الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي الكتاب والسنة من ذكر تفريجه للكربات، وإزالته الشدائد، وتيسيره للعسير شيء كثير جداً معروف (1).
86 - الحَييُّ
،
87 - السِّتِّيرُ
هذا مأخوذ من قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله حيي يستحي من عبده إذا مدَّ يديه إليه أن يردهما صفراً)) (2) وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل حليمٌ، حييٌ ستِّيرٌ يُحبّ الحياءَ والستر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر)) (3)، وهذا من رحمته، وكرمه، وكماله، وحلمه أن العبد يجاهره بالمعاصي مع فقره الشديد إليه، حتى أنه لا يمكنه أن يعصي إلا أن يتقوى
(1) الحق الواضح المبين، ص67.
(2)
أخرجه أبو داود في كتاب الوتر، باب الدعاء، برقم 1488، والترمذي في كتاب الدعوات، باب 104، برقم 3556، وابن ماجه في كتاب الدعاء، باب رفع اليدين في الدعاء، برقم 3865، وأحمد في المسند، 5/ 438، والحاكم في المستدرك، 1/ 497، وقال:((إسناده صحيح على شرط الشيخين)). ووافقه الذهبي. وقال أبو عيسى الترمذي: ((هذا حديث حسن غريب)). وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم 1757.
(3)
أخرجه أبو داود في كتاب الحمّام، باب النهي عن التعري، برقم 4012، والنسائي في كتاب الغسل، باب الاستتار عند الاغتسال، برقم 404، وأحمد، 4/ 224، والبيهقي في سننه الكبرى، 1/ 198، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم 1756، وفي إرواء الغليل، برقم 2335.
عليها بنعم ربه، والرب مع كمال غناه عن الخلق كلِّهم من كرمه يستحيي من هتكه وفضيحته وإحلال العقوبة به، فيستره بما يقيض له من أسباب الستر، ويعفو عنه ويغفر له، فهو يتحبب إلى عباده بالنعم وهم يتبغَّضون إليه بالمعاصي، خيره إليهم بعدد اللحظات [نازل]، وشرّهم إليه صاعد، ولا يزال الملك الكريم يصعد إليه منهم بالمعاصي وكل قبيح.
ويستحي تعالى ممن شاب في الإسلام أن يعذبه، وممن يمدّ يديه إليه أن يردّهما صفراً، ويدعو عباده إلى دعائه ويعدهم بالإجابة، وهو الحيي السِّتِّير يحب أهل الحياء والستر، ومن ستر مسلماً ستر الله عليه في الدنيا والآخرة؛ ولهذا يكره من عبده إذا فعل معصية أن يذيعها، بل يتوب إليه فيما بينه وبينه ولا يظهرها للناس، وإن من أمقت الناس إليه من بات عاصياً والله يستره، فيصبح يكشف ستر الله عليه، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا