الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5187 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ:«كُنَّا نَتَّقِي الكَلَامَ وَالِانْبِسَاطَ إِلَى نِسَائِنَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، هَيْبَةَ أَنْ يَنْزِلَ فِينَا شَيْءٌ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم تَكَلَّمْنَا وَانْبَسَطْنَا» .
82 - بَابُ {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم: 6]
5188 -
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَهِيَ مَسْئُولَةٌ، وَالعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ» .
83 - بَابُ حُسْنِ المُعَاشَرَةِ مَعَ الأَهْلِ
5189 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: جَلَسَ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً، فَتَعَاهَدْنَ وَتَعَاقَدْنَ أَنْ لَا يَكْتُمْنَ مِنْ أَخْبَارِ أَزْوَاجِهِنَّ شَيْئًا، قَالَتِ الأُولَى: زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ غَثٍّ، عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ: لَا سَهْلٍ فَيُرْتَقَى وَلَا سَمِينٍ فَيُنْتَقَلُ، قَالَتِ الثَّانِيَةُ: زَوْجِي لَا أَبُثُّ خَبَرَهُ، إِنِّي أَخَافُ أَنْ لَا أَذَرَهُ، إِنْ أَذْكُرْهُ أَذْكُرْ عُجَرَهُ وَبُجَرَهُ، قَالَتِ الثَّالِثَةُ: زَوْجِيَ العَشَنَّقُ، إِنْ أَنْطِقْ أُطَلَّقْ وَإِنْ أَسْكُتْ أُعَلَّقْ، قَالَتِ الرَّابِعَةُ: زَوْجِي كَلَيْلِ تِهَامَةَ، لَا حَرٌّ وَلَا قُرٌّ، وَلَا مَخَافَةَ وَلَا سَآمَةَ، قَالَتِ
الخَامِسَةُ: زَوْجِي إِنْ دَخَلَ فَهِدَ، وَإِنْ خَرَجَ أَسِدَ، وَلَا يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ، قَالَتِ السَّادِسَةُ: زَوْجِي إِنْ أَكَلَ لَفَّ، وَإِنْ شَرِبَ اشْتَفَّ، وَإِنِ اضْطَجَعَ التَفَّ، وَلَا يُولِجُ الكَفَّ لِيَعْلَمَ البَثَّ. قَالَتِ السَّابِعَةُ: زَوْجِي غَيَايَاءُ - أَوْ عَيَايَاءُ - طَبَاقَاءُ، كُلُّ دَاءٍ لَهُ دَاءٌ، شَجَّكِ أَوْ فَلَّكِ أَوْ جَمَعَ كُلًّا لَكِ، قَالَتِ الثَّامِنَةُ: زَوْجِي المَسُّ مَسُّ أَرْنَبٍ، وَالرِّيحُ رِيحُ زَرْنَبٍ، قَالَتِ التَّاسِعَةُ: زَوْجِي رَفِيعُ العِمَادِ، طَوِيلُ النِّجَادِ، عَظِيمُ الرَّمَادِ، قَرِيبُ البَيْتِ مِنَ النَّادِ، قَالَتِ العَاشِرَةُ: زَوْجِي مَالِكٌ وَمَا مَالِكٌ، مَالِكٌ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكِ، لَهُ إِبِلٌ كَثِيرَاتُ المَبَارِكِ، قَلِيلَاتُ المَسَارِحِ، وَإِذَا سَمِعْنَ صَوْتَ المِزْهَرِ، أَيْقَنَّ أَنَّهُنَّ هَوَالِكُ، قَالَتِ الحَادِيَةَ عَشْرَةَ: زَوْجِي أَبُو زَرْعٍ، وَمَا أَبُو زَرْعٍ، أَنَاسَ مِنْ حُلِيٍّ أُذُنَيَّ، وَمَلَأَ مِنْ شَحْمٍ عَضُدَيَّ، وَبَجَّحَنِي فَبَجِحَتْ إِلَيَّ نَفْسِي، وَجَدَنِي فِي أَهْلِ غُنَيْمَةٍ بِشِقٍّ، فَجَعَلَنِي فِي أَهْلِ صَهِيلٍ وَأَطِيطٍ، وَدَائِسٍ وَمُنَقٍّ، فَعِنْدَهُ أَقُولُ فَلَا أُقَبَّحُ، وَأَرْقُدُ فَأَتَصَبَّحُ، وَأَشْرَبُ فَأَتَقَنَّحُ، أُمُّ أَبِي زَرْعٍ، فَمَا أُمُّ أَبِي