المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

كتب الله له ألف ألف حسنة، وعن أبي كاهل رضي - نزهة المجالس ومنتخب النفائس - جـ ١

[الصفوري]

فهرس الكتاب

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌وهذا سرد ما اشتمل عليه من الأبواب والكتب والفصول

- ‌باب الإخلاص

- ‌كتاب العقائد وفضل الذكر والقرآن وآيات منه وسور

- ‌فصل في الذكر

- ‌فصل في فضل البسملة

- ‌فصل في الأذكار غير القرآن

- ‌فصل في أذكار الصباح والمساء للإمام النووي رحمه الله تعالى

- ‌باب المحبة

- ‌باب في ذكر الموت والأمل وفضل الصبر والرضا والأدب

- ‌فصل في الأمل

- ‌فصل في الصبر

- ‌فصل في الرضا

- ‌فصل في الأدب

- ‌باب فضل الدعاء

- ‌باب التقوى وفعل الخيرات والكف عن المنكرات

- ‌باب فضل الصلوات ليلا ونهارا ومتعلقاتها

- ‌باب في فضل الجمعة ويومها وليلتها وكرمها

- ‌باب فضل الزكاة

- ‌فصل في زكاة الأعضاء وهي كفها عن المحرمات

- ‌باب ذم الكبر

- ‌باب في ذم الغيبة والنميمة

- ‌باب في الإحسان لليتيم

- ‌باب فضل رجب وصومه

- ‌باب فضل شعبان وفضل صلاة التسابيح

- ‌باب فضل رمضان والترغيب في العمل الصالح فيه وما فيه من الفضل

- ‌فضل في ليلة القدر وبيان فضلها

- ‌باب فضل عرفة والعيدين والتكبير والأضحية

- ‌باب فضل صيام عاشوراء وصيام الأيام البيض والسود أيضا

- ‌باب فضل الجوع وآفات الشبع

- ‌باب فضل الحج

- ‌فصل في أركان الحج وهي خمسة

- ‌باب في فضل الجهاد

- ‌باب بر الوالدين

- ‌باب الحلم والصفح عن عثرات الإخوان

- ‌باب الكرم والفتوة ورد السلام

- ‌فصل من كرم الله تعالى

الفصل: كتب الله له ألف ألف حسنة، وعن أبي كاهل رضي

كتب الله له ألف ألف حسنة، وعن أبي كاهل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مستيقنا بها قلبه كان حقاً على الله أن يغفر له بكل مرة ذنوب سنة وقال النبي صلى الله عليه وسلم لبعض بناته الأربع زينب وأم كلثوم ورقية وفاطمة وهي أصغرهن وأفضلهن: قولي سبحان الله وبحمده ولا حول ولا قوة إلا بالله ما شاء كان وما لم يشأ لم أعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً فإن من قالها حين يصبح حفظ حين يمسي ومن قالهن حين يمسي حفظ حتى يصبح رواه أبو داود والنسائي وعن عبد الله بن بشر يقول تعالى لملائكته: لا تكتبوا على عبدي ما بين ذلك. رواه الطبراني بإسناد حسن فالحمد لله وتقدم فضل المعوذتين وقل هو الله أحد إذا أصبح وإذا أمسى وحديث من صلى علي حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً أدركته شفاعتي يأتي إن شاء الله تعالى في باب فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

‌باب المحبة

قال الله تعالى لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قال بعض العارفين لن تنالوا محبتي وفي قلوبكم محبة غيري ولا تكون المحبة إلا في قلب حي وحياته بموت النفس. ثم روى في المعنى حكاية كان بعضهم له درة فصيحة الكلام فلما أراد السفر إلى بلاد السودان قالت له يا مولاي أقرأ أصحابي السلام وقل لهم عندي طير منكم في قفص حديد لا يستطيع الطيران إليكم فانظروا في أمره فلما أدى الرسالة إلى جنسها من الطيور ضربوا لأجنحتهم وأظهروا له أنهم ماتوا فندم على تبليغ الرسالة شفقة عليهم فلما رجع أخبرها بذلك فضربت بأجنحتها وألقت نفسها إلى الأرض كأنها ميتة فأخرجها من القفص وألقاها فطارت وقالت يا مولاي إن أصحابي ماتوا ولكن علموني طريق الخلاص وصحح في المنهاج تحريم أكلها ويقول موت النفوس حياتها وقال تعالى يحبهم ويحبونه فإن قيل كيف قم محبته على محبتهم له وقم ذكرهم على ذكره إياهم قال تعالى فاذكروني أذكركم فالجواب ما قاله الشيخ عبد القادر الكيلاني أن الذكر مقام طلب مكانه أمر بالطلب منه فقد ذكرهم له وأما المحبة فهي تحفة إلهية ليس للعبد فيها اختيار فلا يصح وجودها إلا بعد بروزها من جانب الغيب على يد المشيئة فلهذا قدم محبته لنا على محبتنا له وله الفضل والمنة ومعنى محبة الله توفيقه إياهم لطاعته والآية نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه وعن النبي صلى الله عليه وسلم اللهم صل على أبي بكر فإنه يحبك ويحب رسولك قاله في الرياض النضرة وذكر أيضاً عنه صلى الله عليه وسلم لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين والحب في الله من الإيمان في الإحياء أوحى إلى عيسى لو عبدتني بعبادة أهل السماء والأرض وحب في الله ليس معك وبغض في الله ليس معك ما أغنى عنك ذلك شيئا وعن النبي صلى الله عليه وسلم من أعرض عن صاحب بدعة آمنه الله يوم الفزع الأكبر ومن سلم على صاحب بدعة ولقيه بالشر

ص: 51

واستقبله فقد استخف بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم وعن الفضيل مصارعة الفاسق قربة إلى الله عز وجل عن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الأعمال الحب في الله رواه أبو داود وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى المتحابون بجلالي في ظل عرشي يوم القيامة في يوم لا ظل إلا ظلي رواه الإمام أحمد وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم المتحابون في الله على ياقوتة حمراء على رأس عمود عليه سبعون ألف غرفة يشرفون على أهل الجنة يضيء حسنهم لأهل الجنة كما تضيء الشمس لأهل الدنيا فيقال لأهل الجنة انطلقوا إلى المتحابين في الله فإذا أشرفوا عليهم أضاء حسنهم لأهل الجنة ثيابهم السندس مكتوب على جباههم هؤلاء المتحابون في الله وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة عمداً من ياقوتة عليها غرف من زبرجد لها أبواب مفتحة تضيء كما تضيء الكواكب قيل يا في الله من يسكنها قال المتحابون في الله رواه البزار وروى أيضاً ما من عبد أتى أخاه يزوره في الله إلا ناداه مناد من السماء أن طبت وطابت لك الجنة وروى الطبراني إذا زار المسلم شيعه سبعون ألف ملك يصلون عليه يقولون اللهم صله كما وصله فيك وقال أبو مسلم الخولاني واسمه عبد الله لمعاذ بن جبل إني أحبك في الله فقال أبشر فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ينصب لطائفة من أمتي كراسي حول العرش يوم القيامة وجوههم كالقمر ليلة البدر يفزع الناس ولا يفزعون ويخاف الناس ولا يخافون وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون قيل يا رسول الله من هم قال هم المتحاربون في الله قاله في عوارف المعارف.. واعلم أن المحبة تكون مباحة بأن يحب عامة الناس وتكون مكروهة وهي محبة الدنيا وتكون نافلة وهي محبة الأهل والولد وتكون فرضاً وهي محبة الله ورسوله ومحبة الرسول مستلزمة لمحبة الله تعالى قال تعالى إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله وقال سهل بن عبد الله في قوله تعالى وأسبغ عليكم نعمة ظاهرة وهي إتباع النبي صلى الله عليه وسلم وباطنة وهي محبته وقيل الظاهرة الإسلام والباطنة غفران الذنوب وقرأ أبو عمرو ونافع نعمة بفتح العين وضم الهاء والباقون بسكون العين والتنوين ومن علامة المحبة إتباع المحبوب في الأوامر والنواهي وإلا فليست بمحبة تامة كما قال القائل:

