المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌وهذا سرد ما اشتمل عليه من الأبواب والكتب والفصول

- ‌باب الإخلاص

- ‌كتاب العقائد وفضل الذكر والقرآن وآيات منه وسور

- ‌فصل في الذكر

- ‌فصل في فضل البسملة

- ‌فصل في الأذكار غير القرآن

- ‌فصل في أذكار الصباح والمساء للإمام النووي رحمه الله تعالى

- ‌باب المحبة

- ‌باب في ذكر الموت والأمل وفضل الصبر والرضا والأدب

- ‌فصل في الأمل

- ‌فصل في الصبر

- ‌فصل في الرضا

- ‌فصل في الأدب

- ‌باب فضل الدعاء

- ‌باب التقوى وفعل الخيرات والكف عن المنكرات

- ‌باب فضل الصلوات ليلا ونهارا ومتعلقاتها

- ‌باب في فضل الجمعة ويومها وليلتها وكرمها

- ‌باب فضل الزكاة

- ‌فصل في زكاة الأعضاء وهي كفها عن المحرمات

- ‌باب ذم الكبر

- ‌باب في ذم الغيبة والنميمة

- ‌باب في الإحسان لليتيم

- ‌باب فضل رجب وصومه

- ‌باب فضل شعبان وفضل صلاة التسابيح

- ‌باب فضل رمضان والترغيب في العمل الصالح فيه وما فيه من الفضل

- ‌فضل في ليلة القدر وبيان فضلها

- ‌باب فضل عرفة والعيدين والتكبير والأضحية

- ‌باب فضل صيام عاشوراء وصيام الأيام البيض والسود أيضا

- ‌باب فضل الجوع وآفات الشبع

- ‌باب فضل الحج

- ‌فصل في أركان الحج وهي خمسة

- ‌باب في فضل الجهاد

- ‌باب بر الوالدين

- ‌باب الحلم والصفح عن عثرات الإخوان

- ‌باب الكرم والفتوة ورد السلام

- ‌فصل من كرم الله تعالى

الفصل: ‌فصل في الأدب

فبكت الملائكة فقال الله تعالى قل له يلقي التراب من فمه فقد غفرت له وأذنت بالبكاء ولكن لا يشكون إلى غيري وقال بعض العارفين الصبر له باب مفتوح إلى الثناء والثناء له باب مفتوح إلى العطاء والعطاء له باب مفتوح إلى الجزاء والجزاء له باب مفتوح إلى البقاء والبقاء له باب مفتوح إلى اللقاء وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ومن نظر إلى الله فقد رضي الله عنه

حكاية قال إبراهيم بن أدهم رضي الله عنه رأيت رب العزة في المنام فقال قل اللهم أرضني برضائك وصبرني على بلائك وأوزعني أي ألهمني شكر نعمائك وخرج يوما إلى الحج ماشيا فرآه رجل على ناقته فقال له إلى أين يا إبراهيم قال أريد الحج قال أين الراحلة فإن الطريق بعيد قال لي مراكب كثيرة ولكن لا تراها قال ما هي قال إذا نزلت مصيبة ركبت مركب الصبر وإذا نزلت نعمة ركبت مركب الشكر وإذا نزل القضاء ركبت مركب الرضاء وإذا دعتني نفسي إلى شيء علمت أن ما في من الأجل أقل مما مضى فقال سر بإذن الله فأنت الراكب وأنا الماشي وقال الفضيل رضي الله عنه الرضا عن الله درجة المقربين إلى الله ليس بينها وبين الله إلا روح وريحان وقال قتادة الروح الرحمة وقرا يعقوب من العشرة فروح بضم الراء أي يخرج روح المؤمن في الريحان والباقون في فروح بفتح الراء أي الراحة قيل هو الريحان الذي يشم وقال ابن عباس كل ريحان في القرآن فهو الرزق قال بعضهم من حسن الرضا بقضاء الله أن لا يقول هذا يوم حار في معرض الشكاية وقول أيوب مسنى الضر فيه إظهار الافتقار لن عدم المبالاة بالبلاء مقاومة للمقدور

فائدة عن بعض الصالحين أنه حبسه بعض الخلفاء وأقسم أن يضرب عنقه فقال له رجل في النوم اكتب ورقة فيها بسم الله الرحمن الرحيم من العبد إلى الرب الجليل أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فبحق محمد وآل محمد اكشف همي وحزني وفرج عنى واطرح الورقة في اليم

مسألة الرضا بقضاء الله واجب وبغض المعصية واجب ولا شك أنها بقضاء الله فكراهتها كراهة لقضاء الله فكيف السبيل إلى الجمع بين الرضا والكراهية في شيء واحد فالجواب يتضح بمثال ذكره الإمام الغزالي رضي الله عنه في الأحياء فهو أن يكون لك عدوان أحدهما عدو للآخر فيموت أحدهما فتكره موته لأنه ساع في هلاك عدوك الآخر وترضاه لأنه عدوك فكذلك المعصية لها وجهان وجه إلى الله لكونها بقضائه فترضى بها من هذا الوجه تسلما لقضائه ورجه إلى العبد لكونها من كسبه وسببا لبعده عن ربه فهذا الوجه تكره المعصية.

‌فصل في الأدب

قال الله تعالى قوا أنفسكم وأهليكم نارا قال الإمام علي رضي الله عنه أي أدبوهم وعلموهم وقال النبي صلى الله عليه وسلم أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم رواه ابن ماجه وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأن يؤدب أحدكم ابنه خير له من أن يتصدق بصاع طعام فجعل تأديب الابن أعلى من الصدقة حكاه ابن أبي جمرة في شرح البخاري

فائدة قال الرازي في قوله تعالى وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني الآية أسئلة: الأولى: أأنت استفهام وهو على الله لا يجوز لأنه علام الغيوب جوابه أن الاستفهام بمعنى الإنكار.. الثاني: أنه سبحانه يعلم أن عيسى

ص: 79

ما قال ذلك فيكتب يسأله جوابه أراد توبيخ النصارى لأنهم يعتقدون أن عيسى خالق المعجزات والخالق إله.. الثالث: كيف جاز لعيسى مع جلالة قدره أن يقول وأن تغفر لهم مع أن الشرك لا يغفر جوابه مذهب أهل السنة لله تعالى أن يعذب الطائع ويثيب العاصي لا يسئل عما يفعل قال الرازي في أول البقرة أوحى الله تعالى إلى إبليس من سرادقات الجلال يا إبليس ما عرفتني ولو عرفتني لعلمت أنه لا اعتراض علي في شيء من أفعالي فإني أنا الله لا إله إلا أنا لا أسأل عما أفعل جواب آخر يجوز أن يكون عيسى عليه السلام جوز توبة بعضهم فطلب لهم المغفرة جواب آخر قال بعضهم أن الله تعالى قال له ذلك لما رفعه إلى السماء فيكون المعنى أن توفيتهم على الكفر وعذبتهم فهم عبادك وأنت الحاكم عليهم وإن أخرجتهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان فغفرت لهم فلك ذلك ثم نقل عن والده أن العزيز الحكيم هنا أبلغ من الغفور الرحيم لأن صفة المغفرة والرحمة تشبه الحالة الموجبة للمغفرة والرحمة لكل محتاج والعزة والحكمة لا يوجبان ذلك بل يوجب كونه عزيزا أن يفعل ما يشاء وأن يكون متعاليا عن جميع جهات الاستحقاق فإذا حكم بالمغفرة كان الكرم هنا أتم من الوصف بالمغفرة والرحمة ورأيت في تفسير القشيري فإنك أنت العزيز الحكيم أي المعز لهم بالمغفرة ويقال إنك أنت العزيز الذي لا يضرك كفرهم ويقال العزيز القادر على الانتقام والعفو عند المقدرة صفة الكريم ورأيت في الوجوه المسفرة عن اتساع المغفرة إنما قال إنك أنت العزيز الحكيم حياء من ربه أن يأتي بما فيه شفاعة لقوم عبدوا غير الله قال الرازي تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك لي تعلم ما عندي ولا أعلم ما عندك وقيل تعلم ما في غيبي ولا اعلم ما في غيبك والله اعلم وقال إبراهيم عليه السلام وإذا مرضت فهو يشفين ولم يقل وإذا أمرضتني أدبا مع ربه كذلك النبي لما أحسن أدبه مع ربه حيث قال إن الله معنا فقدم اسم الله على اسمه عصم الله أمته من الشرك إلى يوم القيامة بخلاف قوم موسى فإنهم ارتدوا عن دينهم إلى عبادة العجل لأنه قدم اسمه على اسم الله تعالى حيث قال كلا إن معي ربي وقال البوني سمى نوح عليه السلام نوحا لأنه رأى كلبا ميتا فكرهه فأوحى الله إليه هذا خلقنا فاخلق أنت مثله فصار يبكي وينوح وقال في العقائق أنه رأى كلبا له أربع عيون فاستقبحه فقال يا نوح أتعيب الصنعة فلو كان الأمر إليه لم يكن كلبا وأما الصانع فهو الذي لا يلحقه عيب فصار يبكي وينوح

