المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌60 - نور السموات والأرض - الثمر المجتنى مختصر شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة

[سعيد بن وهف القحطاني]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌1 - الأوَّلُ

- ‌ 2 - والآخِِرُ

- ‌ 3 - والظَّاهِرُ

- ‌ 4 - والباطِنُ

- ‌5 – العَلِيُّ

- ‌ 6 - الأعْلَى

- ‌ 7 - الْمُتَعَالِ

- ‌8 - العَظِيمُ

- ‌9 - المَجِيدُ

- ‌10 - الْكَبِيرُ

- ‌11 - السَّمِيعُ

- ‌12 - البصيرُ

- ‌13 - العَلِيمُ

- ‌ 14 - الخَبِيرُ

- ‌15 - الحَمِيدُ

- ‌16 - العَزيزُ

- ‌17 - القَدِيرُ

- ‌18 - القَادِرُ

- ‌19 - المُقتَدِرُ

- ‌20 - القوِيُّ

- ‌21 - المَتِينُ

- ‌22 - الغَنِيُّ

- ‌23 - الحَكِيمُ

- ‌24 - الْحَلِيمُ

- ‌25 - العَفُوُّ

- ‌ 26 - الغَفُورُ

- ‌ 27 - الغَفَّارُ

- ‌28 - التَّوَّابُ

- ‌29 - الرَّقيبُ

- ‌30 - الشَّهيدُ

- ‌31 - الحَفِيظُ

- ‌32 - اللَّطِيفُ

- ‌33 - القَرِيبُ

- ‌34 - المُجِيبُ

- ‌35 - الوَدُودُ

- ‌36 - الشَّاكِرُ

- ‌ 37 - الشَّكُورُ

- ‌38 - السَّيِّدُ

- ‌ 39 - الصَّمَدُ

- ‌40 - القَاهِرُ

- ‌ 41 - القَهَّارُ

- ‌42 - الجَبَّارُ

- ‌43 - الحَسِيبُ

- ‌44 - الْهَادِي

- ‌45 - الحَكَمُ

- ‌46 - القُدُّوسُ

- ‌ 47 - السَّلامُ

- ‌48 - البَرُّ

- ‌ 49 - الوَهَّابُ

- ‌50 - الرَّحْمَنُ

- ‌ 51 - الرَّحِيمُ

- ‌ 52 - الكَرِيمُ

- ‌ 53 - الأكْرَمُ

- ‌ 54 - الرَّءُوفُ

- ‌55 - الْفَتَّاحُ

- ‌56 - الرَّزَّاقُ

- ‌ 57 - الرَّازِقُ

- ‌58 - الْحَيُّ

- ‌ 59 - الْقَيُّومُ

- ‌60 - نُورُ السَّمَوَاتِِِ وَالأَرْضِِ

- ‌61 - الرَّبُّ

- ‌62 - الله

- ‌63 - المَلِكُ

- ‌ 64 - المَلِيكُ

- ‌ 65 - مَالِكُ المُلْكِِ

- ‌66 - الوَاحِدُ

- ‌ 67 - الأحَدُ

- ‌68 - المُتَكَبِّرُ

- ‌69 - الْخَالِقُ

- ‌ 70 - البَارِئُ

- ‌ 71 - المُصَوِّرُ

- ‌ 72 - الْخَلَاّقُ

- ‌73 - المُؤمنُ

- ‌74 - المُهيمِنُ

- ‌75 - المُحيطُ

- ‌76 - المُقِيتُ

- ‌77 - الوَكيلُ

- ‌78 - ذو الجَلالِ والإكْرَامِ

- ‌79 - جَامِعُ النَّاسِ لِيَومٍ لا رَيْبََ فِيهِ

- ‌80 - بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ

- ‌81 - الكَافي

- ‌82 - الواسِعُ

- ‌83 - الحَقُّ

- ‌84 - الجَميلُ

- ‌85 - الرَّفيقُ

- ‌86 - الحَييُّ

- ‌ 87 - السِّتِّيرُ

- ‌88 - الإلهُ

- ‌89 - القابضُ

- ‌ 90 - الباسِطُ

- ‌ 91 - المُعطي

- ‌92 - المُقَدِّمُ

- ‌ 93 - المُؤَخِّرُ

- ‌94 - المُبينُ

- ‌95 - المنَّانُ

- ‌96 - الوليُّ

- ‌97 - المَوْلَى

- ‌98 - النَّصِيرُ

- ‌99 - الشَّافِي

الفصل: ‌60 - نور السموات والأرض

جميع الصفات الذاتية لله: كالعلم، والعزّة، والقدرة، والإرادة، والعظمة، والكبرياء، وغيرها من صفات الذات المقدسة، والقيّوم هو كامل القيّوميّة وله معنيان:

المعنى الأول: هو الذي قام بنفسه، وعظمت صفاته، واستغنى عن جميع مخلوقاته.

