المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

تَراخَى به حُبُّ الضّحاءِ وقد رأى … سماوةَ قشراء الوظيفَيْنِ - نضرة الإغريض في نصرة القريض

[المظفر بن الفضل]

فهرس الكتاب

- ‌المظفّر بن الفضل العلوي

- ‌الفصل الأول

- ‌في وصف الشعر وأحكامه

- ‌وبيان أحواله وأقسامه

- ‌باب الإشارة

- ‌باب الكناية

- ‌باب الموازنة

- ‌باب التجنيس

- ‌التجنيسُ المُقارب

- ‌تجنيس المعنى

- ‌المُجَنَّسُ المُطْمع

- ‌التجنيس المُبذَل

- ‌المجنس المختلف

- ‌تجنيسُ الخَطّ

- ‌ومنه تجنيس البَعْض: قال القُطاميّ:

- ‌المجنسُ المُتَمَّم

- ‌تجنيسُ القَوافي

- ‌التنجيسُ المماثل

- ‌باب المطابقة

- ‌باب التصدير

- ‌باب الالتفات

- ‌باب الاستطراد

- ‌باب التقسيم

- ‌بابُ التسهيم

- ‌باب الترصيع

- ‌باب الترديد

- ‌بابُ المُقابلة

- ‌باب الاستثناء

- ‌باب الإيغال

- ‌بابُ الاستعارة

- ‌باب التشبيه

- ‌باب الحشو السديد في المعنى المفيد

- ‌باب المتابعة

- ‌باب المَخْلَص المليح إلى الهجاء والمديح

- ‌باب التضمين

- ‌باب تجاهل التعارف

- ‌باب المماتنة والإنفاد والإجازة

- ‌باب السّرقة

- ‌الفصل الثاني

- ‌فيما يجوزُ للشاعر استعمالُه وما لا يجوز

- ‌وما يُدركُ به صواب القولِ ويجوز

- ‌الفصل الثالث

- ‌في فضلِه ومنافِعِه وتأثيرهِ في القلوبِ ومواقعِه

- ‌الفصل الرابع

- ‌في كشفِ ما مُدِحَ به وذُمّ بسببه

- ‌وهل تعاطيهِ أصلح، أم رفضه أوفر وأرجح

- ‌الفصل الخامس

- ‌فيما يجب أنْ يتوخاهُ الشّاعرُ ويتجنَّبَه

- ‌ويطّرحَه ويتطلّبَه

الفصل: تَراخَى به حُبُّ الضّحاءِ وقد رأى … سماوةَ قشراء الوظيفَيْنِ

تَراخَى به حُبُّ الضّحاءِ وقد رأى

سماوةَ قشراء الوظيفَيْنِ عَوْهَقِ

فقال زهير:

تحِنُّ الى مِثلِ الحَبابيرِ جُثَّمٍ

لدَى مُنْهَجٍ من قَيْضِها المُتَفَلِّقِ

ثم قال: أجِزْ يا لُكَع، فقال:

تحطّمَ عنها قيْضُها عن خَراطِمٍ

وعن حدَقٍ كالنَّبْخِ لم يتَفَلَّقِ

فأخذ زُهير بيد كعْب وقال له: قدْ أذِنْتُ لك في الشِعر. ومنها:

‌باب السّرقة

والسَّرقة في الأشعارِ تنقسمُ الى قِسمين: محمود ومذموم. وكانت فحول شعراء العرب تستقبحُ سَرِقَةَ الشعرِ كما قال طَرَفة:

ولا أغيرُ على الأشعارِ أسْرِقُها

عنها غَنِيتُ وشرُّ الناسِ من سَرَقا

ومع هذا فلهم سَرِقاتٌ مُستَقْبَحةٌ، وإغاراتٌ بزنادِ الإكثارِ مُستَقْدَحة.

فأما المحمود من السَرِقة فهو عشرةُ وجوه: الأول: استيفاءُ اللفظِ الطويل في الموجز القليل. قال طرفة:

أرى قبرَ نحّامٍ بخيلٍ بمالِه

كقَبْرِ غَويٍّ في البِطالةِ مُفْسِدِ

اختصَرَهُ ابنُ الزِّبَعْرى فقال:

والعَطِيّاتُ خِساسٌ بيْنَنا

وسواءٌ قبرُ مُثْرٍ ومُقِلّ

فشغَل صدرَ البيتِ بمعنىً وجاء ببيتِ طَرَفة في عَجز بيت أقصرَ منه بمعنىً لائح، ولفظٍ واضح.