تعصي الإله وأنت تظهر حبه

هذا لعمري في القياس بديع

لو كان حبك صادقاً لأطعته

إن المحب لمن يحب مطيع

لطيفة: عن النبي صلى الله عليه وسلم حبب إلي من دنياكم ثلاث الطيب والنساء وقرة عيني في الصلاة وقال أبو بكر الصديق وأنا حبب إلي من دنياكم ثلاث الجلوس بين يديك والصلاة عليك وإنفاق مالي عليك وقال في الرياض النضرة قالت عائشة رضي الله عنها أنفق أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم أربعين ألفاً وقال عمر رضي الله عنه وأنا حبب إلي من دنياكم ثلاث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحدود وقال علي رضي الله عنه وأنا حبب إل

ص: 52

ي من دنياكم ثلاث إطعام الطعام وإفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام وقال علي رضي الله عنه وأنا حبب إلي من دنياكم ثلاث الضرب بالسيف والصوم في الصيف وإقراء الضيف فنزل جبريل وقال يا نبي الله وأنا حبب إلي من دنياكم ثلاث النزول على النبيين وتبليغ الرسالة للمرسلين والحمد لله رب العالمين ثم قال إن الله تعالى يقول وأنا حبب إلي من دنياكم ثلاث لسان ذاكر وقلب شاكر وجسد على البلاء صابر فالعمل بهذا كله من علامات المحبة لمن أراد الدخول في قوله صلى الله عليه وسلم من أحبني كان معي في الجنة وفي أول الحديث إشارة تأتي في أول باب الزهد إن شاء الله تعالى ولما وصل هذا الحديث إلى الأئمة الأربعة قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه وأنا حبب إلي من دنياكم ثلاث تحصيلي العلم في طول الليل وترك الترفع والتعالي وقلب من حب الدنيا خالي وقال الإمام مالك رضي الله عنه وأنا حبب إلي من دنياكم ثلاث مجاورة روضته صلى الله عليه وسلم وملازمة تربته وتعظيم أهل بيته وقال الإمام الشافعي رحمه الله وأنا حبب إلي من دنياكم ثلاث معاملة الخلق بالتلطف وترك ما يؤدي إلى التكلف والاقتداء بطريق التصوف وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى وأنا حبب إلي من دنياكم ثلاث متابعة النبي صلى الله عليه وسلم في أخباره والتبرك بأنواره وسلوك طريق آثاره

حكاية ذكر في الإحياء عن بعضهم قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ومعه جماعة وإذا بملكين نزلا من الماء ومع أحدهما طشت من ذهب ومع الآخر إبريق من فضة فغسل النبي صلى الله عليه وسلم يده ثم واحد بعد واحد حتى أتوا عندي فقال أحدهما ليس هو منهم فقلت يا نبي الله أنت قلت المرء مع من أحب وأنا أحبك وأحب هؤلاء فقال صلى الله عليه وسلم صبوا على يده فإنه منهم وعنه صلى الله عليه وسلم ومن أحبني كان معي في الجنة وعنه صلى الله عليه وسلم من أحب أزواجي وأصحابي وأهل بيتي ولم يطعن في أحد منهم وخرج من الدنيا على محبتهم كان معي في درجتي يوم القيامة وسيأتي إن شاء الله تعالى زيادة في فضائلهم إجمالاً وتفصيلاً وعن النبي صلى الله عليه وسلم سألت ربي عز وجل فيما اختلف فيه أصحابي فأوحى إلي أصحابك يا محمد عندي بمنزلة النجوم بعضها أضوأ من بعض فمن أخذ شيئاً فيما هم عليه من اختلافهم فهو على هدى ذكره في أول الرياض النضرة

لطيفة: المحبة أربعة أحرف ميم وحاء وباء وهاء فالعبد يستعمل حرفين الميم من الندامة والحاء من حفظ الرحم والله تعالى يجاري عبده بحرفين الباء من البر والهاء من الهداية وقال الشبلي سميت المحبة محبة لأنها تمحو عن القلب ما سوى المحبوب وقال غيره المحبة كالحبة إذا وقعت في أرض طيبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة فالمحبة إذا حصلت في قلب طيب تفرع منها سنابل الطاعات وفي الرسالة القشيرية قلوب المشتاقين منورة بنور الله فإذا تحرك الشوق أضاء بين السماء والأرض فيعرضهم الله على ملائكته فيقول هؤلاء المشتاقون إني أشهدكم إني إليهم أشوق

حكاية رأيت بمكة شرفها الله تعالى في فردوس العارفين قال أبو يزيد البسطامي رأيت في المنام كأني في الماء الرابعة فاستقبلني ملائكة يقطر منهم النور تبرق منه السموات فسلموا علي فرددت عليهم السلام ثم التمع نور شوقي إلى رب

ص: 53

ي فأضاءت منه السموات كلها فصار نور الملائكة مع نور شوقي كسراج مع الشمس وقال أبو الدرداء رضي الله عنه أن لله عباداً تطير قلوبهم إلى الله اشتياقاً لا يدركها البرق الخاطف فيتقلبون في بساتين الأنس بالنزهة ويسكنون على سرير بالقرب منه

حكاية لما تزوجت زليخا بيوسف عليه السلام لم تنظر إليه فسألها عن ذلك فقالت من وجد حب الله فكيف يحب غيره قيل لما تولى الملك رآها على الطريق لتنظر إليه فشكا إلى ربه فعلها معه وقال يا رب أهلكها فقال جبريل

أن الله يريد أن يملكها ولا يهلكها لأنها أحبت محبوباً وعن الجنيد قيل لله تعالى لو لم تطعك جهنم ما كنت تضع بها قال كنت أسلط عليها ناري الكبرى وهي نار المحبة التي أوقدتها في قلوب أحبابي

حكاية: مر عيسى عليه السلام على قوم يعبدون الله تعالى فسألهم عن عبادتهم فقالوا نرجو الجنة ونخاف من النار فقال مخلوقا رجوتم ومخلوقا خفتم ثم مر بآخرين فسألهم عن عبادتهم فقالوا نعبده حباً له وتعظيما لجلاله فقال أنتم أولياء الله أمرت أن أكون معكم وفي الإحياء مر عيسى عليه السلام بقوم قد تغيرت ألوانهم فسألهم فقالوا خوف النار غيرنا فقال حق على الله أن يؤمن خوفكم ثم مر بآخرين أشد منهم ضعفا فسألهم فقالوا شوقاً إلى الجنة فقال حق على الله يعطيكم ما ترجون ثم مر بآخرين أشد منهم ضعفا فسألهم فقالوا حب الله تعالى فقال أنتم المقربون وقال بعضهم في قوله تعالى فمنهم ظالم لنفسه أي يعبده للدنيا ومنهم مقتصد أي يعبده للآخرة ومنهم سابق بالخيرات أي يعبده لوجهه الكريم وقيل الظالم من يشتاق الجنة والمقتصد من تشتاق له الجنة والسابق من يشتاق له المولى ونقل عن الشيخ عبد القادر الجيلاني أنه ورد عن الله تعالى أنه قال للدنيا انظري إلى أحبابي قد أعرضوا عنك فقالت يا رب أنزل عليهم البلاء فإن صبروا فهم صادقون فصب عليهم البلاء صباً فقالوا مرحباً وتلقوه بالرضى والصبر فقال البلاء يا رب الغوث الغوث أحرقني هؤلاء بأنفسهم فرفعه عنهم فقالت الجنة يا رب لو رآني أحبابك لاشتغلوا عن خدمتك فكشف لهم عنها فأعرضوا عنها فقالت يا رب إن يرضوا بي فأنا أرضى بهم فقال تعالى هؤلاء لي وأنا لهم لا يشاركني فيهم مشارك

حكاية: دخل بعض العارفين على مريض من النصارى وهو في النزع فقال أسلم ولك الجنة قال لا حاجة لي بها قال أسلم ولك النجاة من النار قال لا أبالي بها قال أسلم ولك النظر إلى وجه الله الكريم فأسلم ففاضت روحه فرؤي تلك الليلة في المنام قيل له ما فعل الله بك قال أوقفني بين يديه وقال لي أسلمت شوقا إلى لقائي قلت نعم قال لك عبدي الرضا واللقاء قاله النسفي وحكاه فخر الدين الرازي عن اليهودي وقيل إذا كان يوم القيامة واستقر أهل الجنة في الجنة وبقي رجل في الموقف من المحبين فتأتيه الملائكة بسلاسل من نور فيقودونه إلى الجنة وهو غائب في سكرة المحبة فإذا صار إلى باب الجنة أفاق من سكره فيجذب من السلاسل ويرجع مهرولاً وهو يقول دلوني على رب الجنة والملائكة يردونه إليها فيقول الله تعالى خلوا بيني وبينه وقال جعفر الصادق في قوله تعالى رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله هم الرجال من بين الرجال على الحقيقة لأن الله حفظ سرائرهم عن الرجوع إلى غيره فلا تشغلهم الدنيا وزهرتها ولا الآخرة ونعيمها عن الله تعالى لأنهم في بساتين الأنس

حكاية قال السري السقطي رأيت الحق سبحانه وتعالى في المنام فقال خلقت الخلق فدعوا محبتي فخلقت الدنيا فاشتغل عني من كل عشرة آلاف تسعة آلاف فبقي ألف فخلقت الجنة فاشتغل بها تسعمائة فبقي مائة فسلطت عليهم البلاء فاشتغل به تسعون وبقي عشرة فقلت لا الدنيا أردتم ولا في الجنة رغبتم ولا من البلاء ضجرتم فقالوا ألست الفاعل بنا ذلك قلت بلى قالوا رضينا فقلت لهم أنتم عبيدي حقاً وقيل لما شاع موت الشبلي جاءه أصحابه فسألهم فأخبروه فقالوا جئنا لجنازتك فقال واعجباً من أموات زاروا أحياء فقيل له هل اشتقت إلى الله تعالى قال لا لأن الشوق إلى غائب وما غاب عني طرفة عين

حكاية قال ذو النون المصري رأيت صبياناً يرجمون رجلا فقلت لهم في ذلك فقالوا له مجنون يزعم أنه يرى ربه فدنوت منه فأخبرته بذلك فقال لو احتجب عني طرفة عين لتقطعت من ألم البين ثم قال: الله يريد أن يملكها ولا يهلكها لأنها أحبت محبوباً وعن الجنيد قيل لله تعالى لو لم تطعك جهنم ما كنت تضع بها قال كنت أسلط عليها ناري الكبرى وهي نار المحبة التي أوقدتها في قلوب أحبابي

حكاية: مر عيسى عليه السلام على قوم يعبدون الله تعالى فسألهم عن عبادتهم فقالوا نرجو الجنة ونخاف من النار فقال مخلوقا رجوتم ومخلوقا خفتم ثم مر بآخرين فسألهم عن عبادتهم فقالوا نعبده حباً له وتعظيما لجلاله فقال أنتم أولياء الله أمرت أن أكون معكم وفي الإحياء مر عيسى عليه السلام بقوم قد تغيرت ألوانهم فسألهم فقالوا خوف النار غيرنا فقال حق على الله أن يؤمن خوفكم ثم مر بآخرين أشد منهم ضعفا فسألهم فقالوا شوقاً إلى الجنة فقال حق على الله يعطيكم ما ترجون ثم مر بآخرين أشد منهم ضعفا فسألهم فقالوا حب الله تعالى فقال أنتم المقربون وقال بعضهم في قوله تعالى فمنهم ظالم لنفسه أي يعبده للدنيا ومنهم مقتصد أي يعبده للآخرة ومنهم سابق بالخيرات أي يعبده لوجهه الكريم وقيل الظالم من يشتاق الجنة والمقتصد من تشتاق له الجنة والسابق من يشتاق له المولى ونقل عن الشيخ عبد القادر الجيلاني أنه ورد عن الله تعالى أنه قال للدنيا انظري إلى أحبابي قد أعرضوا عنك فقالت يا رب أنزل عليهم البلاء فإن صبروا فهم صادقون فصب عليهم البلاء صباً فقالوا مرحباً وتلقوه بالرضى والصبر فقال البلاء يا رب الغوث الغوث أحرقني هؤلاء بأنفسهم فرفعه عنهم فقالت الجنة يا رب لو رآني أحبابك لاشتغلوا عن خدمتك فكشف لهم عنها فأعرضوا عنها فقالت يا رب إن يرضوا بي فأنا أرضى بهم فقال تعالى هؤلاء لي وأنا لهم لا يشاركني فيهم مشارك

حكاية: دخل بعض العارفين على مريض من النصارى وهو في النزع فقال أسلم ولك الجنة قال لا حاجة لي بها قال أسلم ولك النجاة من النار قال لا أبالي بها قال أسلم ولك النظر إلى وجه الله الكريم فأسلم ففاضت روحه فرؤي تلك الليلة في المنام قيل له ما فعل الله بك قال أوقفني بين يديه وقال لي أسلمت شوقا إلى لقائي قلت نعم قال لك عبدي الرضا واللقاء قاله النسفي وحكاه فخر الدين الرازي عن اليهودي وقيل إذا كان يوم القيامة واستقر أهل الجنة في الجنة وبقي رجل في الموقف من المحبين فتأتيه الملائكة بسلاسل من نور فيقودونه إلى الجنة وهو غائب في سكرة المحبة فإذا صار إلى باب الجنة أفاق من سكره فيجذب من السلاسل ويرجع مهرولاً وهو يقول دلوني على رب الجنة والملائكة يردونه إليها فيقول الله تعالى خلوا بيني وبينه وقال جعفر الصادق في قوله تعالى رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله هم الرجال من بين الرجال على الحقيقة لأن الله حفظ سرائرهم عن الرجوع إلى غيره فلا

ص: 54

تشغلهم الدنيا وزهرتها ولا الآخرة ونعيمها عن الله تعالى لأنهم في بساتين الأنس

حكاية قال السري السقطي رأيت الحق سبحانه وتعالى في المنام فقال خلقت الخلق فدعوا محبتي فخلقت الدنيا فاشتغل عني من كل عشرة آلاف تسعة آلاف فبقي ألف فخلقت الجنة فاشتغل بها تسعمائة فبقي مائة فسلطت عليهم البلاء فاشتغل به تسعون وبقي عشرة فقلت لا الدنيا أردتم ولا في الجنة رغبتم ولا من البلاء ضجرتم فقالوا ألست الفاعل بنا ذلك قلت بلى قالوا رضينا فقلت لهم أنتم عبيدي حقاً وقيل لما شاع موت الشبلي جاءه أصحابه فسألهم فأخبروه فقالوا جئنا لجنازتك فقال واعجباً من أموات زاروا أحياء فقيل له هل اشتقت إلى الله تعالى قال لا لأن الشوق إلى غائب وما غاب عني طرفة عين

حكاية قال ذو النون المصري رأيت صبياناً يرجمون رجلا فقلت لهم في ذلك فقالوا له مجنون يزعم أنه يرى ربه فدنوت منه فأخبرته بذلك فقال لو احتجب عني طرفة عين لتقطعت من ألم البين ثم قال:

طلب الحبيب من الحبيب رضاه

ومن الحبيب إلى الحبيب لقاه

أبداً يلاحظه بأعين قلبه

والقلب يعرف ربه ويراه

يرضى الحبيب من الحبيب بقربه

دون العباد فما يريد سواه

فقلت له أمجنون أنت قال عند أهل الأرض نعم وأما عند أهل السماء فلا فقلت له كيف أنت مع الله قال ما جفوت منذ عرفته قلت متى عرفته قال لما جعل اسمي في المتحابين

حكاية: قال الخواص رأيت بالبصرة عبداً يباع بعيوب ثلاثة لا ينام من الليل إلا القليل ولا يأكل بالنهار ولا يتكلم إلا عند الحاجة فقلت لسيده كيف تبيعه قال رأيت درجته أرفع من درجتي فكلما قدمت على باب الخدمة وجدته يسبقني فأردت بيعه غيرة منه فقلت بعني إياه قال نعم أنت جنون والعبد مجنون والمجنون بالمجنون أليق فقلت من أين عرفتني قال لأني أراك كل ليلة واقفاً على الباب فعرفت أنك من جملة الأحباب

حكاية: قال الشبلي رأيت صبيانا يرجمون مجنوناً بالحجلة فمنعتهم عنه فقالوا يزعم أنه يرى ربه فدنوت منه وإذا به يرمق بطرفه نحو السماء ويقول يا مولاي أجميل منك أن تسلط علي هؤلاء الصبيان فقلت له تزعم أنك ترى ربك فقال وحق من تيمني بحبه وهيمني بقربه لو احتجب علي طرفة عين لتقطعت من ألم البين ثم ولى وهو يقول:

جمالك في عيني وسكرك في فمي

وحبك في قلبي فأين تغيب

وقال بعض أصحاب أبي يزيد البسطامي وكان من أصحاب الكشف لما صار أبو يزيد في قبره وسأله منكر ونكير قال لهما أنا طريح بين يديه ولكن اسألاه هل أنا عبده فإن قال نعم فلي الكرامة فقالا هذا كلام عجيب قال عندي أعجب منه لما أخرجني من ظهر آدم مع اسم نبيه وقال ألست بربكم قلت معهم بلى هل كنتما حاضرين قالا لا قال فخلوا بيني وبينه فقال أحدهما لصاحبه هذا أبو يزيد عاش سكرانا من المحبة ومات كذلك ووضع في قبره كذلك ويبعث كذلك وقال السري السقطي رأيت كأن القيامة قد قامت فرأيت الناس شاخصين بأبصارهم إلى رجل محمول وهو يتأمل بسكره على أجنحة الملائكة وهم يزفونه بالتسبيح وإذا بمناد يقول يا أهل الموقف

ص: 55

هذا ولينا معروف الكرخي سكر من حبنا فلا يفيق إلا بالنظر إلينا وقال علي بن الموفق رأيت حظيرة القدس في المنام ثم دخلت سرداقات العرش فرأيت رجلاً شاخصاً ببصره إلى الله تعالى فقلت يا رضوان من هذا قال معروف الكرخي أخلص العبادة إلى الله تعالى فأباحه النظر إليه إلى يوم القيامة وقيل لبشر الحافي: بعد موته في المنام ما فعل الله بك قال أجلسني على مائدة وقال كل يا من منع نفسه عن الشهوات قيل فإن الإمام أحمد قال على باب الجنة ملك يشفع لمن يقول القرآن كلام الله غير مخلوق وقال في شرح المهذب عن كثير من الأصحاب تصح الصلاة خلف من يقول بخلق القرآن قال صاحب العدة وهو المذهب ومن قال بكفره فهو محمول على كفران النعمة والله أعلم وقال يحيى بن معاذ الرازي إذا نظر أهل الجنة إلى ربهم ذهبت عيونهم في قلوبهم من لذة النظر ثمانمائة عام في الأحياء استغنى أهل مصر بالنظر إلى يوسف عليه السلام عن الطعام والشراب أربعة أشهر قال فخر الدين الرازي في تفسير سورة يوسف كان يوسف عليه السلام إذا سار في المدينة لمع وجهه على الحيطان كنور الشمس

حكاية: مر عيسى عليه السلام براهب في صومعة فسأله عن حاله فقال مكثت سبعين عاماً أطلب من الله حاجة قال ما هي قال يسقيني من سر محبته زنة ذرة فدعى له عيسى ثم بعد أيام رأى عيسى الصومعة مدكدكة والأرض من تحتها تشققت فنزل عيسى عليه السلام إلى شق فرأى الراهب شاخصا ببصره فاتحا فمه فسلم عليه فلم يرد عليه فهتف به هاتف أسقيناه من المحبة جزعا من سبعين ألف جزء فكيف لو زدناه وقال أبو يزيد إن لله شرابا في الدنيا ادخره في كنوز ربوبيته ليسقيه أولياءه في ميمان محبته على منابر كرامته فإذا شربوا طربوا فإذا طربوا طاشوا فإذا طاشوا عاشوا فإذا عاشوا طاروا وإذا طاروا وصلوا فإذا وصلوا اتصلوا فهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر وكتب يحيى بن معاذ الرازي إلى أبي يزيد قد سئمت مما شربت من المحبة فقال أبو يزيد غيرك لو شرب بحار السماء والأرض ما روى قال:

شربت الحب كأسا بعد كأس

فلا نفد الشراب ولا رويت

ورأيت في تفسير نجم الدين النسفي في قوله تعالى وسقاهم ربهم شراباً طهوراً هو شراب ادخره الله تعالى فإذا شربوا طربوا فإذا طربوا هاموا فإذا هاموا طاشوا فإذا طاشوا طاروا فإذا طاروا طلبوا فإذا طلبوا وجدوا فإذا وجدوا نزلوا فإذا نزلوا قربوا فإذا قربوا كشفوا فإذا كشفوا شاهدوا فإن قيل كيف يحب الرجل زوجته وولده وربه والقلب واحد فيقال محبة الزوجة في النفس وتسمى الشهوة ومحبة الولد في الكبد وتسمى الشفقة ومحبة الرب في القلب وقيل خرج يوسف عليه السلام إلى صيد فرأى أعرابياً من الشام فسأله عن يعقوب قال كثير الأحزان وقد انحنى ظهره وذهب بصره على ضد ولده يوسف فوقع مغشياً عليه من البكاء فقالوا ما هذا البكاء فقال أخبرني هذا الأعرابي أن يعقوب أشرف على الهلاك فقالوا وإذا هلك ماذا يكون ثم قالوا أله ذنب قال نعم اتخذ محبوبا مع الله تعالى

حكاية: جاعت إمرأة إلى الجنيد فقالت زوجي يريد أن يتزوج علي وقال إن لم يكن له أربع جاز قالت لو جاز النظر إلى الأجانب لكشفت

ص: 56

لك عن وجهي حتى تنظر إلي فتعرف أن من له مثلي لا ينبغي له أن يتزوج غيري فوقع الجنيد مغشياً عليه فلما أفاق سئل عن ذلك قال كان الحق سبحانه وتعالى يقول لو جاز لأحد النظر إلي في الدنيا لكشفت له الحجاب عن وجهي حتى ينظرني فيعرف أن من له مثلي لا ينبغي أن يكون في قلبه سواي ورأيت في قواعد ابن عبد السلام شعرا:

ولو أن ليلى أبرزت حسن وجهها

لهام بها اللوام مثل هيامي

ولكنها أخفت محاسن وجهها

فضلوا جميعا عن حضور مقامي

وقال أهل الإشارة أن إبراهيم عليه السلام ادعى محبة الله تعالى ونظر إلى ولده بعين المحبة فلم يرض حبيبه بمحبة مشتركة فقيل له اذبح ولدك فلما استسلم قيل له ليس المراد ذبح الولد إنما المراد أن ترد قلبك إلينا فلما رددته إلينا رددنا عليك ولدك والذبيح إسماعيل على الصحيح حكاه القرطبي في سورة مريم عن المعظم لكن صحح في الصفات أنه اسحق وقيل لمريم ألا تتزوجين فقالت لساني مشغول بذكره وجوارحي بخدمته وقلبي بمحبته فرزقها الله عيسى من غير أب كما سيأتي مبسوطاً في فضل الأمة عن وهب قرأت في بعض كتب الله تعالى قال موسى عليه السلام لإبليس لم لم تسجد لآدم فقال ما أردت أن أكون مثلك فإني ادعيت محبته فما أردت السجود لغيره واخترت العقوبة على كذب دعواي وأنت ادعيت محبته فقال لك انظر إلى جبل فنظرته ولو غمضت عينيك لنظرت إليه وقال سهل بن عبد الله ما من ساعة إلا ويطلع الله على عباده فأي قلب وجد فيه غيره سلط عليه إبليس وقال الشبلي في قوله تعالى قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم غض أبصار الرءوس عن المحرمات وغض أبصار القلوب عن غير الله تعالى

