الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَسَبْعِ مِائَةٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، وَعَبْدُ اللَّهِ ابْنُ الشَّيْخِ وابْنُ الصَّلاحِ، قَالُوا: أنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَرَّجِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، سَمَاعًا، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الْفَوَارِسِ سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ صَيْفِيٍّ التَّمِيمِيُّ الشَّاعِرُ لِنَفْسِهِ فِي دَوَاةِ الْوَزِيرِ عَلِيِّ بْنِ طِرَادٍ، وَكَانَتْ مِنْ مَرْجَانٍ وَبِلَّوْرٍ:
صِيغَتْ دَوَاتُكَ مِنْ يَوْمَيْكَ فَاشْتَبَهَا
…
عَلَى الْعُيُونِ بِبِلَّوْرٍ وَمَرْجَانِ
فَيَوْمُ سَلْمِكَ مُبْيَضٌّ بِصَفْوِ نَدًى
…
وَيَوْمُ حَرْبِكَ قَانٍ كَالدَّمِ الْقَانِي
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي نَصْرٍ الزَّاهِدُ الْقُدْوَةُ الإِمَامُ شَيْخُنَا شَمْسُ الدِّينِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ابْنُ الصَّدْرِ الأَكْمَلُ أَبِو الْعَبَّاسِ الدّبَاهِيُّ الْبَغْدَادِيُّ الْحَنْبَلِيُّ
وُلِدَ تَقْرِيبًا فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، فَإِنَّهُ قَالَ لِي: أُحَقِّقُ وَفَاةَ الْمُسْتَنْصِرِ بِاللَّهِ، وَكَانَتْ فِي سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، وَقَالَ لَنَا: أَجَازَ لِي النِّشْتِبْرِيُّ مَرْوِيَّاتِهِ مِنْ مَارْدِينَ، وَكَانَ الشَّيْخُ يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ الصَّصَرِيُّ، خَالُ وَالِدَتِي، وَصَحِبْتُ الشَّيْخَ عَبْدَ اللَّهِ كَتِيلَةً مُدَّةً وَسَافَرْتُ مَعَهُ، كَانَ شَيْخُنَا شَمْسُ الدِّينِ حَسَنَ الْجُمْلَةِ، عَدِيمَ التَّكَلُّفِ، وَافِرَ الإِخْلاصِ، رَأْسًا فِي مُتَابَعَةِ السُّنَّةِ، فَصِيحًا وَاعِظًا حَسَنَ الْمُشَارَكَةِ، فِي الْعِلْمِ وَمُعَامَلاتِ الْقُلُوبِ، دَخَلَ الرُّومَ وَالْجَزِيرَةَ، وَمِصْرَ، وَالشَّامَ، وَالْحِجَازَ، وَجَاوَرَ عَشْرَةَ أَعْوَامٍ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى دِمَشْقَ، فَانْتَفَعْنَا بِمُجَالَسَتِهِ وَبِآدَابِهِ.
أَنْشَدَنَا أَشْيَاءَ حَسَنَةً وَحِكَايَاتٍ نَافِعَةً.
وَانْتَقَلَ إِلَى اللَّهِ بَعْدَ مَرَضٍ طَوِيلٍ فِي رَبِيعٍ الآخِرِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَسَبْعِ مِائَةٍ.
قَرَأْتُ عَلَى شَيْخِنَا أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الدّبَاهِيِّ مِنْ خُطْبَةٍ لَهُ قَالَ: الْحَمْدُ للَّهِ نَحْمَدُهُ لِنَفْسِهِ الْمُنَزَّهَةِ الْعُلْيَا، ذَاتِ الصِّفَاتِ الْمُقَدَّسَةِ، وَالأَسْمَاءِ الْحُسْنَى، الْمُؤَهِّلِ عِبَادَهُ لأَهْلِيَّتِهِ بِأَفْضَلِ النِّعَمِ، الَّذِي أَشْهَدَهُمْ تَوْحِيدَهُ، فَفَازُوا بِأَجَلِّ الْقِسَمِ.
وَسَمِعْتُ شَيْخَنَا، يَقُولُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، تَيَقَّظْ مِنْ سُبَاتِ نَوْمِكَ، فِي ظُلُمَاتِ عَقْلِكَ، وَاصْحَ مِنْ خِمَارِ كَلْبِ الْحِرْصِ فِي وَبَالِ شَهْوَتِكَ، وَاخْلُصْ بِتِرْيَاقِ الذُّلِّ مِنْ سُمُومِ كِبْرِكَ وَرِئَاسَتِكَ.
وَأَنْشَدَنَا شَيْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ لِبَعْضِهِمْ:
فَمَنْ كَانَ فِي طُولِ الْهَوَى ذَاقَ سَلْوَةً
…
فَإِنِّي مِنْ لَيْلَى لَهَا غَيْرِ ذَائِقِ
وَأَكْبَرُ شَيْءٍ نِلْتُهُ مِنْ وِصَالِهَا
…
أَمَانِيُّ لَمْ تَصْدُقْ كَلَمْحَةِ بَارِقِ
وَأَنْشَدَنَا لِغَيْرِهِ:
الدَّهْرُ سَاوَمَنِي عُمْرِي فَقُلْتُ لَهُ
…
لا بِعْتُ عُمْرِي بِالدُّنْيَا وَمَا فِيهَا
ثُمَّ اشْتَرَاهُ تَفَارِيقًا بِلا ثَمَنٍ
…
تَبَّتْ يَدَا صَفْقَةٍ قَدْ خَابَ شَارِيهَا
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْهَيْجَاءِ بْنِ أَبِي الْمَعَالِي الْمُسْنِدُ الْعَالِمُ الرِّحْلَةُ شَمْسُ