الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإنه ليخفى عليَّ بعض كلامها، فأنزل الله:{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} (1) الآية.
وسَمْعُه تعالى نوعان:
النوع الأول: سَمْعُه لجميع الأصوات الظاهرة والباطنة، الخفيّة والجليّة، وإحاطته التامّة بها.
النوع الثاني: سَمْعُ الإجابة منه للسائلين والداعين والعابدين فيجيبهم ويثيبهم، ومنه قوله تعالى:{إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ} (2)، وقول المصلي ((سمع الله لمن حمده)) أي استجاب.
12 - البصيرُ
الذي أحاط بصره بجميع المُبصِرات في أقطار الأرض والسموات، حتى أخفى ما يكون فيها، فيرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصّماء في الليلة الظلماء، وجميع أعضائها الباطنة والظاهرة، وسريان القوت في
(1) سورة المجادلة، الآية:1.
(2)
سورة إبراهيم، الآية:39.
أعضائها الدقيقة، ويرى سريان المياه في أغصان الأشجار وعروقها، وجميع النباتات على اختلاف أنواعها وصغرها ودقَّتها، ويرى نياط عروق النملة والنحلة والبعوضة وأصغر من ذلك. فسبحان من تحيّرت العقول في عظمته، وسعة متعلقات صفاته، وكمال عظمته، ولطفه، وخبرته بالغيب، والشهادة، والحاضر والغائب، ويرى خائنات الأعين، وتقلبات الأجفان، وحركات الجنان، قال تعالى:{الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (1)، {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} (2)، {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (3)، أي مطَّلع ومحيط علمه وبصره وسمعه بجميع الكائنات (4).
(1) سورة الشعراء، الآيات: 218 - 220.
(2)
سورة غافر، الآية:19.
(3)
سورة البروج، الآية:9.
(4)
الحق الواضح المبين، ص34 - 36، وشرح النونية للهراس، 2/ 72.