المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب بر الوالدين - نزهة المجالس ومنتخب النفائس - جـ ١

[الصفوري]

فهرس الكتاب

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌وهذا سرد ما اشتمل عليه من الأبواب والكتب والفصول

- ‌باب الإخلاص

- ‌كتاب العقائد وفضل الذكر والقرآن وآيات منه وسور

- ‌فصل في الذكر

- ‌فصل في فضل البسملة

- ‌فصل في الأذكار غير القرآن

- ‌فصل في أذكار الصباح والمساء للإمام النووي رحمه الله تعالى

- ‌باب المحبة

- ‌باب في ذكر الموت والأمل وفضل الصبر والرضا والأدب

- ‌فصل في الأمل

- ‌فصل في الصبر

- ‌فصل في الرضا

- ‌فصل في الأدب

- ‌باب فضل الدعاء

- ‌باب التقوى وفعل الخيرات والكف عن المنكرات

- ‌باب فضل الصلوات ليلا ونهارا ومتعلقاتها

- ‌باب في فضل الجمعة ويومها وليلتها وكرمها

- ‌باب فضل الزكاة

- ‌فصل في زكاة الأعضاء وهي كفها عن المحرمات

- ‌باب ذم الكبر

- ‌باب في ذم الغيبة والنميمة

- ‌باب في الإحسان لليتيم

- ‌باب فضل رجب وصومه

- ‌باب فضل شعبان وفضل صلاة التسابيح

- ‌باب فضل رمضان والترغيب في العمل الصالح فيه وما فيه من الفضل

- ‌فضل في ليلة القدر وبيان فضلها

- ‌باب فضل عرفة والعيدين والتكبير والأضحية

- ‌باب فضل صيام عاشوراء وصيام الأيام البيض والسود أيضا

- ‌باب فضل الجوع وآفات الشبع

- ‌باب فضل الحج

- ‌فصل في أركان الحج وهي خمسة

- ‌باب في فضل الجهاد

- ‌باب بر الوالدين

- ‌باب الحلم والصفح عن عثرات الإخوان

- ‌باب الكرم والفتوة ورد السلام

- ‌فصل من كرم الله تعالى

الفصل: ‌باب بر الوالدين

عليهم فإن عمر وعثمان قتلا ظلما وغسلا وصلى عليهما فهؤلاء شهداء الآخرة دون الدنيا قلت هذا مذهب الشافعي وأما مذهب أبي حنيفة الماشطة وامرأة فرعون وعمر وعثمان وكل من يقتل ظلما بمحدد وعلم قاتله يكون شهيد الدنيا والآخرة فلا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ومثلهم المطعون والمبطون وكذلك الحامل إذا ماتت بعد اجتماع حملها كما أفتى به النووي وأما شهيد الدنيا والآخرة الذي لا يغسل ولا يصلى عليه وله ثواب خاص في الآخرة فهو الذي مات في قتال الكفار وبسبب القتال فإن عاد إليه سهمه أو وقع عن فرسه أو في بئر أو جاءه سهم من مسلم أو كافر أو وجد بعد انكشاف الحرب قتيلا ولم يعلم سبب موته وإن لم ير عليه أثر الدم

حكاية: ذكر النسفي رحمه الله تعالى أن رجلا كان مجاهد في سبيل الله فإن فرغ من القتال نفض ثيابه وجمع غبارها حتى جمع غبارا في بعض أيام ثم جعله لبنة وأوصى أن تكون تحت رأسه في قبره ففعلوا ذلك فرآه بعض أصحابه في منامه فسأله عن حالة فقال كفر لي ببركة اللبنة

حكاية: خرج جماعة من المسلمين للجهاد فأخذهم العدو فأمرهم ملك كافر بدخولهم في دينه فأبوا فقتلهم إلا واحدا رغب فيه ثم أمره أيضا بالدخول في دينه وله من الأموال كذا وكذا فأبى فأدخله بيته ووضع عنده جارية جميلة فلم يلتفت إليها وقرأ سورة الفتح إلى قوله تعالى محمد رسول الله فبكت الجارية وأسلمت وقالت اخرج بنا إلى بلادكم فخرجا ليلا فلما طلع الفجر سمعا صهيل الخيل فقالت له الجارية قد جاء الطلب في أثرنا فارجع إليهم لعلهم أصحابك فرجع فإذا هم أصحابه الذين قتلوا فقالوا نحن أصحابك الشهداء عند الله وستلحق بنا بعد أربعين وقيل أن الله تعالى رزقه منها أولاداً وقاتلوا في سبيل الله تعالى وكان ذلك في أيام عمر رضي الله عنه وقال النسفي أنها كانت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم

فائدة: قال عمرو بن العاص رضي الله عنه إذا قتل العبد في سبيل الله ذهبت روحه مع الملائكة إلى دار الشهداء في قباب من حرير في رياض خضر عندهم حوت وثور يظل الموت يسبت في أنهار الجنة فإذا أمسى وكزه الثور بقرنه فيذكيه أي يذبحه فيأكلون لحمه ويجدون في كل رج طيبة ويظل الثور في فناء الجنة يرتع فإذا أصبح وكزه الحوت بذنبه فيذكيه فيأكلون لحمه ويجدون فيه كل رائحة طيبة وذكر العلائي أن أرواح الشهداء تركع وتسجد تحت العرش إلى يوم القيامة ويشاركهم في ذلك أرواح المؤمنين إذا ناموا على وضوء قال في شرح المهذب سمي الشهيد شهيدا لأن الله تعالى ورسوله شهدوا له بالجنة وقيل لأن ملائكة الرحمة يشهدون روحه فيقبضونها وقيل لأن روحه تشهد دار السلام وروح غيره لا تشهدها إلى يوم القيامة.