حكاية رأى رجل خنفساء فقال ما أراد الله بخلقها لا صورة حسنة ولا رائحة طيبة فابتلاه الله بقرحة عجز عنها الأطباء فحضر طبيب وقال ائتنوني بخنفساء فأحرقها وجعل رمادها على القرحة فبرأ بإذن الله تعالى فقال صاحب القرحة أراد الله تعالى أن يعرفني أن أقبح الحيوانات أعز الأدوية عندي

فائدة: رأيت في حياة الحيوان للدميري أن الاكتحال بما في جوف الخنفساء ينفع من الرطوبة ويزيل الغشاوة عن العين وإذا وضعت على لسعة العقرب أبرأتها والله أعلم

عجيبة: قال مؤلفه رحمه الله تعالى رأيت الخنفساء تطرد العقرب وهي هاربة منها ثم رأيت بعد ذلك في نزهة النفوس والأفكار أن بينها وبين العقرب صداقة وأهل المدينة المشرفة يسمونها جارية العقرب ومن به فالج أو حمى عتيقة

ص: 80

ولسعته عقرب زال عنه ذلك ورماد العقرب الأسود إذا وضع على البرص معجونا بالحل زال عنه بإذن الله تعالى وإذا علق الخنافس على أشجار قرية لم يقربها الجراد وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دعا على الجراد يقول اللهم أهلك كباره واقتل صغاره وافسد بيضه وخذ بأفواهه عن معايشنا وأرزاقنا إنك سميع الدعاء رواه ابن ماجه

لطيفة: قال

إبراهيم عليه السلام رب أرني كيف تحيي الموتى فأراه ذلك في غيري بقوله تعالى فخذ أربعة من الطير وسيأتي بيانها في باب الزهد والأمانة إن شاء الله تعالى

حكاية: لما اجتمع موسى عليه السلام والسحرة عند فرعون في يوم الزينة وهو يوم عاشوراء وقيل يوم عيدهم يوم السبت وقيل يوم سوقهم وقيل يوم الأضحى وقيل يوم كسر النيل قال رجل أعمى للسحرة وكان كبيرهم أرى موسى يقوى علينا مع كثرتنا وما ذلك بقوته وأخاف أن يكون الأمر سماويا فاحترموه وعظموه فإن غلبناه فلا يضرنا وإن غلبنا فنكون قد قدمنا للصلح مقدمة فيكون شفيعنا عند ربه فقالوا كيف نحترمه قال نستأذنه ونقول له إما أن تلقى وإما أن نكون أول من ألقى فلما أحسنوا الأدب معه كان سببا لسعادتهم فضحك موسى فقال هاورن أتضحك مع كثرتهم وكانوا سبعين ألفاً وقبل سبعين ساحراً فقال شممت فيهم رائحة الإيمان فلما قالوا يا موسى إما أن تلقى وإما أن نكون أول من ألقى سمع قائلا يقول ألقوا يا أحباب الله فعند ذلك أوجس في نفسه خيفة موسى لأن أولياء الله لا يغلبهم أحد فلما غلبهم موسى سجدوا لربهم وقالوا آمنا برب هاورن وموسى فرأوا في سجودهم منازلهم في الجنة