زَرْعٍ، عُكُومُهَا رَدَاحٌ، وَبَيْتُهَا فَسَاحٌ، ابْنُ أَبِي زَرْعٍ، فَمَا ابْنُ أَبِي زَرْعٍ، مَضْجَعُهُ كَمَسَلِّ شَطْبَةٍ، وَيُشْبِعُهُ ذِرَاعُ الجَفْرَةِ، بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ، فَمَا بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ، طَوْعُ أَبِيهَا، وَطَوْعُ أُمِّهَا، وَمِلْءُ كِسَائِهَا، وَغَيْظُ جَارَتِهَا، جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ، فَمَا جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ، لَا تَبُثُّ حَدِيثَنَا تَبْثِيثًا، وَلَا تُنَقِّثُ مِيرَتَنَا تَنْقِيثًا، وَلَا تَمْلَأُ بَيْتَنَا تَعْشِيشًا، قَالَتْ: خَرَجَ أَبُو زَرْعٍ وَالأَوْطَابُ تُمْخَضُ، فَلَقِيَ امْرَأَةً مَعَهَا وَلَدَانِ لَهَا كَالفَهْدَيْنِ، يَلْعَبَانِ مِنْ تَحْتِ خَصْرِهَا بِرُمَّانَتَيْنِ، فَطَلَّقَنِي وَنَكَحَهَا، فَنَكَحْتُ بَعْدَهُ رَجُلًا سَرِيًّا، رَكِبَ شَرِيًّا، وَأَخَذَ خَطِّيًّا، وَأَرَاحَ عَلَيَّ نَعَمًا ثَرِيًّا، وَأَعْطَانِي مِنْ كُلِّ رَائِحَةٍ زَوْجًا، وَقَالَ: كُلِي أُمَّ زَرْعٍ وَمِيرِي
أَهْلَكِ، قَالَتْ: فَلَوْ جَمَعْتُ كُلَّ شَيْءٍ أَعْطَانِيهِ، مَا بَلَغَ أَصْغَرَ آنِيَةِ أَبِي زَرْعٍ، قَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ» قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامٍ، «وَلَا تُعَشِّشُ بَيْتَنَا تَعْشِيشًا» قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ:" وَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَأَتَقَمَّحُ بِالْمِيمِ وَهَذَا أَصَحُّ".
5190 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:«كَانَ الحَبَشُ يَلْعَبُونَ بِحِرَابِهِمْ، فَسَتَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَنْظُرُ، فَمَا زِلْتُ أَنْظُرُ حَتَّى كُنْتُ أَنَا أَنْصَرِفُ» ، فَاقْدُرُوا قَدْرَ الجَارِيَةِ الحَدِيثَةِ السِّنِّ، تَسْمَعُ اللَّهْوَ.
(حديث أم زرع): أفرد شرحه بالتصنيف خلائق آخرهم القاضي عياض.
(حدثنا عيسى بن يونس): أكثر الرواة عنه وقفوه إلا أحمد بن داود الحراني، فإنه رواه عنه فقال في أوله:"عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم".
وأخرجه النسائي وغيره من أوجه أخرى مرفوعًا.
قال ابن حجر (1): ويقوي رفعه: أن قوله في آخره: "كنت لك كأبي زرع لأم زرع"، متفق على رفعه، وذلك يقتضي أن يكون صلى الله عليه وسلم سمع القصة وعرفها فأقرها فيكون كله مرفوعًا من هذه الحيثية.
(جلس إحدى عشرة امرأة)، زاد الزبير بن بكار:"من أهل اليمن".
(قالت الأولى): اسمها "مهدر بنت أبي مهزومة".
(زوجي لحم جمل غث): بالجر صفة جمل، وبالرفع صفة لحم، وهو بفتح المعجمة وتشديد المثلثة:"الهزيل"، لأنه يستغث من هزاله،
أي: يستكره من قولهم: غث الجرح سال قيحًا، واستغثه صاحبه، وكثر استعماله في مقابلة السمين.
(على رأس جبل)، زاد الترمذي:"وعر"، وللزبير بن بكار:"وعث"، وهو أوفق للسجع، والوعث بمثلثة: الصعب المرتقى، بحيث يشق فيه المشي، ويصعب التخلص منه، والوعر الكثير الضجر الشديد الغلظة، يصعب الرقي إليه.
