المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب فضل الجوع وآفات الشبع - نزهة المجالس ومنتخب النفائس - جـ ١

[الصفوري]

فهرس الكتاب

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌وهذا سرد ما اشتمل عليه من الأبواب والكتب والفصول

- ‌باب الإخلاص

- ‌كتاب العقائد وفضل الذكر والقرآن وآيات منه وسور

- ‌فصل في الذكر

- ‌فصل في فضل البسملة

- ‌فصل في الأذكار غير القرآن

- ‌فصل في أذكار الصباح والمساء للإمام النووي رحمه الله تعالى

- ‌باب المحبة

- ‌باب في ذكر الموت والأمل وفضل الصبر والرضا والأدب

- ‌فصل في الأمل

- ‌فصل في الصبر

- ‌فصل في الرضا

- ‌فصل في الأدب

- ‌باب فضل الدعاء

- ‌باب التقوى وفعل الخيرات والكف عن المنكرات

- ‌باب فضل الصلوات ليلا ونهارا ومتعلقاتها

- ‌باب في فضل الجمعة ويومها وليلتها وكرمها

- ‌باب فضل الزكاة

- ‌فصل في زكاة الأعضاء وهي كفها عن المحرمات

- ‌باب ذم الكبر

- ‌باب في ذم الغيبة والنميمة

- ‌باب في الإحسان لليتيم

- ‌باب فضل رجب وصومه

- ‌باب فضل شعبان وفضل صلاة التسابيح

- ‌باب فضل رمضان والترغيب في العمل الصالح فيه وما فيه من الفضل

- ‌فضل في ليلة القدر وبيان فضلها

- ‌باب فضل عرفة والعيدين والتكبير والأضحية

- ‌باب فضل صيام عاشوراء وصيام الأيام البيض والسود أيضا

- ‌باب فضل الجوع وآفات الشبع

- ‌باب فضل الحج

- ‌فصل في أركان الحج وهي خمسة

- ‌باب في فضل الجهاد

- ‌باب بر الوالدين

- ‌باب الحلم والصفح عن عثرات الإخوان

- ‌باب الكرم والفتوة ورد السلام

- ‌فصل من كرم الله تعالى

الفصل: ‌باب فضل الجوع وآفات الشبع

ثلاثة أيام من كل شهر وقال في الروضة يسن صيام آخر يوم من كل شهر

حكاية: قال الشبلي رضي الله عنه كنت فس قافلة فطلع علينا العرب فأخذوا القافلة ثم مررت عليهم وهم يأكلون شيئا من طعام القافلة فرأيت كبيرهم صائما فقلت له تصوم وتقطع الطريق فقال أترك للصلح موضعا

ثم بعد مدة رأيته في الطواف فقال يا شبلي انظر إلى الصيام كيف أصلح بيني وبينه، وقال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه كنت في مركب والريح طيبة فهتف بنا هاتف سبع مرات يا أهل السفينة قفوا حتى أخبركم فقلت أخبرنا قال ألا أخبركم بقضاء الله على نفسه، قلت بلى قال إن شاء الله تعالى قضى على نفسه، أن من أعطش نفسه يوم حار كان حقا على نفسه أن يرويه يوم القيامة، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أن رجلا صام يوما تطوعا ثم أعطى ملء الأرض ذهبا لم يستوف ثوابه يوم القيامة، في حديث آخر من صام يوما في سبيل الله كأنه جعل بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض

لطيفة: من رأى في منامه أنه صائم نال عزا وعملا صالحا وإن صام في السفر قرب أجله

فائدة: رأيت في تنبيه الغافلين دخل بلال رضي الله عنه والنبي صلى الله عليه وسلم يأكل فقال يا بلال الطعام قال يا رسول الله إني صائم فقال نأكل ورزقنا ورزق بلال في الجنة إن الصائم إذا كان عند قوم يأكلون تسبح أعضاؤه وتصلى عليه الملائكة وتقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه ما دام في مجلسه والله أعلم. بعد مدة رأيته في الطواف فقال يا شبلي انظر إلى الصيام كيف أصلح بيني وبينه، وقال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه كنت في مركب والريح طيبة فهتف بنا هاتف سبع مرات يا أهل السفينة قفوا حتى أخبركم فقلت أخبرنا قال ألا أخبركم بقضاء الله على نفسه، قلت بلى قال إن شاء الله تعالى قضى على نفسه، أن من أعطش نفسه يوم حار كان حقا على نفسه أن يرويه يوم القيامة، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أن رجلا صام يوما تطوعا ثم أعطى ملء الأرض ذهبا لم يستوف ثوابه يوم القيامة، في حديث آخر من صام يوما في سبيل الله كأنه جعل بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض

لطيفة: من رأى في منامه أنه صائم نال عزا وعملا صالحا وإن صام في السفر قرب أجله

فائدة: رأيت في تنبيه الغافلين دخل بلال رضي الله عنه والنبي صلى الله عليه وسلم يأكل فقال يا بلال الطعام قال يا رسول الله إني صائم فقال نأكل ورزقنا ورزق بلال في الجنة إن الصائم إذا كان عند قوم يأكلون تسبح أعضاؤه وتصلى عليه الملائكة وتقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه ما دام في مجلسه والله أعلم.

‌باب فضل الجوع وآفات الشبع

قال الله تعالى " وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إن الله لا يحب المسرفين "

مسئلة: التبسط في المآكل والملابس جائز إلا للمكاتب فلا يحل له ذلك قال أبو محمد الجوبني رضي الله عنه والمكاتب هو عبد مكلف قال له سيده المكلف كاتبتك على ألف مثلا مقسط خمسة أقسام مثلا في كل شهر قسطان إذا أديته فأنت حر، ويقول العبد قبلت ولابد أن يكون العبد والسيد رشيدين على السيد أن يحط على العبد جزءا من المال ولو درهما واحدا والله أعلم، وعن النبي صلى الله عليه وسلم جاهدوا أنفسكم بالجوع والعطش فإن الأجر في ذلك كأجر المجاهدين في سبيل الله، وقال أبو هريرة رضي الله عنه دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فوجدته يصلي جالسا فسألته عن ذلك فقال من الجوع فبكيت قال لا تبك فإن شدة القيامة لا تصيب الجائع إذا احتسبه وقال صلى الله عليه وسلم أفضلكم منزلة عند الله أطولكم جوعا وتفكرا، وأبغضكم إلى الله كل نوام أكول شروب، وقال صلى الله عليه وسلم الأكل في اليوم مرتين من الإسراف والله لا يحب المسرفين رواه البيهقي وقال صلى الله عليه وسلم سيكون رجال من أمتي يأكلون ألوان الطعام ويشربون ألوان الأشربة، ويلبسون ألوان الثياب ويتشدقون في الكلام، أولئك أشرار أمتي رواه الطبراني وقال صلى الله عليه وسلم أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا في الآخرة رواه ابن ماجه وذكر الغزالي رضي الله عنه في الأحياء أن الأكل على الشبع يورث البرص ورأيت في زاد المسافر وهو كتاب حسن في الطب أن التخمة من كثرة الأكل وذلك من أعظم المضرات للبدن فإن تغير الأكل إلى البلغم كان الجشاء حامضا وإلى الحرارة كان الجشاء

ص: 180

دخانيا وهذا التغير له أسباب كثيرة الأول كثرة الأكل بحيث تعجز عنه نار المعدة فإن النار اليسيرة تطفئ بكثرة الحطب الثاني بحسب طبع الإنسان فإنه قد يأكل شيئا لا تقبله المعدة الثالث بحسب قوة الأعضاء، فإن تصدع الرأس أو ثقل علمنا بذلك ضعف الرأس وحده وإن حصل حمى واقشعر بدنه أو تثاءب كثيرا علمنا ضعف جميع البدن فيجب عليه القيء فإن شق عليه فليشرب ماء حارا فإنه يسهل القيء وسيأتي في باب الصدقة أن شرب اليسير من الماء الحار على الريق فيه منفعة عظيمة ورأيت في تحفة الحبيب فيما زاد على الترغيب أن رجلا قال يا رسول الله إني رجل مسقام لا يستقيم بدني على طعام ولا يشرب فادع الله لي بالصحة فقال إذا أكلت أو شربت فقل بسم الله الذي لا يضر مع إسمه شيء في الأرض ولا في السماء يا حي يا قيوم، لم يصيبك داء ولو كان فيه سم وقال صلى الله عليه وسلم نوروا قلوبكم بالجوع وخشن الثياب

فوائد.. الأولى: قال النبي صلى الله عليه وسلم من أكل طعاما ثم قال الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وقال صلى الله عليه وسلم كلوا ولا تفرقوا فإن البركة مع الجماعة وقال النبي صلى الله عليه وسلم طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الإثنين يكفي الأربعة وطعام الأربعة يكفي الثمانية رواه مسلم.. الثانية: قال في عوارف المعارف يستحب أن يقول عند أول لقمة بسم الله وفي الثانية بسم الله الرحمن وفي الثالثة بسم الله الرحمن الرحيم.. الثالثة: قال الحليمي رضي الله عنه أكل العدس بالزيت طعام الصالحين لأن البدن لا يثقل به فيخف للعبادة وهو من شهوات بني إسرائيل حيث قالوا لموسى عليه السلام ادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وهو الحنطة عند الأكثرين وصححه القرطبي قال في نزهة النفوس ترياق العدس في قشره وصحاحه أنفع من مطحونه وأقل ضررا وأخف على المعدة وهو أنفع الأغذية لصاحب الحلي والحصبة ومن ابتلع منه ثلاثين حبة مقشرة نفع من استرخاء المعدة وإذا طبخ دقيقه بماء الكزبرة الخضراء وتدلك في الحمام من به حكة أو جرب قلعه قال بعضهم أكل الكزبرة بالخل والسماق ينفع لمن لا تحتوى معدته على الطعام

