث: شواهد عن جماعة من الصحابة به نحوه

دون تلك اللفظة "متتابعتين"، وهى عندى من أوهام معاوية بن هشام أو شيخه، كما بينتُ ذلك في "غرس الأشجار". والله المستعان.

7549 -

صحيح: أخرجه البخارى [6156]، ومسلم [2790]، وابن حبان [7320]، والطبرانى في "الكبير"[6/ رقم 5831]، والطبرى في "تفسيره"[17/ 47 - 48]، والبغوى في "شرح السنة"[15/ 112]، وفى "تفسيره"[4/ 361]، وأبو نعيم في "صفة الجنة"[1/ رقم 143]، وابن أبى شيبة في "مسنده"[1/ رقم 96]، والرويانى [2/ رقم 1069] من طريقين عن أبى حازم سلمة بن دينار عن سهل بن سعد به

وهو عند بعضهم بنحوه

وليس عند الطبراني قوله: (ليس فيها معلم لأحد)، وتلك الفقرة: وقعت عند البخارى ومن طريقه البغوى والطبرى والرويانى: من قول سهل أو غيره - هكذا بالشك - وهى مدرجة عند المؤلف ومسلم والباقين، وليست هي عند أبى نعيم أيضًا.

ص: 162

ابن أبى كثير، قال: حدثنى أبو حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أَرْضٍ بَيْضَاءَ عَفْرَاءَ كَقُرْصَةِ النَّقِيِّ، لَيْسَ فِيهَا مَعْلَمٌ لأَحَدٍ".

7550 -

حَدَّثَنا هارون بن معروف، حدّثنا ابن وهب، قال: وحدثنى عياش بن عقبة الحضرمى، أن يحيى بن ميمون الحضرمى حدثه، قال: مر بى سهل بن سعد الأنصارى، وأنا جالسٌ في المسجد إلى المقصورة، قال لى: ألا أخبرك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقلت لرجل إلى جنبى ليس بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا هذا: بلى، أصلحك الله، فأخبرْنى، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ كانَ فِي المسْجِدِ يَنْتَظِرُ صَلاةً، فَهُوَ فِي صَلاةٍ مَا كانَتِ الصَّلاةُ تَحْبِسُهُ".

7551 -

حَدَّثَنَا القواريرى، حدّثنا بشر بن المفضل، عن عبد الرحمن بن إسحاق،

= قلتُ: وقد رواه بعض الضعفاء عن ابن أبى حازم عن أبيه عن سهل به موقوفًا، ولم يرفعه، والمحفوظ هو الماضى مرفوعًا. واللَّه المستعان.

7550 -

قوى: مضى الكلام عليه قريبًا [برقم 7546].

7551 -

ضعيف: أخرجه أبو داود [1105]، وأحمد [5/ 337]، وابن خزيمة [1450]، وابن حبان [883]، والحاكم [1/ 718]، والطبرانى في "الكبير"[6/ رقم 6023]، وابن أبى شيبة [8445، 29672]، والبيهقى في "سننه"[5567]، والرويانى [2/ رقم 1122]، وغيرهم من طريقين عن عبد الرحمن بن إسحاق المدنى المعروف بـ (عباد) عن عبد الرحمن بن معاوية بن الحويرث أبى الحويرث المدنى عن عبد الرحمن بن الحارث بن أبى ذباب المدنى عن سهل بن سعد به نحوه

قال المنذرى في "مختصر السنن"[2/ 20]: "في إسناده عبد الرحمن بن إسحاق القرشى المدينى، ويقال له: عباد بن إسحاق، وعبد الرحمن بن معاوية

وفيهما مقال".

قلتُ: وهو كما قال " أما عباد بن إسحاق: فهو صدوق متماسك على التحقيق، أما: عبد الرحمن بن معاوية: فهو شيخ ضعيف على التحقيق، وقد أشار الهيثمى إلى إعلاله به في "المجمع" [10/ 262].

وقد اضطرب عبد الرحمن بن معاوية في مَتْنه على ألوان، كما شرحنا ذلك في "غرس الأشجار"، وذكرنا هناك ما صحَّ من أحاديث الباب.

ص: 163

حدثّنا عبد الرحمن بن معاوية، عن ابن أبى ذباب، عن سهل بن سعد، قال: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم شاهرًا يديه يدعو على منبر، ولا على غيره، ولكن رأيته، يقول هكذا، وقال أبو سعيد بإصبعه السباحة من يده اليمنى فقوَّسها.

7552 -

حَدَّثَنَا هارون بن معروف، حدّثنا ابن أبى حازم، قال: قال أبى، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَنْ يَزَالُوا بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الفِطْرَ".

7553 -

حَدَّثَنَا هارون بن معروف، حدّثنا ابن أبى حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الجَنَّةِ"، وَأشَارَ بِالسَّبَّاحَةِ وَالْوُسْطَى.

7554 -

حَدَّثَنَا الأزرق بن عليّ، حدّثنا حسان بن إبراهيم الكرمانى، حدّثنا خالد بن

7552 - صحيح: أمضى سابقًا [برقم 7511].

7553 -

صحيح: أخرجه البخارى [4998، 5659]، وأبو داود [5150]، والترمذى [918]، وأحمد [5/ 333]، وابن حبان [460]، والطبرانى في "الكبير"[6/ 5905]، والبيهقى في "الشعب"[7/ رقم 11026]، وفى "سننه"[12442]، وفى "الآداب"[رقم 13]، والرويانى في "مسنده"[2/ رقم 1067]، والبغوى في "شرح السنة"[13/ 43]، وفى "تفسيره"[2/ 210]، وجماعة من طريقين عن أبى حازم سلمة بن دينار عن سهل بن سعد به

وزاد أحمد والطبرانى والبغوى في آخره: (وفرَّق بينهما قليلًا)، وهو رواية للبخارى. ولفظ الزيادة لأحمد.

قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".

قلتُ: وفى الباب عن جماعة من الصحابة به نحوه

7554 -

منكر: أخرجه ابن حبان [780]، والطبرانى في "الكبير"[6/ رقم 5864]، والبيهقى في "الشعب"[2/ رقم 2378]، والعقيلى في "الضعفاء"[2/ 6].

وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 135/ الطبعة العلمية]، والثعلبى في "تفسيره"[1/ 135/ طبعة دار إحياء التراث]، والذهبى في "سير النبلاء"[13/ 437 - 438]، وغيرهم من=

ص: 164

سعيد المدنى، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِكُلِّ شَىْءٍ سَنَامًا، وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، مَنْ قَرَأَهَا فِي بَيْتِهِ لَيْلًا لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ بَيْتَهُ ثَلاثَ لَيَالٍ، وَمَنْ قَرَأَهَا نَهَارًا لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَان بَيْتَهُ ثَلاثَة أَيَّامٍ".

= طريق الأزرق بن عليِّ عن حسان بن إبراهيم الكرمانى عن خالد بن سعيد [وانقلب عند الطبراني إلى "سعيد بن خالد" وتصحف "سعيد" عند الثعلبى إلى "شعيب" وليس بشئ] المدنى عن أبى حازم سلمة بن دينار عن سهل بن سعد به نحوه

قال الهيثمى في "المجمع"[7/ 21]: "رواه الطبراني، وفيه سعيد بن خالد الخزاعى المدنى، وهو ضعيف".

قلتُ: سعيد هذا شيخ ضعيف منكر الحديث، وهو من رجال أبى داود وحده، وقد ذكر المزى في ترجمته من "تهذيبه" روايته عن أبى حازم، ورواية حسان بن إبراهيم عنه؛ وهكذا وقع اسمه عند الطبراني:(سعيد بن خالد المدنى)، كما قال الهيثمى.

لكن الذي وقع عند الباقين: (خالد بن سعيد المدنى)، وفى ترجمته: أنكر عليه العقيلى هذا الحديث، وساقه له في "الضعفاء"[2/ 6]، وقال في صدر ترجمته:"لا يتابع على حديثه"، وعنه نقل الذهبى ترجمته في "الميزان" وساق له هذا الحديث أيضًا.

وتعقبه الحافظ في "اللسان"[2/ 376] بكون ابن حبان قد ذكره في "الثقات" ثم قال: "وهو خالد بن سعيد بن أبى مريم التيمى الذي أخرج له أبو داود وابن ماجه"، وليس كما قال، بل ابن أبى مريم هذا: متقدم الطبقة على (خالد بن سعيد)، ولم يذكروا له رواية عن أبى حازم، ولا ذكروا لحسان بن إبراهيم رواية عنه!

والذى يظهر لى: أن (سعيد بن خالد المدنى) و (خالد بن سعيد المدنى) كلاهما واحد، وأحدهما مقلوب من الآخر، وأرى أن الأول هو المقلوب من الثاني إن شاء الله.

وعلى احتمال: كونهما رجلين مختلفين، فكلاهما ضعيف منكر الحديث، وقد قال العقيلى عقب روايته:"وفى فضل سورة البقرة رواية أحسن من هذا الإسناد وأصلح بخلاف هذا اللفظ".

قلتُ: وهو كما قال.

ص: 165

7555 -

حَدَّثَنَا المقدمي، حدّثنا عمر بن عليّ، عن أبى حازم، عن سهل بن سعد، النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ يَضْمَنُ لِي مَا بَيْنَ لحْيَيْهِ، وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ، وَأَضْمَنُ لَهُ الجَنَّةَ؟ ".

تم الكتاب والحمد لله الكريم الوهاب

ويليه فهارس الكتاب

7555 - صحيح: أخرجه البخارى [1609، 6422]، والترمذى [2408]، وأحمد [5/ 333]، وابن حبان [5701]، والحاكم [4/ 399]، والطبرانى في "الكبير"[6/ رقم 5960]، والبيهقى في "الشعب"[4/ رقم 4913، 5407]، وفى "سننه"[16448]، وفى "الآداب"[رقم 290]، وابن أبى الدنيا في "الورع"[رقم 134]، وفى "الصمت"[رقم 3]، والبغوى في "شرح السنة"[14/ 313]، وجماعة من طرق عن عمر بن على المقدمى عن أبى حازم سلمة بن دينار عن سهل بن سعد به نحوه

ولفظ الترمذى: (من يتكفل لى ما بين لحييه وما بين رجليه أتكفل له بالجنة)، ولفظ أحمد:(من توكل لى ما بين لحييه وما بين رجليه توكلتُ له الجنة)، ونحوه عند ابن حبان والحاكم والبيهقى وابن أبى الدنيا، وهو رواية للبخارى، ولفظ الطبراني:(من حفظ ما بين لحييه وفخديه فله الجنة)، ونحوه عند أبى نعيم.

قال الترمذى: "حديث حسن صحيح غريب من حديث سهل بن سعد".

وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".

قلتُ: بل أخرجه البخارى يا أبا عبد الله، فما معنى استدراكه عليه ما هو في "صحيحه" إسنادًا ومتنًا؟! وفى الباب عن جماعة من الصحابة.

ص: 166