(لا سهل): بالفتح بلا تنوين، وبالرفع على تقدير هو، وبالجر صفة، وللنسائي:"لا سهلًا" بالتنوين، وله أيضًا:"لا بالسهل"، وكذا "ولا سمين" بالخمسة.
(فيرتقى) أي: يصعد فيه.
(ولا سمين فينتقل): بمعنى ينقل، أي: بهزاله لا يرغب فيه أحد فينقله إليه، ولأبي عبيد:"فينتقي" وهو أوفق للسمع، أي: ليس له نقي يستخرج، والنقي والمخ، وقد كثر استعماله في اختيار الجيد من الرديء. قال عياض: فيه تشبيه شيئين بشيئين، شبهت زوجها باللحم الغث، وشبهت سوء خلقه بالجبل الوعر، ثم فسرت ما أحملت فكأنها قالت: لا الجبل سهل فلا يشق ارتقاؤه لأخذ اللحم، ولو كان هزيلًا لأن الشيء المزهود فيه قد يؤخذ إذا وجد بغير نصب، ولا اللحم سمين فيتحمل المشقة في صعود الجبل لأجل محصيله وشبهته بلحم الجمل دون غيره من اللحوم، لأنه ليس في اللحوم أشد غثاثة منه، لأنه يجمع خبث الطعم وخبث الريح.
(قالت الثانية): لم تسم.
(زوجي لا أبث خبره): بالموحدة، ثم الثلثة أي: لا أظهر حديثه، وروي:"أنث" بالنون، وهو ذكر خبر الشر، وللطبراني. "لا أثم".
(إني أخاف أن لا أذره) أي: أن لا أترك شيئًا من خيره، فالضمير
للخبر، إذ أنَّه لطوله وكثرته أن بدأته لم أقدر على تكميله، فاكتفي بالإشارة إلى معايبه خشية أن يطول الخطب بإيراد جميعها، وقيل: الضمير للزوج، أي: أخاف أن لا أقدر على تركه لعلاقتي به وأولادي منه، فاكتفت بالإشارة إلى أن له معايب وفاء بما التزمته من الصدق وسكتت عن تفسيرها للمعنى الَّذي اعتذرت به.
(إن أذكره أذكر عجره وبجره): بضم العين المهملة أول الأول، والموحدة أولى الثاني، وفتح الجيم فيهما جمع "عجرة وبجرة" بسكون الجيم، فالأولى تعقد العصب والعروق في الجسد حتَّى تصير ناتئة، والثانية كذلك، إلا أنها مختصة بالتي في البطن، وقيل: العجرة نفخة في الظهر، والبجرة نفخة في السرة.
وقيل: العجر: العقد في البطن واللسان، والبجر: العيوب، وقيل: العجر في البطن والجنب، والبجر في السرة، هذا أصلهما، ثم استعملا في الهوم والأحزان، وفي المعايب.
قال الخطابي: أرادت عيوبه الظاهرة وأسراره الكامنة.
(قالت الثالثة): اسمها "كبشة بنت الأرقم".
(زوجي العشنق): بفتح المهملة ثم المعجمة ثم النون المشددة وقاف الطويل المذموم الطويل، وقيل: القصير وهو من الأضداد. وقيل: السيء الخلق، وقيل: المقدام الجريء الشرس، وقيل: هو الطويل النجيب الَّذي يملك أمر نفسه ولا تحكم النساء فيه، بل يحكم فيهن بما شاء فزوجته تهابه أن تنطق بحضرته، فهي تسكت على مضض.
قال الزمخشري: وهي من الشكاية البليغة.
(إن أنطق) أي: بحضرته بأمر أراجعه فيه أطلق.
(وإن أسكت أعلق): أن أكون عنده معلقة لا ذات روح فأنتفع به، ولا مطلقة، زاد ابن السكيت بعده:"على حد السنان المذلق" بفتح المعجمة وتشديد اللام، أي: المجرد وزنا ومعنى، تشير إلى أنها منه على حذر.
(قالت الرابعة): لم تسم.
(زوجي كليل تهامة): هو مما يضرب به المثل في الحسن، لأنها بلا دجارة وليس فيها رياح باردة، فإذا كان الليل كان وهج الحر ساكنًا فيطيب الليل لأهلها بالنسبة لما كانوا فيه من أذى حر النهار، ولهذا قالت:"لا حر ولا قر) أي: شدة برد، وللنسائي بدله: "ولا برد"، وهما بالفتح بلا تنوين، ولأبي عبيد بالرفع منونا.
