الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هل تُقبل شهادة مربي الحمَام
؟
[السُّؤَالُ]
ـ[لماذا لا تقبل شهادة مربي الحمام (الحمام الزاجل وغيره) ؟ كنت قد سمعت هذا مرة وأود التأكد من ذلك.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
لا بأس بتربية الحمَام من أجل الزينة، أو من أجل فراخها لأكلها أو بيعها، أو لاستعمالها في إرسال الرسائل – كما كانت تستعمل قديماً.
وأما تطييرها والعبث واللعب بها: فهو من الأفعال المذمومة شرعاً، لما فيه من إيذاء الناس، ولما يتسبب به " المطيِّر " من سرقة حمام الآخرين، وتضييع وقته فيما لا فائدة فيه، فهذا هو الذي قال العلماء فيه إنه ترد شهادته ولا تُقبل.
قال الكاساني:
"والذي يلعب بالحمام فإن كان لا يطيرها لا تسقط عدالته ، وإن كان يطيرها تسقط عدالته ; لأنه يطلع على عورات النساء ، ويشغله ذلك عن الصلاة والطاعات" انتهى.
" بدائع الصنائع "(6 / 269) .
وقال ابن قدامة:
"اللاعب بالحمام يطيرها ، لا شهادة له، وهذا قول أصحاب الرأي [الحنفية] ، وكان شريح لا يجيز شهادة صاحب حمَام ; وذلك لأنه سفه ودناءة وقلة مروءة ، ويتضمن أذى الجيران بطيره ، وإشرافه على دورهم ، ورميه إياها بالحجارة، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يتبع حماماً ، فقال: (شيطان يتبع شيطانة) – رواه أبو داود (4940) وهو في " صحيح الجامع " (3724) -.
وإن اتخذ الحمام لطلب فراخها ، أو لحمل الكتب ، أو للأنس بها من غير أذى يتعدى إلى الناس ، لم ترد شهادته" انتهى.
" المغني "(10 / 172، 173) .
وقال ابن القيم:
"وعلى الحاكم أن يمنع اللاعبين بالحمام على رءوس الناس ، فإنهم يتوسلون بذلك إلى الإشراف عليهم ، والتطلع على عوراتهم" انتهى.
وقال الشوكاني:
قوله: (فقال: "شيطان يتبع شيطانة" فيه دليل على كراهة اللعب بالحمام، وأنه من اللهو الذي لم يؤذن فيه ، وقد قال بكراهته جمع من العلماء ، ولا يبعد تحريمه ـ إن صح الحديث ; لأن تسمية فاعله شيطانا يدل على ذلك ، وتسمية الحمامة شيطانة إما لأنها سبب اتباع الرجل لها أو أنها تفعل فعل الشيطان حيث يتولع الإنسان بمتابعتها واللعب بها لحسن صورتها وجودة نغمتها" انتهى.
" نيل الأوطار "(8 / 106) .
والله أعلم.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب