الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثاني
نصوص السنة في تعظيم التوحيد وبيان مكانته
لقد رفع الرسول صلى الله عليه وسلم، مكانه التوحيد واهتم بمقامه ودليل ذلك ذكره لأمر التوحيد وهو في مرض موته عليه السلام، حيث قال:«لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» (1).
ومما يدل من السنة على أهمية التوحيد أن المصطفى عليه الصلاة والسلام دعا إليه عشر سنين وذلك في مكة بين الكفار وكان يقول لهم: «قولوا لا إله إلا الله تفلحوا» (2).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «وقد كان النبي، صلى الله عليه وسلم، يحقق هذا التوحيد لأمته ويحسم عنهم مواد الشرك
(1) سبق تخريجه انظر ص / 21 رقم / 3.
(2)
أخرجه الإمام أحمد في المسند ج / 4ص / 63وج / 5ص / 371.
إذ هذا تحقيق قولنا لا إله إلا الله فإن الإله هو الذي تألهه القلوب لكمال المحبة والتعظيم والإجلال والإكرام والرجاء والخوف» (1).
وأما الأحاديث الدالة على أهمية التوحيد فكثيرة نذكر منها ما يلي:
1 -
عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: «بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم» (2).
2 -
ومما يدل على أهمية التوحيد أن المصطفى عليه الصلاة والسلام كان يستفتح يومه بالتوحيد حيث يقرأ في ركعتي الفجر بسورتي الكافرون والإخلاص، ويختم أيضاً بالتوحيد حيث كان يقرأ في الشفع والوتر بسورة الكافرون والإخلاص (3).
(1) الفتوى ج / 1،ص / 136.
(2)
أخرجه الإمام أحمد في المسند ج / 2ص / 50،90 وابن أبس شيبة في مصنفه ج / 7ص / 150 وصححه الألباني في الإرواء ج / 5ص / 109 وفي صحيح الجامع رقم 2831.
(3)
وقد ورد ذلك بأحاديث صحيحة فانظر صحيح مسلم بشرح النووي ج / 6ص / 5 رقم 726.
3 -
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مرين وروح منه، والجنة حق والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل» (1).
4 -
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذا نحو أهل اليمن قال: «أنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فلكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله افترض عليهم. .» الحديث (2).
5 -
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معاذ: أتدري ما حق الله على العباد؟ قلت الله ورسوله أعلم قال: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا
(1) أخرجه البخاري في كتاب الأنبياء باب / 47ح رقم 3435ج / 6ص / 474 (الفتح) وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان باب / 9ج / 1ص / 310 (النووي).
(2)
أخرجه البخاري في كتاب التوحيد باب / 1ج / 13ص / 347ح رقم (الفتح) وأخرجه مسلم بنحوه في كتاب الإيمان باب / 7ج / 1ص / 272ح رقم 29.
أتدري ما حقهم عليه قال: الله ورسوله أعلم قال: أن لا يعذبهم» (1)
6 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنا قعودًا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم معنا أبو بكر وعمر في نفر فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، من بين أظهرنا فأبطأ علينا وخشينا أن يقتطع دوننا، وفزعنا فقمنا، فكنت أول من فزع، فخرجت ابتغي رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أتيت حائطًا للأنصار لبني النجار، فدرت به هل أجد له بابًا فلم أجد، فإذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجة (والربيع الجدول) فاحتفزت كما يحتفز الثعلب، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أبو هريرة فقلت: نعم يا رسول الله. قال: ما شأنك؟ قلت: كنت بين أظهرنا فقمت فأبطأت علينا، فخشينا أن تقتطع دوننا ففزعنا فكنت أول من فزع، فأتيت هذا الحائط فاحتفزت كما يحتفز الثعلب وهؤلاء الناس ورائي فقال: «يا أبا هريرة وأعطاني نعليه قال: اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من
(1) أخرجه البخاري في كتاب التوحيد باب / 1ح رقن7373جـ / 13ص / 347ومسلم في كتاب الإيمان باب / 10ح رقم / 50جـ / 1ص / 319.
وراء هذا الحائط يشهد ان لا إله إلا الله مستيقنًا بها قلبه فبشره بالجنة» فكان أول من لقيت عمر فقال: ما هاتان النعلان يا أبا هريرة فقلت: هاتان نعلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعثني بهما من لقيت يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا بها قلبه بشرته بالجنة فضرب عمر بيده بين ثديي فخررت لإستي (1) فقال ارجع يا أبا هريرة فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأجهشت بكاء وركبني عمر فإذا هو على أثري فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:«مالك يا أبا هريرة؟» قلت: لقيت عمر فأخبرته بالذي بعثني به فضرب بين ثديي ضربة خررت لإستي قال: «ارجع» فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم، «يا عمر ما حملك على ما فعلت؟» قال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي أبعثت أبا هريرة بنعليك من لقي يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا بها قلبه بشره بالجنة قال: «نعم» .
قال: فلا تفعل فإني أخشى أن يتكل الناس عليها فخلهم يعملون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، «فخلهم» (2).
(1) لإستي: قال النووي في شرح الحديث اسم من أسماء الدبر.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان باب / 10رقم52جـ / 1ص / 320 (نووي).
7 -
في حديث وفد عبد القيس لما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم، قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ قالوا الله ورسوله أعلم. قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وأقام الصلاة» الحديث (1).
8 -
وأيضاً حديث جبريل حيث سأل الرسول صلى الله عليه وسلم، عن الإسلام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«الإسلام أن تعبد الله وحده ولا تشرك به شيئًا وتقيم الصلاة» الحديث (2).
9 -
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من خير، ويخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير» (3).
****
(1) أخرجه البخاري في كتاب الإيمان باب / 40حرقم53جـ / 1ص / 129.
(2)
أخرجه البخاري في كتاب الإيمان باب / 37حرقم50جـ / 1ص / 114.
(3)
أخرجه البخاري في كتاب الإيمان باب / 33حرقم44جـ1ص / 103.