(ولا مخافة ولا سآمة) أي: ملل، زاد الهيثم:"ولا وخامة" بخاء معجمة، أي: ثقل، زاد الزبير:"والغيث غيث عمامة"، والحاصل أنها وصفت زوجها بطيب العشرة وحسنها واعتدال الحال وسلامة الباطن وعدم الشر فلا تخاف أذاه، وعدم السآمة منها أو منه لحسن عشرته ولين جانبه وخفة وطأته.
(قالت الخامسة): اسمها "حبي" بضم المهملة وتشديد الموحدة مقصور: بنت علقمة.
(زوجي إن دخل فهد): بفتح الفاء وكسر الهاء، أي: فعل فعل الفهود، وشبهته بالفهد في لينه وغفلته مدحًا، لان الفهد يوصف بالحياء وقلة الشر وكثرة النوم.
(وإذا خرج أسد): بفتح أوله وكسر السين، أي: فعل فعل الأسود من الشهامة والصرامة بين الناس.
(ولا يسأل عما عهد) أي: أنَّه كثير الكرم شديد التغاضي، لا يتفقد ما ذهب من بيته من مال أو طعام، وقيل: إنها أرادت الذم، وهو أنَّه يثب عليها بالجِماع لغلظ طباعه وليس عنده ما عند الناس من المداعبة والملاعبة قبله، أو بالضرب والبطش، وإذا خرج على الناس كان أمره أشد من الجرأة والإقدام، ولا يتفقد حالها وحال بيتها ولا يحتاج إليه.
والأكثر شرحوه على المدح، ووقع في رواية الزبير بن بكار مقلوبًا:"إذا دخل أسد، وإذا خرج فهد"، فإن صح فالمراد: أنَّه إذا خرج إلى الناس كان في غاية الرزانة والوقار وحسن السمت، وإذا دخل منزله كان متفضلًا مواسيًا، لأن الأسد وصف بأنه إذا افترس أكل من فريسته
بعضًا، وترك الباقي لمن حوله من الوحوش، ولم يهاوشهم عليها، وزاد:"ولا يرفع اليوم لغد" أي: لا يدخر ما حصل عنده اليوم من أجل الغد، كناية عن جوده، وهو يؤيد إرادة المدح.
(قالت السادسة): اسمها (
…
) بنت أوس بن عبد.
(زوجي إن أكل لف) أي: استقصى ما قدم إليه، فلا يترك منه شيئًا، وروي:"رف" بالراء بمعناه، وللنسائي:"اقتف" بقاف ومثناة أي: جمع واستوعب.
(وإذا شرب اشتف) أي: استقصى، مأخوذ من الشفافة بالضم والتخفيف، وهي: البقية تبقى في الإناء، فإذا شربها الَّذي شرب الإناء قيل: اشتفها، وروي بمهملة وهي بمعناها.
(وإن اضطجع التف) أي: رقد وحده، وتلفف بكساه وانقبض عن أهله إعراضًا.
زاد النسائي بعد هذه: "وإذا ذبح اغتث" أي: تحرى الغث وهو الهزيل.
(ولا يولج الكف ليعلم البث) أي: لا يمد يده إليها ليعلم ما بها من حزن أو مرض أو أمر مكروه لقلة شفقته عليها.
(قالت السابعة): اسمها "هند".
(زوجي غياياء): بفتح المعجمة وتحتيتين خفيفتين.
(أو عياياء): بمهملة: شك من عيسى بن يونس، وللنسائي من طريق غيره الجزم بالأول، وهو مأخوذ من الغي ضد الرشد، وهو المنهمك في الشر، والثاني من العي، وهو الَّذي تعييه مباضعة النساء.
(طباقاء): هو الأحمق، وقيل: الثقيل الصدر عند الجماع، ينطبق صدره على صدر المرأة فيرتفع عجزه عنها، وهو مذموم عند النساء.
(كل داء له داء) أي: كل ما تفرق من الناس من المعايب
موجود فيه، وخبر "كل" جملة " له داء"، أو "داء"، و"له" صفة ما قبله.
(شجك): بمعجمة وجيم مشددة، أي: جرحك في رأسك. زاد ابن السكيت: "أوبحك" بموحدة وجيم، أي: طعنك.