المعنى الثاني: هو الذي قامت به الأرض والسموات وما فيهما من المخلوقات، فهو الذي أوجدها وأمدَّها وأعدَّها لكل ما فيه بقاؤها وصلاحها وقيامها، فهو الغنيّ عنها من كل وجه وهي التي افتقرت إليه من كل وجه، فالحيُّ والقيُّوم من له صفة كل كمال وهو الفَعَّالُ لما يريد (1).

‌60 - نُورُ السَّمَوَاتِِِ وَالأَرْضِِ

(2)

قال تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا

(1) الحق الواضح المبين، ص87 - 88، وانظر: شرح النونية للهراس، 2/ 109، وتوضيح المقاصد، 2/ 236.

(2)

انظر: فتاوى ابن تيمية، فقد تكلم كلاماً نفيساً في هذا، 6/ 382 - 396.

ص: 84

شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء} (1)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم لك الحمد، أنت نور السموات والأرض ومن فيهن

)) (2) الحديث.

وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفَعُهُ، يُرفَعُ إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابُهُ النورُ لو كشفه لأحرقت سُبُحات وجهه ما انتهى إليه بصرُهُ من خلقه)) (3).

قال العلاّمة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: من أسمائه جل جلاله ومن أوصافه ((النور)) الذي هو وصفه العظيم، فإنه ذو الجلال والإكرام، وذو البهاء والسبحات الذي لو كشف الحجاب عن وجهه الكريم

(1) سورة النور، آية:35.

(2)

أخرجه البخاري في كتاب الدعوات، باب الدعاء إذا انتبه بالليل، برقم 6317، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، برقم 769.

(3)

أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب في قوله صلى الله عليه وسلم: إن الله لا ينام، برقم 179.

ص: 85

لأحرقت سبحاته ما انتهى إليه بصره من خلقه، وهو الذي استنارت به العوالم كلها، فبنور وجهه أشرقت الظلمات، واستنار به العرش والكرسي والسبع الطباق وجميع الأكوان.

والنور نوعان:

1 -

حسيٌّ كهذه العوالم التي لم يحصل لها نور إلا من نوره.

2 -

ونور معنوي يحصل في القلوب والأرواح بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من كتاب الله وسنة نبيّه. فعلم الكتاب والسُّنَّة والعمل بهما ينير القلوب والأسماع والأبصار، ويكون نوراً للعبد في الدنيا والآخرة:{يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ} (1)، لما ذكر أنه نور السموات والأرض، وسمّى الله كتابه نوراً، ورسوله نوراً، ووحيه نوراً

ثم إن ابن القيم رحمه الله حذّر من اغترار من اغترّ من أهل التصوف، الذين لم يُفَرِّقوا بين نور الصفات وبين

(1) سورة النور، آية:35.

ص: 86

أنوار الإيمان والمعارف؛ فإنّهم لمّا تألّهوا وتعبّدوا من غير فرقان وعلم كامل، ولاحت أنوار التعبد في قلوبهم؛ لأنّ العبادات لها أنوار في القلوب، فظنّوا هذا النور هو نور الذات المقدسة، فحصل منهم من الشطح والكلام القبيح ما هو أثر هذا الجهل والاغترار والضلال.

وأما أهل العلم والإيمان والفرقان فإنهم يُفَرِّقون بين نور الذات والصفات، وبين النور المخلوق الحسي منه والمعنوي، فيعترفون أن نور أوصاف الباري ملازم لذاته لا يفارقها، ولا يحلّ بمخلوق، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً. وأما النور المخلوق فهو الذي تتصف به المخلوقات بحسب الأسباب والمعاني القائمة بها.

والمؤمن إذا كَمُلَ إيمانه أنار الله قلبه، فانكشفت له حقائق الأشياء، وحصل له فرقان يُفَرِّق به بين الحق والباطل، وصار هذا النور هو مادة حياة العبد وقوته على الخير علماً وعملاً، وانكشفت عنه الشبهات القادحة في العلم واليقين، والشهوات الناشئة عن الغفلة والظلمة،

ص: 87