المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب في ذكر الموت والأمل وفضل الصبر والرضا والأدب - نزهة المجالس ومنتخب النفائس - جـ ١

[الصفوري]

فهرس الكتاب

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌وهذا سرد ما اشتمل عليه من الأبواب والكتب والفصول

- ‌باب الإخلاص

- ‌كتاب العقائد وفضل الذكر والقرآن وآيات منه وسور

- ‌فصل في الذكر

- ‌فصل في فضل البسملة

- ‌فصل في الأذكار غير القرآن

- ‌فصل في أذكار الصباح والمساء للإمام النووي رحمه الله تعالى

- ‌باب المحبة

- ‌باب في ذكر الموت والأمل وفضل الصبر والرضا والأدب

- ‌فصل في الأمل

- ‌فصل في الصبر

- ‌فصل في الرضا

- ‌فصل في الأدب

- ‌باب فضل الدعاء

- ‌باب التقوى وفعل الخيرات والكف عن المنكرات

- ‌باب فضل الصلوات ليلا ونهارا ومتعلقاتها

- ‌باب في فضل الجمعة ويومها وليلتها وكرمها

- ‌باب فضل الزكاة

- ‌فصل في زكاة الأعضاء وهي كفها عن المحرمات

- ‌باب ذم الكبر

- ‌باب في ذم الغيبة والنميمة

- ‌باب في الإحسان لليتيم

- ‌باب فضل رجب وصومه

- ‌باب فضل شعبان وفضل صلاة التسابيح

- ‌باب فضل رمضان والترغيب في العمل الصالح فيه وما فيه من الفضل

- ‌فضل في ليلة القدر وبيان فضلها

- ‌باب فضل عرفة والعيدين والتكبير والأضحية

- ‌باب فضل صيام عاشوراء وصيام الأيام البيض والسود أيضا

- ‌باب فضل الجوع وآفات الشبع

- ‌باب فضل الحج

- ‌فصل في أركان الحج وهي خمسة

- ‌باب في فضل الجهاد

- ‌باب بر الوالدين

- ‌باب الحلم والصفح عن عثرات الإخوان

- ‌باب الكرم والفتوة ورد السلام

- ‌فصل من كرم الله تعالى

الفصل: ‌باب في ذكر الموت والأمل وفضل الصبر والرضا والأدب

يقول الله الله الله فقال بقي من أجلك ثلاثة أيام فكان كما قال نسأل الله تعالى أن يختم أعمالنا بالتوحيد في عافية.

‌باب في ذكر الموت والأمل وفضل الصبر والرضا والأدب

قال الله تعالى إنك ميت وإنهم ميتون بدأ به صلى الله عليه وسلم تسلية للنفوس وقال صلى الله عليه وسلم الموت تحفة المؤمنين وتقدم عن بعض العارفين الدنيا بلا موت لا تساوي دانقا وقالت عائشة يا رسول الله هل يحشر مع الشهداء أحد قال نعم من يذكر الموت في اليوم والليلة عشرين مرة في حديث آخر يا علي من قال كل يوم إحدى وعشرين مرة اللهم بارك في الموت وفيما بعد الموت لم يحاسبه الله بما أنعم عليه من الدنيا وفي حديث آخر مثل المؤمن في الدنيا كمثل الجنين في بطن أمه فإذا خرج بكى فإذا رأى الضوء لم يحب أن يرجع إلى مكانه فكذلك المؤمن يجزع من الموت فإذا أفضى إلى ربه لم يحب أن يرجع إلى الدنيا وقالت عائشة رضي الله عنها قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا عاين المؤمن الملائكة قالوا نرجعك إلى الدنيا فيقول دار الهموم والأحزان بل قدوما إلى الله عز وجل

فائدة يكره تمنى الموت لمن أمن على دينه قال الرازي في قوله عز وجل يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي قدم الفعل إخراج الحي لأنه أشرف من الميت فوجب الاعتناء بإخراج الحي من الميت أكثر من إخراج الميت من الحي فلها قدم الأول قيل الحي المؤمن يخرج من الكافر وبالعكس وقيل النبات من الحب وبالعكس وقيل البيضة من الدجاجة وبالعكس ورأيت في الشفاء أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر أنه طرح بنتا له في وادي كذا فانطلق معه فنادها يا فلانة فقالت لبيك يا رسول الله قال أن أبويك قد أسلما فإن أحببتي أدلك عليهما فقالت لا حاجة لي بهما وجدت الله خيراً منهما قال كعب الأخبار رضي الله عنه من عرف الموت هانت عليه مصائب الدنيا وهمومها وفي الحديث أن الله تعالى إذا رضي عن عبده قال لملك الموت اذهب إلى فلان فأتى بروحه لأريحه من عمله قد بلوته فوجدته حيث أحب فينزل ملك الموت ومعه خمسمائة من الملائكة ومعهم قضبان الريحان وأصول الزعفران كل واحد منهم يبشره ببشارة جديدة سوى بشارة صاحبه وتقوم الملائكة صفين لقدوم روحه ومعهم الريحان فإذا نظر إليهم إبليس وضع يده على رأسه وصاح فيقول له جنوده مالك يا سيدنا فيقول ألا ترون إلي ما أعطى هذا العبد من الكرامة أين كنتم عنه قالوا قد جهدنا به فكان معصوما قال العلائي في تفسيره رأيت في بعض الكتب أن ملك الموت مكتوب على جبهته لا إله إلا الله فإذا رآها المؤمن تذكر الشهادة

موعظة قال القرطبي في تذكرته عن بعضهم من أكثر ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء تعجيل التوبة وقناعة النفس والنشاطة في العبادة ومن نسي ذكره عوقب بثلاثة أشياء تسويف التوبة وترك الرضا بالكفاف والتكامل في العبادة وقال صلى الله عليه وسلم لو تعلم البهائم من الموت ما تعلمون ما أكلتم منها سمينا

حكاية: مر عيسى عليه السلام على راع يرعى إبلا فوجد بعيراً سميناً يفرح بنفسه وبعض واحداً بعد واحد فأخذ عيسى بإذنه

ص: 64

وقال له إنك ميت ثم مر بعد أيام على ذلك الرجل وهو يرعى إبله فوجد البعير قد هزل واعتزل وحده وترك الأكل والشرب فسأل الراعي عن ذلك فقال يا روح الله لا أعلم إلا أن رجلاً مر به وكلمه في أذنه فأصابه ما ترى فكان عيسى إذا ذكر الموت قطر جلده دماً وكان سفيان النووي إذا ذكر الموت لا ينتفع به أياماً وإذا سئل عن شيء قال لا أدري قال النووي وسفيان الثوري من تابع وقال ابن المبارك كتبت عن ألف شيخ ومائة شيخ ما رأيت فيهم أفضل من سفيان الثوري في العلم والورع وضيق العيش

فائدتان: الأولى: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن للموقف ألف هول أدناها الموت وإن للموت تسعة وتسعين جذبة لألف ضربة بالسيف أهون من جذبة منها فمن أراد أن يؤمنه الله تعالى من تلك الأهوال فعليه بعشر كلمات خلف كل صلاة وهي اللهم أني أعددت لكل هول لا إله إلا الله ولكل هم وغم ما شاء الله ولكل نعمة الحمد لله ولكل رخاء وشدة الشكر لله ولكل أعجوبة سبحان الله ولكل ذنب أستغفر الله ولكل مصيبة إنا لله وإنا إليه راجعون ولكل ضيق حسبي الله ولكل قضاء وقدر توكلت على الله ولكل طاعة ومعصية لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. الثانية: قال في الحقائق أعلم أن السماع ثلاثة أقسام: قسم يجذب الجسد وهو سماع الشيطان وقسم كالمزمار ورجح الثوري تحريمه من القصب وجوزه غيره وقال في نزهة النفوس والأفكار أن من منافع القصب أن عتيقه إذا أحرق واكتحل به

