الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فلو كانَ فِعلُكَ ذا في الطّعامِ
…
لَزمتُ قياسَكَ في المُسْكِرِ
ولو كنتَ تفعَلُ فِعْلَ الكِرامِ
…
صنعتَ صَنيعَ أبي البَخْتَري
تتبّعَ إخوانَهُ في البلادِ
…
فأغْنى المُقِلَّ عن المُكثِرِ
فبلغتِ الأياتُ جدَّكَ فبعث الى الرّجل خمسمائة دينار. قال ابن عمّار: فقلت: وقد فعلَ جدُّ هذا الفتى في هذا المعنى ما هو أحسنُ من هذا، قال المُبرّد: وما هو؟ قلت: بلغني أن ابنَ أبي فَنَنٍ افْتَقَر بعد ثروةٍ، فقالت له امرأته: افْتَرِضْ في الجُنْدِ، فأنشأ يقول:
إليكِ عني فقد كلَّفْتِني شَطَطاً
…
حَمْلَ السِّلاحِ وقوْلَ الدّارِ عينَ قِفِ
تمشي المنايا الى قومٍ فأكرَهُها
…
فكيف أمشي إليها عاريَ الكتِفِ
حَسِبْتُ أنّ نفاد المالِ غيّرني
…
أو أن قلْبيَ في جَنْبَيْ أبي دُلَفِ
فأحضرهُ أبو دُلَف وقال له: كم أمّلَت امرأتُكَ أن يكون رزقُك؟ قال: مائةَ دينار، قال: وكمْ أمّلْتَ أن تعيشَ؟ قال: عشرين سنة، قال: فلكَ عليّ الذي أمّلْتَ وأمّلَتِ امرأتُك في مالي دون مالِ السلطان. وأمرَ بدفعِ ذلك إليه. قال: فرأيتُ وجهَ ابن أبي دُلَف يتهلّل، وانكسر ابن أبي البَختري. وقال الآخر:
أسَرْنا كما قد عوّدَتْنا رِماحُنا
…
لدَى مَعْرَكِ الخيلينِ، والنَّقْعُ ثائِرُ
أخبر أنه أسَرَ عدواً واستطرد الكلامَ الى أنه معوَّدٌ لذلك. ومنها:
باب التقسيم
قال نُصَيْب:
ولمْ أرضَ ما قالتْ، ولم أُبدِ سَخْطَةً
…
وضاقَ بما جَمْجَمْتُ من حُبِّها صدري
فقال فريقُ الحيِّ لا، وفريقُهُم
…
نعَمْ، وفريقٌ قال ويْحَك ما نَدري
وليس في جوابِ من سألَ عن شيء غير ما ذكرَهُ. وهذا البيتُ رواهُ الأخفشُ على ما أثبتُّه وأعرِفُه من شِعرِه:
فقال فريقُ القومِ لمّا نشدتُهم
…
نعَمْ وفريقٌ لَيْمُنُ اللهِ ما نَدري
وقال الشمّاخ يصفُ صلابةَ سنابِكِ الحمارِ وشدةَ رهْصِهِ الأرض:
متى ما تقَعْ أرساغُهُ مُطمَئنّةً
…
على حجَرٍ يرفضُّ أو يتدحْرَجُ
وليس في وصفِ الوطء الشديد إلا أن يكون الذي يوطأ رخْواً فيرفَضُّ، أو صُلباً فيتدحرج. وقال زهير:
يطْعَنُهُمْ ما ارتَمَوْا، حتى إذا اطّعنوا
…
ضارَبَ، حتى إذا ما ضارَبوا اعْتَنَقا
وقال عنترة:
إنْ يَلْحقوا أكرُرْ، وإن يسْتَلْحِموا
…
أشْدُدْ، وإن يُلْفَوْا بضَنْكٍ أنزِلِ
وقال عمر بن أبي ربيعة المخزومي:
تَهيمُ الى نعمٍ، فلا الشملُ جامعٌ
…
ولا الحبْلُ موصولٌ، ولا الحبُّ مُقْصِرُ
ولا قُرْبُ نُعْمٍ، إنْ دنَتْ، لك نافِعٌ
…
ولا نأيُها يُسْلي، ولا أنتَ تَصْبِرُ
فأخذ الخارجيّ هذا المعنى فقال:
وكذّبتُ طَرْفي فيكِ والطرفُ صادِقٌ
…
وأسمَعْتُ أذني فيكِ ما ليس تسمعُ
ولم أسكُنِ الأرضَ التي تَسْكُنينَها
…
لكَيْلا يقولوا: صابِرٌ ليس يجْزَعُ
فلا كمَدي يفْني، ولا لكِ رحمةٌ
…
ولا عنكِ إقْصارٌ، ولا فيكِ مطْمَعُ
وقال قيسُ بن ذَريح:
فإنْ تكُنِ الدُّنيا بلبْنى تقلّبَتْ
…
فللدّهْرِ والدنيا بطونٌ وأظْهُرُ
لقد كان فيها للأمانةِ موضِعٌ
…
وللقلبِ مُرْتادٌ وللعينِ منْظَرُ
وللحائمِ الصَّدْيانِ رِيٌّ بقُرْبِها
…
وللمَرحِ الذّيّالِ طِيبٌ ومَسْكَرُ
وقد استحسن أهلُ الصناعةِ في هذا الباب قوْلَ بشّار بن برد، وهو:
بضَرْبٍ يَذوقُ الموْتَ من ذاقَ طعْمَهْ
…
وتدركُ من نجَّى الفِرارُ مثالِبُهْ
فراحوا، فريقٌ في الإسار، ومثلُهُ
…
قتيلٌ، ومثلٌ لاذَ بالبحرِ هارِبُهْ
وقالوا: ليسَ في وصفِ من وقع به الظّفرُ ودارَتْ رحَى الحربِ عليه زيادةٌ على ما ذكرَهُ، ومنها:
بابُ التسهيم