المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌خير من الجدل - منهج القرآن في القضاء والقدر

[محمود محمد غريب]

الفصل: ‌خير من الجدل

إن الله يعلم بعلمه القديم ما سيختاره العباد من خير أو شر.

فيسر كل إنسان لما عزم عليه، إقرارا ً لحريتهم، وتطبيقاً لقانون الجزاء العادل فيهم.

ونسألهم: لماذا لا ينسبون فعل الخير الذي تعلمونه إلى علم الله، كما تنسبون المعاصي إلى علمه سبحانه؟

لماذا لا تقولون: إننا نتصدق، ونقضي حاجات الناس؛ لأنه جرى في علم الله أننا سنفعل هذا، فلا ثواب لنا؟

هل يتصورون علم الله خاصًّا بمعاصيهم؟

أم أن نفوسهم خلت من الخير، فلم يشغلوا أنفسهم به.

إن صفة العلم بالنسبة لله سبحانه، صفة انكشاف، وليست صفة إجبار.

إن الله سبحانه هداك النجدين، وأرسل الرسل، فتخيَّر زادك، فالسفر الطويل يحتاج إلى زاد.

* * *

‌خير من الجدل

خير من الجدل - الذي لا ثمرة منه - أن نقرأ معا هذه

ص: 52

الآية الكريمة، التي تحدد ما يصح أن ينسب إلى الله، وما يصح أن ينسب إلى الناس (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110).

وقوله تعالى (إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (11).

فانسب المعصية إلى نفسك واترك الجدل، والجأ إلى ربك واعتذر، فسترى اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا.

وبعد:

كل شيء في الكون يمارس نشاطه على وجه واحد، بدون اختيار، إلا الإنسان، فإنه الكائن الوحيد الذي يستطيع أن يفعل النقيضين باختياره، ومن هنا كان الثواب والعقاب.

ص: 53