الثاني: نقْلُ الرَّذْل الى الرصينِ الجَزْل. قال أعرابي يتمنى موْتَ زوْجَته:

ألا إنّ موتَ العاميّةِ لو قَضى

بهِ الدّهرُ لابن الوائليِّ حياةُ

المعنى لطيفٌ واللفظُ ضعيفٌ، أخذَه أخو الحارث بن حِلِّزة فقال:

لا تكُنْ مُحتقِراً شأنَ امرئٍ

رُبما كان من الشأنِ شُؤون

ربما قرّتْ عُيونٌ بشَجاً

مُرْمضٍ قد سخِنَتْ منه عُيونُ

الثالث: نقْل ما قبُحَ مبناهُ دون معناهُ الى ما حَسُن مبناهُ ومعناه. قال الحكميّ:

بُحَّ صوْتُ المالِ ممّا

منكَ يشكو ويَصيحُ

معناه صحيحٌ ولفظُهُ قبيحٌ، أخذَه سَلْمٌ فقال:

تظلَّمَ المالُ والأعداءُ من يدِه

لا زالَ للمالِ والأعداءِ ظَلاّما

فجمعَ بين تظلُّمَيْن كريمين، ودعا للممدوحِ بدوامِ ظُلمِه للمالِ والأعداء، وجوّدَ الصَنعةَ في لفظِه وأخذِه.

الرابع: عكْسُ ما يصير بالعكس ثناءً بعد أن كان هِجاء.

ما شئت من مالٍ حمىً

يأوي إلى عِرْضٍ مُباحِ

فعكَسهُ القائلُ فقال:

هوَ المرءُ أمّا مالُه فمُحلّلٌ

لِعافٍ وأما عِرْضُهُ فمحرَّمُ

الخامس: استخراج معنىً من معنىً احتذى عليه وإن فارقَ ما قصَدَ به إليه. قال الحَكَميّ في الخَمْر:

لا ينزِلُ الليلُ حيثُ حلّتْ

فدَهْرُ شُرّابِها نهارُ

احتذَى عليه البحتري، وفارقَ مقصدَ الحكمي فجعلَهُ في محبوبةٍ فقال:

غابَ دُجاها وأيُّ ليلٍ

يدجو عليْنا وأنتِ بدرُ!؟

السادس: توليدُ كَلامٍ من كلام لفظُهما مفترِقٌ ومعناهما متّفِق، وهو ممّا يدُل على فطنة الشاعر، أنشد الأصمعي لبعضهم:

غُلامُ وغىً تقحَّمها فأوْدَى

وقد طحَنَتْهُ مِرداةٌ طحونُ

فإنّ على الفَتى الإقدامَ فيها

وليسَ عليه ما جَنَتِ المَنونُ

أخذَه أبو تمام فقال:

لأمْرٍ عليهم أن تتمّ صدُورُه

وليس عليهم أن تتِمَّ عواقِبُهْ

المعنى متفق واللفظُ مفترقٌ، وهذا من أحسَنِ وجوهِ السّرِقات.

السابع: توليدُ معانٍ مُستحسناتٍ في ألفاظٍ مختلفاتٍ، وهذا قليلٌ في الأشعارِ، وكان من أجدَرِ ما كَدّ الشاعرُ فطنتَهُ فيه، إلا أنّه صعبٌ. قال الشاعر:

كأنّ كؤوسَ الشَّرْبِ والليلُ مُظلِمٌ

وجوهُ عَذارى في ملاحفَ سودِ

اشتقّ ابنُ المعتزّ منه قوله:

وأرى الثُريّا في السّماءِ كأنّها

قدَمٌ تبدّتْ من ثيابِ حِدادِ

الثامن: المساواةُ بين المسروق منه والسارِق، بزيادة ألحَقَتِ المسبوقَ بالسابِقِ. قال الديك:

مُشَعْشَعةٌ من كفِّ ظبيٍ كأنّما

تناولَها من خَدِّه فأدارَها

أخذَه ابنُ المعتز فقال:

كأنّ سُلافَ الخَمرِ من ماءِ خدّه

وعنقودَها من شَعْرِهِ الجَعْدِ يُقْطَفُ

ص: 35

فزادَ تشبيهاً هو من تَمامِ المعنى، فتساويا؛ هذا بقِدمَتِه، وهذا بزيادته، ومثلهُ كثير.

التاسع: المماثلةُ في الكلام حتى لا يفضل نِظامٌ على نظام. قال حسّان بن ثابت:

يُغْشَوْن حتى ما تهِرُّ كِلابُهم

لا يسألونَ عن السّوادِ المُقبِل

أخذَهُ الحَكميّ فقال:

الى بيتِ حانٍ لا تهِرُّ كلابُه

عليّ، ولا يُنْكِرْنَ طولَ ثوائي

لا فرق بين المعنيين ولا الكلامين فقد تماثلا.

