الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَلِلَّهِ دَرُّ العَارِفِ النَّدْبِ إِنَّهُ
…
تِسْحُّ لِفَرْطَ الوَجْدِ أَجْفَانُهُ دَمَا
يُقِيْمُ إِذَا مَا اللَّيْلُ مَدَّ ظَلَامَهُ
…
عَلَى نَفْسِهِِ مِنْ شِدّةِ الخَوْفِ مَأْتَمَا
فَصِيْحاً إِذَا مَا كَانَ مِنْ ذِكْرِ رَبِّهِ
…
وَفِي مَا سِوَاهُ فِي الوَرَى كَانَ مُعْجَمَا
وَيَذْكُرُ أَيَّاماً مَضَتْ مِنْ شَبَابِهِ
…
وَمَا كَانَ فِيها مِنْ الجَهَالَةِ أجْرَمَا
فَصَارَ قَرْيْنَ الهَمِّ طُوْلَ نَهَارِهِ
…
وَيَخْدِمُ مَوْلَاهُ إِذَا اللَّيْلُ أَظْلَمَا
يَقُولُ إِلَهِي أَنْتَ سُؤْلِي وَبُغْيَتِي
…
كَفَى بِكَ لِلرَّاجِيْنَ سُؤْلاً وَمَغْنَمَا
فأَنْتَ الَّذِي غَذَّيْتَنِي وَكَفَلْتَنِي
…
وَمَا زِلْتَ مَنَّانَاً عَلَيَّ وَمُنْعِمَا
آخر:
…
سَبِيْلُ الخَلْقِ كُلِّمِ الفَنَاءُ
…
... فَمَا أَحَدٌ يَلُوْمُ لَهُ البَقَاءُ
يُقْرِّبُنَا الصَّبَاحُ إِلى الْمَنَايَا
…
وَيُدنِينَا إِليْهِنَّ المَسَاءُ
أَتَأْمَلُ أَنْ تَعِيْشَ وَأَيُّ غُصْنٍ
…
عَلَى الأيَّامِ طَالَ لَهُ النَّمَاءُ
تَرَاهُ أَخْضَرَ العِيْدَانِ غَضًّا
…
فَيُصْبِحُ وَهُوَ مُسْوَدُّ غُثَاءُ
وَجَدْنَا هَذِهِ الدُّنْيَا غَرُوْراً
…
مَتَى مَا تُعْطَ يُرْتَجَعُ العَطَاءُ
فَلَا تَرْكَنْ إِلَيْهَا مُطْمَئِنّاً
…
فَلَيْسَ بِدَائِمٍ مِنْهَا الصَّفَاءُ
اللَّهُمَّ نور قلوبنا بنور الإيمان وثبتنا عَلَى قولك الثابت، فِي الحياة الدُّنْيَا وفِي الآخرة، ويسرنا لليسري وجنبنا للعسري، وَاجْعَلْنَا هداة مهتدين وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِيْنَ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وصلي الله عَلَى مُحَمَّد وعَلَى آله وصحبه أجمعين.
(فَصْلٌ)
الحكمة كالجواهر
فِي الصدف فِي قعور البحار، فلا تنال إلا بالغواصين الحذاق.
العاقل لا تدعه عيوبه يفرح بما ظهر من محاسنه.
النصح بين النَّاس تقريع.
إعادة الاعتذار تذكير للذنب وما عفا عن الذنب من وبخ به.
رب كلام جوابه السكوت، ورب عمل الكف عنهُ أفضل، ورب خصومة الإعراض عنهَا أصوب.
الدُّنْيَا تهين من كانت تكرمه، والأرض تأكل من كانت تطعمه.
نَمِيْرُ مِنْ أَمِّنَا الغَبْرَاءِ مِيْرَتَنَا
…
وَلِلْبَسِيْطَةِ مِنْ أَجْسَادِ نَامِيَرُ
أمر الدُّنْيَا أقصر من أن تتعادي فِيه النُّفُوس، وأن تتفانَا وأن تطاع فِيه الضغائن والأحقاد.
وَقَالَ: لا يستطيع أحد أن يجد الْخَيْر والحكمة إلا أن تخلص نَفْسُهُ فِي المعاد، ولا خلاص لَهُ إلا أن تَكُون لَهُ ثلاثة أشياء: وزير، وولي، وصديق.
