المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌31 - الحفيظ - الثمر المجتنى مختصر شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة

[سعيد بن وهف القحطاني]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌1 - الأوَّلُ

- ‌ 2 - والآخِِرُ

- ‌ 3 - والظَّاهِرُ

- ‌ 4 - والباطِنُ

- ‌5 – العَلِيُّ

- ‌ 6 - الأعْلَى

- ‌ 7 - الْمُتَعَالِ

- ‌8 - العَظِيمُ

- ‌9 - المَجِيدُ

- ‌10 - الْكَبِيرُ

- ‌11 - السَّمِيعُ

- ‌12 - البصيرُ

- ‌13 - العَلِيمُ

- ‌ 14 - الخَبِيرُ

- ‌15 - الحَمِيدُ

- ‌16 - العَزيزُ

- ‌17 - القَدِيرُ

- ‌18 - القَادِرُ

- ‌19 - المُقتَدِرُ

- ‌20 - القوِيُّ

- ‌21 - المَتِينُ

- ‌22 - الغَنِيُّ

- ‌23 - الحَكِيمُ

- ‌24 - الْحَلِيمُ

- ‌25 - العَفُوُّ

- ‌ 26 - الغَفُورُ

- ‌ 27 - الغَفَّارُ

- ‌28 - التَّوَّابُ

- ‌29 - الرَّقيبُ

- ‌30 - الشَّهيدُ

- ‌31 - الحَفِيظُ

- ‌32 - اللَّطِيفُ

- ‌33 - القَرِيبُ

- ‌34 - المُجِيبُ

- ‌35 - الوَدُودُ

- ‌36 - الشَّاكِرُ

- ‌ 37 - الشَّكُورُ

- ‌38 - السَّيِّدُ

- ‌ 39 - الصَّمَدُ

- ‌40 - القَاهِرُ

- ‌ 41 - القَهَّارُ

- ‌42 - الجَبَّارُ

- ‌43 - الحَسِيبُ

- ‌44 - الْهَادِي

- ‌45 - الحَكَمُ

- ‌46 - القُدُّوسُ

- ‌ 47 - السَّلامُ

- ‌48 - البَرُّ

- ‌ 49 - الوَهَّابُ

- ‌50 - الرَّحْمَنُ

- ‌ 51 - الرَّحِيمُ

- ‌ 52 - الكَرِيمُ

- ‌ 53 - الأكْرَمُ

- ‌ 54 - الرَّءُوفُ

- ‌55 - الْفَتَّاحُ

- ‌56 - الرَّزَّاقُ

- ‌ 57 - الرَّازِقُ

- ‌58 - الْحَيُّ

- ‌ 59 - الْقَيُّومُ

- ‌60 - نُورُ السَّمَوَاتِِِ وَالأَرْضِِ

- ‌61 - الرَّبُّ

- ‌62 - الله

- ‌63 - المَلِكُ

- ‌ 64 - المَلِيكُ

- ‌ 65 - مَالِكُ المُلْكِِ

- ‌66 - الوَاحِدُ

- ‌ 67 - الأحَدُ

- ‌68 - المُتَكَبِّرُ

- ‌69 - الْخَالِقُ

- ‌ 70 - البَارِئُ

- ‌ 71 - المُصَوِّرُ

- ‌ 72 - الْخَلَاّقُ

- ‌73 - المُؤمنُ

- ‌74 - المُهيمِنُ

- ‌75 - المُحيطُ

- ‌76 - المُقِيتُ

- ‌77 - الوَكيلُ

- ‌78 - ذو الجَلالِ والإكْرَامِ

- ‌79 - جَامِعُ النَّاسِ لِيَومٍ لا رَيْبََ فِيهِ

- ‌80 - بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ

- ‌81 - الكَافي

- ‌82 - الواسِعُ

- ‌83 - الحَقُّ

- ‌84 - الجَميلُ

- ‌85 - الرَّفيقُ

- ‌86 - الحَييُّ

- ‌ 87 - السِّتِّيرُ

- ‌88 - الإلهُ

- ‌89 - القابضُ

- ‌ 90 - الباسِطُ

- ‌ 91 - المُعطي

- ‌92 - المُقَدِّمُ

- ‌ 93 - المُؤَخِّرُ

- ‌94 - المُبينُ

- ‌95 - المنَّانُ

- ‌96 - الوليُّ

- ‌97 - المَوْلَى

- ‌98 - النَّصِيرُ

- ‌99 - الشَّافِي

الفصل: ‌31 - الحفيظ