العاشر: رُجحانُ لفظِ الآخذ على المأخوذ منهُ وتفضيلُ معناه على معنى أصدره عنه. قال النابغة:

سقَطَ النّصيفُ ولم تُرِدْ إسقاطَه

فتناولَتْهُ واتّقَتْنا باليَدِ

أخذَه أبو حَيّة النُميريّ فقال:

فألْقَتْ قِناعاً دونَه الشمسُ واتّقَتْ

بأحسَنِ موصولين: كفٍ ومِعصمِ

فلم يزِدْ النابغةُ على الإخبارِ باتقائها بيدِها لمّا سقطَ نصيفُها، فزادَ عليهِ أبو حيّة بقوله: دونَه الشمسُ، وخبّر عن الاتقاء بأحسن خبر، من حُسْنِ كفٍّ وحُسْنِ معصَمٍ، فرجَحَ كلامُه وعَلا نِظامُه.

وأما المذمومُ من السّرقةِ فعشرةُ وجوه أيضاً: الأول: نقلُ اللفظِ القصيرِ الى الطويل الكثير. قال الحَكَميّ:

لا تُسْدِينّ إليّ عارِفةً

حتى أقومَ بشكرِ ما سَلَفا

أخذَه دِعْبل فقال:

تركتُكَ، لم أتركْكَ كُفْراً لنعمةٍ

وهل يُرتَجى نيْلُ الزّيادةِ بالكُفْر

ولكنني لما رأيتُكَ راغِباً

وأفرطتَ في برّي عجَزْتُ عن الشُكر

الشعرُ جيدُ المعنى واللفظ، ولكنه أتى به في تطويل وتضمين، فنقل القصيرَ الى الطويل، وذلك مذمومٌ في السّرقَة.

الثاني: نقْلُ الرصين الجَزْل الى المُسْتَضْعفِ الرّذْل. قال الأول:

ولقد قتَلتُك بالهجاء فلم تَمُتْ

إنّ الكِلابَ طويلةُ الأعمارِ

ما زالَ ينبَحني ليَشْرُفَ جاهِداً

كالكلبِ ينبَحُ كامِلَ الأقمارِ

أخذَه ابنُ طاهر فقال:

وقد قتلناكَ بالهجاءِ

ولكنّك كلبٌ معَقَّفٌ ذَنبُه

فجمَع بين قُبحِ السّرقة، وضعْفِ العبارة، ولا وجهَ لذكر التعقيفِ في الذنَب، لأنه غيرُ دالٍ على طول العمر، وهذا ظاهرٌ ومثلُه كثير.

الثالث: نقْلُ ما حسُنَ معناهُ ومبناهُ الى ما قَبُح مبناهُ ومعناه. قال الكندي:

ألمْ تَرَ أنّي كلما جِئْتُ طارِقاً

وجدتُ بها طِيباً وإنْ لم تَطَيَّبِ

أخذه بشار فقال:

وإذا أدْنَيْتَ منها بَصَلاً

غلبَ المِسكُ على ريحِ البَصَل

وهذا أنزلُ شعرٍ في الرذالةِ، كما أنّ بيتَ الكندي أرفعُ بيتٍ في الجَوْدَة والجزالة، وقد أخذ كُثيِّرٌ المعنى، فطوّل وضمّن وقصّر، وزعمَ أنهاإذا تبخّرَتْ كانت كالروضة في طيبها. ولا يُعدَم هذا في أسهَكِ البشرِ جسماً وأوضَرهم حالاً، وشعرُهُ معروف.

الرابع: عكس ما يصيرُ بالعكس هجاءً بعدَما كان ثناءً. قال حسّان بن ثابت:

بيضُ الوجوهِ كريمةٌ أحسابُهم

شُمُّ الأنوفِ من الطّرازِ الأوّلِ

أخذَه ابنُ أبي فنن فعكسه فقال:

سودُ الوجوهِ لئيمةٌ أحسابُهم

فُطْسُ الأنوفِ من الطراز الآخر

الخامس: نقْلُ ما حسُنَتْ أوزانُه وقوافيه الى ما قبُحَ وثَقُل على لسان راويه. قال الحكمي:

دعْ عنكَ لَوْمي فإنّ اللومَ إغراءُ

وداوِني بالتي كانتْ هيَ الداءُ

أخذَه الطائي فقال:

قدْكَ اتَئِبْ أربَيْتَ في الغُلَواءِ

كمْ تعذِلونَ وأنتُم سُجَرائي

فالحكَمي زَجَر عذولَه زجْراً لطيفاً، أعلمَه أن اللّومَ إغراء، وشغل عجُزَ بيتِه بمعنى آخر، بكلامٍ رطْبٍ، ومعنىً عذْبٍ والطائي زجَرَ عذولَه بلفظٍ مُتعسّفٍ تصعُبُ راويتُهُ، وتُستكرَهُ قافيتُه.