(أو فلك): بفاء ولام مشددة، أي: جرح جسدك.
(أو جمع كلًّا لك): المراد أنَّه ضروب للنساء، فإذا ضرب فإما أن يشج رأسها أو يجرح جسدًا أو يجمع الأمرين معًا، وفي رواية الزبير:"إن حدثته سبك، وإن مازحته فلك، وإلا جمع كُلًا لك".
(قالت الثامنة): اسمها "عمرة بنت عمرو".
(زوجي المس مس أرنب): هي دويبة لينة المس ناعمة الوبر.
(والريح ريح زرنب): بزاي أوله: نبت طيب الريح، واللام فيهما نائبة عن الضمير، وصفت لين جسده وطيب رائحته، أو كنت بذلك عن حسن خلقه وجميل عشيرته، زاد النسائي:"وأنا أغلبه والناس يغلب"، فوصفته مع جميل عشرته لها وصبره عليها بالشجاعة، فهو احتراس في غاية الحسن.
(قالت التاسعة): اسمها "كمثة".
(زوجي رفيع العماد) أي: عالي البيت كناية عن الشرف، فإن الأشراف كانوا يعلون بيوتهم ويضربونها في المواضع المرتفعة ليقصدهم الطارقون والوافدون.
(طويل النجاد): بكسر النون وتخفيف الجيم: حمائل السيف، كناية عن طول القامة، وكانت العرب تمدح بذلك وتذم بالقصر.
(عظيم الرماد): كناية عن كونه مضيافًا.
(قريب البيت من الناد): أله النادي، فحذفت الياء للسجع، وهو مجلس القوم، وكذلك بيوت الأشراف يمين مجاس القوم لتسهل مراجعتهم في الأمور ومشاورتهم.
زاد الزبير: "لا يشبع ليلة يضاف ولا ينام ليلة يخاف".
(قالت العاشرة): اسمها "حُبَّى بنت كعب".
(زوجي مالك وما مالك): استفهام تعظيم وتفخيم، أي: أنَّه أمر عظيم لا يعبر عنه.
(مالك خير من ذلك) أي: أنَّه أعظم مما ذكر به من خير، أو إلى ما استذكره به، أو إلى ما تقدم من الثناء على الذين قبله.
(له إبل كثيرات البارك): بفتح أوله، جمع "مبرك"، بفتحتين: موضع بروك الإبل.
(قليلات المسارح): جمع "مسرح": وهو الموضع الَّذي تطلق لترعى فيه إشارة إلى كثرة ضيفانه واستعداده لهم، فهي باركة حول بيته ليذبح منها عند مفاجأة الضيف، ولا يوجه منها إلى السارح إلا قليلًا.
(وإذا سمعن صوت المزهر): بكسر الميم وسكون الزاي وفتح الهاء: آلة من آلات اللهو، وقيل: دف مربع، وغلط من زعمه بضم الميم وكسر الهاء، قائلًا: إنه الَّذي يوقد النار فيزهرها للضيفان.
(أيقن أنهن هوالك) أي: لما علم من عادته ينحر الإبل لقرى الضيف. زاد ابن السكيت: "وهو إمام القوم في المهالك" أي: الحروب لشجاعته.
(قالت الحادية عشرة): وهي "أم زرع بنت أكيمل بن ساعدة".
(زوجي أبو زرع وما أبو زرع): استفهام تعظيم كما تقدم، وكذا ما بعده.
(أناسى) أي: أثقل حتَّى تدلى واضطرب.
(من حلي): بضم المهملة وكسر اللام.
(أذني): بالتثنية، زاد ابن السكيت:"وفرعيَّ" أي: يديَّ، تعني أنَّه حلى أذنيها ومعصميها.
(وملأ من شحم عضدي)، قال أبو عبيد: لم ترد العضدين وحدهما بل الجسد كله، لأن العضد إذا سمن سمن سائر الجسد.
(وبجحني): بموحدة ثم جيم خفيفة، وللنسائي شديدة ثم مهملة.
(فبجحت): بسكون المثناة، ولمسلم:"فتبجحت".
(إلى نفسي)، قال أبو عبيد: أي فرحها ففرحت. وقال ابن الأنباري: عضمها فعظمت. وقال ابن السكيت: فخرها ففخرت.
وقال ابن أبي أويس: المعنى وسع علمها وترفها.
(وجدني من أهل غنيمة): تصغير "غنم".