‌باب بر الوالدين

قال الله تعالى ورصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن أي شدة على شدة قال الثعلبي رضي الله عنه لما أسلم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قالت أمه يا سعد بلغني أنك صبأت فلا أستظل بظل ولا آكل ولا أشرب حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم فمكثت ثلاثة أيام على ذلك فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى هذه الآية فأمر النبي صلى الله عليه

ص: 194

وسلم بالإحسان إليها ولا يطيعها في الكفر قال القرطبي قدمت أم أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه راغبة في الإسلام وقيل راغبة في الشرك وقيل راغمة بالميم أي كارهة للإسلام فقالت يا رسول الله إن أمي قدمت علي وهي كافرة أفأصلها قال نعم وكان اسمها قتيلة بضم القات بعدها مثناة فوق ثم بعدها مثناة تحت وقيل قتلة بفتح القاف وإسكان المثناة فوق وقال النبي صلى الله عليه وسلم رضا الله في رضاء الوالدين وسخط الله في سخط الوالدين رواه الترمذي

مسألة: يحرم على من له أبوان أن يجاهد إلا بإذنيهما إن كانا مسلمين أو بإذن المسلم منهما لأن أمرهما فرض عين والجهاد فرض كفاية وفرض العين هنا مقدم والأجداد والجدات هنا في اعتبار الأذن كالأبوين ولو مع وجودهما ولهما منع الولد من حج تطوع ومن سفر تجارة إن كان طويلا وفيه خوف كركوب بحر وبادية مخوفة

حكاية قال أبو يزيد البسطامي رضي الله عنه طلبت أمي ماء فجئتها فوجدتها نائمة فقمت أنظر يقظتها فلما استيقظت قالت أين الماء فأعطيتها الكوز وقد كان سال الماء على إصبعي فجمد عليها الماء من شدة البرد فلما أخذت الكوز انسلخ جلد إصبعي فسال الدم فقالت ما هذا فأخبرتها قالت اللهم إني راضية عنه فارض عنه كانت في مدة حملها به لا تمد يدها إلى طعام فيه شهية ورأيت في عيون المجالس أنه قال كنت ابن عشرين سنة فدعتني أمي للنوم معها ليلة من الليالي وقد تعلق قلبي بقيام الليل فأجبتها فجعلت يدي تحتها والأخرى أمرها على ظهرها وأقرأ قل هو الله أحد فخدرت يدي فقلت اليد لي وحق الوالدة لله فصبرت على ذلك كله حتى طلع الفجر وقد قرأت قل هو الله أحد عشرة آلاف مرة ولم أنتفع بعد ذلك بيدي التي خدرت فلما مات رحمه الله تعالى رآه بعض أصحابه في المنام وهو يطير في الجنان ويسبح الرحمن فقال له بم وصلت إلى هذه المنزلة قال ببر الوالدين والصبر عل الشدائد وعنه صلى الله عليه وسلم العبد المطيع لوالديه والمطيع لرب العالمين في أعلى عليين

حكاية: قال الخواص رحمه الله تعالى كنت في البادية فرأيت رجلا إلى جانبي فقلت له من أنت قال الخضر قال فبأي وسيلة رأيتك قال ببرك لأمك وقال بعض العارفين للأم ثلاثة أرباع البر لأنها وضعت الولد بمشقة والأب وضعه بشهوة ولأن ماء الرجل يخرج من ظهره والمرأة يخرج من بين الترائب وهو الصدر والصدر أقرب إلى القلب من الظهر فصارت شفقتها أكثر من شفقة الأب فاستحقت ثلاثة أرباع البر وقد بدأ الله تعالى بذكرها في الآية المتقدمة

مسئلة: الولد يتبع أمه غالبا حتى لو تزوج عبد بجارية فالولد لصاحب الجارية وتقدم في باب الغيبة والنميمة أنه يجوز بيع الولد مع أمه لا مع أبيه وإن رضيت الأم فإن فرق بينه وبين أمه ببيع أو هبة بطلا

حكاية: كان في بني إسرائيل وإسرائيل هو يعقوب عليه السلام رجل صالح له ولد صغير وله عجلة صغيرة من ولد البقر فلما حضره الموت قال اللهم إني استودعك هذه العجلة لهذا الصبي فلما كبر الولد اجتهد في العبادة فكان يقوم ثلث الليل وينام ثلثه ويتضرع ثلثه ويعمل بالنهار بدراهم فيتصدق بثلا ويأكل بثلا ويعطي أمه ثلثا ثم قالت له أمه إن أباك ترك عجلة في مكان كذا فانطلق إليها فلما جاء بها قالت اذهب إلى السوق وبعها بثلاثة دنانير ولا تبعها إلا بإذني فقال له ملك خذ

ص: 195

ثمنها ستة دنانير ولا تستأذن أمك فقال لابد من إذنها فرجع إليها وأخبرها بذلك فقالت أنه ملك ارجع إليه وقل له تأمرني ببيعها أم لا فقال أمسكها فإن موسى يشتريها بملء جلدها ذهبا فقدر الله على بني إسرائيل ذبح تلك البقرة مكافأة للولد على بر أمه ولبيان القتيل لأنهم كانوا ينكرون البعث فلما ذبحوها وضربوا القتيل ببعضها قيل بلسانها وقيل بشيء من جلد ظهرها فأحياه الله تعالى وأخبرهم بالذي قتله وقيل أن الجلدة التي من ظهرها وصلت إلى عمر رضي الله تعالى عنه فكانت درته وكان لأبي بكر رضي الله عنه