فائدة: إنما قدموا هارون على موسى في الذكر لأنه أكبر بثلاث سنين فبدوا بذكره تعظيما له كما قدم بنات شعيب عليه السلام ذكر الأبوة على الشيخوخة حيث قالوا وأبونا شيخ كبير وكان أخاه من أمه وأبيه وإنما قال يا ابن أم من باب التلطف ومات هارون قبل موسى قبل موسى بثلاث سنين وكان أتم طولا واكثر لحما وأبيض جسما وأفصح لسانا من موسى

لطيفة: قرت عيون السحرة بسجدة واحدة فكيف بمن يسجد لله خمسين سجدة مثلا بتوفيق الله وفضله قال فخر الدين سجود سحرة فرعون من أعظم الدلائل على فضل العلم لأنهم كانوا عالمين بحقيقة السحر واقفين على منتهاه فعرفوا أن معجزة موسى خارجة عن حد السحر وإلا كانوا يقولون لعله أكمل منا في علم السحر وسيأتي للعلم باب إن شاء الله تعالى

فائدة: قال أبو علي الروزباري العبد يصل إلى ربه بأدبه وبطاعته إلى الجنة وقال السري السقطي صليت ليلة من الليالي فمددت رجلي في المحراب فنوديت يا سري هكذا تجالس الملوك فقلت وعزتك وجلالك لا مددت رجلي أبدا وقال بعض العارفين مددت رجلي في الحرم قالت جارية لا تجالسه إلا بأدب وإلا فيمحوك من ديوان المقربين وقال بعضهم ترك الأدب موجب للطرد فمن أساء أدبه على البساط طرد إلى الباب ومن أساء أدبه على الباب طرد إلى سياسة الدواب وقال إبراهيم بن أدهم من تأدب بآداب الصالحين صلح البساط القربة ومن تأدب بآداب الأولياء صلح البساط المحبة ومن تأدب بآداب الصديقين صلح لبساط المشاهدة

مسئلة: لو جلس بين جماعة ومد رجله مكشوفة مرارا من غير عذر سقطت عدالته وردت شهادته

حكاية

ص: 81

قال أبو يزيد البسطامي رضي الله عنه وصف لي عابد فقصدت زيارته فرأيته قد بصق في جهة القبلة فرجعت عن زيارته لأنه غير مأمون على أدب من آداب الشريعة فكيف يكون مأمونا على الأسرار.. موعظة: قال صلى الله عليه وسلم من تفل تجاه القبلة جاء يوم القيامة وتفلته بين عينيه رواه أبو داود وفي الطبراني من رواية أبي أمامة من بزق في القبلة ولم يوارها جاءت يوم القيامة أحمى ما يكون حتى تقع ما بين عينيه قال في شرح المهذب بزق وبصق وبسق ثلاث لغات ولغة السين قليلة ورأى النبي رجلا يصلي بقوم فبصق إلى القبلة قال لا يصلي بكم فأراد الرجل أن يصلي بعد ذلك فمنعوه وأخبروه بقول النبي صلى الله عليه وسلم فذكر لرسول الله قال نعم قال الراوي وحسبت أنه قال إنك آذيت الله ورسوله رواه أبو داود وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن العبد إذا قام في الصلاة فتحت له الجنان وكشفت له الحجب بينه وبين ربه واستقبله الحور العين سالم لا يتمخط أو يتنحنح رواه الطبراني

فائدة: قال النبي صلى الله عليه وسلم لكل شيء زينة وزينة المجالس استقبال القبلة وقال النبي صلى الله عليه وسلم إن لكل شيء شرفا وإن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة وقال النبي صلى الله عليه وسلم إن لكل شيء سيداً وأن سيد المجالس قبالة القبلة وقال بعضهم ما فتح الله على ولدي إلا وهو مستقبل القبلة قال مؤلفه عن والده رحمهما الله تعالى أن رجلا علم ولدين القرآن على السواء فكان يقرأ وهو مستقبل

