الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[
(حرف النّون) ]
(حرف النّون) 252- «النّاس بزمانهم.. أشبه منهم بابائهم» .
253-
254-
«النّاس.. معادن في الخير والشّرّ» .
(حرف النّون) 252- ( «النّاس بزمانهم أشبه منهم بابائهم» ) من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ كما قاله الحافظ الصريفيني، وقال محمد بن أيّوب: ارتحلت إلى يحيى الغسّاني من أجله، وقيل: إنّه من قول علي بن أبي طالب!! قال ملّا علي قاري: وهو الأشهر الأظهر. انتهى «كشف الخفا» .
253-
( «النّاس) - أي: المسلمون في تساوي إجراء الأحكام عليهم- (كأسنان المشط» ) - بضم الميم وتكسر، وقد تفتح، وشينه مثلاثة- وقيل: في تساوي الأخلاق والطّباع وتقاربها، ويؤيّده ما جاء في رواية أخرى:«النّاس سواسية كأسنان المشط؛ لا فضل لعربيّ على عجميّ، ولا فضل لعجميّ على عربيّ، وإنّما الفضل بالتّقوى» . انتهى؛ ملّا علي قاري رحمه الله تعالى.
وفي معناه ما نسب للإمام علي كرّم الله وجهه:
النّاس في عالم التّمثيل أكفاء
…
أبوهم آدم والأمّ حوّاء
جسم كجسم وأعضاء مشاكلة
…
وأعظم خلقت فيها وأعضاء
وقدر كلّ امرىء ما كان يحسنه
…
والجاهلون لأهل العلم أعداء
والحديث ذكره في «الشّفاء» . قال في «شرحه» : أخرجه ابن لال في «مكارم الأخلاق» ؛ عن سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه.
254-
( «النّاس معادن في الخير والشّرّ» ) معدن كلّ شيء: أصله، أي:
أصول بيوتهم تعقب أمثالها، ويسري كريم أعراقها إلى فروعها، يعني النّبيّ صلى الله عليه وسلم
255-
«نحن.. أهل بيت لا يقاس بنا أحد» .
256-
«نحن.. بنو عبد المطّلب سادات أهل الجنّة» .
بذلك: أنّ بني آدم يختلفون باختلاف أصلهم، فمن كان أصله شريفا أعقب مثله، وسرى طيب عرقه لفرعه، ومن كان دون ذلك؛ كان عقبه مثله، ومن كان خبيثا كان فرعه خبيثا، فهم يختلفون بحسب الطّباع؛ كالمعادن، وهم من الأرض كما إنّ المعادن منها؛ وفيها الطّيب والخبيث، فإنّ منها ما يستعدّ للذّهب الإبريز، ومنها ما يستعد للفضّة، ومنها ما يستعد لغير ذلك، ومنها ما يحصل منه بكدّ وتعب كثير شيء يسير، ومنها ما هو بعكس ذلك، ومنها ما لا يحصل منه شيء أصلا؛ فكذلك بنو آدم، منهم من لا يعي ولا يفقه، ومنهم من يحصل له علم قليل بسعي طويل، ومنهم من أمره عكس ذلك، ومنهم من يفاض عليه من حيث لا يحتسب؛ كما هو معلوم في كثير من الأولياء والصّالحين والعلماء العاملين. انتهى شرح ملّا علي قاري على «الشفا» .
والحديث أخرجه أبو داود الطيالسي، وابن منيع، والحارث، والبيهقي؛ عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، وتمامه:«خيارهم في الجاهليّة خيارهم في الإسلام إذا فقهوا» ؛ قاله في «كشف الخفا» .
وفي «الشهاب الخفاجي» ؛ على «الشفاء» : رواه الشيخان؛ عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، وتمامه:«النّاس معادن كمعادن الذّهب والفضّة؛ خيارهم في الجّاهليّة خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، أو «الأرواح جنود مجنّدة؛ ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف» . انتهى.
255-
( «نحن أهل بيت لا يقاس بنا أحد» ) ؛ ذكره المناوي في «كنوز الحقائق» مرموزا له برمز الدّيلمي في «الفردوس» .
256-
( «نحن بنو عبد المطّلب سادات أهل الجنّة» ) أي: كبراؤهم وأشرافهم، والحديث ذكره المناوي في «كنوز الحقائق» مرموزا له برمز الدّيلمي
257-
«النّدم.. توبة» .
في «الفردوس» . وذكره ابن ماجه؛ في «كتاب الفتن» من حديث أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «نحن ولد عبد المطّلب سادة أهل الجنّة: أنا وحمزة، وعليّ وجعفر، والحسن والحسين والمهديّ» . ورواه الحاكم أيضا.