صاحب البياض الذي في العين قلعه أو اكتحل بالندى الذي على ورقه الأخضر فكذلك إذا أحرق أصله وخلط ممثله من الحناء وخضب به الشعر قواه وأعان على إنباته وإذا دق ورقه الأخضر ورضع على الحمرة والأورام الحارة نفعها بإذن الله تعالى وأما الدف فهو مباح ومثله طبل الصمادية ويكره في المسجد ويحرمان عند قراءة القرآن ويحرم ضرب الكف على الكف متواليا للرجال وأما سماع الصوفية فلا إنكار فيه إذا صحت النية وسلمت العين من الخيانة فإن قيل يتواجد المتواجد عند سماع الشعر دون سماع القرآن حتى انفتح لبعض المتفقهة باب الإنكار بذا فالجواب أن القرآن كلام ثقيل لا يليق مع وجوده إلا السكون والإنصات ولأنه يتكرر في الأسماع ولأن الشعر كلام البشر فبينهما مناسبة وأما كلام الله فلا مناسبة بينه وبين البشر قال البغوي في قوله تعالى إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً قال الحسن ابن الفضل قولاً خفيفاً على اللسان ثقيلاً في الميزان وقسم يجذب الروح وهو سماع الخطاب من الغيب وذلك أن عزرائيل عليه السلام ينزل على المؤمن فيجذب الروح من الجسد فلو جذبها بألف سلسلة ما خرجت فيقول الله دعها فإنها لا تخرج إلا بسماع فيناديها يا أيتها النفس المطمئنة فتخرج طائرة من حلاوة الخطاب فلا تزال طائرة إلى يوم القيامة فقال لها ارجعي إلى ربك أي جسدك فتفرج بالجسد ويفرح الجسد بها فقول أنا ما قر لي قرار ويقول الحسد أنا أكلني الدود والتراب فيناديها مناد ليس بعد هذا الاجتماع فراق ويأتي إليه ملك فيقول أبشر كلما اندرست عظامك محيت آثامك ويؤيده قول النبي صلى الله عليه وسلم الموت كفارة لكل مسلم

حكاية: ذكر النسفي في زهرة الرياض إذا دنت منية العبد نزل عليه أربعة من الملائكة

ص: 65

فيقول الأول السلام عليك يا عبد الله قلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد لك خطوة تخطوها ثم يقول الثاني السلام عليك يا عبد الله قلبت أنهار الدنيا فلم أجد لك شربة ثم يقول الثالث السلام عليك يا عبد الله قلبت مشارق الأرض ومغربها فلم أجد لك لقمة فيها الرابع السلام عليك يا عبد الله قلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد لك نفسا تتنفس به

مسئلة: قال القرطبي رحمه الله في التذكرة اختلف الناس في الروح اختلافا كثيرا فذهب أهل السنة أنه جسم لطيف وذكر قبل هذا بيسير أن الروح بعينين ويدين ثم ذكر بعد هذا أن الروح تكون تارة في الأرض على أفنية القبور وتارة في السماء لا في الجنة قال عمرو بن دينار ما من ميت يموت إلا وروحه في يد ملك تنظر إلى جسدها كيف يغسل وكيف يكفن وكيف يمشي به فيجلس في قبره ويقال له اسمع ثناء الناس عليك ذكره الحافظ أبو نعيم وقيل أن الأرواح تزور قبورها كل جمعة على الدوام فلذلك يستحب زيارة القبور ليلة الجمعة ويومها قال صلى الله عليه وسلم حسنوا أكفان موتاكم فإنهم يتباهون ويتزاورون في قبورهم ثم قال القرطبي قال أهل السنة أن الروح ترفعها الملائكة إلى الله تعالى فإن كانت سعيدة قال سيروا بها وأروها مقعدها من الجنة فيسيرون بها على قدر ما يغسل فإذا غسل وكفن صارت بين جسمه وكفنه فإذا حمل على النعش سمع كلام من تكلم بخير أو شر قال في شرح المهذب قال جماعة بكراهة الكلام خلف الجنازة حتى قول أستغفر الله ومن الجماعة الحسن البصري وابن جبير واسحق بن راهويه والصواب أن الاشتغال بالذكر خلف الجنازة مستحب كما قاله في الأذكار ويكون سراً والله أعلم فإذا دخل قبره دخلت الروح في الجسد لأجل السؤال والنعيم والعذاب عليهما ويلحقهما ثواب الصدقة والدعاء وقال النبي صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن في قبره مثل الغريق يتعلق بكل شيء ينظر دعوة من والد أو ولد أو أخ أو صديق ليدخل على قبور الأموات دعاء الأحياء من الأقوال أمثال الجبال والدعاء للأموات بمنزلة الهدايا للأحياء من أهل الدنيا فدخل الملك على الميت ومعه طبق من نور عليه منديل من نهر فيقول هذه هدية لك من عند أخيك أو قريبك فيفرح بها كما يفرح الحي بالهدايا