(بشق): بكسر المعجمة، قال الخطابي: والصواب فتحها: اسم موضع كانوا فيه. وقال ابن الأنباري: هو بالفتح والكسر: موضع. وقال ابن قتيبة وغيره: هو بالكسر أي: يجهد من العيش كقوله: "بشق الأنفس".
(فجعلني في أهل صهيل) أي: خيل.
(وأطيط) أي: إبل، وهو صوت أعواد المحامل والرجال عليها.
(ودائس): اسم فاعل من الدوس، أي: زرع يداس، أي: يدرس كالقمح والشعير.
(ومُنق) بضم الميم وكسر النون وتشديد القاف، أي: أهل نقيق، وهو أصوات المواشي، وقيل: الدجاج، والمراد: أنَّه نقلها من أهلها أهل الضيق في المعيشة إلى أهل رفاهية وسعة.
(فعنده أقول فلا أقبح) أي: لا يقبح قولي ولا يرد عليّ لإكرامه لها.
(وأرقد فأتصبح) أي: نام الصبحة، وهي نوم أول النهار فلا أوقظ إكرامًا لها أيضًا.
(وأشرب فأتقنح): بالقاف والنون المشددة وحاء مهملة، وبالميم خارج "الصحيحين" بدل النون، وهما بمعنى الري، أي: تشرب حتَّى لا تجد مساغًا. زاد الهيثم: "وآكل فأتمنح" أي: أطعم غيري.
(أم أبي زرع فما أم أبي زرع عكومها): بضم المهملة، جمع "عِكم" بكسرها وسكون الكاف: الأعدل والأحمال التي تجمع فيها الأمتعة.
وقيل: نمط تجعل المرأة فيه ذخيرتها.
(رداح): بكسر الراء وفتحها آخره مهملة: ملأ، أو عظام كثيرة الحشو.
(وبيتها فساح): بفتح الفاء والمهملة خفيفة: واسع، ولأبي عبيد:"فياح" بوزنه ومعناه.
(ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع مضجعة كمسل شطبة): هي الواحدة من سدى الحصير، أي: قدر ما يسيل منها فيبقى مكانه فارغًا كناية عن هيف القد، وأنه ليس ببطين ولا جافى.
(ويشبعه ذراع الجفرة): بفتح الجيم وسكون الفاء: الأنثى من ولد المعز إذا كان ابن أربعة أشهر.
زاد ابن الأنباري: "وترويه فيقة اليعرة" بكسر الفاء وسكون التحتية وقاف: ما يجتمع في الضرع بين الحلبتين، واليعرة بفتح التحتية وسكون المهملة وراء: العناق، أي: أنَّه قليل الأكل والشرب، زاد أيضًا:"ويملس" بمهملة أي: يتبختر في حلق النترة بنون وسكون المثناة: الدرع اللطيفة، أي: أنَّه ملازم لآلة الحرب.
(بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع طوع أبيها وطوع أمها) أي: أنها بارة بهما. زاد الزبير: "وزين أهلها ونسائها" أي: يتجملون بها.
(وملء كسائها) أي: ممتلئة شحما. زاد ابن السكيت: "وصغر ردائها" بكسر المهملة وسكون الفاء، أي: خالٍ فارغ السمن أكتافها، وقيام نهودها، فلا تمس شيئًا من ظهرها ولا من بطنها.
(وغيظ جارتها) أي: ضرتها لحسنها، ولمسلم بدل "وغيظ":"وعقر"، ولغيره:"وغير" من الغيرة، وللهيثم:"وعبر" بمهملة وموحدة: من العبرة، وللنسائي:"وحير" بمهملة وتحتية: من الحيرة، وله أيضًا:"وحين" بالنون أي: هلاك، زاد ابن السكيت:"قباء" بفتح القاف وتشديد الموحدة، أي: ضامرة البطن هضيمة الحشاء، وهو بمعناه:"حائلة الوشاح" أي: يدور وشاحها مضمور بطنها، "عكناء"
أي: ذات أعكان، و"مغماء" بمهملة أي: ممتلئة الجسم، "نجلاء" بنون وجيم أي: واسعة العين، "دعجاء" أي: شديدة سواد العين، "رجاء" بالراء وتشديد الجيم أي: كبيرة الكفل ترتج من عظمه، أو بالزاي أي: مقوسة الحاجبين، "قنواء" أي: محدودبة الأنف، "مونقة" بنون شديدة وقاف، "مفتقة" بوزنه أي: مغذاة بالعيش الناعم. زاد ابن الأنباري: "برود الظل" أي: حسنة العشرة، و"في الإل" أي: العهد، "كريمة الخل": بكسر المعجمة، أي: الصاحب.