257-
( «النّدم توبة» ) أي: الحزن على ما فعله؛ أو كراهته له بعد فعله، من حيث كونه تاركا فيه لإجلال الله، ومخالفا أمره ونهيه.
أمّا إذا كان النّدم لافتضاح، أو مرض أو عقاب
…
ونحو ذلك!! فليس توبة، بل قد يكون معصية، لأنّه لولا مراقبة النّاس لم يكن عنده حرج من فعل المعصية.
ثمّ المعنى: أنّ النّدم معظم أركان التّوبة لأنّه شيء يتعلّق بالقلب؛ والجوارح تبع له، فإذا ندم القلب انقطع عن المعاصي، فرجعت برجوعه الجوارح.
وليس المراد أن النّدم وحده كاف فيها، فهو نحو «الحجّ عرفة» .
قال الغزالي رحمه الله تعالى: إنّما نص على أنّ النّدم توبة؛ ولم يذكر جميع شروطها ومقدماتها!! لأنّ النّدم غير مقدور للعبد، لأنّه قد يندم على أمر وهو يريد ألايكون، والتّوبة مقدورة له مأمور بها، فعلم أنّ في هذا الحديث معنى لا يفهم من ظاهره، وهو أنّ النّدم لتعظيم حقوق الله تعالى، وخوف عقابه ممّا يبعث على التّوبة النّصوح، فإذا ذكر مقدّماتها الثّلاث؛ وهي 1- ذكر غاية قبح الذّنب، و 2- ذكر شدّة عقوبة الله تعالى؛ وأليم غضبه، و 3- ذكر ضعف العبد وقلة حيلته يندم، ويحمله النّدم على ترك اختيار الذّنب، وتبقى ندامته بقلبه في المستقبل، فتحمله على الابتهال والتضرّع، ويجزم بعدم العود، وبذلك تتم شروط التّوبة الأربعة. فلمّا كان النّدم من أسباب التّوبة سمّاه باسمها. انتهى زرقاني على «المواهب» ، ومناوي على «الجامع» .
والحديث أخرجه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم والبيهقي؛ عن
258-
259-
أنس رضي الله عنه. وأخرجه أبو داود الطيالسي؛ عن ابن مسعود- ورجاله ثقات- بل قال الحافظ في «الفتح» : سنده حسن. قال السّخاوي: يعني لشواهده، وإلّا! فأبو عبيدة لم يسمع من ابن مسعود. انتهى.
وأخرجه الطّبراني في «الكبير» ، وأبو نعيم في «الحلية» ؛ عن أبي سعيد الأنصاري بزيادة:«والتّائب من الذّنب كمن لا ذنب له» وسنده ضعيف. انتهى «زرقاني» .
وذكره في «الجامع الصغير» مع الزيادة مرموزا له برمز من ذكرهم الزرقاني.
وذكره أيضا بلفظ الترجمة مرموزا برمز بنحو ما تقدّم، وزيادة رمز الإمام أحمد، والبخاري في «التاريخ» ؛ عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه.
258-
( «النّساء حبائل الشّيطان» ) أي: مصائده، جمع حبالة- بالكسر-:
ما يصاد به من أي شيء كان، والمراد أنّ النّساء آلات الشّيطان يتوصّل بهنّ إلى إغواء الفسقة، فإنهم إذا رأوا النّساء مالت قلوبهم إليهنّ لا سيما المتبرجات، فالنّساء له كالشّبكة التي تصاد بها الوحوش النّافرة، فأرشد صلى الله عليه وسلم لكمال شفقته على أمته إلى الحذر من النّظر إليهنّ، والقرب منهنّ، وكفّ الخاطر عن الالتفات إليهنّ باطنا ما أمكن. انتهى «زرقاني» .
والحديث ذكره في «المواهب» مع الشرح بلفظ: «الشّباب شعبة من الجنون، والنّساء حبائل الشّيطان» . وقال: رواه الدّيلمي بتمامه في مسند «الفردوس» ، وكذا القضاعي؛ كلاهما عن عقبة بن عامر الجهني، ورواه الدّيلمي أيضا؛ عن عبد الله بن عامر، وأبو نعيم؛ عن عبد الرحمن بن عابس، وابن لال؛ عن ابن مسعود، والخرائطي والتيمي؛ عن زيد بن خالد وهو حديث حسن. ونحوه في «الجامع» والمناوي.
259-
( «نعم الصّهر) للولي في موليّته (القبر» ) ، لأنّ المرأة عورة،
260-
ولضعفها بالأنوثة وعدم استقلالها، وكثرة مؤونتها وأثقالها، وقد تجرّ العار، وتجلب الغدر إلى الدار.
أخرج ابن أبي الدّنيا؛ عن قتادة: أنّ الحبر ابن عباس ماتت له بنت، فأتاه الناس يعزّونه، فقال: عورة سترت، ومؤونة كفيت، وأجر ساقه الله تعالى.