فوائد.. الأولى: عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد يقوم على قبر مؤمن فيدعو بهذا الدعاء إلا غفر الله لذلك الميت الحمد لله الذي لا يبقى إلا وجهه ولا يقوم إلا ملكه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا مشريك له إله واحد صمد وتر لم يتخذ صاحبة ولا ولدا لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وأشهد أن محمداً

عبده ورسوله جزى الله محمد النبي الأمي ما هو أهله.. الثانية: عنه أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا قرأ المؤمن آية الكرسي وجعل ثوابها لأهل القبور أدخل الله في كل قبر من أهل المشرق والمغرب أربعين نورا ووسع الله عليهم مضاجعهم وأعطى الله للقارئ ثواب سنتين نبيا ورفع له بكل حرف درجة وكتب له بكل ميت عشر حسنات.. الثالثة: رأيت في كتاب المختار ومطالع الأنوار عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يأتي على الميت أشد من الليلة الأولى فارحموا موتاكم بالصدقة فمن لم يجد فليصل ركعتين يقرأ فيهما فاتحة الكتاب وآية الكرسي وألهاكم التكاثر وقل هو الله أحد إحدى

ص: 66

عشرة مرة ويقول اللهم إني صليت هذه الصلاة وتعلم ما أريد اللهم ابعث ثوابها إلى قبر فلان بن فلان فيبعث الله من ساعته إلى قبره ألف ملك مع كل ملك نهر وهدية يؤنسونه في قبره إلى أن ينفخ في الصور ويعطى الله المصلي بعدد ما طلعت عليه الشمس حسنات ويرفع الله له أربعين ألف درجة وأربعين ألف حجة وعمرة ويبني الله له ألف مدينة في الجنة ويعطى ثواب ألف شهيد ويكسى ألف حلة قال مؤلف الكتاب المذكور وهذه فائدة عظيمة ينبغي لكل مسلم أن يصليها كل ليلة لأموات المسلمين.. الرابعة: من دخل المقابر وقال اللهم رب هذه الأرواح الفانية والأجساد البالية والعظام النخرة التي خرجت من الدنيا وهي بك مؤمنة أدخل عليهم رحمة منك وسلاما مني كتب له من الحسنات بعدد الأموات حكاه القرطبي عن الحسن البصري في ربيع الأبرار بعدد من مات من آدم إلى يوم القيامة وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقولها إذا دخل الجبانة ونظيره عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من دخل المقابر فقرأ سورة يس خفف الله عنهم وكان له بعدد من مات فيها حسنات وعن النبي صلى الله عليه وسلم أيما مسلم قرأ يس وهو في سكرات الموت لم يقبض روحه ملك الموت حتى مجيئه رضوان خازن الجنان بشربة من شراب الجنة فبشر بها على فراشه فتقبض روحه وهو ريان وأيما مسلم قرأت عنده سورة يس إذا نزل به ملك الموت نزل بكل حرف عشرة آلاف ملك يقومون بين يديه صفوفا يصلون عليه ويستغفرون له ويشهدون غسله وجنازته وكفنه ذكره ابن العماد في الذريعة.. الخامسة: زيارة القبور مستحبة للرجال لأنها أنفع للقلوب وتزهد في الدنيا وتذكر في الآخرة وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بها ومكروهة للنساء وقيل تحرم لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن زائرات القبور وقيل تباح إذ أمنت الفتنة وجزم به الغزالي قال في شرح المهذب والذي قطع به الجمهور أن زيارة القبور مكروهة للنساء كراهة تنزيه ثم حكى عن بعضهم تفصيلا وهو إن كانت زيارتهن لتجديد الحزن والبكاء والنواح فحرام وإن كانت للإعتبار فمكروهة إلا أن تكون نحو عجوز لا تشتهى فلا يكره كحضورها الجماعة في المسجد ولا كراهة في زيارتهن قبور العلماء والصالحين ويقول الزائر مستقبلاً للقبر السلام عليكم دار قوم مؤمنين.. السادسة قال أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم من رأى جنازة فقال الله أكبر صدق الله هذا ما وعد الله ورسوله اللهم زدنا إيمانا وتسليما كتب له عشرون حسنة من يوم يقولها إلى يوم القيامة وقيل للإمام مالك رحمه الله تعالى بعد موته ما فعل الله بك قال غفر لي بكلمة كان يقولها عثمان رضي الله عنه عند رؤية الجنازة لا إله إلا الله سبحان الحي الذي لا يموت وقال الروياني يستحب أن يقول عند رؤية الجنازة لا إله إلا الله الحي الذي لا يموت وقال النبي صلى الله عليه وسلم إذا مات رجل من أهل الجنة استحى الله أن يعذب من تبع جنازته ومن صلى عليه وروى البزار عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أول ما يجازى به العبد بعد موته أن يغفر الله لجميع من تبع جنازته وسيأتي أن مشيع الجنازة يحشر في زمرة الأنبياء ولا دناءة في حمل الجنازة ولو كان الميت امرأة وينوب أن يكون على جنازة المرأة ما يسترها عن أعين الناس كتابوت