السادس: حذفُ الشاعر من كلامِه ما هو من تَمامه. قال الكِنْدي:

نظَرَتْ إليكَ بعينِ جازِئَةٍ

حوْراءَ حانِيةٍ على طِفْلِ

أخذَهُ المُسيّبُ بن علَس فقال:

نظرَتْ إليكَ بعينِ جازِئَةٍ

في ظِلِّ فاردةٍ من السِّدْرِ

ص: 36

لم يُقنعْهُ قُبحُ هذا الأخذ لفظاً ومعنى حتى أتى فيه بما لا حاجةَ له إليه، لأنّ حُسْنَ أعيُنِ الظِّباءِ لا تعَلُّقَ له بظلِ السِّدرِ، وليس في ذلك ما ليس له في غيره. والكندي لمّا وصفَ عينَها بعينِ الجازئة، وهي الظبيةُ التي قد اجتزأَتْ بالرَّطْب عن الماء ذكرَ أنها حوراءُ ثم وصَفها بأنها حانيةٌ على طفل، وفي حُنُوّها على ولدها اكتسابُ طرفِها بتروّعها عليهِ وخوفِها مما ينالُه معنى لا يوجَدُ عند سكونِها وأمنه، وقد سَرَقَ المُسيَّبُ شيئاً وتركَ ما هو من تمام الكلام، فاعرِفْهُ.

السابع: رُجحانُ كلامِ المأخوذِ عنه على كلام الآخذِ منه. قال مُسْلِم:

أما الهجاءُ فدَقّ عِرْضُكَ دونَه

والمدحُ عنك كما علِمتَ جَليلُ

فاذهبْ فأنتَ طليقُ عِرضِك إنّه

عِرْضٌ عَزَزْتَ به وأنت ذَليلُ

أخذه الطائي فقال:

قال لي النّاصحونَ وهو مقالٌ

ذمُّ من كان جاهِلاً إطراءُ

صَدَقوا، في الهجاءِ رِفْعَةُ أقوا

مِ طَغامٍ فليسَ عندي هِجاءُ

وبين الكلامين بوْنٌ بعيدٌ لا تحتاجُ الى إيضاحِه لارتفاعِ الشكّ في بيانه.

الثامن: نقلُ العَذْبِ من القوافي الى المُستكرهِ الجافي. قال المتلمّس:

فأطرَقَ إطراقَ الشجاعِ ولو يرَى

مَساغاً لِنابَيْهِ الشُّجاعُ لصَمّما

أخذَه عمرو بنُ شأس بجملته وختَمَه بقافيةٍ مُستكرهةٍ، فقال:

فأطرقَ إطراقَ الشُجاعِ ولو يَرى

مَساغاً لنابَيْهِ الشُجاعُ لقد أزَمّْ

أزمّ: اشتدّ وعضّ، وهي لفظة غير عَذْبة.

التاسع: نقلُ ما يعودُ على البحث والانتقاد الى تقصير ظاهرٍ أو فساد. قال أبو العتاهية:

إنّي أعوذُ من التي شَعَفَتْ

مني الفؤادَ بآيةِ الكُرْسي

وآيةُ الكُرسي إنما تهرُبُ منها الشياطين ويُحتَرَس بها من الغِيلان فهل التي شعَفَتْ فؤادَه كانت من هذا القبيل؟ وقال الأعشى:

فرَمَيْتُ غَفْلَةَ عينهِ عنْ شاتِه

فأصَبْتُ حبّةَ قلبِه وطِحالَها

أما ذِكرُ القلب والفؤاد فلا ريبَ أنه يتردد كثيراً في الشعر عند ذِكر الهَوى والمحبّةِ والشوقِ، وما يجدُه المغْرَمُ في هذه الأعضاء من الألم والحرارة والكَرب. وأما الطّحالُ فما رأينا أحداً استعملَ ذِكرَه في هذه الأحوال، إذ لا صُنْعَ له فيها ولا هو ممّا يُنسبُ الى حركة في حزن أو عِشق، ولا الى سُكون عندَ فرَجٍ أو ظَفَرٍ، ففسادُ ذِكر الطحال ظاهر في هذه الحال. وقال الآخر:

لمّا تخايلْتُ الحُمولَ حسِبْتُها

دَوْماً بأيْلَةَ ناعماً مَكْموما

ذكرَ أن الدَّوْمَ، وهو شجَرُ المُقلِ، مكمومٌ وإنما تُكمّم النخلُ. وفي هذا الباب للعرب وغيرهم أشعارٌ لا يُحيطُ بجملتها باحثٌ ولا مُختار.