القضيب لأن الناس كانوا في نور النبوة لقرب عهدهم بالنبي صلى الله عليه وسلم فكانوا أسرع انقياداً للحق من غيرهم وكان لعمر رضي الله عنه الدرة لأن الناس طال عهدهم بالنبي صلى الله عليه وسلم فتباعدوا عن الحق فردهم عمر بالدرة وكان لعثمان رضي الله عنه السوط لأن الناس زاد تخليطهم فأدبهم عثمان رضي الله عنه بالسوط واتخذ علي رضي الله عنه السيف لأن الناس فرقت الأهوية بين كلمتهم وقد وصف الله تعالى البقرة بصفات فقال لا فارض أي غير مسنة ولا بكر كأنه وصفها بعلم الولادة عوان بين ذلك أي لا كبيرة ولا صغيرة وقال مجاهد العوان هي التي ولدت مرة أخرى فاقع لونها أي لونها خالص الصفرة المعروفة قاله الجمهور وقال الحسن المراد بالصفرة هنا شدة السواد لا ذلول أي لم يذللها العمل تثير الأرض من غير حراثة بل تثيرها مرحا ولا تسقي الحرث أي لا يستقى عليها الزرع مسلمة أي سليمة من سائر العيوب لاشية فيها أي ليس فيها ما يخالف معظم لونها بل هي صفراء كلها حتى قرنها وظلفها

فوائد.. الأولى: رأيت في كتاب شرف المصطفى عن النبي صلى الله عليه وسلم البسوا النعال فإنها تقضي الحوائج في تفسير القرطبي عن علي رضي الله عنه من لبس نعلاً أسود لم يزل في كرب وغم ومن تختم بالعقيق لم يزل في بركة وسرور وسيأتي في مناقب الصديق رضي الله عنه.. الثانية: قال في نزهة النفوس العجل والعجلة من أولاد البقر سمي بذلك لأن بني إسرائيل استعجلوا في عبادته وسمي البقر بذلك لأنه يبقر الأرض أي يشقها ولحم العجل محمود طيب لذيذ معتدل الغذاء واللحم الكبير بالفلفل والزنجبيل لا ضرر فيه والاكتحال بمررة البقر الكبير والصغير لا سما الأسود يقوي البصر ومن به سعال يطرح مسمارا عتيقا في النار حتى يحمر ثم يوضع في حليب البقر ويشربه على الريق فإنه يزول بإذن الله تعالى وشرب حليبه حال حلبه على الريق ثلاثة أيام يقطع الصغار من الوجه بإذن الله تعالى.. الثالثة: قال موسى عليه السلام يا رب أوصني قال أوصيك بأمك قال أوصني قال أوصيك بأمك حتى قال في التاسعة أوصيك بأبيك يا موسى من بر والديه كنت له وليا في الدنيا في القبر مؤنسا في الحشر رحيما وعلى الصراط دليلا وفي الجنة محدثا يكلمني وأكلمه بلا واسطة

حكاية: رأيت في الترغيب والترهيب عن بعض التابعين أنه مر على حي فوجد مقبرة فانشق منها قبر بعد العصر فخرج منه رجل رأسه كرأس الحمار وبدنه بدن آدمي فنهق ثلاث مرات ثم انطبق عليه القبر فسألت امرأة عنه قالت كان يشرب الخمر فتقول أمه له اتق الله فيقول لها انهقي كالحمار فمات بعد العصر فهو كل يوم بعد العصر ينشق عنه القبر وينهق ثلاث مرات وكان الحسن رضي الله عنه لا يأكل مع فاطمة رضي الله عنها فسألته عن ذلك فقال أخاف أن آكل شيئا سبق إليه نظرك فأكون عاقا لك فقالت كل وأنت في حل

حكاية: قال ابن الجوزي جاء في الحديث النبوي على قائله أفضل الصلاة والسلام كل الأحاديث في بني إسرائيل فحدثوا عنهم ولا حرج ولأحدثنكم بحديث العجوزين قال كان رجل في بني إسرائيل له امرأة يحبها ومعه أم عجوز وأم امرأته عجوز أيضا وكانت تغري ابنتها بأم زوجها وكان العجوزان قد ذهب بصرهما فلم تزل امرأته حتى خرج بأمه ووضعها في فلاة من الأرض ليس معها طعام ولا شراب ليأكلها السباع ثم انصرف عنها فغشيتها السباع فجاءها ملك فقال ما هذه الأصوات التي أسمع حولك قالت خيرا هذه أصوات إبل وبقر وغنم قال خيرا فيكن إن شاء الله ثم انصرف عنها فلما أصبحت أصبح الوادي ممتلئا إبلا وبقرا وغنما فقال ابنها لو جئت فنظرت ما فعلت أمي فجاء فإذا الوادي قد امتلأ من الإبل والبقر والغنم فقال أي أماه ما هذه فقالت يا بني عققتني وأطعت امرأتك فاحتمل أمه وساق ما أعطاها الله تعالى ورجع بأمه إلى إمرأته فقالت إمرأته والله لا أرضى حتى تذهب بأمي فتضعها حيث وضعت أمك فانطلق بها فلما أمست غشيتها السباع فجاءها الملك الذي جاء لأمه فقال أيتها العجوز ما هذه الأصوات قالت شرا هذه أصوات سباع تريد أن تأكلني فقال شرا فليكن ثم انصرف فجاءها سبع فأكلها فلما أصبحت قالت امرأته اذهب فانظر ما فعلت أمي فذهب فما وجد منها إلا ما فضل عن السبع فأخذ عظامها وأتى امرأته فماتت كمدا.. لأن الناس كانوا في نور النبوة لقرب عهدهم بالنبي صلى الله عليه وسلم فكانوا أسرع انقياداً للحق من غيرهم وكان لعمر رضي الله عنه الدرة لأن الناس طال عهدهم بالنبي صلى الله عليه وسلم فتباعدوا عن الحق فردهم عمر بالدرة وكان لعثمان رضي الله عنه السوط لأن الناس زاد تخليطهم فأدبهم عثمان رضي الله عنه بالسوط واتخذ علي رضي الله عنه السيف لأن الناس فرقت الأهوية بين كلمتهم وقد وصف الله تعالى البقرة بصفات فقال لا فارض أي غير مسنة ولا بكر كأنه وصفها بعلم الولادة عوان بين ذلك أي لا كبيرة ولا صغيرة وقال مجاهد العوان هي التي ولدت مرة أخرى فاقع لونها أي لونها خالص الصفرة المعروفة قاله الجمهور وقال الحسن المراد بالصفرة هنا شدة السواد لا ذلول أي لم يذللها العمل تثير الأرض من غير حراثة بل تثيرها مرحا ولا تسقي الحرث أي لا يستقى عليها الزرع مسلمة أي سليمة من سائر العيوب لاشية فيها أي ليس فيها ما يخالف معظم لونها بل هي صفراء كلها حتى قرنها وظلفها

فوائد.. الأولى: رأيت في كتاب شرف المصطفى عن النبي صلى الله عليه وسلم البسوا النعال فإنها تقضي الحوائج في تفسير القرطبي عن علي رضي الله عنه من لبس نعلاً أسود لم يزل في كرب وغم ومن تختم بالعقيق لم يزل في بركة وسرور وسيأتي في مناقب الصديق رضي الله عنه.. الثانية: قال في نزهة النفوس العجل والعجلة من أولاد البقر سمي بذلك لأن بني إسرائيل استعجلوا في عبادته وسمي البقر بذلك لأنه يبقر الأرض أي يشقها ولحم العجل محمود طيب لذيذ معتدل الغذاء واللحم الكبير بالفلفل والزنجبيل لا ضرر فيه والاكتحال بمررة البقر الكبير والصغير لا سما الأسود يقوي البصر ومن به سعال يطرح مسمارا عتيقا في النار حتى يحمر ثم يوضع في حليب البقر ويشربه على الريق فإنه يزول بإذن الله تعالى وشرب حليبه حال حلبه على الريق ثلاثة أيام يقطع الصغار من الوجه بإذن الله تعالى.. الثالثة: قال موسى عليه السلام يا رب أوصني قال أوصيك بأمك قال أوصني قال أوصيك بأمك حتى قال في التاسعة أوصيك بأبيك يا موسى من بر والديه كنت له وليا في الدنيا في القبر مؤنسا في الحشر رحيما وعلى الصراط دليلا وفي الجنة محدثا يكلمني وأكلمه بلا واسطة

حكاية: رأيت في الترغيب والترهيب عن بعض التابعين أنه مر على حي فوجد مقبرة فانشق منها قبر بعد العصر فخرج منه رجل رأسه كرأس الحمار وبدنه بدن آدمي فنهق ثلاث مرات ثم انطبق عليه القبر فسألت امرأة عنه قالت كان يشرب الخمر فتقول أمه له اتق الله فيقول لها انهقي كالحمار فمات بعد العصر فهو كل يوم بعد العصر ينشق عنه القبر وينهق ثلاث مرات وكان الحسن رضي الله عنه

ص: 196

لا يأكل مع فاطمة رضي الله عنها فسألته عن ذلك فقال أخاف أن آكل شيئا سبق إليه نظرك فأكون عاقا لك فقالت كل وأنت في حل

حكاية: قال ابن الجوزي جاء في الحديث النبوي على قائله أفضل الصلاة والسلام كل الأحاديث في بني إسرائيل فحدثوا عنهم ولا حرج ولأحدثنكم بحديث العجوزين قال كان رجل في بني إسرائيل له امرأة يحبها ومعه أم عجوز وأم امرأته عجوز أيضا وكانت تغري ابنتها بأم زوجها وكان العجوزان قد ذهب بصرهما فلم تزل امرأته حتى خرج بأمه ووضعها في فلاة من الأرض ليس معها طعام ولا شراب ليأكلها السباع ثم انصرف عنها فغشيتها السباع فجاءها ملك فقال ما هذه الأصوات التي أسمع حولك قالت خيرا هذه أصوات إبل وبقر وغنم قال خيرا فيكن إن شاء الله ثم انصرف عنها فلما أصبحت أصبح الوادي ممتلئا إبلا وبقرا وغنما فقال ابنها لو جئت فنظرت ما فعلت أمي فجاء فإذا الوادي قد امتلأ من الإبل والبقر والغنم فقال أي أماه ما هذه فقالت يا بني عققتني وأطعت امرأتك فاحتمل أمه وساق ما أعطاها الله تعالى ورجع بأمه إلى إمرأته فقالت إمرأته والله لا أرضى حتى تذهب بأمي فتضعها حيث وضعت أمك فانطلق بها فلما أمست غشيتها السباع فجاءها الملك الذي جاء لأمه فقال أيتها العجوز ما هذه الأصوات قالت شرا هذه أصوات سباع تريد أن تأكلني فقال شرا فليكن ثم انصرف فجاءها سبع فأكلها فلما أصبحت قالت امرأته اذهب فانظر ما فعلت أمي فذهب فما وجد منها إلا ما فضل عن السبع فأخذ عظامها وأتى امرأته فماتت كمدا..

موعظة: قال النبي صلى الله عليه وسلم من فضل زوجته على أمه فعليه لعنة الله والملائكة ولا يقبل منه صرف ولا عدل يعني فريضة ولا نفلا قال النووي رحمه الله في الفتاوى ولا يؤثم من فضل زوجته على أمه في النفقة إذا قام بكفايتها أو لزمه وإلا فضل الأم فإن كان ولابد من تفضيل الزوجة فالأفضل أن يخفيه عن الأم

لطيفة: قال للإمام الليثي بن سعد أن أبي ببلاد السودان وقد كتب إلي أن أذهب إليه فمنعتني أمي قال أطع أباك ولا تعص أمك فسأل الإمام مالك عن ذلك فقال أطع أباك ولا تعص أمك قال مؤلفه رحمه الله تعالى الذي فهمته من قول الإمام عنه أن طاعة الأم أمر لازم وأولى لأن قوله أطع أباك مصلحة، وقوله لا تعص أمك أمر بترك المفسدة وترك المفاسد أولى من جلب المصالح إلا في مسئلة: جلب المصلحة أولى من دفع المفسحة وذلك فيما لو ماتت في جوفها ولد يرجى حياته فشق جوفها مفسدة وإخراج الولد مصلحة فإخراج الولد هنا واجب قال في الروضة في باب الهبة يسن للولد أن يعدل في هبته لأبويه كما يسن للوالد أن يعمل في هبته لأولاده أي البارين فإن أراد الولد أن يزيد أحد أبويه على الآخر فالأم أولى.

حكاية: كان لرجل ثلاثة أولاد فمرض فقال كبيرهم لإخوته أعطوني خدمته ولكم ميراثه ففعلوا فخدمه حتى مات فرأى في منامه قائلا يقول اذهب إلى موضع كذا وخذ منه دينارا ولك فيه البركة قال لا فتركه ثم رأى في الليلة الثانية كذلك وفي الثالثة مثلها فلما أصبح أخذه واشترى به سمكة فوجد فيها جوهرتين فباعهما للسلطان بستين ألف دينار ثم رأى في منامه قائلا يقول له هذا بخدمتك لأبيك

حكاية: لما خرج موسى عليه السلام من

ص: 197

إنطاكية يريد الشام فتعب فأوحى الله تعالى أن آوى إلى سفح جبل فيه عبد لي فاسأله شيئا تركبه فوجده يصلي فلما فرغ قال يا عبد الله أريد شيئا أركبه فنظر إلى السماء وإذا بسحابه سائرة فقال أيتها السحابة انزلي واحملي هذا العبد حيث يريد فنزلت حتى لصقت بالأرض فركبها موسى عليه السلام قال الله تعالى يا موسى أتدري بأي شيء أعطيته هذه المنزلة قال لا يا رب قال سألته أمه حاجة عند وفاتها فبادر إلى قضائها فقالت يا إلهي كما قضى حاجتي فاقض حاجته ولو سألني أن أقلب الخضراء على الغبراء لفعلت

حكاية: قال رجل للأستاذ أبي إسحاق رأيتك البارحة في المنام وكانت لحيتك مرصعة باليواقيت والجواهر فقال صدقت لأني مسحت بها البارحة قدم أمي وفي الحديث أول شيء كتبه الله في اللوح المحفوظ بسم الله الرحمن الرحيم إني أنا الله لا إله إلا أنا من رضي عنه والداه فأنا عنه راض وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم من أصبح وأمسى مرضيا لوالده أصبح وأمسى وله بابان إلي الجنة ومن أصبح وأمسى مسخطاً لوالديه أصبح وأمسى وله بابان إلى النار فقال يا رسول الله وإن ظلماه قال وإن ظلماه قال الإمام النووي في الفتاوى من كان عاقا لوالديه وماتا ساخطين عليه فلا طريق له في عدم مطالبتهما له لكن ينبغي له بعد الندم على ذلك أن يكثر من الاستغفار لهما مع الدعاء والتصدق عنهما ويقضي دينهما ويصل رحمهما ويكرم من كان بجوارهما إكراما لهما

حكاية: ذكر ابن الحوش في كتاب المنتظم في تواريخ الأمم أن موسى عليه السلام سأل ربه يريه رفيقه في الجنة فقال تعالى اذهب إلى بلد كذا تجد رجلا قصابا فهو رفيقك في الجنة فلما رآه في حانوته وعنده زنبيل فقال الشاب يا جميل الوجه هل لك أن تكون في ضيافتي قال موسى نعم فانطلق معه إلى منزله فوضع الطعام بين يديه فكلما أكل لقمة وضع في الزنبيل لقمتين فبينما هو كذلك إذا بالباب يطرق فوثب الشاب وترك الزنبيل فنظر موسى فيه وإذا بشيخ وعجوز قد كبرا حتى صارا كالفرخ الذي لا ريش له فلما نظر إلى موسى تبسما وشهدا له بالرسالة ثم ماتا فلما دخل الشاب ونظر إلى الزنبيل قبل يد موسى وقال أنت موسى رسول الله قال ومن أعلمك بذلك قال هذان اللذان كانا في الزنبيل أبوأي قد كبرا فحملتهما في الزنبيل خوفا عليها وكنت لا آكل ولا أشرب إلا بعدهما وكانا يسألان الله كل يوم أن لا يقبضهما حتى ينظرا إلى موسى فلما رأيتهما ماتا علمت أنك موسى رسول الله قال له أبشر فإنك رفيقي في الجنة

حكاية: لما دخل يعقوب عليه السلام على ولده يوسف عليه السلام لم يقم له فأوحى الله إليه تتعاظم على أبيك أن تقوم له وعزتي وجلالي لا أخرجت من صلبك نبيا وذكر النسفي أن يوسف عليه السلام دخل على أبيه يعقوب وهو على دابته ولم ينزل فأوحى الله تعالى إليه هلا قضيت حق أبيك بالنزول إليه فلو نزلت أخرجت من صلبك سبعين نبيا مرسلا

لطيفة: رأيت في شرعة الإسلام عن النبي صلى الله عليه وسلم حسنة الحر بعشرة وحسنة العبد بعشرين

موعظة: قال النبي صلى الله عليه وسلم اثنان لا تجاوز صلاتهما رءوسهما في رواية ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم العبد الآبق حتى يرجع

ص: 198

وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط وإمام أم قوما وهم له كارهون

حكاية: كان في بني إسرائيل رجل صالح له ولد صالح فلما حضره الموت قال لولده لا تحلف بالله كاذبا ولا صادقا فلما مات تسامع به الناس فتسابق إليه بنو إسرائيل فكان الرجل يقول له لي عند أبيك كذا وكذا من المال فيدفعه إليه حتى افتقر فخرج بزوجته وولديه إلى البحر فانكسرت بهم السفينة فصار كل واحد على لوح فوقع الرجل في جزيرة فناداه مناد أيها الرجل البار لوالديه إن الله تعالى يريد أن يخرج لك كنزا وهو في موضع كذا فكشف عنه فوجده فساق إليه بعض الناس فأحسن إليهم فتسامع الناس به

فقصدوه وصارت الجزيرة بلداً وصار الرجل كبيرها فسمع ولده الأكبر بحسن سيرته فقصده وقربه ولم يعرفه ثم سمع ولده الآخر فقصده وقربه أيضا ثم سمع زوج امرأته الذي صارت الزوجة إليه فتوجه بها إليه فلما قرب من الجزيرة ترك المرأة في المركب ودخل عليه ومعه هدية فقربه وقال له نم عندنا الليلة فقال تركت امرأتي في مركب وعاهدتها لا أكل أمرها إلى غيري فقال أنا أرسل لها رجلين يحرسانها هذه الليلة فلما دخل عليها قال أحدهما للآخر قد أمرنا الملك أن نحفظ هذه المرأة ونخاف من النوم فاذكر لي وأنا أذكر لك ما رأينا من الأخبار فقال أحدهما كان لي أخ إسمه كاسمك فركب والدنا في البحر من بلد كذا فانكسرت السفينة وفرق الله شملنا فلما سمع كلامه قال كيف كان إسم والدك قال فلان قال وأمك قال فلانة فترامى عليه وقال أنت أخي ورب الكعبة والأم تسمع كلامهما فلما طلع الفجر جاء الرجل من عند الملك فوجدها في هم عظيم فغضب ورجع إلى الملك وأخبره بذلك فأمر بإحضارهما وإحضار المرأة قال لها أيتها المرأة ما الذي رأيت من هذين فقالت أيها الملك دعهما يذكران كلامهما البارجة فذكرا ذلك فوثب الملك عن سريره وقال أنتما والله ولدي وقالت المرأة والله أنا أمهما وهو على جمعهم إذا يشاء قدير فسبحان من فرقهم وجمعهم

حكاية: رأيت في القنية للشيخ عبد القادر الكيلاني رضي الله عنه أن عليا رضي الله عنه سمع رجلا يقول حول الكعبة: شعر: هـ وصارت الجزيرة بلداً وصار الرجل كبيرها فسمع ولده الأكبر بحسن سيرته فقصده وقربه ولم يعرفه ثم سمع ولده الآخر فقصده وقربه أيضا ثم سمع زوج امرأته الذي صارت الزوجة إليه فتوجه بها إليه فلما قرب من الجزيرة ترك المرأة في المركب ودخل عليه ومعه هدية فقربه وقال له نم عندنا الليلة فقال تركت امرأتي في مركب وعاهدتها لا أكل أمرها إلى غيري فقال أنا أرسل لها رجلين يحرسانها هذه الليلة فلما دخل عليها قال أحدهما للآخر قد أمرنا الملك أن نحفظ هذه المرأة ونخاف من النوم فاذكر لي وأنا أذكر لك ما رأينا من الأخبار فقال أحدهما كان لي أخ إسمه كاسمك فركب والدنا في البحر من بلد كذا فانكسرت السفينة وفرق الله شملنا فلما سمع كلامه قال كيف كان إسم والدك قال فلان قال وأمك قال فلانة فترامى عليه وقال أنت أخي ورب الكعبة والأم تسمع كلامهما فلما طلع الفجر جاء الرجل من عند الملك فوجدها في هم عظيم فغضب ورجع إلى الملك وأخبره بذلك فأمر بإحضارهما وإحضار المرأة قال لها أيتها المرأة ما الذي رأيت من هذين فقالت أيها الملك دعهما يذكران كلامهما البارجة فذكرا ذلك فوثب الملك عن سريره وقال أنتما والله ولدي وقالت المرأة والله أنا أمهما وهو على جمعهم إذا يشاء قدير فسبحان من فرقهم وجمعهم

حكاية: رأيت في القنية للشيخ عبد القادر الكيلاني رضي الله عنه أن عليا رضي الله عنه سمع رجلا يقول حول الكعبة: شعر:

يا من يجيب دعاء المضطر في الظلم

يا كاشف الضر والبلوى مع السقم.

قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا

وأنت يا حي ويا قيوم لم تنم

هب لي بجودك ما أخطأت من جرم

يا من إليه أشار القوم بالكرم

إن كان عفوك لم يسبق لمجترم

فمن يجود على العاصين بالنعم

فقال يا حسن أدركه فإذا هو رجل حسن الوجه إلا أنه قد شل جانبه الأيمن فقال أجب أمير المؤمنين فجاء يجر شقه فقال من أنت قال من العرب وكان والدي يتهاون عن المعاصي فلطمته على وجهه فركب ناقته وأتى الكعبة وقال: شعر:

يا من إليه أتى الحجاج من بعد

يرجون لطف عزيز واحد صمد

هذي منازل ما قد خاب قاصدها

فخذ بحقي يا رحمن من ولدي

فسل منه بجود منك جانبه

يا من تقدس لم يولد ولم يلد

ص: 199

قال فما فرغ حتى أصابني ما ترى فلما رجع ورآني في هذه الحالة سألته أن يدعو لي في الموضع الذي دعا علي فيه بعد أن رضي عني فخرج على ناقته فسقط عنها فمات فقال علي رضي الله عنه أفلا أعلمك دعاء سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم وسمعته يقول ما دعا به مهموم إلا فرج الله عنه وهو هذا: اللهم إني أسألك يا عالم الخفية يا من السماء بقدرته مبنية. ويا من الأرض بقدرته مدحية. ويا من الشمس والقمر ينور جلاله مشرقة مضيئة، ويا مقبلا على كل نفس زكية. ويا مسكن رعب الخائفين وأهل البلية ويا من حوائج الخلق عنده مقضية ويا من نجى يوسف من العبودية. ويا من ليس له بواب ينادي ولا صاحب يغشى، ولا وزير يؤتى ولا غيره رب يدعى. ولا يزداد على الحوائج إلا كرما وجودا صل على محمد وآله وأعطني سئوالي إنك على كل شيء قدير يا حي يا قيوم يا أرجم الراحمين ثم قال رضي الله عنه تمسك بهذا الدعاء فإنه كنز من كنوز العرش فدعا به الرجل فعافاه الله تعالى ثم رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فسأله عن هذا الدعاء هو إسم الله الأعظم

حكاية: قال أنس بن مالك كان في بني إسرائيل شاب إذا قرأ التوراة خرج الرجال والنساء لحسن صوته وكان يشرب الخمر فقالت له أمه لو علم بك عباد بني إسرائيل لأخرجوك من جوارهم فدخل ليلة وهو سكران فقرأ التوراة فاجتمع الناس فقالت له أمه قم فتوضأ فضرب وجهها فقلع عينها وقلع سنها فقالت لا رضي الله عنك فلما أصبح رآها قال السلام عليك يا أماه فلا أراك بعدها إلى يوم القيامة فقالت لا رضي الله عنك أينما توجهت فذهب إلى جبل يعبد ربه فيه أربعين سنة حتى لصق جلده على عظمه ثم رفع رأسه وقال يا رب إن كنت غفرت لي فاعلمني فهتف به هاتف رضائي من رضا أمك فرجع إليها ونادى لها يا مفتاح الجنة إن كنت بالحياة واطرباه وإن كنت ميتة فواعذباه فقالت من هذا فقال ولدك فقالت لا رضي الله عنك فتقدم إليها وقطع يده وقال هذه التي قلعت عينك لا تصحبني أبداً ثم قال لأصحابه اجمعوا إلي حطبا ونار ففعلوا فوثب فيها وقال لجسمه ذق نار الدنيا قبل نار الآخرة فأخبروا أمه بذلك فنادته يا قرة عيني أين أنت قال بين النيران قالت يا بني رضي الله عنك فأمر الله تعالى جبريل فمسح بريشة من جناحه على عينها وسنها فعادا كما كانا ثم مسح يد ولدها فعادت كما كانت بإذن الله تعالى

فائدة: روى البيهقي في شعبه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم من قبل عيني أمه كان له سترا من النار وروى في كتاب شرعة الإسلام من قبل رجل أمه فكأنما قبل عتبة الكعبة وقال في حادى القلوب الطاهرة قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من ولد بار ينظر إلى والديه نظرة رحمة إلا كتب الله له بكل نظرة حجة مبرورة قالوا يا رسول الله وإن نظر كل يوم مائة مرة قال نعم الله أكثر وأطيب حكاه في التيار خانية للحنفية

حكاية: قال رجل من جعثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في نفر من أصحابه فقلت أنت الذي تزعم أنك رسول الله قال نعم فقلت أي الأعمال أحب إلى الله قال الإيمان بالله ثم صلة الرحم ثم قلت فأي الأعمال أبغض إلى الله قال الإشراك بالله ثم قطيعة الرحم وفي صحيح البخاري ومسلم الرحم

ص: 200

معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه الترمذي قال رجل يا رسول الله إني أذنبت ذنبا فهل لي من توبة قال هل لك من أم قال لا قال فهل لك من خالة قال نعم قال فبرها

حكاية: دخل رجلان عند داود عليه السلام فأخبره ملك الموت أن أحدهما يموت بعد سبعة أيام ثم رآه داود بعد مدة فسأل ملك الموت عنه فقال أنه لما خرج من عندك وصل رحمه فزاد الله في عمره عشرين عاما قال بعضهم معنى الزيادة في العمل يكتب له ثوابه بعد الموت وقال الضحاك أن العبد يبقى من عمره ثلاثة أيام فيصل رحمه فتصير ثلاثين سنة وأيضا يبقى من عمره ثلاثين سنة فيقطع رحمه فتصير ثلاثة أيام