القبلة فحفظ القرآن قبل صاحبه بسنة قال الخليفة للإمام مالك رضي الله عنه أستقبل القبلة وادعوا أم أستقبل النبي صلى الله عليه وسلم فقال كيف تصرف وجهك عنه وهو في وسيلتك ورسيلة أبيك آدم استقبله وتشفع به صلى الله عليه وسلم يشفعه الله فيك فعلى هذا يكون استقباله صلى الله عليه وسلم في مسجده أفضل من استقبال القبلة وهو كذلك وقد صرح بعض العلماء بأن المشي إلى قبره الشريف أفضل من المشي إلى الكعبة

مسئلة: يحرم استقبال القبلة واستدبارها ببول أو غائط إلا أن يكون أمامه أو خلفه سترة ثلثي ذراع فأكثر وبينه وبينها ثلاثة أذراع فأقل وتحصيل السترة بإسبال ثوبه أمامه إن استقبل القبلة وخلفه بن استدبرها كما هو عادة القرى وقال عبد الله بن المبارك من تهاون بالأدب عوقب بحرمان السنن ومن تهاون بالسنن عوقب بحرمان الفرائض ومن تهاون بالفرائض عوقب بحرمان المعرفة

فائدة: قال أهل التصوف إذا صحت المحبة سقط الأدب واستشهدوا لذلك بما نقل عن خطاف أنه راود خطافة وقد دخلت قصر سليمان عليه السلام قال إن لم تخرجي قلبت قصر سليمان فدعاه وقال ما حملك على ما قلت فقال يا نبي الله إن العشاق لا يؤاخذون بأقوالهم وإن الأدب أفضل من امتثال الأمر واستشهدوا بأن الصديق رضي الله عنه تأخر عن المحراب ولم يمتثل أمر النبي صلى الله عليه وسلم له بإتمام الصلاة

مسئلة: لو اشترى عبداً فوجده يسيء الأدب فلا خيار له قاله في الروضة

لطيفة: قيل للعباس رضي الله عنه أنت أكبر أم النبي صلى الله عليه وسلم يقال هو أكبر مني وأنا ولدت قبله وذلك من أدبه رضي الله تعالى عنه. وقال بعضهم شعرا: القرآن قبل صاحبه بسنة قال الخليفة للإمام مالك رضي الله عنه أستقبل القبلة وادعوا أم أستقبل النبي صلى الله عليه وسلم فقال كيف تصرف وجهك عنه وهو في وسيلتك ورسيلة أبيك آدم استقبله وتشفع به صلى الله عليه وسلم يشفعه الله فيك فعلى هذا يكون استقباله صلى الله عليه وسلم في مسجده أفضل من استقبال القبلة وهو كذلك وقد صرح بعض العلماء بأن المشي إلى قبره الشريف أفضل من المشي إلى الكعبة

مسئلة: يحرم استقبال القبلة واستدبارها ببول أو غائط إلا أن يكون أمامه أو خلفه سترة ثلثي ذراع فأكثر وبينه وبينها ثلاثة أذراع فأقل وتحصيل السترة بإسبال ثوبه أمامه إن استقبل القبلة وخلفه بن استدبرها كما هو عادة القرى وقال عبد الله بن المبارك من تهاون بالأدب عوقب بحرمان السنن ومن تهاون بالسنن عوقب بحرمان الفرائض ومن تهاون بالفرائض عوقب بحرمان المعرفة

فائدة: قال أهل التصوف إذا صحت المحبة سقط الأدب واستشهدوا لذلك بما نقل عن خطاف أنه راود خطافة وقد دخلت قصر سليمان عليه السلام قال إن لم تخرجي قلبت قصر سليمان فدعاه وقال ما حملك على ما قلت فقال يا نبي الله إن العشاق لا يؤاخذون بأقوالهم وإن الأدب أفضل من امتثال الأمر واستشهدوا بأن الصديق رضي الله عنه تأخر عن المحراب ولم يمتثل أمر النبي صلى الله عليه وسلم له بإتمام الصلاة

مسئلة: لو اشترى عبداً فوجده يسيء الأدب فلا خيار له قاله في الروضة

لطيفة: قيل للعباس رضي الله عنه أنت أكبر أم النبي صلى الله عليه وسلم يقال هو أكبر مني وأنا ولدت قبله وذلك من أدبه رضي الله تعالى عنه. وقال بعضهم شعرا:

ص: 82