لطيفة: السلحفاة لا تحضن بيضها بل تنظر إليه فيؤثر نظرها فيه فيصير فرخاً فكيف إذا نظر الخالق إلى عبده المؤمن كما ورد في كل يوم ثلثمائة وستين نظرة قال النسفي أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام أني خلقت في جوف عبدي بيتا وسميته قلباً وجعلت أرضه المعرفة وسماءه الإيمان وشمسه الشوق وقمره المحبة وترابه الهمة ورعده الخوف وبرقه الرجاء وغمامه الفضل ومطره الرحمة وشجره الوفاء وثمره الحكمة ونهاره الغراسة وهي الضياء وليله المعصية وهي الظلمة وله باب من العلم وباب من الحلم وباب من اليقين وباب من الغيرة وله ركن من الأنس وركن من التوكل وركن من اليقين وركن من الصدق وعليه قفل من الفكر لا يطلع على ذلك البيت غيري وعن يحيى بن معاذ الرازي قلب المؤمن مضغة جوفانية حشوها جوهرة ربانية حولها روضة فردانية تحتها ساحة نورانية في كتاب اللؤلؤيات عن النبي صلى الله عليه وسلم ألا وإن لله آنية في الأرض وهي القلوب فأحبها إلى الله أصفاها وأصلبها وأتقاها أصفاها من الذنوب وأصلها في الدين وارفة على الإخوان وقال داود عليه السلام يا رب لكل ملك خزانة فما خزانتك قال لي خزانة أعظم من العرش وأوسع من الكرسي وأطيب من الجنة وأنور من الشمس وهي قلب المؤمن وقال الشيخ عبد القادر الكيلاني أول ما يطلع في قلب المؤمن نجم الحلم ثم قمر العلم ثم شمس المعرفة فبضوء نجم الحلم ينظر إلى الدنيا وبضوء قمر العلم ينظر إلى الآخرة وبضوء شمس المعرفة ينظر إلى المولى النفس

ص: 57

المطمئنة نجم القلب السليم قمر والسر الصافي شمس مقام النفس في الباب ومقام القلب في الباب ومقام القلب في الحفرة ومقام السر قائم بين يدي الله تعالى يلقن القلب وهو يلقن النفس وهي تملي على اللسان واللسان يملي على الخلق

فوائد: الأولى أن الله اشترى الأنفس دون القلوب لكثرة عيوبها فاشتراها ليصلحها ولأن القلب على محبة الله والموقف لا يصير بيعه وسيأتي زيادة في باب الجهاد إن شاء الله تعالى قال القشيري ثمن النفس الجنة ومن القلب المشاهدة.. الثانية: أعطى الله تعالى مفتاح الجنة لرضوان ومفتاح جهنم لمالك ومفتاح الكعبة لبني شيبة وفيهم نزلت أن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم المفتاح فقال لعثمان بن طلحة هاك أمانة الله خالصة لا ينزعها منكم إلا ظالم ولم يعط مفتاح قلب المؤمن لأحد لأنه خزانة فلا يقدر أحد من الشياطين عليها كما لا يقدر أحد على خزانة أحد من ملوك الدنيا فذلك قوله تعالى وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هم.. الثالثة: زين الله السماء بالنجوم وحفظها من الشياطين كذلك قلب المؤمن زينه بالمعرفة وحفظه له بل هو أحق من السماء بالحفظ وقيل في قوله تعالى ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح أي زينا قلوب الأولياء بالمعرفة وجعل فيها مصابيح الهداية وقلوب المحبين بالشوق وقلوب المتوكلين باليقين وقلوب العارفين بالخوف والرجاء.. الرابعة لما قصد أبرهة خراب الكعبة أرسل الله عليه طيرا أبابيل أي كثيرة ترميهم بحجارة من سجيل أي من طين مشوي مع كل طير حجر في فمه وحجران في رجليه ويمرق الحجر من الفارس وفرسه كذلك الشيطان إذا قصد فساد قلب المؤمن يرسل

الله عليه حجارة اللعنة.. الخامسة: خلق الله اللسان واحداً والقلب واحداً دون غيرهما من الأعضاء إشارة إلى أنه لا يذكر بالواحد إلا الواحد وفيه حكمة أخرى القلب على الاجتهاد والنية فلو كان له قلبان لحصل الاختلاف في النية والاجتهاد فلو نوى بلسانه صلاة الظهر مثلاً وبقلبه صلاة العمر فالعبرة بما في القلب في الأذكار للإمام النووي الأذكار المشروعة في الصلاة وغيرها لابد فيها من التلفظ بلسانه بحيث يسمع نفسه فلا يكفي الإتيان بها في القلب ولا يحنث من حلف لا يأكل لحماً بأكل القلب.. السادسة: قال القرطبي قال جميل بن معمر الفهري لي قلبان أعقل بهما أكثر من قلب محمد فلما انهزم يوم بدر وإحدى نعليه في رجليه والأخرى في يده فقيل له في ذلك قال ما شعرت إلا أنهما في رجلي فعرفوا أنه لو كان له قلبان لما نسي نعله في يده فكذبه الله تعالى بقوله ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وفي تفسير الرازي سورة آل عمران على الأكثرين لم تقاتل الملائكة إلا في غزوة بدر وفي غيرها يحضرون كالمدد للمسلمين

فائدة: قال أبو بكر الكتاني وكان من أصحاب الجنيد مات سنة ثمان وعشر وثلثمائة رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت له ادع الله أن لا يميت قلبي قال قل كل يوم أربعين مرة يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت أسألك أن تحيى قلبي اللهم صل على محمد وعلى آله وسلم فقلنا ثلاثة أيام فأحيى قلبي قال النسفي الشمس لها شروق وغروب ولولا ذلك لفسد العالم والقلب له شروق وهو الرجاء وله غروب وهو الخوف ولولا ذلك لفسد القلب وقال سعيد أبو الخراز رأيت إبليس في المنام عرياناً فأردت ضربه بالعصا فقال أنه لا يخاف من العصا بل يخاف من نهر القلب

فائدة: قال جعفر الصادق أكل الرمان ينور القلب وقال ابن عباس ما افتتحت رمانة قط إلا نظرت منها الجنة في الحديث ما من حبة منها تقوم في جوف رجل إلا نورت قلبه وأخرست عنه شيطان الوسوسة أربعين يوماً في الحديث من أكل رمانة حتى يستكملها نور الله قلبه أربعين يوماً قال ابن طرخان أنه جيد للمعدة ونافع للحلق والصدر والسعال وله خاصية عظيمة إذا أكله مع الخبز هكذا قال في الطب النبوي وطعام حامضه ينفع المعدة ويقطع الإسهال ويزيل الصفراء والعطش ويقوي الأعضاء ومائه مع دهن البنفسج إذا وضع على نار لينة يزيل الحكة من الجسد شرباً ودهناً ورأيت في نزهة النفوس والأفكار في خواص الحيوان والنبات والأشجار وشراب الحلو يسكن لهيب المعدة وينفع من النزلات وصفته أوقية من ماء الرمان وأوقية من السكر يعقد على النار وشراب حامضه ينفع من غلبة الصفراء أو كثرة القيء والغثيان وصفته ثلاث أواق من السكر ونصف أوقية من مائه. وفي الإحياء للغزالي أنفع ما دخل في المعدة الرمان الحلو وأضر ما دخلها الحامض وقيل الحامض أنفع من كثيره كأنه يشير إلى فم الأكل الكثير وسيأتي في باب فضل الجوع