فوزيره عقله، ووليه عفته، وصديقه عمله الصالح.
الجود هُوَ أن تجود بمالك، وتصون نفسك عن مال غيرك، وأقصي غاية الجود أن تجود بنفسك فِي سبيل الله.
يَجُوْدُ بِالنَفْسِ إِنْ ظَنَّ البَخِيْلُ بِهَا
…
وَالجُوْدُ بِالنَّفْسِ أَقْصَى غَايَةِ الجُوْدِ
قابل غضبك بحلمك، وجهلك بعلمك، ونسيانك بِذِكْرِكَ، وتزود من الْخَيْر وأَنْتَ مقبل خَيْر من أن تتزود وأَنْتَ مدبر.
العجب ممن يحتمي من المآكل الرديئة ولا يترك الذُّنُوب مخافة رب العالمين. ويستحي من الخلق ولا يستحي ممن لا تخفِي عَلَيْهِ خافية. قال تعالى {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ وَهُوَ مَعَهُمْ} .
العمي خَيْر من الجهل، لأن العمي يخاف منه السقوط فِي حفرة، والجهل يخاف منه الوقوع فِي الهلاك.
ينبغي للرئيس أن يبتدي بتقويم نَفْسهِ قبل أن يبتدي بتقويم رعاياه.
وإلا كَانَ بمنزلة من رام استقامة ظِلّ معوج قل تقويم عوده الَّذِي هُوَ ظِلّ له.
إِبْدَأْ بِنَفْسِكَ فَانْهَهَا عن غَيِّهَا
…
فَإِذَا انْتَهَتْ عنهُ فَأنْتَ حَكَيْمُ
فَهُنَاكَ يُقْبَلُ مَا تَقُوْلُ وَيُقْتَدَى
…
بِالرَّأَي مِنْكَ وَيَنْفَعُ التَّعْلِيْمُ
استدامة الصحة تَكُون بإذن الله بترك التكاسل عن التعب وبترك الامتلاء من الطعام والشراب وترتيب المآكل.
للقلب آفتان الهم والغم، فالغم يعرض منه النوم، والهم يعرض منه السهر.
العلم كثير والعمر قصير فخذ من العلم أحسنه وما بلغك قليله إلي كثيره
مَا حَوَى العِلْمُ مِنَ الخَلْقِ أَحَداً
…
لَا ولَوْ حَاوَلَهُ أَلْفَ سَنَهْ
إِنَمَا العِلْمُ كَبَحْرٍ زَاخِرٍ
…
فَاتَخِذْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَحْسَنَهْ
عجباً لمن عرف الدُّنْيَا وأنها دار فناء كيف تلهيه عن دار البقاء التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر عَلَى قلب بشر.
إعطاء المريض ما يشتهيه أنفع لَهُ من أخذه بكل ما لا يشتهيه.
الدُّنْيَا تنصح تاركها وتغش طالبِهَا فنصيحتها لتاركها ما تريه من تغيرها بأهلها وفتكها بهم ونكدها وكدرها وغمومها وهمومها.
وغشها لطالبِهَا ما تذيقه من لذة ساعتها ثُمَّ تعقبه مرارة طعمها وسوء منقلبها.
طالب الدُّنْيَا كناظر السراب يحسبه سبباً لريه فيتعب نَفْسَهُ فِي طلبه فإِذَا جاءه خانه ظنه وفاته أمله وبقي عطشه ودامت حسرته وندامته وخسر طولَ عنائه.
وَقَالَ آخر: الإنسان فِي الدُّنْيَا معذب بجَمِيع أحوالها غَيْر باق عَلَيْهِ ما يصير إليه من أسبابها.
قليل التهنئة بما يجده من ملاذها دائم النكد والكبد والغصص بمفارقة أحبابه فيها.
يا هَذَا الدُّنْيَا وراءك والآخرة أمامك والطلب لما وراءك هزيمة.
إنما يعجب بالدُّنْيَا من لا فهم لَهُ الدُّنْيَا كأضغاث أحلام تسر النائم.
لعب خيال يحسبهَا الطفل حَقِيقَة فأما العاقل فيفهمها.