(جارية أبي زرع فما جارية أبي زرع لا تبث حديثنا تبثيثًا): بتشديد القاف بعدها مثلثة، أي: لا تسرع في الطعام بالخيانة ولا تذهبه بالسرقة، وضبطه عياض بضم القاف وسكون النون، وضبطه الزمخشري بالفاء المشددة، وللزبير بدله:"ولا تفسد"، وله أيضًا:"ولا تنقل"، ولابن الأنباري:"ولا تغث" بمعجمة ومثلثة، أي: لا تفسد من الغُثة بالضم، وهي: السوسة، وللنسفي:"لا تفشي" من الإفشاش، وهو طلب الأكل من ههنا وههنا، وكلها راجعة إلى معنى الإفساد.
(ولا تملأ بيتنا تعشيشًا): بمهملة، أي: أنها مصلحة للبيت مهتمة بتنظيفه، وبمعجمة: من الغشي، أي: لا تملأه بالخيانة بل هي ملازمة للنصيحة فيما هي فيه، وقيل: هو كناية عن عفة فرجها، أي: أنها لا تملأ البيت وسخًا بأطفالها من الزنا، وقيل عن وصفها بأنها لا تأتيهم بشر ولا نميمة، وللهيثم:"ولا تنجث أخبارنا تنجيثا" بنون وجيم ومثلثة أي: لا تستخرجها.
زاد الحارث بني أبي أسامة والإسماعيلي: "قالت عائشة حتَّى ذكرت كلب أبي زرع"، وزاد الهيثم بن عدي في روايته:"ضيف أبي زرع فما ضيف أبي زرع في شبع وري ورتع، طهاة أبي زرع فما طهاة أبي زرع لا تفتر ولا تعدى تقدح [قدرا] وتنصب أخرى فتلحق الآخرة بالأولى، مال أبي زرع فما مال أبي زرع على الجمم معكوس وعلى العفاة محبوس".
قوله: "طهاة" بضم المهملة: هم الطابخون، و"لا تعدى": لا تصرف، "تقدح" أي: تغرف وتنصب ترفع على النار.
و"الجمم": جمع "جمة": القوم يسألون في الدية، و"معكوس": مردود، و"العفاة": السائلون، و"محبوس": موقوف.
(قالت: خرج أبو زرع)، زاد النسائي:"من عندي".
(والأوطاب تمخض): جمع "وطب"، بالفتح وسكون المهملة: وعاء اللبن.
(لقى امرأة معها ولدان لها كالفهدين)، لابن الأنباري:"كالصقرين" ولغيره: "كالشبلين": إشارة إلى صغر سنهما وشدة خلقهما.
(يلعبان من تحت خصرها برمانتين)، قال أبو عبيد: تريد أنها ذات كفل عظيم، فإذا استلقت ارتفع كفلها بها من الأرض حتَّى يصير تحتها فجوة تجري في الرمانة.
(فطلقني ونكحها)، راد الحارث:"فأعجبته"، وفي بعض طرقه: أنَّه نكحها فلم تزل به حتَّى طلق أم زرع.
(فنكحت بعده رجلًا)، للنسائي:"فاستبدلت، وكل بدل أعور"، وهو مثل معناه: إن البدل من الشيء غالبًا لا يقوم مقام المبدل منه، بل هو دونه، والأعور: المعيب والرديء.
(سريًا): من سراة الناس، أي: شرفائهم.
(ركب شريًا): بمعجمة بوزن ما قبله، أي: فرسًا جبارًا فائقة.
وللحارث: "ركب فرسًا عربيًّا".
(وأخذ خطيًّا): بفتح المعجمة وكسر المهملة المشددة: هو الرمح ينسب إلى الخط موضح بنواحي البحرين تجلب منه الرماح.
(وأراح): أفعل من الرواح، وهو مجيئ الإبل آخر النهار.
(علي نعما ثريا): بمثلثة، أي: كثيرة.
(وأعطاني من كل رائحة): براء وتحتية ومهملة، أي: نعم آتية وقت الرواح، ولمسلم:"ذابحة" أي: من كل شيء يذبح.
(زوجًا) أي: اثنين.