الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اكتشف أن زوجته على علاقة برجل ثم تابت فهل يطلقها
؟
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا إنسان نشأت في عائلة محافظة ومنَّ الله عليَّ وتزوجت من امرأة صالحة من بيت دين حيث إن والد زوجتي من الدعاة والمصلحين الاجتماعيين، وكان جميع أولاده وبناته من حفظة القرآن أو أجزاء منه. المشكلة: أن زوجتي في الفترة الأخيرة قد تغيرت كثيراً، وقد اكتشفت أن لها علاقة مع أحد الأشخاص، كانت في البداية عن طريق الهاتف، وبعدها تمت المقابلة بينهما عدداً من المرات، ومنذ اكتشاف هذه العلاقة وهي طريحة الفراش، وأصابها حالة نفسية من شدة الندم، ومن خلال حديثي معها أقسمت بالله - وهي داخل الحرم - بأنها لم ترتكب معه الزنا ولم تتعدَّ المقابلة حدود الكلام فقط، وأخبرتني بأنها كانت تنوي الابتعاد عنه، ولكنه استخدم معها التهديد، وهي الآن نادمة أشد الندم، والأسباب التي أثرت عليها كانت كالتالي:1. أنا إنسان مقل في الكلام مع زوجتي وإشباع العاطفة لها من حيث المديح لها وغيره.
2.
في الآونة الأخيرة انشغلتُ بتوفير المسكن للعائلة وانشغلت بهذا الأمر عنهم.
3.
سمحت لها بزيارات قريبتها باستمرار ولم أعرف أن هذا البيت به بنات فاسدات أثروا عليها وهم من سحبها إلى هذا المستنقع.
4.
أنني عملت بعض الذنوب من الكبائر قبل الزواج وبعده، أعتقد بان الله قد أدبني بهذا الذنب (الذنوب التي عملتها كالزنا وذنوب أشد منه وأشد منه) .
5.
زوجتي في الآونة الأخيرة لم تكن طبيعية في معظم الأوقات وتأتيها حالات نفسية لم تكن تأتيها من قبل، أما الآن فأشهد الله أنني قد تبت من هذه الذنوب، أما زوجتي فهي نادمة باكية، ولا تصدق أن هذا الأمر قد حصل علماً بأن لدي منها أولاداً. السؤال: ماذا أفعل الآن:
1.
هل أطلقها مع تأكدي من توبتها؟ وهل لها توبة؟ .
2.
إبقاءها مع أطفالها (سر عذابي) وهجرها واستبدلها بزوجة أخرى.
3.
أغفر لها هذا الذنب والدعاء بشفاء صدري مما فيه من الهم والحزن؟ .
4.
وهل إذا فعلت ذلك أكون ممن وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بالديوث؟. البيت ينهار، وكل ذلك من فعل الذنوب، ولكن أشهد الله بأنني تبت، وهي كذلك.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
أولاً:
هنيئاً لكم توبتكما من الذنوب والمعاصي التي اقترفتماها، وهذا من فضل الله عليكما، وقد دعا الله تعالى عبادَه المؤمنين جميعاً إلى التوبة فقال:(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(النور/31) .
واعلما أن الله تعالى يفرح بتوبة عبده، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:(لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي، وأنا ربك! أخطأ من شدة الفرح) رواه البخاري (5950) ومسلم (2747) .
واعلما أن الله تعالى قد وعد بتبديل السيئات حسنات، قال تعالى:(إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) الفرقان/70.
ولكن هذا مشروط بأن تكون التوبة صحيحة، وشروطها:
1.
الإقلاع عن الذنب.
2.
الندم على فعله.
3.
العزم على عدم العود إليه.
ثانياً:
لا شك أن ما وقع من زوجتك أمرٌ منكر، لكن والحال أنها تابت منه فنرجو أن توبتها ستسهم في رجوعها إلى حالها الأول وأحسن منه.
ولا نستطيع الجزم بأن مصلحتك في البقاء معها، لكننا نقول لك:
إن كنتَ ترى أن توبتها توبة صادقة، وأنها ندمت أشد الندم على ما بدر منها، وأن حالها تغيَّر للأحسن، وأن معصيتها لن تؤثر عليكَ سلباً من حيث الشك والبغض: فالذي نراه لك أن تمسكها، حفاظاً على توبتها، وعلى أبنائك من الضياع والشتات.
ونرجو أن يكون حالها كذلك، وأن تمسكها بمعروف، وأن لا يؤثر عليك ما بدر منها، وخاصة بعدما ذكرتَ أنه وقع منك معاصٍ وفواحش قبل أن يمن الله عليك بالتوبة.
ولا شك أن تقصيركَ في حقها له دور كبير في نفور زوجتك، ووقوعها في المعصية، وهو إن كان غير مسوِّغ لها، لكن يجب عليك الانتباه لنفسك، ويجب أن تؤدي الحق الذي أوجبه الله عليك تجاه زوجتك وأبنائك.
ومن حقها عليك أن تعينها على التوبة الصادقة، وأن تدلها على الخير، وتحذرها من الشر، ولا يجوز لك السماح لها بزيارة من يساهم في إفسادها وإضلالها، ولو كانوا أقرب الناس منك، فأنت راعٍ ورب البيت، وسيسألك الله تعالى عن رعيتك فرَّطتَ فيها أم أديت الحق الذي أوجبه الله عليك.
فالذي نراه: أن تستر عليها معصيتها، وأن تشكر لها توبتها، وأن تبقى معها، وليس من الدياثة إبقاؤها وإمساكها بعد توبتها، وإنما الدياثة إمساكها في حال عدم توبتها وإصرارها على ما تفعل من العلاقات المحرمة، وهو ما نرجو أن تكون قد تابت منه توبة نصوحا.
والله أعلم
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب