الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرواية العاشرة
…
إسناده الثاني كثير بن زيد وهو الأسلمي المدني مُختَلف فيه، قال الحافظ:"صدوق يخطيء".
ثم هو مرسل فإن المطلب بن عبد الله بن حنطب كثير التدليس والإرسال، كما في "التقريب". ولذلك قال القرطبي بعد أن ساق الرواية الثانية، وحُكي عن النحاس تضعيفها كما سبق نقله عنه هناك قال: قلت: فذكره مختصرًا ثم قال: "قال النحّاس: هذا حديث مُنكَر منقطع، ولا سيما من حديث الواقدي".
10-
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة "النجم" وهو بمكة، فأتى على هذه الآية {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [النجم: 19-20]، فألقى الشيطان على لسانه "أنهن الغرانيق العلى" فأنزل الله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ
…
} الآية [الحج:52] . وكذا أورده السيوطي في "الدرر المنثور: 4/ 267" وقال:
"أخرجه ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، ومن طريق أبي بكر الهذلي وأيوب عن عكرمة عن ابن عباس، ومن طريق سليمان التيمي عمن حدثه عن ابن عباس".
قلت: فهذه طرق ثلاث عن ابن عباس وكلها ضعيفه.
أما الطريق الأولى: ففيها الكلبي وهو كذّاب كما تقدم بيانه قريبًا.
وأما الطريق الثانية: ففيها من لم يسمّ.
وأما الطريق الثالثة: ففيها أبو بكر الهذلي. قال الحافظ في "التقريب": "أخباري متروك الحديث" لكن قد قرن فيها أيوب، والظاهر أنه السختياني، فلا بد أن يكون في الطريق إليه من لا يُحتَج به لأن الحافظ قال في "الفتح: 8/ 355" بعد أن ساقه من الطرق الثلاث: "وكلها ضعيف أو منقطع".
وقد ذكر ما يفيد أن ابن مردويه أخرجها من طريق عباد بن صهيب، وهو أحد المتروكين، كما قال الحافظ الذهبي في ترجمته من "الميزان".
وله طريق رابع، أخرجه ابن جرير "17/ 120"، حدثني محمد بن سعد قال: ثني أبي قال: ثني عمي. ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس، "أن نبي الله صلى الله عليه وسلم بينما هو يُصلّي إذ نزلت عليه قصة آلهة العرب، فجعل يتلوها، فسمعه المشركون، فقالوا: إنا
نسمعه يذكر آلهتنا بخير، فدنوا منه، فبينما هو يقول:{أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [النجم: 19-20]، ألقى الشيطان:"إن تلك الغرانيق العلى، منها الشفاعة ترتجى"، فجعل يتلوها، فنزل جبريل صلى الله عليه وسلم فنسخها، ثم قال له: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ
…
} الآية [الحج: 52] .
رواه ابن مردويه أيضًا كما في "الدرر: 4/366".
قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا، مُسَلسَل بالضعفاء: محمد بن سعد، هو ابن محمد بن الحسن بن عطية بن جُنادة أبو جعفر العوفي ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد: 5/322-323" وقال: "كان ليّنًا في الحديث".
ووالده سعد بن محمد ترجمه الخطيب أيضًا "9/126- 127" وروي عن أحمد أنه قال فيه: "لم يكن ممن يستأهل أن يكتب عنه، ولا كان موضعًا لذلك".
وعمه هو الحسين بن الحسن بن عطية بن سعد، وهو متفق على ضَعفه ترجمه الخطيب "8/29- 32" وغيره.
وأبوه الحسن بن عطية ضعيف أيضًا اتفاقًا، وقد أورده ابن حبان في "الضعفاء" وقال:"مُنكَر الحديث، فلا أدري البَلِيّة منه أو من ابنه، أو منها معًا؟ " ترجمته في "تهذيب التهذيب".
وكذا والده عطية، وهو مشهور بالضَّعف1.
1 قلت: ومما يدل على بطلان نسبة هذه القصة إلى ابن عباس، لا سيّما من رواية أيوب عن عِكرمة عنه، أن الطبراني أخرجها مختصرًا في "المعجم الكبير: ورقة 138 وجه 1 المطبوعة 11/11866" من طريقين عن عبد الوارث: ثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد وهو بمكة بـ"النجم" وسجد معه المسلمون والمشركون، وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري، فهذا القدر من القصة هو الصحيح عن ابن عباس وغيره من الصحابة مما سيأتي ذكره.