الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أ - البدعة:
- قال الطرطوشي: أصل هذه الكلمة من الاختراع وهو الشيء يحدث من غير أصل سبق ولا مثال احتذي ولا ألف مثله ومنه قوله- تعالى-: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [سورة البقرة، الآية: 117 [وقوله: {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ} [سورة الأحقاف، الآية: 9]. أي لم أكن أول رسول إلى أهل الأرض وهذا الاسم يدخل فيما تخترعه القلوب وفيما تنطق به الألسنة وفيما تفعله الجوارح (1).
والبدعة هي زيادة في الدين لم يشرعه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم وهي بريد الكفر والبدعة شر من المعصية الكبيرة لأن العاصي يفعل المعصية وهو يعلم أنها معصية فيتوب منها بخلاف المبتدع فإنه يفعل البدعة يعتقدها دينا يتقرب بها إلى الله فلا يتوب منها والبدع تقتضي على السنن كما قال ابن عباس: ما من عام إلا تظهر فيه بدعة وتموت فيه سنة تظهر البدع وتموت السنن (2).
(1) الحوادث والبدع ص / 40.
(2)
الحوادث والبدع ص / 44.
والبدعة تباعد عن الله وتوجب غضبه وعقابه وتسبب زيغ القلوب وفسادها.
ولا شك أن مسلك المبتدع في تحليل ما يحرم وتحريم ما يحل من غير سند شرعي وفي دعوة الناس إلى بدعته هو بعينه مسلك الذين اغتصبوا لأنفسهم حق التشريع الذي لا يكون إلا لله.
- قال الإمام أحمد: أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله والاقتداء بهم وترك البدع وكل بدعة ضلالة.
- وقال الإمام مالك: من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً خان الرسالة لأن الله يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [سورة المائدة، الآية: 3]. فما لم يكن يؤمئذ ديناً لا يكون اليوم ديناً (1).
وفي الحديث عن عائشة رضي الله عنه قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا ما ليس
(1) البدعة لسليم الهلالي ص / 16.
منه فهو رد» وفي رواية: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد» (1).
ونحن نعلم كما مر معنا أن العبادة لا تكون مقبولة إلا بشرطين الإخلاص والمتابعة فإذا ابتدع الإنسان فإن بدعته وعمله مردود عليه ولا يقيم الله له وزنا بل يجعله هباء منثورا ومن أتى بالبدعة قد يكون رد أمر الله لأنه نصب نفسه مضاهيا لأحكم الحاكمين فشرع في الدين ما لم يأذن به الله.
ولو نظرنا إلى الآثار التي تنتج عن البدعة لوجدنا أن واحدة منها كافية في الضرر البالغ على الأعمال لأن البدع أو البدعة:
1 -
سبب للهلاك لأنها تقود إلى ترك السنة.
2 -
البدعة بريد الكفر لأن المبتدع نصب نفسه مشرعا ولله ندا فاستدرك على أحكم الحاكمين.
3 -
أن البدعة تفتح باب الخلاف على مصراعيه وهو باب ضلالة.
4 -
أن عمل المبتدع مردود عليه كما مر في الحديث.
(1) سبق تخرجه ص / 47.