لطيفة: قال الخواص أصابتني شهوة الرمان فخرجت في طلبه فرأيت رجلاً في البرية والزنابير نحوه قد أذته فقلت له لو كان لك حال مع الله لدفع عنك ذلك فقال وأنت لو كان لك حال مع الله لدفع عنك شهوة الرمان

فائدة: رأيت في زاد المسافر وهو كتاب حسن في الطب إذا سحق قشر الرمان ناعماً وخلط بعصارة السواد وقطر في الأذن المتألمة زال ألمها بإذن الله تعالى. الله عليه حجارة اللعنة.. الخامسة: خلق الله اللسان واحداً والقلب واحداً دون غيرهما من الأعضاء إشارة إلى أنه لا يذكر بالواحد إلا الواحد وفيه حكمة أخرى القلب على الاجتهاد والنية فلو كان له قلبان لحصل الاختلاف في النية والاجتهاد فلو نوى بلسانه صلاة الظهر مثلاً وبقلبه صلاة العمر فالعبرة بما في القلب في الأذكار للإمام النووي الأذكار المشروعة في الصلاة وغيرها لابد فيها من التلفظ بلسانه بحيث يسمع نفسه فلا يكفي الإتيان بها في القلب ولا يحنث من حلف لا يأكل لحماً بأكل القلب.. السادسة: قال القرطبي قال جميل بن معمر الفهري لي قلبان أعقل بهما أكثر من قلب محمد فلما انهزم يوم بدر وإحدى نعليه في رجليه والأخرى في يده فقيل له في ذلك قال ما شعرت إلا أنهما في رجلي فعرفوا أنه لو كان له قلبان لما نسي نعله في يده فكذبه الله تعالى بقوله ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وفي تفسير الرازي سورة آل عمران على الأكثرين لم تقاتل الملائكة إلا في غزوة بدر وفي غيرها يحضرون كالمدد للمسلمين

فائدة: قال أبو بكر الكتاني وكان من أصحاب الجنيد مات سنة ثمان وعشر وثلثمائة رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت له ادع الله أن لا يميت قلبي قال قل كل يوم أربعين مرة يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت أسألك أن تحيى قلبي اللهم صل على محمد وعلى آله وسلم فقلنا ثلاثة أيام فأحيى قلبي قال النسفي الشمس لها شروق وغروب ولولا ذلك لفسد العالم والقلب له شروق وهو الرجاء وله غروب وهو الخوف ولولا ذلك لفسد القلب وقال سعيد أبو الخراز رأيت إبليس

ص: 58

في المنام عرياناً فأردت ضربه بالعصا فقال أنه لا يخاف من العصا بل يخاف من نهر القلب

فائدة: قال جعفر الصادق أكل الرمان ينور القلب وقال ابن عباس ما افتتحت رمانة قط إلا نظرت منها الجنة في الحديث ما من حبة منها تقوم في جوف رجل إلا نورت قلبه وأخرست عنه شيطان الوسوسة أربعين يوماً في الحديث من أكل رمانة حتى يستكملها نور الله قلبه أربعين يوماً قال ابن طرخان أنه جيد للمعدة ونافع للحلق والصدر والسعال وله خاصية عظيمة إذا أكله مع الخبز هكذا قال في الطب النبوي وطعام حامضه ينفع المعدة ويقطع الإسهال ويزيل الصفراء والعطش ويقوي الأعضاء ومائه مع دهن البنفسج إذا وضع على نار لينة يزيل الحكة من الجسد شرباً ودهناً ورأيت في نزهة النفوس والأفكار في خواص الحيوان والنبات والأشجار وشراب الحلو يسكن لهيب المعدة وينفع من النزلات وصفته أوقية من ماء الرمان وأوقية من السكر يعقد على النار وشراب حامضه ينفع من غلبة الصفراء أو كثرة القيء والغثيان وصفته ثلاث أواق من السكر ونصف أوقية من مائه. وفي الإحياء للغزالي أنفع ما دخل في المعدة الرمان الحلو وأضر ما دخلها الحامض وقيل الحامض أنفع من كثيره كأنه يشير إلى فم الأكل الكثير وسيأتي في باب فضل الجوع

لطيفة: قال الخواص أصابتني شهوة الرمان فخرجت في طلبه فرأيت رجلاً في البرية والزنابير نحوه قد أذته فقلت له لو كان لك حال مع الله لدفع عنك ذلك فقال وأنت لو كان لك حال مع الله لدفع عنك شهوة الرمان

فائدة: رأيت في زاد المسافر وهو كتاب حسن في الطب إذا سحق قشر الرمان ناعماً وخلط بعصارة السواد وقطر في الأذن المتألمة زال ألمها بإذن الله تعالى.

مسئلة فضل قوم السمع على البصر من وجهين: الأولى أنه يدرك المسموعات من كل جهة والبصر لا يدرك المرئيات إلا من جهة واحدة وهي المقابلة ومن خصائص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان يرى من ورائه كما يرى من أمامه ورأيت في شرح البخاري للكفوري كان له صلى الله عليه وسلم عينان بين كتفيه.. الثاني: أن السمع لا يحجبه ظلمة ولا حجاب والبصر يحجبه ذلك

مسائل.. الأولى لو اشترى رماناً فوجده حامضا لم يرده إلا أن يشترط حلاوته فإن شرطها وبانت حموضته بغرز إبرة مثلاً رده وأن ثقبه فلا قاله في الروضة.. الثانية.. لو حلف أن يأكل هذه الرمانة فأكلها إلا حبة واحدة حنث ولزمته الكفارة وهي إما عتق رقبة مؤمنة إن شاء الله أو كسوة عشرة مساكين أو إطعامهم من غالب قوت البلد كل واحدة ثلاثة أواق وربع بالشامي من الحب السليم فلا يجزي الدقيق والخبز عند الشافعي فإن عجز عن ذلك صام ثلاثة أيام ولو في كل شهر يوماً ويجب تتابعها عند الإمام أحمد وعنده تجب الكفارة إذا حلف بالنبي صلى الله عليه وسلم خاصة دون غيره من الأنبياء ولو قال إن لم تأكلي هذه الرمانة فأنت طالق فأكلتها إلا حبة واحدة لم يقع الطلاق كما لو حلف أنه لا يلبس هنا الثوب فانتزع منه خيطاً مثلاً لم يحنث بلبسه.. الثالثة لو حلف إن لا يأكل فاكهة حنث بأكل الرمان عند الشافعي ويصح السلم فيه بالوزن قال ابن عباس رضي الله عنهما يجتمع على الرمانة في الجنة جمع فيأكل كل واحد منها لوناً غير الذي يأكل الآخر اللهم اجعلنا منهم في عافية بلا

ص: 59

محنة

فائدة: قال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه كل الرمان بلبه فإنه دباغ المعدة في نزهة النفوس والأفكار شحم الرمان في عين صاحب الجدري أمان لبصره والهوام تهرب من قشره كما تهرب من دخان خشبه والله أعلم قال الإمام النسفي: وغيره لما دخل موسى على شعيب عليهما الصلاة فقال شعيب خذ غيرها فاختصما فأرسل الله إليهما ملكاً وأمره بغرزها وقال من قلعها فهي له فلم يستطع شعيب مع شرفه قلعها مع حقارتها وقد غرزها مخلوق فكيف يستطيع الشيطان مع دناءته أن يقلع الإيمان من قلب المؤمن والله تعالى هو الذي غرزه قال القرطبي وغيره كانت عصا موسى من آس الجنة تخاطبه وتنور عليه ليلاً وتظله من الحر وتثمر له وإذا تعب ركبها وإذا أراد الشرب من بئر صارت ثقبتاها كالدلو وإذا نام تحرسه وطوفا اثنا عثر ذراعاً في تفسير الرازي وغيره عشرة أذرع على طول موسى وهو الصحيح واسمها عليق وكان له فيها ألف معجزة ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم سعت له الأشجار وسلمت عليه وصار بعضها خلف ظهره لما قضى حاجته رجعت إلى أماكنها لما فرغ من حاجته بإشارته صلى الله عليه وسلم وسيأتي فضل إمساك العصا في باب الزهد إن شاء الله

حكاية: لما ظهر فرعون على إيمان آسية رضي الله عنها أحضر الجزار وقال اصنع بها كما تصنع بالشاة إذا ذبحتها فقالت الملائكة ربنا قد وقعت هذه المرأة في بلاء فرعون فقال إنها قد اشتاقت إلى لقائنا فلما صارت إلى النزع قال الله تعالى يا جبريل إنها تحرك شفتيها فاسمع ما تقول وهو أعلم فقال يا رب إنها تطلب بيتا فقالت الملائكة بلاؤها شديد وصبرها كثير وسؤالها حقير فقال الله تعالى فاسمع منها في أي مكان هذا البيت وعند من تنزل فقال يا رب إنها تقول رب ابن لي عندك بيتا في الجنة فقالت الملائكة هذا سؤال عظيم وبيت شريف لأنه في جوارك ومبني في دارك فقال الله تعالى بنيته لها قبل سؤالها فكانوا يسلخونها وهي تنظر إليه وتقول الله وقال البغوي أن فرعون أمر بصخرة عظيمة لتلقى عليها فلما أتوها بالصخرة وقالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة فنظرت إليه وهو من درة بيضاء وانتزعت روحها فألقوا الصخرة على جسد لا روح فيه وقال الحسن وغيره رفعها الله إلى الجنة فهي تأكل وتشرب وقال نجم الدين كانوا يعذبونها في الشمس فإذا انصرفوا عنها أظلها الملائكة وقال الثعلبي في كتاب العرائس أن موسى عليه السلام مر بها وهي في العذاب فشكت إليه بإصبعها فدعا الله تعالى أن يخفف عنها فلم تجد ألما فلما نظرت إلى البيت ضحكت فقال انظروا الجنون الذي بها تضحك وهي في العذاب قال القرطبي في قوله تعالى أدخلوا آل فرعون أشد العذاب وكانوا ستمائة ألف لم ينج منهم إلا آسية وابن عم فرعون والذي كتم إيمانه واسمه حزقيل وقال خير وقال رجل للأوزاعي رأيت

طيوراً بيضاء تخرج من البحر أفواجاً لا يحجبهم إلا الله فيأخذون ناحية الغرب ثم يرجعون في الليل سودا قال تلك الطيور في حواصلها أرواح آل فرعون يعرضون على النار غدوا وعشيا فترجع إلى أوكارها وقد احترق ريشها فينبت لها في الليل ريش أبيض ثم تغلوا فيعرضون على النار وهكذا

ص: 60

إلى يوم القيامة

لطيفة: إنما قالت آسية في الحكاية المقدمة عند أولا اختيار أمنها للجار قيل الدار وقالت بيتا وما قالت دارا لأن الغالب لا يسكن البيت إلا واحد فأرادت الخلوة مع الحبيب فهذه السعيدة كان لها عند ربها قدم صدق قال القدم الصدق السابقة أي سبق لهم عند الله خير وقيل القدم الصدق العمل الصالح فالمعنيان موجودان في هذه المرأة لها من الله السابقة الحسنى فلذلك آمنت بالله ونبيه موسى وهما إن شاء الله موجودان فينا أيضا لأنا آمنا بالله وبجميع رسله ولذلك إن شاء الله دليل السابقة الحسنى لأنا لا نعجب من تخصيص الله بعض عباده بالرسالة والنبوة كما عجب الكفار من نبوة محمد صلى الله عليه وسلم قال في تهذيب الأسماء واللغات في ترجمة عمران بن الحصين قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي الحصين كم تعبد اليوم إلها قال سبعة سنة في الأرض وواحداً في السماء قال فأيهم تعد لرغبتك ورهبتك قال الذي في السماء قال يا أبا حصين ألا إنك لو أسلمت علمتك كلمتين ينفعانك فلما أسلم قال علمني قال قل اللهم ألهمني رشدي واعذني من شر نفسي. حكاية: حلف بعضهم على زوجته أن لا تتصدق فتصدقت في بعض الأيام على رجل فرآها زوجها فقال لها كيف خالفت أمري قال فعلت شيئا لله تعالى فأوقد تنورا وقال ادخلي فيه لأجل الله فلبست حليها وحللها فسألها عن ذلك فقالت أن المحب إذا زار حبيبه تزين له ثم ألقت نفسها في التنور فأطبق عليها ثلاثة أيام ثم كشف عنها فرآها تتبسم فتعجب من ذلك فهتف به هاتف أن النار لا تحرق أحبابنا فتاب توبة حسنة قال أبو يزيد البسطامي من عرف الله كان على النار عذاباً ومن جهله كانت النار عليه عذابا ثم قال رضي الله عنه لو رأتني جهنم لخمدت

مسئلة: لو قال لزوجته إن أحببت دخول النار فأنت طالق فقالت أحببت دخولها ففي وقوع الطلاق وجهان أحدهما لا يقبل قولها لأن أحداً لا يحب دخول النار فيقطع بكذبها والثاني يقبل فتطلق لأنه لا يعرف إلا من جهتها حكاه العلائي في قواعده

فائدة: قال الغزالي أوحى الله إلى داود عليه السلام بلغ أهل الأرض عني أني حبيب من أحبني وجليس لمن جالسني وأنيس لمن أنس بي ومصاحب لمن صاحبني ومختار من اختارني ومطيع لمن أطاعني فإني خلقت طينة أحبائي من طينة إبراهيم وموسى ومحمد صلى الله عليه وسلم ونورت قلوب المشتاقين من نوري ونعمتها بجلالي وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن لله في الأرض ثلثمائة قلوبهم على قلب آدم عليه السلام وله أربعون قلوبهم على قلب موسى وله سبعة قلوبهم على قلب إبراهيم وله خمسة قلوبهم على قلب جبريل وله ثلاثة قلوبهم على قلب ميكائيل وله واحد قلبه على قلب إسرافيل فإذا مات الواحد أبدل الله مكانه من الثلاثة وإذا مات من الثلاثة أبدل مكانه من الخمسة وإذا مات من الخمسة أبدل الله مكانه من السبعة وإذا مات من السبعة أبدل مكانه من الأربعين وإذا مات من الأربعين أبدل مكانه من الثلثمائة وإذا مات من الثلثمائة أبدل الله مكانه من العامة قال الشافعي رحمه الله عن بعضهم لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم قلبه لأن الله تعالى لم يخلق أشرف من قلبه وهو بالنسبة إلى قلوب الأنبياء كالشمس عند الكواكب. حكاية: لما أخرج

ص: 61

أهل الكهف وكانوا سبعة شبان بعد عيسى عليه السلام تبعهم كلبهم أصفر اللون فطردوه مراراً فلم يرجع ثم قال لهم لا تخافوا مني فإني أحب أحباب الله وقد عرفت الله قبلكم فحملوه على أعناقهم قال النسفي ويدخل معهم الجنة وكذلك ناقة صالح وعجل إبراهيم وسيأتي إن شاء الله تعالى في باب الكرم وكبش إسماعيل وهو الذي قربه هابيل وبقرة بني إسرائيل وسيأتي ذكرها في بر الوالدين وحوت يونس وسيأتي في باب الأمانة ونملة سليمان في باب الزهد وهدهد بلقيس وسيأتي في الكرم وناقة محمد صلى الله عليه وسلم وستأتي في مناقب فاطمة رضي الله عنها وحمار العزيز عليه السلام وزاد غيره ذئب يعقوب أيضا وسيأتي في ذكره الغيبة والنميمة قال مؤلفه رحمه الله تعالى ويدل