ص: 67

وسماه الشيخ نصر المقدسي مكبة والماوردي قبة وصاحب البيان خيمة وأول ما فعل ذلك بفاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم وقال ابن حيان أول ما فعل ذلك بزينب بنت جحش أم المؤمنين رضي الله عنها وقيل بزينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم قال في شرح المهذب وهنا باطل غير معروف وقال عبد الله المزني صاحب الشافعي إذا غمضت الميت

فقل بسم الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا حملته فقل بسم الله ثم سبح ما دمت حامله

مسألة لو حفر قبرا لنفسه لم يكن أحق به من غيره لأنه لا يدري أين يموت والأولى أن لا يزاحم عليه فإن مات عقب الحفر فهو أحق به وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن ملك الموت لينظر في وجوه العباد كل يوم سبعين مرة حكاية: كان عثمان بن عفان إذا ذكر القبر بكى دون النار فسئل عن ذلك فقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه صاحبه فما بعده أيسر منه وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه وقالت عائشة رضي الله عنها يا رسول الله حدثني عن صوت منكر ونكير وضغطة القبر فقال يا عائشة إن صوت منكير ونكير في سماع المؤمن كالأثمد في العين وضغطة القبر كالأم الشفوقة يشكو إليها ابنها الصداع فتقلم إليه فتغمز رأسه رفقا

حكاية: لما ماتت صفية بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم وقف على قبرها وقال قولي هذا النبي محمد ابن أخي فقيل ما هذا يا رسول الله قال أن منكير ونكير سألاها عن دينها فتحيرت قلت لها قولي النبي محمد ابن أخي فقالوا يا رسول الله أنت لقنت عمتك فمن يلقننا فأنزل الله تعالى يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة قال الرازي القول الثابت أن يقول الله ربي ومحمد نبيي وديني الإسلام لأن هذه الآية نزلت في صورة الملكين وقيل هذا جواب قول المؤمن اهدنا الصراط المستقيم وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد يقول ثلاث مرات عند قبر ميته اللهم بحق محمد وآل عمد لا تعذب هذا الميت إلا رفع الله عنه العذاب إلى يوم ينفخ في الصور عن أبي إمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا مات أحدكم فسويتم عليه التراب فليقم أحدكم على رأس قبره ثم يقول يا فلان ابن فلانة فإنه يسمع ولا يجيب ثم ليقل يا فلان ابن فلانة فإنه يستوي قاعداً ثم ليقل يا فلان ابن فلانة فإنه يقول أرشدنا رحمك الله تعالى ولكن لا تسمعون فيقول اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأنك رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وبالقرآن إماما فإن منكرا ونكيراً يتأخر كل واحد منهما ويقول انطلق بنا ما يقعدنا عند هذا وقد لقن حجته ويكون الله حجيجهما دونه فقال رجل يا رسول الله فإن لم يعرف أمه قال ينسبه إلى أمه حواء قال القاضي حسين والمتولي والرافعي يستحب هذا التلقين قال تقي الدين بن الصلاح هذا التلقين هو الذي نختاره ونعمل به والمختار أن يكون قبل أن يهال عليه التراب وقال في الروضة يقول يا عبد الله ابن أمة الله وقال في شرح المهذب يا فلان اذكر ما خرجت عليه الخ ولا يلقن طفل ولا مجنون قال مؤلفه رحمه الله تعالى قد اعتاد كثير ممن يلقن الموتى قراءة قوله تعالى كل نفس فائقة الموت الآية وعندي قراءة قوله تعالى إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون الآية

