الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[فصل في الإيمان بالله] [
الإيمان بما وصف الله به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم]
فصل في الأصل الأول وهو أصل الأصول كلها وأعظمها وأهمهما وعليه تنبني جميع الأصول والعقائد وهو: الإيمان بالله. قال المصنف رحمه الله ومن الإيمان بالله: الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه، وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، من غير تحريف (1) ولا تعطيل (2) . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
(1) التحريف معناه تغيير ألفاظ الأسماء والصفات أو تغيير معانيها، كقول الجهمية في "استوى": استولى، وكقول بعض المبتدعة: إن معنى الغضب في حق الله إرادة الانتقام، وأن معنى "الرحمة" كذلك إرادة الإنعام، وكل هذا تحريف. فقولهم في "استوى" استولى من تحريف اللفظ. وقولهم:"الرحمة" إرادة الأنعام و"الغضب" إرادة الانتقام من تحريف المعنى. والقول الحق أن معنى الاستواء الارتفاع والعلو كما هو صريح لغة العرب، وجاء به القرآن ليدل على أن معناه الارتفاع والعلو على العرش على وجه يليق بجلال الله وعظمته، وكذا الغضب والرحمة صفتان حقيقيتان تليقان بجلال الله وعظمته كسائر الصفات الواردة في القرآن والسنة.
(2)
التعطيل معناه سلب الصفات ونفيها عن الله تعالى، وهو مأخوذ من قولهم (جيد معطل) أي خال من الحلي، فالجهمية وأشباههم قد عطلوا الله عن صفاته؛ فلذلك سموا بالمعطلة، وقولهم هذا من أبطل الباطل؛ إذ لا يعقل وجود ذات بدون صفات، والقرآن والسنة متظافران على إثبات هذه الصفات على وجه يليق بجلال الله وعظمته.
ولا تكييف (1) ولا تمثيل (2) بل يؤمنون بأن الله سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه، ولا يحرفون الكلم عن مواضعه، ولا يلحدون في أسماء الله وآياته، ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه؛ لأنه سبحانه لا سمي له، ولا كُفُؤَ له،
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
(1) التكييف معناه: بيان الهيئة التي تكون عليها الصفات، فلا يقال: كيف استوى؟ كيف يده؟ كيف وجهه؟ ونحو ذلك؛ لأن القول في الصفات كالقول في الذات، يحتذى حذوه ويقاس عليه، فكما أن له ذاتًا ولا نعلم كيفيتها، فكذلك له صفات ولا نعلم كيفيتها؛ إذ لا يعلم ذلك إلا هو مع إيماننا بحقيقة فعناها.
(2)
أما التمثيل فمعناه: التشبيه، فلا يقال: ذات الله مثل ذواتنا أو شبه ذواتنا، وهكذا فلا يقال في صفاته: إنها مثل صفاتنا أو شبه صفاتنا، بل على المؤمن أن يلتزم قوله تعالى:"ليس كمثله شيء "، و " هل تعلم له سميًا " والمعنى: لا أحد يساميه؛ أي يشابهه.
فائدة ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: قال: إذا قال لك المؤول: معنى الغضب إرادة الانتقام، والرحمة إرادة الأنعام، فقل له: وهل هذه الإرادة تشبه إرادة المخلوق، أم أنها إرادة تليق بجلاله وعظمته، فإن قال الأول: فقد شبه، وإن قال الثاني فقل: ولم لا تقول: رحمة وغضب يليقان بجلاله وعظمته، وبذلك تحجه وتخصمه.