فائدة: ذكر المفسرون في قوله تعالى يمحو الله ما يشاء ويثبت فيها وجوها الأول: أنه يزيد في العمر والرزق وينقصها ويمحو الشقاوة ويثبت السعادة وهذا التأويل رواه جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم، الثاني: أنه تعالى يمحو من ديوان الحفظة ما ليس بحسنة ولا سيئة ويثبت غيره ولأنهم مأمورون بكتابة

كل قول وفعل الثالث: أنه يمحو الذنب من الديوان بالتوبة بعد إثباته الرابع: أنه يمحو القمر ويثبت الشمس وقال ابن عباس رضي الله عنهما جعل الله تعالى الشمس سبعين جزعا والقمر كذلك فمحا من نور القمر تسعة وستين جزعا فجعله مع نور الشمس ولولا ذلك لم يعرف الليل والنهار وقيل يمحو الدنيا ويثبت الآخرة وقيل أن الرزق والمصائب يثبتها ثم يمحوها بالدعاء فإن قيل قد جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة فكيف يستقيم المحو والإثبات فالجواب: يمحو ما سبق في علمه أن يمحو ويثبت ما سبق في علمه أنه يثبته قال الرازي في إثبات الحوادث في اللوح المحفوظ لتعلم الملائكة أن الله أعلم بجميع المعلومات فعلى هذا عنده كتابان أحدهما الذي كتبته الملائكة وذلك هو محل المحو والإثبات والثاني هو اللوح المحفوظ الذي لا يتغير مكتوبه ولا ينظر فيه إلا الله تعالى

فائدة: قال موسى عليه السلام يا رب كيف أصل رحمي إن تباعدت عني قال أحبب لها ما تحب لنفسك وفي شريعتنا المطهرة تحصل الصلة بإرسال الهدية والسلام وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أعمال بني آدم تعرض علي كل خميس وجمعة ولا يقبل الله قاطع رحم رواه الإمام أحمد وعن النبي صلى الله عليه وسلم من زار قبر والديه أو أحدهما في كل جمعة غفر له وكتب له براءة من النار

فائدتان.. الأولى: عن النبي صلى الله عليه وسلم من حج عن والديه بعد موتهما كتب الله له عتقا من النار وقال الأوزاعي من عق والديه ثم قضى عنهما دينهما بعد موتهما كتب بارا وإن كان باراً ولم يقض عنهما كتب عاقا.. الثانية: عن النبي صلى الله عليه وسلم من صلى ليلة الجمعة بين المغرب والعشاء ركعتين يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وآية الكرسي مرة وسورة الإخلاص والمعوذتين خمس مرات فإذا فرغ استغفر الله خمس عشرة مرة وصلى على النبي خمس عشرة مرة وجعل ثوابها لوالديه قد أدى حقهما ولا يعلم ثوابهما إلا الله تعالى وسيأتي في المعراج على هذا زيادة مع ذكر شيء من حقهما إن شاء الله تعالى. قول وفعل الثالث: أنه يمحو الذنب من الديوان بالتوبة بعد إثباته الرابع: أنه يمحو القمر ويثبت الشمس وقال ابن عباس رضي الله عنهما جعل الله تعالى الشمس سبعين جزعا والقمر كذلك فمحا من نور القمر تسعة وستين جزعا فجعله مع نور الشمس ولولا ذلك لم يعرف الليل والنهار وقيل يمحو الدنيا ويثبت الآخرة وقيل أن الرزق والمصائب يثبتها ثم يمحوها بالدعاء فإن قيل قد جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة فكيف يستقيم المحو والإثبات فالجواب: يمحو ما سبق في علمه أن يمحو ويثبت ما سبق في علمه أنه يثبته قال الرازي في إثبات الحوادث في اللوح المحفوظ لتعلم الملائكة أن الله أعلم بجميع المعلومات فعلى هذا عنده كتابان أحدهما الذي كتبته الملائكة وذلك هو محل المحو والإثبات والثاني هو اللوح المحفوظ الذي لا يتغير مكتوبه ولا ينظر فيه إلا الله تعالى

فائدة: قال موسى عليه السلام يا رب كيف أصل رحمي إن تباعدت عني قال أحبب لها ما تحب لنفسك وفي شريعتنا المطهرة تحصل الصلة بإرسال الهدية والسلام وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أعمال بني آدم تعرض علي كل خميس وجمعة ولا يقبل الله قاطع رحم رواه الإمام أحمد وعن النبي صلى الله عليه وسلم من زار قبر والديه أو أحدهما في كل جمعة غفر له وكتب له براءة من النار

فائدتان.. الأولى: عن النبي صلى الله عليه وسلم من حج عن والديه بعد موتهما كتب الله له عتقا من النار وقال الأوزاعي من عق والديه ثم قضى عنهما دينهما بعد موتهما كتب بارا وإن كان باراً ولم يقض عنهما كتب عاقا.. الثانية: عن النبي صلى الله عليه وسلم من صلى ليلة الجمعة بين المغرب والعشاء ركعتين يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وآية الكرسي مرة وسورة الإخلاص والمعوذتين خمس مرات فإذا فرغ استغفر الله خمس عشرة مرة وصلى على النبي خمس عشرة مرة وجعل ثوابها لوالديه قد أدى حقهما ولا يعلم ثوابهما إلا الله تعالى وسيأتي في المعراج على هذا زيادة مع ذكر شيء من حقهما إن شاء الله تعالى.

ص: 201