فاجتهد المهاجرون أن يزيدوا فيها حرفا فما قدروا.
وفي «الفردوس» عن الحبر: نعم الكفء القبر للجارية. انتهى مناوي؛ على «الجامع» .
ولله درّ من قال:
لكلّ أبي بنت على كلّ حالة
…
ثلاثة أصهار إذا ذكر الصّهر
فزوج يراعيها وخدن يصونها
…
وقبر يواريها وخيرهم القبر
وروى الطّبراني؛ عن ابن عباس مرفوعا: «للمرأة ستران: القبر والزّوج» .
قيل: فأيّهما أفضل؟ قال: «القبر» وهو ضعيف جدا.
وللدّيلمي؛ عن علي رفعه: «للنّساء عشر عورات، فإذا تزوجّت المرأة ستر الزّوج عورة، فإذا ماتت ستر القبر عشر عورات. انتهى «كشف الخفا» .
والحديث ذكره في «كنوز الحقائق» مرموزا له برمز الدّيلمي في «الفردوس» .
وفي «الكشف» : قال بعض العلماء: لم أظفر به بعد التفتيش، وإنّما ذكر صاحب «الفردوس» ممّا لم يسنده ابنه:«نعم الكفء القبر للجارية» وبيّض له في «المسند» .
ورواه ابن السّمعاني؛ عن ابن عباس من قوله بلفظ «نعم الأختان القبور» انتهى.
260-
( «نيّة المؤمن خير من عمله» ) لأنّ تخليد الله العبد في الجنّة ليس بعمله، وإنّما هو لنيّته، لأنّه لو كان بعمله كان خلوده فيها بقدر مدّة عمله؛ أو
.........
أضعافه، لكنّه جازاه بنيّته، لأنّه كان ناويا أن يطيع الله أبدا، فلمّا اخترمته المنيّة جوزي بنيّته.
وكذا الكافر لأنّه لو جوزي بعمله لم يستحقّ التّخليد في النّار إلا بقدر مدة كفره، لكن جازاه بنيّته لأنّه نوى الإقامة على كفره أبدا؛ فجوزي بنيّته. ذكره بعضهم.
ولأن النيّة بانفرادها توصل إلى ما لا يوصله العمل بانفراده، ولأنها هي الّتي تقلب العمل الصّالح فاسدا؛ والفاسد صالحا مثابا عليه، ويثاب عليها أضعاف ما يثاب على العمل، ويعاقب عليها أضعاف ما يعاقب عليه، فكانت أبلغ وأنفع.
ومن النّاس من تكون نيّته وهمّته أجلّ من الدّنيا وما عليها، وآخر نيّته وهمّته من أحسن نيّة وهمّة، فالنيّة تبلغ بصاحبها في الخير والشّرّ ما لا يبلغه عمله، فأين نيّة من طلب العلم وعلّمه ليصلّي الله عليه وملائكته، وتستغفر له دوابّ البرّ، وحيتان البحر، إلى نيّة من طلبه لمأكل، أو وظيفة كتدريس!!
وسبحان الله كم بين من يريد بعلمه وجه الله، والنّظر إليه، وسماع كلامه، وتسليمه عليه في جنّة عدن؛ وبين من يطلب حظّا خسيسا، كتدريس أو غيره من العرض الفاني!! انتهى مناوي على «الجامع» .
والحديث ذكره في «كشف الخفا» وقال: رواه العسكري في «الأمثال» ، والبيهقي؛ عن أنس مرفوعا، قال الحافظ ابن دحية: لا يصحّ، والبيهقيّ: إسناده ضعيف.
وله شواهد؛ منها ما أخرجه الطّبراني؛ عن سهل بن سعد السّاعدي مرفوعا:
وللعسكري بسند ضعيف؛ عن النّوّاس بن سمعان بلفظ: «نيّة المؤمن خير من عمله، ونيّة الفاجر شرّ من عمله» .
.........
وروى الدّيلمي؛ عن أبي موسى الجملة الأولى وزاد: «وإنّ الله عز وجل ليعطي العبد على نيّته ما لا يعطيه على عمله» وذلك لأن النيّة لا رياء فيها.
قال في «المقاصد» : وهي؛ وإن كانت ضعيفة!! فبمجموعها يتقوّى الحديث، وقد أفردت فيه وفي معناه جزآ. انتهى.
وقال في «اللآلي» : حديث «نيّة المؤمن خير من عمله» أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» ؛ عن أنس، وفي إسناده يوسف بن عطية ضعيف؛ كما قاله ابن دحية: وقال النّسائي: متروك الحديث.
وروي من طريق النّواس بن سمعان بسند ضعيف. انتهى ملخصا.