كانت المراقبة التي هي من أعلى أعمال القلوب هي التعبّد لله باسمه الرقيب الشهيد، فمتى علم العبد أن حركاته الظاهرة والباطنة قد أحاط الله بعلمها، واستحضر هذا العلم في كل أحواله، أوجب له ذلك حراسة باطنة عن كل فكر وهاجس يبغضه الله، وحفظ ظاهره عن كل قول أو فعل يسخط الله، وتعبّد بمقام الإحسان فعَبَدَ اللَّهَ كأنَّهُ يَرَاهُ، فإن لم يكن يراه فإن الله يراه (1).

فإذا كان الله رقيباً على دقائق الخفيَّات، مطَّلعاً على السرائر والنيَّات، كان من باب أولى شهيداً على الظواهر والجليَّات. وهي الأفعال التي تُفْعَل بالأركان: أي الجوارح (2).

‌31 - الحَفِيظُ

قال الله تعالى: {إِنَّ رَبِّي عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ} (3)

(1) الحق الواضح المبين، ص58 - 59.

(2)

شرح القصيدة النونية للهراس، 2/ 88.

(3)

سورة هود، الآية:57.

ص: 40

((للحفيظ)) معنيان:

المعنى الأول: أنه قد حفظ على عباده ما عملوه من خير وشر وطاعة ومعصية؛ فإنَّ علمه محيط بجميع أعمالهم: ظاهرها وباطنها، وقد كتب ذلك في اللَّوح المحفوظ، ووكَّل بالعباد ملائكة كِراماً كاتبين ((يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ)) (1)، فهذا المعنى من حفظه يقتضي إحاطة علم الله بأحوال العباد كلها ظاهرها وباطنها وكتابتها في اللوح المحفوظ وفي الصحف التي في أيدي الملائكة، وعلمه بمقاديرها، وكمالها، ونقصها، ومقادير جزائها في الثواب والعقاب ثم مجازاته عليها بفضله وعدله.

والمعنى الثاني: من معنيي ((الحفيظ)) أنه تعالى الحافظ لعباده من جميع ما يكرهون، وحفظه لخلقه نوعان: عام، وخاص.

النوع الأول: حفظه العام لجميع المخلوقات بتيسيره لها ما يقيتها ويحفظه بنيتها، وتمشي إلى هدايته وإلى مصالحها

(1) سورة الانفطار، الآية:12.

ص: 41

بإرشاده وهدايته العامة التي قال عنها: {أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} (1)، أي هدى كل مخلوق إلى ما قدّر له، وقضى له من ضروراته وحاجاته، كالهداية للمأكل والمشرب والمنكح، والسعي في أسباب ذلك، وكدفعه عنهم أصناف المكاره والمضارّ، وهذا يشترك فيه البَرُّ والفاجر، بل الحيوانات وغيرها، فهو الذي يحفظ السموات والأرض أن تزولا، ويحفظ الخلائق بنعمه، وقد وكّل بالآدمي حفظةً من الملائكة الكرام يحفظونه من أمر الله، أي يدفعون عنه كل ما يضرّه مما هو بصدد أن يضرّه لولا حفظ الله.

والنوع الثاني: حفظه الخاص لأوليائه سوى ما تقدم، يحفظهم عما يضرّ إيمانهم أو يزلزل إيقانهم من الشُّبَهِ والفتن والشهوات، فيعافيهم منها ويخرجهم منها بسلامةٍ، وحفظٍ، وعافيةٍ، ويحفظهم من أعدائهم من الجن والإنس، فينصرهم عليهم ويدفع عنهم كيدهم،

(1) سورة طه، الآية:50.

ص: 42