عليه كلب أهل الكهف لما صحبهم صار ذكره في القرآن إلى يوم القيامة ويمر معهم على الصراط فإذا صار على باب الجنة منعه رضوان فيخرج النداء دعه يدخل معهم ويجعل الله له روضة في الجنة طولها خمسمائة عام وقصور أهل الجنة تشرف على الروضة فحيث ما التفت الكلب رآهم قال القشيري في تفسيره لما صحبهم لم تضرهم نجاسته ولا خساسة قيمته فكلب بسط ذراعيه بالوصيد على باب الأولياء فصار يقال له يوم القيامة وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد فالمؤمن يرفع يديه إلى ربه خمسين مرة مثلا تراه يردهما خائبتن وقال في صفة أهل الكهف سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم الآية وقال في هذه الأمة ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم قال على رضي الله عنه عن أهل الكتاب أن أصحاب الكهف لبثوا ثلثمائة سنة شمسية والله تعالى ذكر ثلثمائة قمرية والتفاوت بين الشمسية والقمرية في كل مائة ثلاث سنين فلذلك قال وازدادوا تسعا وسيأتي إن شاء الله تعالى زيادات حسنة في باب فضل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما

فائدة: جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من أراد الجلوس مع الله فليجلس مع أهل التصوف وقال رجل للإمام أحمد بن حنبل هؤلاء الصوفية جلسوا في المسجد بلا علم فقال العلم أجلسهم في المسجد إن أحدهم يرضى بكسرة وما أحسن ما يرضى من الدنيا بكسرة فقال أنهم يرقصون ويتواجدون قال من فرحهم بالله تعالى

حكاية قال إبراهيم بن أدهم رضي الله عنه رأيت في الماء كان ملكا نزل من السماء فسألته عن حاله فقال نزلت أكتب المحبين مثل ثابت البناني ومالك بن دينار وذكر جماعة فقلت هل أنا منهم قال لا فقلت إذا كتبتهم فاكتب تحتهم إبراهيم محب المحبين فقال الملك قد أمرني ربي في هذه الساعة أن أكتبك في أولهم قال مؤلفه ورأيت نظيره عن مالك بن دينار أنه رأى رجلين يكتبان في اليقظة فسألهما فقال نكتب أسماء المحبين فقال بالله هل أنا منهم فقالا لا فوقع مغشياً عليه ثم رأى في منامه قائلا يقول أنت منهم ومعهم المرء مع من أحب أوحى الله إلى موسى هل عملت لي عملا قال صليت وصمت وتصدقت وسبحت وقرأت فقال الصلاة لك نور والصوم لك جنة بضم الجيم والصدقة لك ظل والتسبيح لك أشجار والقراءة لك جواز فأين الذي عملته لأجلط قال دلني عليه قال هل واليت وليا أو عاديت عدوا فعلم موسى أن أفضل الأفضال الحب في الله والبغض في الله

حكاية

ص: 62

نقل الإمام الرازي عن جماعة من المفسرين أن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان شديد الحب للنبي صلى الله عليه وسلم قليل الصبر عنه فجاء يوما وقد تغير لونه ونحل جسمه فسأله فقال يا نبي الله ما بي من وجع ولكني ذكرت الآخرة وقد مضى يوم لم أرك فيه فاشتقت إليك فكيف حالي في الآخرة فإن دخلت الجنة أكون مع العبيد وأنت مع النبيين فلا أراك أبداً وأنا لا أصبر عنك فأنزل الله تعالى ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء الآية قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات ثوبان بن بجدد بموحدة مضمومة ثم جيم ساكنة ثم دال مهملة مكررة الأولى مضمونة اشتراه النبي صلى الله عليه وسلم ثم أعتقه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مائة وسبعة وعشرين حديثا

مسئلة: أم أمه لا يرث منها شيئاً لأنه من ذوي الأرحام وهي ترث منه السدس وأما أم أبيه فيرثها لأن لم يكن لها ابن ولا أب فإن كان لها بنت فلها النصف والباقي له فإن كان لها بنتان فلهما الثلثان والباقي له فإن مات فهو عن أمه وأم أبيه فيشتركان في السدس قال مؤلفه: تحير بعضهم في مسئلة سئل عنها وهي ثلاث أخوة متفرقين فكان من جوابه أن قال لا يقسم المال حتى يجتمع الأخوة فقيل أنهم في الحضرة فقيل كيف يكونون في الحضرة وهم متفرقون فالجواب عن هذه المسئلة أن الأخ من الأم له السدس والباقي للأخ من الأبوين النصف وللأخت من الأم السدس وللأخت من الأب السدس أيضا والله أعلم فإن اجتمع الجميع بأن مات عن أخ وأخت لأبوين وأخ وأخت لأب وأخ وأخت لأم أصلها من ثلاث وتصبح من ثمانية عشر لولدي الأم ستة بينهما بالسوية يبقى اثنا عشر لأولاد الأبوين للأخ ثمانية ولأخته أربعة وأولاد الأب لا شيء لهم

حكاية إذا علم المؤمن بقلبه ما يجب له وما يستحيل عليه فكأنه وحده وهذا النفي وإثبات مجموع في كلمة التوحيد أولها

نفط وآخرها إثبات والاسم الأعظم في آخر الكلمة إشارة إلى أنه لا شيء بعده

فائدة: قال النسفي رحمه الله جاء في الخبر إذا أرادت المرأة الولادة أرسل الله إليها ملكين عن يمينها وشمالها فإذا أراد صاحب اليمين أخرجه زاغ إلى جهة الشمال وإذا أراد صاحب الشمال أخرجه زاغ إلى جهة اليمين فتتوجع المرأة فيخاف الملكان فيقول الملكان ربنا عجزنا عن إخراجه فيتجلى الله تعالى فيقول عبدي من أنا فيقول أنت الله الذي لا إله إلا أنت ويسجد فيخرج في سجوده على رأسه

فائدة: إذا شربت معوقة الولادة أربعة مثاقيل من قشر خيار الشنبر اليابس خرج الولد سريعا وينبغي للحامل إذا قربت ولادها أن تدخل الحمام كل يوم قال الرازي ومما جريته مرارا فوجدته نافعا سقى المعوقة وزن درهمين زعفرانا فإنها تلد سريعا بإذن الله ثم شم الزعفران ينفع من الشقيقة ومن وجع الظهر شربا وإذا وضع في الطعام أو الشراب حسن اللون أو في بيت لا يدخله سام أو برص أو ثياب الصوف دفع عنها العتة قال في الحاوي أنه يصلح البلغم ويقوي القلب ويهيج الباه ويزيل النسيان ويفرح النفس وينشط البدن لطيفة: قال رجل لابن سيرين رأيت في المنام ديكا يقول الله الله الله فقال بقي من أجلك ثلاثة أيام فكان كما قال نسأل الله تعالى أن يختم أعمالنا بالتوحيد في عافية. وآخرها إثبات والاسم الأعظم في آخر الكلمة إشارة إلى أنه لا شيء بعده

فائدة: قال النسفي رحمه الله جاء في الخبر إذا أرادت المرأة الولادة أرسل الله إليها ملكين عن يمينها وشمالها فإذا أراد صاحب اليمين أخرجه زاغ إلى جهة الشمال وإذا أراد صاحب الشمال أخرجه زاغ إلى جهة اليمين فتتوجع المرأة فيخاف الملكان فيقول الملكان ربنا عجزنا عن إخراجه فيتجلى الله تعالى فيقول عبدي من أنا فيقول أنت الله الذي لا إله إلا أنت ويسجد فيخرج في سجوده على رأسه

فائدة: إذا شربت معوقة الولادة أربعة مثاقيل من قشر خيار الشنبر اليابس خرج الولد سريعا وينبغي للحامل إذا قربت ولادها أن تدخل الحمام كل يوم قال الرازي ومما جريته مرارا فوجدته نافعا سقى المعوقة وزن درهمين زعفرانا فإنها تلد سريعا بإذن الله ثم شم الزعفران ينفع من الشقيقة ومن وجع الظهر شربا وإذا وضع في الطعام أو الشراب حسن اللون أو في بيت لا يدخله سام أو برص أو ثياب الصوف دفع عنها العتة قال في الحاوي أنه يصلح البلغم ويقوي القلب ويهيج الباه ويزيل النسيان ويفرح النفس وينشط البدن لطيفة: قال رجل لابن سيرين رأيت في المنام ديكا

ص: 63