مسئلة: قال الإمام الشافعي وأحمد تستحب الصلاة على الميت في المسجد وقال الإمامان بكراهتها والأفضل أن تكون الصفوف ثلاثة فإن لم يحضر إلا النساء فصلاتهن فرادى واحدة بعد واحدة أفضل وبه قال مالك في شرح المهذب وفيه نظر وينبغي أن تسن لهن الجماعة كجماعتهن في غيرها وبه قال الإمام أحمد وسفيان الثوري وغيرهما وتكره الصلاة على الجنازة في المقبرة وأما في القبر فالصلاة عليه جائزة وإن كان قد صلى عليه وقال أبو حنيفة يصلى على القبر إلى ثلاثة أيام وقال الإمام إلى شهر والله أعلم. بسم الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا حملته فقل بسم الله ثم سبح ما دمت حامله

مسألة لو حفر قبرا لنفسه لم يكن أحق به من غيره لأنه لا يدري أين يموت والأولى أن لا يزاحم عليه فإن مات عقب الحفر فهو أحق به وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن ملك الموت لينظر في وجوه العباد كل يوم سبعين مرة حكاية: كان عثمان بن عفان إذا ذكر القبر بكى دون النار فسئل عن ذلك فقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه صاحبه فما بعده أيسر منه وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه وقالت عائشة رضي الله عنها يا رسول الله حدثني عن صوت منكر ونكير وضغطة القبر فقال يا عائشة إن صوت منكير ونكير في سماع المؤمن كالأثمد في العين وضغطة القبر كالأم الشفوقة يشكو إليها ابنها الصداع فتقلم إليه فتغمز رأسه رفقا

حكاية: لما ماتت صفية بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم وقف على قبرها وقال قولي هذا النبي محمد ابن أخي فقيل ما هذا يا رسول الله قال أن منكير ونكير سألاها عن دينها فتحيرت قلت لها قولي النبي محمد ابن أخي فقالوا يا رسول الله أنت لقنت عمتك فمن يلقننا فأنزل الله تعالى يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة قال الرازي القول الثابت أن يقول الله ربي ومحمد نبيي وديني الإسلام لأن هذه الآية نزلت في صورة الملكين وقيل هذا جواب قول المؤمن اهدنا الصراط المستقيم وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد يقول ثلاث مرات عند قبر ميته اللهم بحق محمد وآل عمد لا تعذب هذا الميت إلا رفع الله عنه العذاب إلى يوم ينفخ في الصور عن أبي إمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا مات أحدكم فسويتم عليه التراب فليقم أحدكم على رأس قبره ثم يقول يا فلان ابن فلانة فإنه يسمع ولا يجيب ثم ليقل يا فلان ابن فلانة فإنه يستوي قاعداً ثم ليقل يا فلان ابن فلانة فإنه يقول أرشدنا رحمك الله تعالى ولكن لا تسمعون فيقول اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأنك رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وبالقرآن إماما فإن منكرا ونكيراً يتأخر كل واحد منهما ويقول انطلق بنا ما يقعدنا عند هذا وقد لقن حجته ويكون الله حجيجهما دونه فقال رجل يا رسول الله فإن لم يعرف أمه قال ينسبه إلى أمه حواء قال القاضي حسين والمتولي والرافعي يستحب هذا التلقين قال تقي الدين بن الصلاح هذا التلقين هو الذي نختاره ونعمل به والمختار أن يكون قبل أن يهال عليه التراب وقال في الروضة يقول يا عبد الله ابن أمة الله وقال في شرح المهذب يا فلان اذكر ما خرجت عليه الخ ولا يلقن طفل ولا مجنون قال مؤلفه رحمه الله تعالى قد اعتاد كثير ممن يلقن الموتى قراءة قوله تعالى كل نفس فائقة الموت الآية وعندي قراءة قوله تعالى إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم

ص: 68