العاشر: أخذُ اللفظِ المُدَّعى هو ومعناه معاً. وهو أقبح وجوهِ السّرِقات وأشنعُها وأدناها منزلةً وأوضعها فمن ذلك قول الكنْديّ:

وعنْسٍ كألواحِ الإرانِ نسَأتُها

على لاحِبٍ كالبُردِ ذي الحِبَراتِ

أخذَه طَرَفة - الذي قال: وشَرُّ الناس منْ سَرَقا - فقال:

أمونٍ كألواحِ الإرانِ نسأتُها

على لاحِبٍ كأنه ظَهرُ بُرجُدِ

وقال الحطيئة:

إذا حُدِّثَتْ أنّ الذي بيَ قاتلي

من الحُبِّ قالتْ ثابتٌ ويَزيدُ

أخذَه جميل فقال:

إذا قلتُ ما بي يا بُثينةُ قاتلي

من الحُبِّ، قالَتْ ثابتٌ ويزيدُ

وقال مُسلم بن الوليد:

يقولُ صَحْبي وقد جدّوا على عجَلٍ

والخيلُ تسْتَنُّ بالرُّكْبانِ في اللُجُمِ

أمَطلِعَ الشمسِ تبغي أن تؤمَّ بنا

فقلتُ كلاّ ولكنْ مطلِعَ الكَرَمِ

أخذهُ أبو تمام فقال:

يقولُ في قُومسٍ صحْبي وقد أخذَتْ

منّا السُّرى وخُطى المَهْريّةِ القُودِ

أمطلِعَ الشمسِ تبغي أن تؤمّ بنا

فقلتُ كلا ولكن مطلِعَ الجودِ

ص: 37

فهذه وجوهُ السّرِقاتِ قد حدَرْتُ لك لِثامَها، وألقيتُ إليك زمامَها، فقلّ أن تجِد من يعرفُ أقسامها، أو يستمطر غمامَها، ولا تجدُ إلا مَنْ إذا ظفِرَ ببيتٍ مسروقٍ لم يدْرِ أمِنَ المحمودِ هو أمْ من المذموم، وهلْ شاعرُهُ بالمعذورِ فيه أم بالمَلوم، فاعرفْهُ.

وأما التوارد فهو اتفاقُ الخواطرِ في البيتِ والبيتين، وإنّما سمّوهُ توارداً أنفَةً من ذكرِ السّرقَةِ وتكبراً عن السّمة بها. قال عَلقمةُ بن عَبَدَة:

أمْ هلْ كبيرٌ بَكى، لم يقْضِ عَبْرَتَهُ

إثْرَ الأحبةِ، يومَ البيْنِ مَشكومُ

وقال أوس بن حَجَر:

أمْ هل كبيرٌ بكى لم يقْضِ عَبْرَتهُ

إثرَ الأحبةِ يومَ البينِ معذورُ

وقال طرفة:

فلولا ثلاثٌ هُنّ من حاجةِ الفتى

وجدِّكَ لم أحفِلْ متى قامَ عُوَّدي

وقال نُهَيك:

ولولا ثلاثٌ هُنّ من حاجةِ الفَتى

وجَدِّكَ لمْ أحفِلْ متى قامَ رامسي

وقال مُزاحم العُقيلي:

تكادُ مَغانيها تقولُ من البِلى

لسائِلها عن أهلِها لا تَعمَّلِ

وقال ضابئ:

تكادُ مغانيها تقولُ من البِلى

لسائِلها عن أهلِها ولا تَعَمّلا

وقال عَديّ بن زَيْد:

وعاذلةٍ هبّتْ بليْلٍ تلومُني

فلما غلَتْ في اللوْمِ قُلتُ لها اقصِدي

وقال عمرو بن شأس:

وعاذِلةٍ هبّتْ بليْلٍ تلومُني

فلما غَلَتْ في اللّومِ قُلتُ لها مَها

وقال أوس بن حَجر:

حرْفٌ أخوها أبوها من مُهجّنَةٍ

وعمُّها خالُها قوداءُ مِئشيرُ

وقال كعب بن زهير:

حرْفٌ أخوها أبوها من مُهجَّنةٍ

وعمُّها خالُها قوداءُ شِمْليلُ

وقال كعب الأشقري:

لم يركبوا الخيلَ إلا بعدَما هَرِموا

فهُمُ ثِقالٌ على أكتافِها مِيلُ

وقال جرير:

لم يركبوا الخيلَ إلا بعدَما هرِموا

فهم ثِقالٌ على أكتافِها عُزُفُ

ومثلُ هذه الأبيات في أشعار العرب أكثرُ من أن تُحصى وأعظمُ من أن تُسْتَقصى، وأنا لا أعدُّ ذلك توارداً اتفقَتْ عليه الخواطرُ، وتشابَهَتْ فيه الضمائر، بل أعُدُّه سرِقَةً مَحْضَة وإغارةً على الأشعارِ مُرفَضّة. وقد أوردَ ابنُ السِّكيت قولَ امرئ القيس: وقوفاً بها صحبي البيت، وقولَ طرفة في باب السَرِقات، والذي ذهب إليه هو الصحيح، وإنّما يتّفق للشاعرين معنىً ويلزمان أن يَنْظماهُ على قافيةٍ واحدة فربما تَواردا في بعض الكلام. من ذلك ما حكاه أبو القاسم الأندلسي وغيرُه في أشعار المَغارِبَة، قال: كان بين يدي محمد بن عبّاد صاحب الغَرب جاريةٌ في يدها كأسٌ وهي تَسقيه، فلمع البرق فارتاعتْ له فسقط الكأس من يدها فقال مُرتَجِلاً:

روّعها البرقُ وفي كفِّها

برْقٌ من القهوةِ لمّاعُ

يا ليْتَ شِعري وهي شمسُ الضُحى

كيفَ من الأنوارِ ترْتاعُ

ثم قال لبعض خدمه: مَنْ على باب القصر من الشعراء؟ فقال: عبد الجليل بن وهبون، فأمَه بإحضاره. فلمّا مثُلَ بين يديه قصّ عليه القصّة وأنشدَه البيتَ الأول وقال له: أجِزْه فأنشأ:

ولنْ ترى أعجبَ من آنِسٍ

من مثلِها ما يُمْسِكُ يرتاعُ

ومثل هذا يمكن أن يقع ولا يُنكَر ولا يُدفَع.

وحكى الأندلسي قال: حدّثَني محمد بن شرف القيرواني قال: أمرَني المُعِز بن باديس وأمرَ حسنَ بنَ رشيق في وقت واحد أن نصِفَ الموزَ في شعرٍ على حرف الغَيْن، فجلس كل واحد منا بنَجْوَةٍ عن صاحبهِ بحيثُ لا يقفُ أحدُنا على ما يصنَعُهُ الآخر، فلمّا فرَغنا من الشعرِ عرَضْناه عليه، فكان الذي صنعتُه أنا:

يا حبّذا الموزُ وإسعادُه

من قبل أن يَمْضغه الماضِغُ

لانَ فما نُدرِكُ جَسّاً لهُ

فالفَمُ ملآنُ بهِ فارِغُ

سِيّانَ قُلنا مأكَلٌ طيّبٌ

فيهِ وإلاّ مشْرَبٌ سائِغُ

وكان الذي صنعه ابنُ رشيق:

موزٌ سريعٌ سوْغُهُ

من قَبلِ مضْغِ الماضِغِ

مأكلَةٌ لآكلِ

ومشرَبٌ لسائِغِ

فالفمُ من لينٍ به

ملآنُ مثلُ فارغِ

ص: 38

هذا هو المُمكن في التّوارد، واتفاق الخواطر. وحكى القيرواني قال: ثم أمرنا للوقت أن نعملَ فيه أيضاً على حرف الذال فعملنا على القاعدةِ الأولى، فكان ما عملتُه أنا:

هلْ لكَ في موزٍ إذا

ذُقناهُ قُلنا حبّذا

فيه شَرابٌ وغِذا

يُريكَ كالماء القَذا

لو ماتَ مَنْ تلذَّذا

بهِ لَقيلَ ذا بِذا

وكان ما عملَهُ ابنُ رشيق:

للهِ موزٌ لذيذُ

يُعيذُهُ المستَعيذُ

فواكِهٌ وشَرابٌ

بهِ يُفيقُ الوقيذُ

يُرى قذى العينِ فيه

كما يُريها النبيذُ

الشعرُ ضعيفٌ جداً، وما أرَدْنا بإيراده إلا تمثيل الموارِد كيف تكون، وفي هذا التمثيل كفاية.

31 -

وأما النقدُ فإنّه في الشعر يدلّ على فِطْنَة العالم وضياء حِسّه وتوقُّد ذَكائه. وللعُلماء في ذلك أقوالٌ حسنة وكلامٌ مفيد، وهو كثيرٌ غزير، وإنما نذكرُ منه اليسيرَ ونجعله دليلاً على الكثير.

قِيل: تنازعَ علقمةُ بن عَبَدة وامرؤ القيس في الشعر وأيُّهُما أشْعَر من الآخر، فقال علقمة: قد رضيتُ بزوجتكَ أمِّ جُنْدَبٍ حَكَماً بيني وبينَك، فقالت أمّ جُندب: قولا شعراً وصِفا فيه فرَسَيْكُما على قافيةٍ واحدة ورَويّ واحد. فقال امرؤ القيس:

خليليّ مُرّا بي على أمِّ جُندَبِ

نُقَضِّ لُباناتِ الفؤادِ المُعذَّبِ

وقال علقمة:

ذهبتَ من الهجرانِ في غيرِ مَذْهَبِ

ولم يكُ حقاً طولُ هذا التّجَنُّبِ

وأنشداها القصيدتَين فقالت لامرئ القيس: علقمةُ أشعر منك، قال لها: وكيف ذاك؟ فقالت: لأنك قلت:

فللزّجْرِ أُلهوبٌ وللساقِ دِرّةٌ

وللسّوْطِ منهُ وقْعُ أخرجَ مُهْذِبِ

الأخرج: الظليمُ وهو ذَكَرُ النعام، والأنثى خرجاء. والأخرج: الرماد، ومنه شَبّه، ومُهْذِب أي مسرع في عَدْوِه. قالت: فجَهَدتَ فرسَكَ بزجرِكَ ومَرَيْتَه فأتعبتُه بساقِك وسوطِك، وقال علقمة:

فأدركَهُنَّ ثانياً من عِنانِه

يمُرُّ كمَرِّ الرّائحِ المتَحلِّبِ

فأدركَ فرسَهُ ثانياً من عنانهِ ولم يضربْهُ بسَوْطٍ ولم يُتعبْهُ. فغضِبَ عليها امرؤ القيس وطلّقها، فتزوجَها علقمة فسُمّي الفحل لميزتِهِ في باقي الشُعراء كميزةِ الفحل على باقي الإبل.

وأنشد الأصمعي قولَ امرئ القيس:

رُبَّ رامٍ من بني ثُعَلٍ

مُخْرِجٍ زَنديهِ من سُتَرِهْ

فقال: أما علِمَ أنّ الصائدَ أشدُ خَتْلاً من أن يُظهرَ شيئاً منه! ثمّ قال: فكفّيْه، إن كان لابدّ، أصلحُ. فترك الرُواة زَنْديهِ ورووا كفّيه على ما فيه. وقيل: كان النابغة الذبياني تُضرَب له قُبّةٌ حمراء من أدَم بسوقِ عُكاظ فتأتيه الشعراء فتعرِضُ عليه أشعارَها. فأوّلُ من أنشده الأعشى ميمون بن قيس، ثم أنشدَه حسّان بن ثابت الأنصاري قولَه:

لَنا الجَفَناتُ الغُرُّ يلمعنَ بالضُّحى

وأسيافُنا يقْطُرنَ من نجْدَةٍ دَما

ولَدْنا بني العَنقاءِ وابْنَيْ مُحرِّقٍ

فأكرِم بنا خالاً واكرِمْ بنا ابْنَما

فقال له النابغة: أنت شاعرٌ ولكنّك أقللْتَ جفانَك وأسيافَك وفخرت بمن ولدْتَ ولم تفخر بمَن ولدَك. هذا هو النقد الجليل الذي يدُلُّ عليه نقاء كلام النابغة. والمعنى أنّه قال له: أقللْتَ أسيافَك، وأسيافٌ جمْع لأدنى العدد، والكثير سُيوف، والجَفَنات لأدنى العدد، والكثيرُ جِفان. وقال: فخَرْتَ بمن ولَدتَ؛ لأنه ترك الفخرَ بآبائه وفخرَ بمن ولدَ نساؤه. وقيل في رواية غير موثوقٍ بها: إنه قال له: وقلت: لنا الجفناتُ الغُرّ، والغُرّة لُمْعَة بياضٍ في الجَفْنة، ولو قلت: لنا الجفناتُ البيضُ، كان أحسن لكثرة الدّسَم عليها، ولو قلت: يلمعنَ بالدُّجى، لكان أبلغَ، ولو قلت: وأسيافُنا يَجرينَ لكان أبلغَ من يقطرْنَ لأنّ الجريَ أعظم من القَطْر. وأقول إنّ هذه الزيادة عليها اعتراض. والصحيح ما قاله النابغة أولاً.

وذكر ابنُ عبّاد أبو القاسم رحمَهُ الله تعالى ورضيَ عنه أن أبا الفضل بن العميد كان يتجاوزُ نقدَ الأبيات الى نقد الحُروف والكلمات، ولا يرضى بتهذيب المعنى واللّفظِ حتى يُطالِبَ بتحبير القافية والوزن، وقال: أنشدتُ يوماً بحضرته كلمةَ أبي تمام التي أوّلها:

ص: 39

شهِدْتُ لقد أقْوَتْ مغانيكُمُ بعْدي

ومحَّتْ كما محّتْ وشائِعُ من بُرْدِ

حتى انتهيتُ الى قوله:

كريمٌ متى أمدَحْهُ أمْدَحْه والوَرى

معي ومتى ما لُمْتُه، لُمْتُه وحدي

فقال: هل تعرِفُ في هذا البيت عيباً؟ قلت: نعم، قابلَ المدحَ باللّوم فلم يوفِ التطبيقَ حقَّهُ إذ حقُّ المدحِ أن يقابَلَ بالهجو والذّمِ، فقال: غيرَ هذا أردتُ، قلت: ما أعرفُ، قال: أحدُ ما يُحتاجُ إليه في الشعرِ سلامةُ حروفِ اللفظِ من الثِقل، وهذا التكريرُ في أمدحْهُ، أمدحْه مع الجمعِ بين الحاء والهء مرتين، وهُما من حُروف الحلْق، خارِجٌ عن حد الاعتدال، نافِر كلَّ النِفار. قلت: هذا لا يدركُه إلا من انقادَتْ وجوهُ العِلْمِ له وأنهضَهُ الى ذُراها طبعُه.