حكاية: مكث عيسى عليه السلام يناجي ربه ستين صباحا لم يخطر على قلبه أكل الخبز ثم خطر له ذلك فانقطعت عنه المناجاة فبكى عيسى وإذ بشيخ قد أقبل فقال له عيسى ادع الله لي فإني كنت على حالة فانقطعت عني لما خطر ببالي أكل الخبز فقال الشيخ اللهم إن كان خطر ببالي أكل الخبز منذ عرفتك فلا تغفر له، قال بعض المفسرين كان يعقوب

عليه السلام يضع الأرغفة على عدد أولاده فيأكل يوسف من رغيف أخيه بنيامين سرا ويتصدق برغيفه فلذلك سموه سارقا بقولهم أن يسرق فقد سرق أخ له من قبل وهو يوسف عليه السلام قال القرطبي رضي الله عنه ما أباح الله شيئا وكرهه إلا الطلاق والشبع وقال غيره أول بدعة حدثت بعد النبي صلى الله عليه وسلم الشبع قال ابن عبد السلام في قواعده البدعة فعل لم نعهده في عصر النبي صلى الله عليه وسلم وهي تنقسم إلى واجب كالنحو لأجل قراءة الحديث النبوي وإلى محرم كمذهب القدرية والمجسمية فالرد على هؤلاء من البدع الواجبة وإلى مندوب كصلاة التراويح، وبناء المدارس وإلى مكروه كزخرفة المساجد وتزويق المصاحف وإلى مباح كالمصافحة بعد الصلاة وقال صلى الله عليه وسلم من تمام التحية الأخذ باليد رواه الترمذي ورأيت في كتاب شرف المصطفى من السنة أن يقرأ عند المصافحة والعصر وقال أنس رضي الله عنه ما أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد رجل ففارقه حتى يقرأ ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ذكره في الأذكار

مسألة: فإن قيل كيف سافر موسى عليه السلام أربعين يوما إلى الطور فما جاع وسافر إلى الخضر ساعة فوجد الجوع فلذلك قال لفتاه يعني غلامه إذ أقامه مقام الغلام في الخدمة وهو يوشع بن نون وأمه أخت موسى آتنا غذاءنا قال ابن عباس رضي الله عنهما كانا يأكلان من الحوت بكرة وعشيا فالجواب أن سفرة إلى الطور سفر طرب وحب لأنه مسافر إلى مناجاة الحق سبحانه وتعالى كان مبنيا على الصوم ألا ترى أنه لما تسوك صام عشرة أيام أخر والسفر الثاني سفره إلى الحضر كان سفر أدب فكان معه الجوع وجواب آخر: السفر الأول كان سفر رخصة فجاز معه الأكل والشرب وجواب آخر السفر الأول كان للتعليم وهو بمعنى الأولى قال مؤلفه رحمه الله تعالى وعندي جواب آخر: وهو إنما فقد الجوع أولا ووجده ثانيا عملا بالمناسبة في المقامين فقام موسى للمناجاة يناسب ترك الأكل والشرب لأن ربه متصف بذلك فاتحد المقامان ولابد للعبد أن يتخلق بخلق من أخلاق الله تعالى وقد ورد من تخلق بخلق من أخلاق الله دخل الجنة ومقام موسى ومقام الخضر عليهما السلام في الأكل واحد فلذلك وجد الجوع والله أعلم

فائدة: قال إبراهيم بن أدهم رضي الله عنه معصية الله بعيدة من الجوعان قريبة من الشبعان والله المستعان. يه السلام يضع الأرغفة على عدد أولاده فيأكل يوسف من رغيف أخيه بنيامين سرا ويتصدق برغيفه فلذلك سموه سارقا بقولهم أن يسرق فقد سرق أخ له من قبل وهو يوسف عليه السلام قال القرطبي رضي الله عنه ما أباح الله شيئا وكرهه إلا الطلاق والشبع وقال غيره أول بدعة حدثت بعد النبي صلى الله عليه وسلم الشبع قال ابن عبد السلام في قواعده البدعة فعل لم نعهده في عصر النبي صلى الله عليه وسلم وهي تنقسم إلى واجب كالنحو لأجل قراءة الحديث النبوي وإلى محرم كمذهب القدرية

ص: 181