المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌التمهيد

- ‌ تعريف الاحتضار

- ‌الموت حق لازم لكل مخلوق:

- ‌المبحث الأول: سكرات الموت وغمراته

- ‌المطلب الأول: تعريف السكرات والغمرات

- ‌المطلب الثاني:الأدلة من الكتاب والسنة على سكرات الموت

- ‌المطلب الثالث: سكرات الموت تحصل لكل المخلوقات

- ‌المبحث الثاني: وصف حال توفي الملائكة الكفار

- ‌المبحت الثالث: حضور الملائكة مع ملك الموت وتبشيرهم المحتضر

- ‌المطلب الأول: مع ملك الموت ملائكة يعاونونه في قبض الروح بأمر الله تعالى

- ‌المطلب الثاني: بشارة الملائكة المؤمن برضوان الله وفرحه بذلك

- ‌المطلب الثالث: بشارة الملائكة الكافر بالعذاب

- ‌المبحث الرابع: انقطاع التوبة بحضور الموت

- ‌المبحث الخامس: سؤال الرجعة إلى الدنيا عند الاحتضار

- ‌المبحث السادس: حضور الشيطان حين الاحتضار

- ‌المبحث الثامن: وجوب إحسان الظن بالله تعالى وبخاصة عند الموت

- ‌المبحث التااسع: تخيير الأنبياء عند الموت

- ‌المبحث العاشر: الأعمال بالخواتيم

- ‌المطلب الأول: الأدلة على أن الأعمال بالخواتيم

- ‌المطلب الثاني: حسن الخاتمة وأبرز علاماتها

- ‌المطلب الثالث: سوؤ الخاتمة وأبرز أسبابها

- ‌الخاتمة

- ‌مصادر ومراجع

الفصل: ‌ تعريف الاحتضار

‌التمهيد

1-

‌ تعريف الاحتضار

ـ الموت ـ الوفاة.

2-

الموت حق لازم لكل مخلوق.

تعريف الاحتضار:

الحضور: نقيض المغيب والغيبة، يقال: حَضَر الرجل يَحْضُرُ حُضُوراً وحِضَارة، ويعدّى فيقال: حَضَرَه، يَحْضُرُهُ، وأحْضَرَ الشيء وأَحْضَرَه إياه، وكان ذلك بِحَضْرَةِ فلان وحِضْرَته وحُضْرَتِهِ، وحَضَرِه ومَحْضَرِه، وكلّمته بِحَضْرَةِ فُلان وبمَحْضَرٍ منه، أي بمشهد منه.

وحَضْرَةُ الرجل: قُرْبه وفِناؤه، والحَضْرة: قرب الشيء، يقال: أُكْرِم فلانُ بِحَضْرة فلان وبمَحْضَرِه، ويقال: حَضَرَت الصَلاة.

ورجل حَضِرٌ وحَضُرٌ: يتحيّن طعام الناس حتى يَحْضُرَه، تقول العرب: اللبن مُحْتضِرٌ ومَحْضُوْرٌ فَغَطِّه: أي كثير الآفة، يعني يحتضره الجنّ والدواب وغيرها.

وقوله تعالى: {وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} 1 أي: أعوذ بك من حضور الشياطين في شيء من أمري2.

وحضره الهمُّ واحْتضره وتَحَضّرَه إذا نزل به.

وحُضِر المريض واحْتُضِرَ إذا نزل به الموت3.

نخلص مما سبق إلى أن الاحتضار هو حضور الموت ونزوله بالعبد.

1 سورة (المؤمنون) ، الآية 98.

2 انظر تفسير القرآن العظيم 3/247.

3 انظر لسان العرب 1/658، 659.

ص: 71

يستوفي مُدَد آجالهم في الدنيا، وقيل يستوفي تمام عددهم إلى يوم القيامة1.

الموت حق لازم لكل مخلوق:

حضور الموت ووقوعه حق لازم لكل مخلوق؛ لقوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} 2، وقوله تعالى:{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ} 3 وقوله سبحانه: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} 4، وخاطب الله تعالى محمداً صلى الله عليه وسلم بقوله:{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} 5، وقوله:{وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} 6، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال”أعوذ بعزتك الذي لا إله إلا أنت الذي لا يموت، والإنس والجن يموتون”7.

وللموت وقت محدود عند الله تعالى لا يستطيع أحد من المخلوقات مجاوزته، فإنه مدركه لا محالة، وملاقيه أين كان، قال تعالى {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَاباً مُؤَجَّلاً} 8، وقال جل وعلا:{أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} 9، وقال سبحانه: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا

1 انظر لسان العرب 3/960، 961.

2 سورة القصص، الآية 88.

3 سورة الرحمن، الآيتان 26 وَ 27.

4 سورة آل عمران، الآية 185.

5 سورة الزمر، الآية 30.

6 سورة الأنبياء، الآية 34.

7 رواه البخاري، كتاب التوحيد، باب (7) ح 7383.

8 سورة آل عمران، الآية 145.

9 سورة النساء، الآية 77.

ص: 72