قيلَ: وسمعَ الأصمعي قولَ الأعشى:

كأنّ مِشيَتَها من بيتِ جارَتِها

مرُّ السّحابةِ لا ريْثٌ ولا عجَلُ

فقال: لقد جعلها خَرّاجةً ولاّجَةً، هلاّ قال كما قال الآخر:

ويُكرِمُها جاراتُها فيَزُرْنَها

وتعتلُّ عن إتيانِهنَّ فتُعذَرُ

وأقول: إنّ نقدَ الشعر صناعةٌ لا يعرفها حقَّ معرفتِها إلا مَنْ قد دُفع الى مضائِقِ القريض وتجرّع غُصَصَ اعتياصِه عليه، وعرَفَ كيف يتقحّمُ مهاويَهُ ويترامى إليه. قال أبو العبّاس محمّد بن يزيد المبرّد: قال لي عُمارةُ بن عقيل بن بلال بن جرير قال لي مروان بن أبي حفصة: إنّ المأمونَ لا بصيرةَ له بالشعرِ، قلت له: وكيفَ ذاك، وإنّا لَنُنشدُهُ صدْرَ البيت فيسبقُنا الى عجُزِه ولم يكن قد سمِعَه من قبل؟ قال: إنّي قلت فيه شِعراً جيداً فلم يهتزَّ له، قال: فقلت له: وما الذي قلت فيه؟ فأنشدني:

أضْحى إمامُ الهُدى المأمونُ مُشتَغِلاً

بالدينِ والناسُ بالدنيا مشاغيلُ

قال: فقلتُ له: ما صنعتَ شيئاً، وما زِدْتَ على أنْ جعلتَه عجوزاً في محرابها بيدِها سُبْحَتُها، فمن يقوم بأمر الدنيا إذا كان الخليفةُ مشغولاً عنها، وهو المطوَّقُ أمرَها؟ هلاّ قُلتَ كما قال عمُّك جرير في عبدِ العزيز بن الوليد بن عبد الملك:

فلا هُوَ في الدُنيا مُضيعٌ نصيبَهُ

ولا عَرَض الدنيا عن الدينِ شاغِلُهْ

وهذا نقْدٌ حسَن.

وحكى أبو عثمان الجاحظ قال: طلبتُ علمَ الشعر عند الأصمعيّ فوجدتُه لا يعرفُ إلا غريبَه، فرجعتُ الى الأخفش فوجدته لا يتقنُ إلا إعرابَه، فعطفتُ على أبي عبيدة فرأيته لا ينفُذُ إلا فيما اتّصل بالأخبار وتعلّق بالأيام والأنساب، فلمْ أظفَر بما أردتُ، إلا عند أدباء الكتاب؛ كالحسَن بن وهْب ومحمد بن عبد الملك الزّيات، فلله درُّ أبي عثمان، لقد غاص على سرِّ الشّعر، واستخرجَ أدقَّ من السِّحر، والشاعرُ يُحكَم له على الشاعر ببَيت واحد، والبيتُ يُفضَّل على البيت بكلمة واحدة، ألا ترى الى قول امرئ القيس:

وقوفاً بها صَحْبي عليَّ مطيَّهمْ

يقولون لا تَهْلِكْ أسىً وتَجمَّلِ

وقول طرَفة البيت بجملته، ثم ختمه بقوله: وتجَلَّدِ، وهما شاعران مُفْلِقان، وقدّرنا أنهما قد تواردا، ولم نحْكُم على طرَفَة بالسّرِقة، ودُعينا الى الحُكم بينهُما، وتفضيل أحد البيتَيْن على الآخر، وليس فيهما من الاختلاف سوى التجمّل والتجلُّد. فمن النَقْدِ الحسَن تفضيلُ التجمُّل على التجلّد، والحكم بالبيت لصاحبِه، لأنّ التجمل إبداءُ تحسُّنٍ عن قوة ومادة متصلة منَ المَكِنَة. والتجلّد إبداُ تحسُّنٍ عن ضعفٍ، ومادةٍ متصلةٍ من العجْزِ، وبين اللفظتين بوْنٌ بَعيد. ولو دُعينا الى الحُكم بين لَقيط بن زُرارة ومن حَذا حَذوَه في قوله:

فتىً يشتري حُسْنَ الثّناءِ بمالِه

ليَبْقى وما أبقيتَ مثلَ المَحامِدِ

وقول الحكميّ:

فتىً يشْتري حُسْنَ الثّناءِ بمالِه

ويعلمُ أنّ الدائراتِ تَدورُ

وقول الآخر:

فتىً يشتري حسنَ الثناءِ بمالِه

إذا السَّنةُ الشهْباءُ قلّ قِطارُها

ص: 40